المحرر موضوع: لماذا السكوت يا سيدة النجاة ... سيدة الشهداء  (زيارة 1292 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل babadramsin

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 142
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
((  لماذا السكوت يا سيدة النجاة ... سيدة الشهداء ))
أولادك قتلوا بأبشع الأساليب وفي أقدس مكان وأنت ساكتة يا سيدتي ! .. بناتك أغتصبن ومن ثم قتلن في بيت الله وأنت ساكتة يا سيدتي ! .. أطفالك تلاشت أجسادهم الرقيقه الناعمه وعانقت الصليب في بيت أم الصليب وأنت ساكتة يا سيدتي ! .. وهل كلمة الاستنكار وألادانه كافيتان لمعالجة جروحك العميقة ورثاءك يا سيدة الشهداء ، فكيف أرثيك سيدتي ...... لست أدري .

أبناءك في خطر يا سيدتي والمؤمن المسيحي في عصر التطرف الديني المتخلف يعتبر كافر وملحد وعقوبته القتل لأنه لا يؤمن بالدين الذي يؤمن به هذا المتخلف الغبي .

أبناءك يا سيدتي قتلوا ويقتلون لأنهم يحملون غصن الزيتون والمؤمن الذي يحمل هذا الغصن المقدس في زمن الفتنه والمذهبيه والطائفيه والتطرف الديني ولا يحمل السيف البتار يقتل حتى لو كان في بيت الله لأنه يعتبر خارج عن قوانين شريعة الغابه ( شريعة التطرف ) فهو كافر وقتله جهاد في سبيل الله !!!!.

رجال الدين الطاهرين يقتلون يا سيدتي لأنهم ينادون بالسلام والمحبة في زمن يعتبر فيه السيف والمفخخات هي لغة الدين .. فالذي يؤمن بالسلام والمحبة ونشر المسرة بين الناس في هذا الزمان مرتد وملحد وعقوبته القتل بأبشع أنواع وأساليب الهمجية !!! .

من الذي قتل أولادك ألابرياء يا سيدة النجاة ؟ وماذا فعلوا لكي يقتلوا بهذه الطريقة الوحشيه وفي بيت الله وفي يوم مقدس يوم ألاحد . وهل الذي يصلي في بيتك بيت الله وبخشوع وسجود طالبا  من اباه الذي في السموات أن يحمي العراق من ألاشرار  وأن يرفرف السلام في بلد السلام يقتل !!
هل الذي يدين بدين المحبة والسلام والصدق يقتل من قبل دين آخر ؟

سيدة النجاة والشهداء أن الذي قتل الابرياء هو أرهاب القاعدة + ضعف ألاجهزة ألامنية وقلة خبرتهم . ان الذي ذبح ألابرياء مجرم ناقص دين وضمير وأنسانيه .. مصاص دماء يقرر ويفرز المؤمن من الكافر حسب نظريته الدمويه وغباءه مدعياً الجهاد في سبيل الله ... أي رب هذا الذي تجاهد في سبيله وفمك مملوء بدماء ألاطفال ويداك ملطختان بدماء المؤمنين سيجعلك تنعم بالجنة وتغازل الحوريات .. حقاً أنه جهاد ألاغبياء والمتخلفين .
 
أن الذي قتل أولادك يا سيدتي هو ارهاب القاعدة ....  أذن القاعدة قويه ومسيطرة ومحمية لأنها أستطاعت أقتحام كنيسة ( سيدة النجاة ) في الكرادة المنطقة المحصنة التي لا تستطيع حتى النملة أن تتحرك من كثرة السيطرات وانتشار قوات الجيش والشرطة والحواجز الكونكريتيه العملاقة فيها ... لذا يعتبر أقتحام هذه الكنيسة وبهذه الطريقة وفي هذه المنطقة على ضعف ألامن وغياب الحكومة وتسرب القاعدة الى هذه ألاجهزة مما ساعد المجرمون على اقتحام الكنيسة المكتظة بالمصلين وقتلهم بطرق حيوانية شرسة لا يقبلها أي دين بل أي انسان لأن الذي استشهد قبل أن يكون مسيحياً فهو انسان وهل دين القاعده وشريعة القاعدة ومبادئ القاعدة مبنية على قتل الانسان وقتل الحضارة وقتل ألاديان السماوية وقتل كل ما هو جميل ، أن عقيدتك التي تؤمن بها ايها ألارهابي هي عقيدة مصاصي الدماء وشريعتك المتخلفة هي شريعة مصاصي الدماء وربك الذي تجاهد في سبيله هو أيضاً مصاص الدماء .... أذن القاتل مشترك ارهاب القاعدة والخلل والتسرب الموجود في ألاجهزه ألامنيه وضعف الخبرة وعدم أتخاذ القرار الحاسم في الوقت الحاسم مما جعل الارهاب يكشر عن أنيابه السامه وفعل فعلته بحق الرهائن الابرياء كما فعلها سابقاً فمنذ السقوط  والى مجزرة سيدة النجاة قتل وذبح عشرات من رجال الدين في بغداد ونينوى والبصرة وغيرها والحكومة عاجزة عن حمايتهم .. منذ السقوط ولحد مجزرة سيدة النجاة دمرت عشرات الكنائس في عموم العراق وتحقيق الحكومة لا يزال مستمر ولكن بدون جدوى ..  منذ السقوط وليومنا هذا هجرت آلالاف العوائل المسيحية قسراً والحكومة ساكتة وكأن هؤلاء المهجرين ليسوا أبناء هذا الوطن ... فمتى ستكشف الحكومة عن اسباب هذه الجرائم والهجرات المستمره  وتجري تحقيقاً تكشف من خلاله المجرم والجهة المسؤوله ومن وراءها وتحليلها يكون دائماً أما الجاني أرهاب القاعدة أو من أزلام النظام السابق ويغلق التحقيق والضحية المسيح البرئ !!!! .

اليوم يا سيدة الشهداء ابناءك في خوف وفزع كبيرين لأن القاتل لا يرحم ويهدد ويتوعد بالمزيد من الجرائم وسفك الدماء بحق المسيحيين .. وليس لنا حامي يحمينا من هذا الحيوان الشرس فالحكومة غير قادرة على حماية نفسها أو بالاحرى لا وجود حكومة في العراق لذا نقولها بكل صراحة يا رجال ديننا الافاضل .. يا ممثلون شعبنا المجروح .. يا رجال السياسة الفاشلون لا مكان للمسيحيين في الدول الاسلامية لأن التطرف الاسلامي أنتشر ودستور هذه الدول دستور اسلامي بحث ... والمادة ( 2 ) من الباب الاول من الدستور العراقي ( المبادئ الاساسية ) يقول :
اولاً : الاسلام دين الدولة ا لرسمي ، وهو مصدر اساسي للتشريع .
أ _  لا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت أحكام الاسلام .
ثانياً : يضمن كامل الحقوق الدينيه لجميع الافراد في حرية العقيدة والممارسة الدينية ، كالمسيحيين ، والايزديين ، والصابئة المندائيين .. نعم يضمن الدستور حرية الممارسة الدينية ولكن لا يضمن حمايتها من المذابح والمجازر فما هو الحل هل بقاءنا وتشبثنا بجوذرنا وتمسكنا بحقوقنا مقابل الثمن الغالي الذي يدفعه اطفالنا وشبابنا وشيوخنا ونساءنا هو الحل ! أم الهجرة والمآسي التي يعانيها ابناء شعبنا في الغربة هو الحل .

لقد حان الوقت يا رجال الدين ويا رجال السياسة لتوحيد الصفوف والوقوف بقوة أمام هذه الهجمات والجرائم الشرسة بحق ابناءنا ... حان الوقت يا ممثلونا في البرلمان الى توحيد الكلمة حتى يشعر ابناءنا بأن هناك رعاة اقوياء يرعون رعيتهم .. لا نريد توحيداً عندما تراق دماء أبناءنا ولا نريد خطاباً حماسياً عندما نشارك بدفن شهدائنا من رجال الدين والاطفال ولا نريد استنكاراً وردود افعال على حساب شهدائنا ولا نريد تكاثفا مؤقتاً نريد التضحيه والصدق لا الكذب والعماله .. كفى هذا الدجل والتملق يا رجال السياسه .. وكفى تفضيل المصلحة الشخصية وحب الكرسي على مصلحة ألأمة ... وكفى زرع الفتنه والعنصرية بيننا هذا اشوري وذاك كلداني وهناك السرياني ... لننظر الى المستقبل القادم ولننترك الماضي خلفنا لأن الشاعر يقول ( وهل ان كان حاضرنا شقياً ... نسود بكون ماضينا سعيداً ).
لشهدائنا المجد والخلود وللجرحى الشفاء العاجل ولعراقنا السلامة والازدهار.
aboremoon_2005@yahoo.com
8 – 11 - 2010