المحرر موضوع: قصائد غير منشورة للشهيد الشيوعي اللبناني جورج حاوي  (زيارة 1501 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل bashar724

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 207
  • الجنس: ذكر
    • MSN مسنجر - bashar724@hotmail.com
    • ياهو مسنجر - bashar724@yahoo.com
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قصائد غير منشورة للشهيد الشيوعي اللبناني جورج حاوي
25-06-2006 / 09:19:47
 
ألا نارا اعذريني وافهميني

لتكتب امنياتي في حياة

إذا في العيد قدمت اعتذارا

كما تبغين مجداً وانتصارا


في اطار أيام إحياء أسبوع الشهيد جورج حاوي، تقام عند السادسة مساء اليوم في بلدة بتغرين، قرب ضريح الشهيد، أمسية شعرية يقرأ فيها الشاعر زاهي وهبي الشهيد جورج حاوي: شهيداً، شهيداً، وشاعراً في قصائد غير منشورة، يرافقه في الأمسية الموسيقي شربل روحانا بإيقاعات موسيقية تعبيرية.
هنا قراءة الشاعر زاهي وهبي، مع قصيدة غير منشورة لجورج حاوي مهداة الى ابنته نارا.
***
كل حالم شاعر بالضرورة، كل ثائر شاعر ايضاً. فحلم الثورة والتغيير يبدأ كقصيدة وإن كان ينتهي أحياناً كتراجيديا مأساوية.
دائماً كنت أرى في جورج حاوي سلوك شاعر ما، أفكاره، مواقفه، خطبه، إنفعالاته، إستقالاته، عوداته، وانحيازه الأكيد لجهة الحرية. انه سلوك الشعراء الذين لديهم المقدرة على المباغتة والادهاش.
أدهشني جورج حاوي في حياته في كل مراحل هذه الحياة منذ تفتحها الواعي في الحزب الشيوعي الى قيادته الحزب ثم اعتراضه على القيادة واعترافه بأخطائها وأخطائه، وحين فعل ولم تفعل، اعترف ولم تعترف، إختار المغادرة طوعاً. غادر الحزب لكن الحزب لم يستطع مغادرته البتة، وان جرب بعضهم ولم يفلح.
إن رمزاً للنضال الوطني والقومي والأممي، ومؤسساً من أبرز مؤسسي المقاومة الوطنية في لبنان، ومناضلاً من قماشة حاوي النادرة النفيسة، لن يموت طريح الفراش أو بمرض عضال. هذا ما كان يعرفه، وما كنا نعرفه أيضاً.
لكن أن يموت هكذا، شهيداً مضرجاً بدمائه على قارعة الحرية في إحدى ساحات بيروت، بعبوة غادرة وضعها سافل أسفل مقعد السيارة. فهذه لحظة مباغتة، قاتلة ومؤلمة مهما كانت متوقعة أو محتملة، فالاحتمال أمر، وحدوثه أمر آخر تماماً.
بقلب شجاع، قلب شاعر إستقبل جورج حاوي الموت. قال لثابت، رفيقه ومرافقه: أنج بنفسك. ثم استشهد كما يليق بالشهداء والنبلاء والشعراء. وغادر قسراً هذه المرة محمولاً على أكف أدهشني في حياته وأدهشني في استشهاده. وأبكاني طبعاً، لكنه أدهشني أيضاً بعيد الاستشهاد، حين فوجئت كما فوجئ كثيرون بان جورج حاوي كان يختلس لحظات لكتابة الشعر كمن يقطف زهرة برية أثناء الحصاد، أو يلثم شفاه حبيبته على خط التماس. يكتب قصائده على دفاتر المؤتمر، على فواتير المطاعم والمقاهي، على أي وريقة أو أقصوصة متاحة، لأنه، وهو الغارق في النضال حتى الاستشهاد، لم يجد وقتاً للشعر الا خلسة، ولعله هكذا فعل مع الحب والحبيبة، مع الزواج والزوجة، مع الأبوة والأبناء. فكان شاعراً كتب قصيدته الأخيرة بدمه وبدموع أهله ورفاقه ومحبيه.
لهؤلاء، وله أولاً، أهدي هذه القراءات المطرزة بانامل شربل روحانا وموسيقاه، على أمل يوم يأتي نقطف فيه الورد لحبيباتنا لا لأضرحة الشهداء، فقط وهم، بلا شك يستحقون أكثر من الورد والقصائد، من الحبر والدموع.
زاهي وهبي
قصيدة جورج حاوي الى ابنته نارا


نارا

ركبت الجو واجتزت البحارا
وجئت مهنئاً في العيد نارا
أقدم وردة، وأضم أخرى
فاملاؤ وجهها الحلو احمرارا
وأرجع بالخيال الى ليال
سهرناها وعشناها انتظارا
نعيم الحب حلو حين تعطي
وحلو الحب أن تجني ثمارا
وثمرة حبنا جاءت عروسا
كوجه الصبح كالبدر استدارا
مليكاً صرتُ، كل الأرض ملكي
ملأت الكون زهواً وافتخارا
ضممت عروستي وفتحت قلبي
وأحكمت الاحاطة والحصارا
فلا عبست ولا ضحكت ولكن
تبسّم ثغرها الحلو اختصارا..
ولم ينقص سوى لفظ لتحكي
وسحر الطفل أعمق إن أشارا
لتفهمني بأن فهمت شعوري
تبادلني المحبة والفخارا....
وتكبر طفلتي يوماً فيوماً
ويكبر مثلها حبي مرارا
وها قد أصبحت نارا عروساً
وزاد الحسن بهجتها وقارا
فنارا تملأ الدنيا حياة
ونارا تملأ البيت اخضرارا
ونارا في المهمات اقتدار
وتعرف كيف تتخذ القرارا
وإن آثرت رأياً فاستشرها
وان تسأل فلا تسأل كبارا
وليس المال يغريها ولكن
هي الاخلاق تأخذها شعارا
تحب الصدق والاخلاص خلْقاً
وفي وجه النفاق بنت جدارا
شجاعتها تخطت كل حد،
وفطنتها يقاس بها جهارا
لمن قد قال يوماً: ذي فتاة
وذا ولد تميز واستخارا
فكم ذكَر مضي من دون ذِكر
وان قد حط في الدنيا وطارا
وكم أنثى بنت مجداً وطيدا
تعمّر عالماً تعلي ديارا
كفاني الله عزاً إذ عطاني
ثلاثاً هن في الدنيا منارا
الا نارا اعذريني وافهميني
إذا في العيد قدمت اعتذارا
فيوم العيد لا أهديك مالاً
ولا ذهباً ترصّع أو سوارا
عصرت القلب فانسكبت سطور
حروف من دم في القلب فارا
لتكتَب أمنياتي في حياة
كما تبغين مجداً وانتصارا
يظل الحب يملؤها بدفء
يغطي الكون عمقاً وانتشارا
وتبقى نارتي أملاً كبيراً
كنجم ساطع نوراً ونارا
 http://www.aljeeran.net/viewarticle.php?id=index-20060625-46966