المحرر موضوع: حزن المأساة في الاتجاه المعاكس  (زيارة 1428 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Abo Somo

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 7
    • مشاهدة الملف الشخصي
أبو صومو

دبوس رقم (6)

عذرا للسيد فيصل القاسم اذ استعير منه هذا العنوان.
كثيرة هي الالام التي يتعرض لها الفرد عبر مسيرة حياته وكثيرا ما تكون ردود الافعال بستوى الالم والحدث وقد يعبر البعض عنها بالحزن العميق والاخر بالدموع واخر بالسكوت والوجوم والشرود والبعض منا قد يكون بليدا ومتحجر القلب لا يابه بما يدور من حوله ولكن لامناص انه سيحترم مشاعر الاخرين ويجاري الامهم ومأسيهم وخاصة مشاعر هولاء الذين يفقدون احبة لهم. وهذه من الامور العادية لدى معظم المجتمعات وهي من ضمن الصفات والتقاليد الاجتماعية التي تعبر عن المشاعر الانسانية والمشاركة تجاه الاخرين اضافة الى ما تدعو اليه العقائد الدينية لمختلف الاديان السماوية وغير السماوية في تكريس هذه الممارسات لتعزيز التكاتف والتكافل الاجتماعي بين المجتمعات.
والزلزال الذي تعرض له شعبنا في مذبحة كنيسة سيدة النجاة كان من القوة والقسوة والهمجية كان له فعله الكبير على ابناء شعبنا في مختلف بقاع العالم, وشاهدنا وسمعنا عن ردود الافعال الساخطة والمستنكرة والمتالمة لمجاميع كبير خرجت عن بكرة ابيها لتعبر عن المها وحزنها وغضبها لما جرى لابناء جلدتهم في العراق ودقت الكنائس اجراسها واقيمت القداديس في مختلف بقاع العالم ومن مختلف كنائس شعبنا في تعبير رائع عن التكاتف والايمان العميق المشترك بان الشهداء هم جزء منا وان كانو منتمين لكنيسة من كنائسنا. ولا اعتقد ان هذا الشعور بالالم هو فقط ان عندما يسقط احد ابناءنا ضحية ليد الارهاب, لكن الجميع يتألم حين يسقط اي عراقي ومن اي دين او لون ضحية ليد الارهاب وشعرنا بالم العراقيين على الحدث ومن مختلف دياناتهم وتوجهاتهم وكانت كلمة السيد عمار الحكيم البعيدة عن البروتوكولات السياسية تعبيرا صادقا لالم الرجل على شهدائنا يوم اقامة القداس على ارواحهم في الكنيسة.
ولكن وكما يقول السيد فيصل القاسم ومن جانب اخر..
لماذا ونحن ندعي قيادة جزءا من مجتمعتنا وفي مكان ما ان كان قيادة اجتماعية او سياسية لا نفكر ولو للحظة بتحمل مسؤلياتنا الاجتماعية والسياسية وحتى الاخلاقية ونتعامل مع الاحداث كما يجب وبنضوج ووعي فكري وسياسي واجتماعي وقومي وحتى ديني ونحاول الانغماس والتمازج مع معاناة وآلام شعبنا ان كان في الوطن او حتى في المهجر بشكل يليق بنا كافراد او حتى كقادة لمناطق نشاطنا.
لماذا بدل المشاركة في الحفلات الصاخبة و رفع الكؤوس والانخاب على شرف المطرب الفلاني والفنان العلاني ودماء شهدائنا لم تجف بعد,لا نفكر في عملية اعتصام او مظاهر ة و الاتصال بمنظمات انسانية وحقوقية او اعلامية,او بوزارة خارجية او الحزب الفلاني الحاكم للدولة الفلانية لتطلع على مآسي شعبنا في الوطن.
لماذا لا نعمل على المبادرة باقامة تجمعات شعبية وجماهيرية ودعوة مثقفينا ورجال كنائسنا للتعبير عن حالة السخط والحزن على شهدائنا الذين سقطو في كنيسة سيدة النجاة.
لماذا لا نعمل على المبادرة بعملية جمع التبرعات من خلال مؤسساتنا الخيرية ولجانها في المهجر لكل للمتضررين من الحادث او الذين اصبحو بدون مأوى هربا من التهديدات وسكنو الكنائس (والكل شاهد ذلك في التلفزيون) بدل الجلوس في حلقات الثرثرة والسفسطة للظهور بمظهر المهتم.
لماذا لا نبادر على تعليق والغاء كل الحفلات الصاخبة والمناسبات (السعيدة) في هذه الايام العصيبة والحزينة ومشاركة اهالي الضحايا والشهداء الآمهم بدل التفكير في رفع الكؤوس او الجلوس على منصة جمع ريع تذاكر الحفلات.
لماذا لا نكون ابناء هذا الشعب بشكل حقيقي ونحن نمثله في بعض المحطات السياسية او الاجتماعية ونتألم بالمه ونحزن لحزنه او نراعي مشاعره وهو اضعف الايمان.
لماذا لا نكون كأبناء شعبنا من شبيبة شيكاغو الذين سدو عدد من الشوارع الرئيسية لاحد كبريات المدن في العالم وعبرو عن الالم والسخط للجريمة البشعة في تضامن رائع مع عوائل الشهداء.
اننا نبكي سميل وصوريا وطور عبدين ونستذكرها كل عام ونقيم حفلات التابين القداديس لها ونلقي الكلمات والقصائد الشعرية ونصدر بيانات حولها .. اوليست جريمة كنيسة سيدة النجاة بحجم تلك المأسي حيث قتل فيها الطفل والمراة كما قتل الشاب والرجل.
52 شهيدا سقط وكم عائلة نكبت وكم قريب او صديق فجع ان كان في العراق او في المهجر الايستحقو هولاء لحظة تامل ومراجعة وحساب خطواتنا .. وأشر هنا باصبعي لمجموعة طبعا.. واقول
تحية لارواح شهدائنا الذين سقطو في كنيسة سيدة النجاة
ورحمة بهم وبعوائلهم ايها الاحياء من ابناء شعبي
--------------------------------------------------------------------------------