المحرر موضوع: إن تاتي متأخرة أفضل من أن لا تاتي، ولكن  (زيارة 2556 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


إن تاتي متأخرة أفضل من أن لا تاتي، ولكن





تيري بطرس
في خبر نشر على مواقع أبناء شعبنا، يبدو أن مؤسساتنا السياسية قد فاقت أخيرا وقررت الاجتماع والتحضير لتوحيد الخطاب السياسي ولنأمل بالقيام بعمل مشترك، قد يساعد في إنقاذ ما يمكن إنقاذه في زمن القتل المباح.
هذه الخطوة كانت مطلوبة منذ زمن بعيد، وقد كانت الظروف وما يتعرض له شعبنا من عمليات قتل وتهجير وإرهاب، تتطلب من مؤسساتنا السياسية الالتفاف لهذا الواقع المأساوي، إلا أنها تمادت في صراعها الغير المجدي مما خلق حالة يأس وقنوط ولذا فالهروب وترك الوطن كان من أبرز الحلول التي لجاء إليها شعبنا. لست ممن يرقصون لأقل صوت يصدح معلنا إيقاع للرقص، فما سمعناه ماضيا كان كثيرا، ولم يتحقق منه شيئا، ولذا فالتحفظ أمر بات جزاء من ردود فعلنا، وان كنا نتمنى أن نكون مخطئين هذه المرة، مثلما تمنينا ذلك مرارا.
إذا جلستم معا، ونتمنى أن تكونا قد تناسيتم الخلافات، ونتمنى كثيرا من البعض أن يعملوا بالمثل الفرنسي الذي يقول ليتحرك لسانك في فمك عشرة مرات قبل أن تتكلم، لأن الكلام الكثير ليس دلالة على الوعي والحصافة والعلم، فهو أحيانا سيف بتار ومقصلة لحقوق وتجاوز لحقائق أساسية وسياسية أيضا. السياسي الحصيف مطلوب منه أحيانا أن يكون دبلوماسيا كبيرا، إن لم يكن قد تحضر لشيء ما فعليه ألا يقطع بالقبول أو الرفض، بل يمكنه أن يقول كلاما كثيرا ولا تؤخذ فيه عليه أي سلبية. يجب أن يدرك الجميع أن حقوق شعبنا أغلى من الدستور، ويجب مطاوعة الدستور ليتمتع شعبنا بحقوقه وليس العكس، وهذا ما فعلته كل الشعوب التي ناضلت لأجل تحقيق طموحاتها القومية، أنها طاوعت الدستور لمبررات نضالها، وإلا لما كانت هناك حاجة للنضال ولاستمر الحال كما هو دون تغيير.
إذا وعدتنا مؤسساتنا السياسية بأنها ستحضر لاجتماع أقطابها، لتحقيق وحدة الخطاب، ومن جانبنا فنحن نرجو لهم النجاح في تحقيق هذا الهدف، لان الرقاب لم تعد تحتمل انتظار أوان قطعها.
اليوم صارا مطلوبا ليس أن نجلس، ولكن أن نعمل، وأن نعمل بسرعة، وبادراك واع، لان الوقت لا يمنحنا أي فرصة فالشعب ينسل ويرحل، وهذا الشعب بحاجة لبارقة أمل، لأنني لا أعتقد أن إنسانا عاقلا يمكن أن يترك وطنه وأرضه وهو يتمتع بالكرامة الإنسانية، من الحريات الأساسية والأمان والوضع الاقتصادي السليم.
صار من الواضح أن الإخوة المتقاتلون لم يتمكنوا من محو أحدهم الآخر، لكي يستفرد أحدهم بالكعكة لوحده، وهذه حقيقة سياسية وواقع كان من المطلوب معرفته من قبل الجميع وقلناه مرارا وتكرارا، وحروبنا التي ادخلنا أنفسنا فيها والكثير منها لم تكن حروبا بل جرائم بحق أنفسنا، وتعطيل لمسيرتنا ووضع العصي في دواليب حركة شعبنا نحو التمتع بحقوقه الأساسية في زمن تأسيس العراق الجديد. وكل ذلك حدث بغباء سياسي مطلق، وحدث والجميع يدرك هشاشة وضعنا من ناحية الترابط وإمكانية لعب الآخرين فيه وعلي ساحته، وبدلا من تحصين الوضع لجعل الغالبية الكبيرة تسير وفق اتجاه محدد لكي يعرف الجميع أن الشعب له إرادة واحدة جامعة، حولنا انفسنا إلى مجموعات متفرقة وكل مجموعة تهرطق الأخرى.
فهل سنتعلم ونخطو نحوتاسيس مجلس سياسي يحدد المسار العام لحركة شعبنا، ويحدد الاهداف العليا، ويجعل كل المسارات تلتقي في توجه واحد داعم لأهداف شعبنا العليا؟.
من الواضح أن التفرقة لم تخسرنا الكثير وتضعف موقفنا فقط، ولكنها جعلتنا لا نتمكن من التفاهم ومعرفة نيات الآخر، ودواع توجهاته، وبالتالي إمكانية مناقشته، ولذا فالخلافات كانت تتحول إلى معارك إعلامية واتهامات تتطاير على صفحات الصحف والمواقع الإلكترونية.
إذا لنلتقي ونحدد أسلوب علمنا المشترك، ولنحدد مسار عملنا، وقد صار من الواضح أن هناك أكثرية كبيرة جدا في شعبنا تؤيد وتعمل وتؤمن بوحدة الشعب الواحد وبكوننا أمة واحدة، والأكثرية أيضا تؤيد الهدف المعلن في حق شعبنا التمتع بالحكم الذاتي، الضامن لتطوير ثقافتنا ومجتمعنا في إطار قوانين نسنها بأنفسنا، ولو على المستوى المحلي. لنضع أهدافنا وطموحاتنا على ضوء دراسات سياسية اقتصادية ولا نتركها لتفسيرات وتصريحات انية. إن التعاون والعمل المشترك، يتطلبان إدراكا واسعا بان هذا التعاون يعني جعل الأمة ومؤسساتها تعيش حالة من الوفاق، إن لم نطمح إلى الوحدة في الكثير منها، وهذا يعني كف أيدي البعض المعرقلة والمهددة لأي عمل وحدوي في بعض المؤسسات، مستغلة معلومات معينة ومهددة بكشفها. الوحدة في إي مؤسسة من مؤسسات شعبنا هي تقوية للشعب ككل وصيانة وحفاظ لطاقات مهدورة من الانقسام.
اليوم صار الفشل ممنوعا، وان فشلتم هذه المرة، فما سيلحقكم سيكون اللعنة والرجم. ولذا فلا تعولوا على محازبيكم، لأنه لن يكون لهم من وجود عن قريب، لان الفشل يعني زوال الشعب. وإذا زال الشعب فلمن العمل، وليس هناك أحد مستعدا لكي يعمل من أجل المناضل فلان أو البطل الفلاني أو المكافح العلاني، الكل، يعملون وينتمون لأنهم يريدون خدمة شعبهم وبقاءه وديمومته، فإن زال مبرر العمل زال معه سبب الانتماء والتحزب. ونتمنى ان نسمع خيرا هذه المرة، وان نشاهد تطورا ايجابيا نحو وحدة اندماجية لبعض الاطراف لان مبرر كثرة اطراف معينة وتحمل نفس الاهداف لم يعد مقبولا
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ