المحرر موضوع: فرقة موسيقية مغربية.. أعضاؤها ونخبة جمهورها من الصم  (زيارة 529 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ** يدكو **

  • اداري منتدى الهجرة واللاجئين
  • عضو مميز متقدم
  • *****
  • مشاركة: 8832
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
بإيقاع متناسق يقرعون طبولهم، وبانسجام غريب يتمايلون مع وقع أصوات تلك الطبول، رغم أنهم لا يسمعونها، كونهم فرقة موسيقية صماء، لذا اتخذوا من الطبول اللسان والأذن بالنسبة لهم.

صاحب فكرة الفرقة الموسيقية الصماء هو رئيس جمعية النصر للصم الأستاذ حامد إبراهيم، الذي دفعته حالة ابنه الذي ولد أصم إلى إنشاء الجمعية والبحث عن الطريق الأقصر لإدماج ولده الأصم في المجتمع.

فلم يترك أي باب من أبواب الرياضة أو الفن إلا وطرقه لأجل ابنه ليستقر رأيه أخيراً على الموسيقى التي يراها بديلاً مجدياً لما فقده ولده، حيث سعى إلى تكوين فرقة موسيقية للطبول بعد اكتشاف أن الصم لديهم قدره فائقة على التقاط الذبذبات الصوتية بعد اصطدامها بأجسادهم بحكم عمله في مجال المسرح.
استغل هذه الميزة ووظفها في تدريب مجموعة من الشباب الصم ليكون فرقة موسيقية أعضاؤها من الصم وتعزف للأسوياء وتشاركهم المهرجانات الموسيقية المحلية والدولية، كما استثمر نجومية هذا الفرقة في ما بعد في جعلها قدوة لباقي الصم من خلال عمل حفلات وجلسات خاصة يكون العازف والمستمع من الصم.

في مكان صغير في العاصمة المغربية الرباط يجتمع هؤلاء الشبان كل يوم جمعة للتدريب وابتكار مقطوعات جديدة. قصدنا المكان ولم نقطع تدريباتهم ولكنا جلسنا نراقب ماذا يفعلون لابتكار مقطوعات موسيقية جديدة.

يجلسون على شكل نصف دائرة ويراقبون حركة يد قائد الفرقة (أصم أيضاً)، والذي يحاول توحيد وقت ومكان اصطدام الأيادي على الطبل لتكون النغمة موحدة، ومن ثم يقوم بتقسيم الفرقة إلى أقسام يتكون كل قسم من عازفين لتولد مقطوعة تتابعية لا أروع ولا أجمل منها.

وفي وقت الاستراحة حاورنا محمد (28 سنة) قائد الفريق بمساعدة خبير الإشارات، الذي يشير إلى أنه تعلم العزف في جمعية النصر للصم، "ثم بدأنا نطور عزفنا بمراقبة بعض المعزوفات المصورة لفرق طبول عالمية من خلال مراقبة حركة اليد، والآن وصلنا إلى مرحلة التأليف والابتكار بتوحيد إيقاع ضرب الطبول".

ويتابع "عندما أعزف أشعر بالزهو والتميز والفرح وأشعر أني لا أختلف عن بقية الناس بل أشعر أني أقوم بما يعجز عن فعله الكثيرون ممن لديهم سمع سليم". ويعرف أن عزفه جميل من خلال وجوه الحضور "وتفاعلهم معنا خاصة في المهرجانات الموسيقية كما أن الدعوات التي تصلنا للمشاركة في تظاهرات موسيقية عالمية تؤكد أن عزفنا جميل وقد حصل على استحسان الناس".

الفرقة ستضم عازف بيانو جديد
أما مدير الفرقة وخبير الأصوات حامد إبراهيم فيشير إلى فكرة التقاط الذبذبات من قبل الصم لتعلّم الموسيقى، لافتاً إلى أن "هذه الخاصية اكتشفناها نحن أولياء أمور الأطفال الصم وقد ساعدت هذه الخاصية في البداية على تعلم الصم أولويات العزف ولكن إصرار هؤلاء الشباب جعلهم ينمون من قدرات حواس أخرى، مثل النظر والتركيز بدقة على حركة أيادي عازفين معروفين وفرق موسيقية كبيرة".

وعن ولادة فكرة تأسيس الفرقة، أشار إلى أن البداية كانت لفرقة تقتصر على المشاركات الداخلية في الجمعية، ولكن إصرار ومثابرة الفرقة دفعانا للتفاعل معهم، كما أن النجاح الذي حققوه كفرقة في التظاهرات الفنية جعلنا أمام مسؤولية استمرار هذه الفرقة وتطويرها وتسهيل اختلاطها بباقي الفرق الموسيقية".

ولفت إلى التفكير في إدخال عازف جديد على البيانو، "وهو عازف فقد سمعه بحادث. كما نحاول إدخال الناي والكمان ولكن الأمر يحتاج إلى جهد كون فرقة الطبول الآن تصنف كفرقة موسيقية محترفة، لذا على من ينضم إليها أن يضيف لها".

كما تحدث عن مساهمة نجاح الفرقة في تأثر بقية الصم بهم بشكل كبير، "كما أن خاصية الالتقاط ليست حكراً على العازف، فيمكن أن نستثمرها للجمهور الأصم أيضاً، لذا نحرص كجمعية على دعوة الشباب الصم لحضور تدريبات الفرقة من أجل التأثر والاستمتاع أيضاً".
إنجازات
ليست الفرقة الموسيقية المغربية لقرع الطبول هي الوحيدة التي تحدت الإعاقة، فقبلها أقدم مجتمع الصم على رفض النظرة القاصرة للمجتمع، فأبدعوا في مجالات عدة فاستحقوا الإشادة والتقدير.

* مسابقة ملكة جمال العالم للفتيات الصم التي جرت للعام السادس على التوالي، وسط اهتمام إعلامي وشعبي واسع بالنظر للبعد الإنساني لهذه المسابقة.

* أول فرقة مسرحية للصم في العالم العربي في مصر، وأطلقوا على أنفسهم الصامتون.

* وفي مصر أيضاً كان إنشاء مؤسسة "الصرخة" للدفاع عن حقوق الصم في حال دخول الصم في نزاعات قانونية من خلال محامين يجيدون لغة الإشارات.

* في السعودية تم اختراع هاتف للصم والبكم. وفيها أيضاً أقدم مجموعة من الصم على إنشاء سوق تجاري كل العالمين فيه من الصم.

* ينتظر جمع كبير من الصم انطلاقة أول قناة فضائية متخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة.

* تم إصدار بيان مشترك في 2 يوليو/ تموز 1991 بين الاتحاد العالمي للصم والاتحاد الدولي لضعاف السمع عن عدم صحة إطلاق مسمى "الإعاقة السمعية" على من يعنون مشاكل سمعية، بل استعمال لقب "صم" و"ضعاف السمع" أو "الصم وضعاف السمع".
بالأرقام
لا توجد إحصاءات رسمية مفصلة تخص هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أن التقديرات الرسمية تشير إلى أن عدد الصم في المغرب يصل إلى 80 ألف حالة، وأن الصمم لدى الأطفال الأقل من ثلاث سنوات يوجد بنسبة 2 إلى 3%.

وفي العراق يوجد 200 ألف أصم، وينقسمون إلى قسمين، قسم ولادي وآخر بسبب الحروب التي مرت بالعراقيين. ويفكرون الآن في إنشاء كيان سياسي لهم يمثلهم في البرلمان.

أما عدد الصم في العالم العربي فيبلغ 17 مليون أصم، في حين كشفت آخر الإحصاءات أن عدد الصم في السعودية وحدها يقدر بنحو 88 ألف أصم.

ويعتبر زواج الأقارب في المنطقة العربية بشكل خاص من أسباب زيادة نسبة الصم بين الأطفال إلى 7 في الألف، في حين أنه في دول مثل أوروبا والأمريكتين لا يزيد العدد عن 4 في الألف.

ويعيش فى العالم حالياً أكثر من 250 مليون شخص يعانون من مشاكل فى قدرة السمع من الدرجة المتوسطة.