المحرر موضوع: بين مجزرة سيدة النجاة وحادثة السفينة التركية مرمرة :البترول يقتل حاسة الشم لدى الغرب  (زيارة 1042 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Charbel Elkhoury

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 106
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بين مجزرة سيدة النجاة وحادثة السفينة التركية مرمرة :البترول يقتل حاسة الشم لدى الغرب
شربل الخوري-اعلامي                                                                   

هل مرت مجزرة سيدة النجاة مرور الكرام على العراق والعالم وكان لا ضحيا ولا تدمير ولا اعتداء
على حرمة وقداسة وطهارة وخشوع وايمان المسيحيين المسالمين في هذا البلد منذ ان اعتنقوا المسيحية وكانوا رسل محبة وحضارة ونهضة وتطور وتطوير للشعب العراقي على مختلف انتماءاته ومذاهبه ومشاربه؟وهل ان مصداقية الحكم والحكومة تقضيان بعدم فتح تحقيق شفاف عربي ودولي لتحديد المسؤولية ومحاكمة المسؤولين عن التقاعس او التواطؤ او التامر على القلة المتبقية من المسيحيين في العراق؟ام ان المسيحي لا يستحق من العراق ومن العالم هذا النوع من الشفافية في العمل لتجنيبه في المستقبل مجزرة اخرى لا تقل نتائجها عما حدث في سيدة النجاة؟                     
لقد قام العالم الاسلامي ولم يقعد حتى الان على اسرائيل عندما قامت بردة فعل ,قد يكون مسموح لها بها,حسب القوانين الدولية لانها جاءت بعد تحذير على مدى ايام  متتالية لجماعات تريد فك حصار تفرضه دولة وجيش على منطقة معينة من خلال باخرة تركية تجمع عليها بعض الناس متحدين القرارات الاسرائيلية ومتجاهلين كل الانذارات التي وجهت لهم ,ووصلت العلاقات التركية-الاسرائيلية الى حافة الانهيار وخرجت المظاهرات في معظم المدن الاسلامية استنكارا لما حصل كما ان التصريحات والبيانات الرسمية وغير الرسمية من العالم باسره  تقريبا هاجمت اسرائيل على فعلتها حتى الامم المتحدة طالبت بلجنة تحقيق محايدة في هذا العمل وقد حصل بالفعل.ولكن لماذا يتم ذبح المسيحيين بشكل مستمر في العراق دون اي تحرك من احد؟قد يقول قائل الوضع مختلف مع الجماعات الارهابية..طيب ولكن هذا الارهاب لا يلاقي الشجب والاستنكار الكاملين من المسلمين وغير المسلمين اولا وكانه لا يمت الى الانسانية بصلة,اما ثانيا فانه بدا يتستر به الحكم العراقي وبعض المخابرات الاجنبيية التابعة لدول الجوار لتنفيذ اجندة خاصة بها تحت ستار"المنظمات الجهادية والقاعدة" والا كيف يفسر ازالة العوائق الاسمنتية من قبل السلطات الرسمية قبل 3 ايام من العملية من امام ومحيط كنيسة سيدة النجاة  وتخفيف الحراسة الى حد ازالتها في بلد يعج بالسلاح على كافة اشكاله وانواعه وبحوزة منظمات باتت لا تعد ولا تحصى؟وثالثا ,لماذا كانت هذه الطريقة في "تحرير"الرهائن؟وهل كان يجب ان يتم الاقتحام بهذه الطريقة التي تحدث عنها الناجون والتي ادت الى ما يسمى تقريبا "ابادة الرهائن وليس تحريرهم"بعد الحصيلة الفاجعة في ارقام القتلى من المصلين المؤمنين الامني المطمئنين الى وعود المالكي وبعض معاونيه حيث اصبحت تعهداتهم لا قيمة لها سوى على الهواء لتضليل الراي العام وخصوصا المسيحي منه؟اما رابعا واخيرا فلماذا السكوت الدولي على ذلك؟الا يستحق المسيحيين التعاطف مهم ؟وهل بات العالم المسيحي قبل غيره,في موقع المتفرج فقط على كل ما يتعرض له المضطهدين من اجل المسيح في بلاد المسلمين لاسباب تتعلق بالنفط وتحت عناوين المصالح الاقتصادية والتجارية؟وماذا اذا ما وصل التحدي الى عقر دارهم في باريس وواشنطن ونيويورك ولندن وبروكسيل وسيدني وموسكو وغيرها؟ام ان هذه الاماكن صدقت بانها في منأى عن كل هذه التحديات؟                                                         
في الواقع اننا,نحن مسيحيي الشرق امام خطرين كبيرين:الاول من بلادنا حيث تنامى الارهاب والفكر التكفيري الذي يعتبرنا خط المواجهة الاول مع الغرب اي مع المسيحية والمسيحيين دون ان يتجرا احد على الوقوف بوجهه من المسلمين بل يغضون الطرف ان لم يشجعوه على ذلك بطريقة من الطرق.والثاني هو من الغرب غير المبالي بالاخرين الذين يُدفهم ضرائب سياسته وسذاجة تصرفاته واعتبار نفسه انه في جزيرة محصنة بالرغم مما حدث في نيويورك وواشنطن العام2001 وما تلاهما من احداث سواء في الطائرات او على الارض وفي لندن وباريس وموسكو وغيرهم من مدن الغرب.فهل بفيق هذا الغرب من سباته العميق قبل فوات الاوان ام انه غيرقادرعلى المواجهة بسبب روائح البترول التي قتلت حاسة الشم لديه ؟ وهل يرسم مسيحيو الشرق عموما والعراق خصوصا استراتيجية لمواجهة هذا الواقع ؟وهل ينظف المسيحيون صفوفهم من قيادات ضالعة في المؤامرة والتامر على ابناء جلدتهم مقابل السلطة والجاه وبعض الاموال التي تاتيهم من ضفتي الخليج؟         

للتواصل مع الكاتب

:charbelelkhoury11@yahoo.com