المحرر موضوع: نبذة مختصرة عن العلاقات القبطية السريانية عبر العصور,,  (زيارة 3159 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ابن النهرين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 142
    • مشاهدة الملف الشخصي

 نبذة مختصرة عن
العلاقات القبطية السريانية عبر العصور







 صورة البابا شنوده الثالث مع قداسة البطريرك زكا الأول عيواص بالقاهرة سنة 2004م






صورة لزيارة قداسة البابا شنوده الثالث لمقر البطريركية السريانية بدمشق سنة 1972م



مقدمة:
السريان هم سكان الأرضي الواقعة غرب نهر الفرات، من جبل أمنون في شمالي أنطاكية حتى حدود أرض فلسطين، ومن البحر حتى الفرات[1]. وهم من أوائل الشعوب التي أمنت بالمسيحية، حيث دعى التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولاً (أعمال الرسل). فشارك السريان في المجامع المسكونية بنصيب وافر، ورفضوا قرارات المجمع الخلقيدوني مثل الأقباط، ومن ثم جمعتهم علاقات قوية ومتينة منذ القدم، خصوصاً في مجال الرهبنة، مما جعل هناك نوع من التأثير والتأثر لدى الطرفين، واضحاً بالأكثر في المجال الليتورجي والطقسي. فعلى سبيل المثال لا الحصر: لاحظ الدارسون التقارب الشديد في طقس (رتبة) العماد لدى الكنيستين[2]، كما نجدوا أن طقس تلبيس الإسكيم الجلد للرهبان حسب الطقس السرياني، جمع عن أصل قبطي وإثيوبي حوالي سنة 1533م كما سوف نأتي بالشرح.
كما نقل الأقباط عن السريان (في القرن التاسع عشر الميلادي) صلاة القسمة الموجودة بقداسهم الرئيسي والمنسوب للقديس يعقوب أخي الرب، وهى المعروفة في كتاب الخولاجي المقدس باسم القسمة السريانية، والتي تبدأ بعبارة: (هكذا بالحقيقة تألم كلمة الله بالجسد). أما عن أصل هذه القسمة ، و قصة ترجمتها إلى اللغة العربية ومن ثم القبطية، فسوف نستعرضه في حينه.
وكرمت الكنيسة القبطية كثيرين من قديسي الكنيسة السريانية، بل وأحبتهم وأوردت اسماءهم في مجمع القداس الإلهي وتسبحة نصف الليل، مثل القديسين ساويروس البطريرك الأنطاكي ومار افرام ومار إسحق ومار برصوما رئيس النساك، كذلك أدرجت أسماءهم وتذكار أعيادهم بالسنكسار القبطي.
كما نفذت اللغة السريانية إلى الطقس القبطي: فأستخدم الأقباط الفاظاً سريانية كثيرة في صلواتهم وتراثهم مثل: طوباي (أي المغبوط – المكرم)، نيح (أي أراح)، ميمر: (قصيدة) الأخذ: (بمعنى التناول) وهومصطلح شائع الأستخدام بالمخطوطات، حياصة (من حيصوثو) بمعنى التمنطق...إلخ[3].
وفي السطور القليلة القادمة سوف نستعرض بإيجاز هذه العلاقات منذ القدم وحتى الآن، مقسمين الموضوع إلى فترات رئيسية- الفترة الأولى العصر المسيحي، الفترة الثانية: العصر العربي، الفترة الثالثة: العصر الحديث والمعاصر.

العصر المسيحي (عصر الدولة البيزنطية): أما منذ بداية المسيحية وحتى الفتح العربي حوالي سنة 640 م
أولاً: الرهبنة:
نشأت الرهبنة في صعيد مصر على يد القديس أنطونيوس الكبير وسرعان ما فاح شذى عطرها وامتدت الأفكار الرهبانية داخل مصر وخارجها على أيدي قادة من الرهبان الأقباط، فكانت الرهبنة أولى نقاط التلاقي بين الكنيستين القبطية والسريانية، فقد خرج أحد الرهبان القباط الذي يدعى أوجين[4]، مع سبعين راهباً قبطياً قاصدين بلاد ما بين النهرين، فحلوا أولاً على ضعاف نهر الفرات، حيث سكنوا جنوبي مدينة نصيبين ثم صعدوا جبل الإزل[5]، ليتعبدوا ويتنسكوا فيه، وهناك سكن القديس أوجين مغارة وحوله تلاميذه، ثم تحول موضعه فيما بعد إلى دير يحمل اسمه[6]، وتتلمذ على يديه في هذه الفترة عدد غير قليل من الرهبان، وصل عددهم نحو 350 راهباً. بعد ذلك سلك القديس أوجين مسلك الرسل المبشرين وكرز بالإنجيل هو وتلاميذه في القرى المحيطة بالجبل فأناروها بنور الإنجيل.
ومع إزدياد عدد المؤمنين في هذه المناطق وكثرة التلاميذ الذين قصدوه للترهب عنده تكونت على الجبل المذكور وبالمناطق المحيطة به مجموعة من التجمعات الرهبانية صارت فيما بعد أديرة تنسب لبعض القديسين الأقباط حتى يومنا هذا، مثل:
(1) دير مار ملكي القلزمي ومار اليشع أخيه ( وهما ابنا أخت القديس أوجين ورحلا معه من مصر لنصيبين)[7].
(2) دير مار يعقوب الحبيس المصري بقرية صلح[8].
(3) دير مار لعازر ومار أسيا ومار فولا المصري تجاه حبسناس[9].
(4) دير القديس موسى الحبشي (الأسود) شرقي قرية حاح[10].
(5) دير مار فنحاس للراهبات[11].
(6) قبة المصريين بدير مار كبرييل[12].
كما تأسست كنائس في هذه المنطقة على أٍماء قديسين أقباط، تذكر منهم:
+ كنيسة مار برصوم (رئيس النساك السرياني) وأنبا بيشوي بقرية عريان[13].
وعلى أثرهؤلاء الرجال القديسين، اتصلت الرهبنة القبطية بالنساك السريان، وشاعت أخبار قديسي الرهبنة القبطية لديهم، خصوصاً بعد أن تُرجمت سيرهم إلى اللغة السريانية[14]، ومن ثم قصد البراري المصرية كثير من الرهبان والقديسين السريان لزيارة ولقاء قديسيها العظماء. ومن أشهر هذه الزيارات: زيارة القديس مار أفرام السرياني للقديس الأنبا بيشوي: فقد تاق لزيارة مصر موطن الزهد والتقشف ومنبت النساك للقاء قديسيها وخاصة الأنبا بيشوي: ومما يحكى عن هذه الزيارة أنهما لم يكن أحدهما يعرف لغة الآخر، فصلياً معاً، فألهم الأنبا بيشوي السريانية وألهم مار أفرام القبطية، ومكث مار أفرام بضيافة الأنبا بيشوي اسبوعاً ثم غادره.
وبالرغم من أن بعض المؤرخين ينكرون تماماً هذه الزيارة[15]، فمن الثابت وبالدليل القاطع أن عشرات الرهبان قصدوا مصر وصحاريها منذ عهد الرهبنة الأول وحتى القرن التاسع عشر على الأقل[16]. ويكفي تدليلاً وجود دير والدة الإله الشهير بدير السريان بوادي النطرون، وسوف يأتي عنه الكلام بالتفصيل في جزء لاحق من هذا المقال.

ثانياً: العلاقات الكنسية بعد مجمع خلقدونية:
في سنة 451م التأم المجمع الخلقيدوني الشهير، وعلى إثره انشطرت كنيسة الله الواحدة الوحيدة إلى قسمين أحدهما غربي والآخر شرقي: القسم الأول يضم كنيستي القسطنطنية وروما وهما يقران بقرارات المجمع السابق الذكر. ولكون الملك في هذا القسم،عُرفت الكنيسة فيه باسم الكنيسة الملكانية "نسبة للملك"، وأما القسم الشرقي فرفض الاعتراف بقرارات هذا المجمع وبالتالياضطهده الملك. وكان يضم كنيستي الإسكندرية وأنطاكية ثم تضامن معهما الأرمن والأحباش وكنيسة مار توما في الهند، ومن هذا التاريخ توثقت العلاقات أكثر فأكثر بين هذه الكنائس، ولا سيما لمجمع الإسكندرية وأنطاكية اللتين تعرضتا لنفس الآلام والضيقات من أباطرة القسطنطينية المؤيدين لمجمع خلقيدونية. فظهر في هذه الفترة قديسي عظيم ومجاهد رسولي كبير هو القديس مار يعقوب الربادعي (500- 578م) الذي اشترك في رسامته البابا ثيؤدسيوس الإسكندري (الـ33) في القسطنطينية سنة 543م مع البطريرك الأنطاكي، الذي من شدة تمسكه بالإيمان المستقيم وكثرة جهاده ونشاطه الواسع أطلق الخلقيدونيون اسمه على شعبي الكنيستين السريانية والقبطية وصاروا يعرفون لفترة طويلة باسم "اليعاقبة" نسبة لهذا القديس العظيم[17].

مصر تستضيف بطريركاً أنطاكياً:
وعلى أثر الإضطهاد الخلقيدوني، جاء القديس ساويروس البطريرك الأنطاكي (512- 538م) إلى مصر فاراً من بطش الخلقيدونيين سنة 519م وبقى بها حوالي عشرين عاماً، كان خلالها يدير أمور كنيسته بواسطة وكلائه هناك. وعلى الرغم من أنه عاش متخفياً في مصر إلا أن الكنيسة القبطية أحبته وأكرمته أجل إكرام، وعينت له ثلاثة أعياد في السنكسارالقبطي، أحدها عيد مجيئه لأرض مصر (وهو اليوم الثاني من شهر بابه = 12/13 أكتوبر "تشرين الأول") حيث يذكر السنكسار قصة ذهابه إلى أحد أديرة برية شيهيت ودخوله الكنيسة بدير القديس مقاريوس[18] للصلاة أثناء القداس الإلهي دون أن يعرف الرهبان حقيقة شخصيته، وكيف أن الذبيحة الإلهية اختفت من على المذبح بمجرد دخوله الكنيسة فارتبك الكاهن وجمع الرهبان، ولكن ملاك الرب ارشدهم إلى شخصية القديس المتخفي في زي راهب بسيط، فأدخلوه إلى الهيكل بالإكرام اللائق بالبطاركة، فرجعت الذبيحة مكانها وأكملوا الصلاة بفرح والتهليل[19].
ولما أكمل القديس جهاده بسلام تنيح بمدينة سخا بدلتا مصر ودفن بها أولاً، ثم نقل جسده الطاهر لدير الزجاج بقرب الإسكندرية، حيث كان يسكنه وقتها عدد كبير من الرهبان السريان. وبعد خراب هذا الدير، نقل الرهبان جسده إلى دير السريان حيث يحفظ حتى اليوم بالإكرام اللائق. هذا وقد أكرمت الكنيسة القبطية هذا القديس بعد نياحته بأن جعلت اسمه يذكر في مجمع القداس بعد اسم مارمرقس الرسول مباشرةً، وقبل اسماء العديد من قديسيها العظام مثل: مُعلمنا القديس ديسقورس، والبابا أثناسيوس الرسولي[20].

تقليد جميل بين الكنيستين:
وبرز في تلك الظروف تقليد جميل بين الكنيستين الشقيقتين، ألا وهو تبادل الرسائل بين بطاركتها جيلاً بعد جيل. حينما يرتقى أحدهما الكرسي الرسولي، يشرح لأخيه البطريرك الآخر ثباته على الإيمان المستقيم جيلاً بعد جيل. ولقد حفظت هذه الرسائل في كتاب واحد مخطوط (يرجع لسنة 1078م) يعرف باسم (اعتراف الآباء) يحوى الرسائل المتبادلة منذ عهد البابا كيرلس الأول البطريرك الإسكندري الـ24 حتى عهد البابا خريستوذولوس (الـ66) المتنيح سنة 1077م[21]. الذي لم ينتظم بعده تبادل الرسائل نظراً للظروف التي كانت موجودة في وقت رسامة البطاركة أو أحوال البلاد غير المستقرة في كثير من الأحيان.

تبادل البطاركة على الكرسيين:
وحدث في هذا الوقت حادث فريد نادراً ما يتكرر، إذ جلس على السدة البطرسية بأنطاكية البطريرك بولس الثاني الأسود "القبطي الأصل" (550- 575م) الذي كان سكرتيراً للبابا ثيؤدوسيوس الـ33 القبطي، ورشحه لهذا المنصب القديس مار يعقوب البرادعي. وبعد رسامته بسنوات جلس على السدة المرقسية بالإسكندرية البابا دميانوس الأول السرياني الأصل (563- 598م) غير أن العلاقات بين الكنيستين في هذه الفترة لم تكن جيدة أبداً[22].

راهب قبطي رئيساً لدير سرياني:
كما كان البطاركة يتبادلون بين الكنيستين، كذلك كان رئيس دير مار أوجين (بجبل الإزل بتركيا) في سنة 593م، راهباً قبطياً هو الراهب إبراهيم القبطي.

حلقة جديدة في العلاقات بين الكنيستين:
بعد أن تمتعت الكنيستان بفترة نموذجية للعلاقات بينهما في عهد البطريرك ساويروس الأنطاكي، تعكر صفو هذه الوحدة على عهد البابا دميانوس الإسكندري (الـ35) والأنطاكي الأصل، والبطريرك الأنطاكي بطرس الثالث القلنيقي (571- 591م)[23]، خصوصاً بعد زيارة البابا دميانوس لبلاد الشرق[24]. وظلت هذه المشاكل حتى عهد البطريرك أثناسيوس الأول الجمال السرياني (595- 631م) الذي سعى لتجديد العلاقة بين الكنيستين بعد قطيعة دامت 28 سنة فزار مصر بصحبة خمسة أساقفة[25]، ومع البابا أنسطاسيوس الإسكندري (الـ36) (605- 616م) في مقره بدير الزجاج بغرب الإسكندرية (في أكتوبر سنة 615م)[26] وأقاموا شهراً معاً يتناظرون في الكتب المقدسة[27].

ضبط ترجمة العهد الجديد:
- وفي هذا الزمان أشتهر توما الحرقلي مطران منبج[28]، الذي أضطهده دومطينا الملطي بإيعاز من موريقي، فذهب مع بقية الأساقفة الذين هربوا من الغضب إلى مصر وسكن الإسكندرية[29]، وأظهر همة مشكورة إذ ضبط الإنجيل وبقية أسفار العهد الجديد ضبطاً دقيقاً صحيحاً بعد أن تم تفسيرها في "منبج" على عهد المطران فيلوكسينوس وبهّمته[30]. ويُقال إن المطران توما الحرقلي كان ضمن وفد المطارنة السريان في المصالحة مع البابا أنسطاسيوس[31].
- وفي نفس الوقت أشتهر بأنطاكية أهرون القس الإسكندري، الذي كان له مجموعة مؤلفات في الطب، عبارة عن ثلاثين مقالة[32].
- كما زار مصر في هذه الفترة الحبر السرياني ساويروس أسقف سميساط (المتوفي سنة 643 م) مع أخيه[33].

العصر العربي: 640-1805م:
أولاً: في عهد الخلفاء الراشدين والدولة الأموية (640-750م):

راهباً قبطياً يتبؤ السدة الأنطاكية:
ذاك هو ثاؤدور الراهب القبطي الأصل الصعيدي المنشأ، الذي أعتلى الكرسي الرسولي بمدينة أنطاكية سنة 649م. حيث بدأ حياته الرهبانية بأسقيط مصر ثم قصد دير قنسرين[34] وتنسك به.ولما خلا الكرسي البطريركي الأنطاكي رشح لهذه الخدمة المقدسة، فخدم الكرسي حوالي ثماني عشرة سنة ثم رقد بسلام ودفن بدير قنسرين أيضاً[35].

راهب سرياني يُرسم بطريركاً للإسكندرية:
بعد أن خدم راهب قبطي الكرسي الأنطاكي بسنوات قليلة رسم راهب من أصل سرياني لخدمة الكنيسة القبطية، هو البطريرك سيمون الأول (الـ42) 692- 700م، الذي كان سريانياً من أهل المشرق، وجاء به أبوه إلى الإسكندرية وهو صبي، ونذره للكنيسة إكراماً ومحبة للقديس ساويرس الأنطاكي الذي كان جسده بدير الزجاج غرب الإسكندرية حيث ترهب الشاب سيمون وتتلمذ لرئيس الدير، ثم رشح لمنصب البطريرك في الكنيسة القبطية وخدمها حوالي ثماني سنوات[36].

أرخن سرياني يرعى شئون الكنيسة بمصر:
بعد نياحة البابا سيمون (السابق الذكر) سنة 700م خلا الكرسي الإسكندري أربع سنوات في ظروف صعبة. وفي بداية هذه الفترة تقدم الأرخن أثناسيوس الرهاوي (السرياني) متولي الديوان، وكان رجلاً مؤمناً وقام بمراعاة شئون البيع. ولما طال الأمر تقدم هذا الأرخن الفاضل ومعه كتّاب الأقباط إلى والي مصر عبد العزيز بن مروان وسألوه تعيين أنبا غريغوريوس أسقف القيس قائماً بأعمال البطريرك مدة خلو الكرسي البطريركي، فاجابهم إلى طلبهم لمدة ثلاث سنوات[37].

دير السريان:
ذكرنا فيما سبق أن الرهبان السريان قصدوا البراري المصرية للتعبد والنسك بها منذ عصور الرهبنة الأولى، وتمركزوا أولاً بدير الزجاج بغرب الإسكندرية حيث تخرج فيه مشاهير منهم. وفيه ضبطت الترجمة الحرقلية، وفيه دفن القديس ساويرس الأنطاكي بعد دفنه بسخا فترة. ثم تفرقوا في سائر الرباري والأديرة المصرية، إلى أن جاءت فكرة تجمعهم في دير واحد يحمل اسمهم، ونفذت هذه الفكرة في الغالب بعد دمار أديرة برية الإسقيط سنة 817م على أيدي البربر في عهد البابا مرقس الثاني ( الـ49). بيد أن المؤرخين مختلفون في تحديد سنة إنشاء ذلك الدير، فيرى البعض أن البداية كانت على أيدي ثلاثة رهبان من تكريت هم متى وأبرام ويعقوب (الأول والثاني منهم أخوان شيقيقان)، كانوا في دير مار ميخائيل[38]. بصعيد مصر، وانتقلوا إلى الإسقيط في الفترة ما بين 819- 836م، ومعهم عشرة كتب في المكان الذي صار فيما بعد دير السريان[39].
أما البعض الآخر فيعتقد بتقليد من الممكن أن يكون متأخراً نوعاً ما، يقول بشراء الدير من القبط باثنى عشر الف دينار ذهب حتى يتسنى للرهبان السريان المشتتين في الأديرة الآخرى التجمع فيه، وليتمكنوا من استقبال الراغبين في الانضمام إليهم. وينسبون هذه العملية لشخص يدعى "ماروثا بن حبيب التكريتي" التاجر السرياني التكريتي الذي كان يعيش بالفسطاط[40].
كما يرى البعض ان زيارة البطريرك الأنطاكي ديونيسيوس التلمحري لمصر (سوف يأتي عنها الكلام فيما بعد) قد لعبت دوراً في تجميع الرهبان السريان في دير واحد[41]، وبالتالي كان تأسيس هذا الدير ، وهذا رأي الكثير من مؤرخي الكنيسة القبطية المعاصرين مثل أ. نبيه كامل داود عضو اللجنة البابوية لشئون الكنائس القبطية القديمة وأستاذ مادة تاريخ الكنيسة بالكلية الإكليريكية بالقاهرة سابقاً.
غير اني لا أحب أن أكرر ما ذكرته بدقة (الباحثة العلامة إفيلين هوايت) عن قصة دير السريان ورؤسائه[42].

ثانياً: في عهد الدولة العباسية (750- 969 م):

بطريرك أنطاكي يزور مصر مرتين:
في عهد الخليفة المأمون كان والي مصر يدعى عبد الله بن طاهر، وكان حسن السيرة صالحاً في حكمه، وكان له أخ يدعى محمد والياً على الرها وهذا ارتكب من الفواحش في حق السريان الشئ الكثير مما دعا البطريرك الأنطاكي مار ديونيسيوس التلمحري (817- 845م) أن يأتي سنة 827م لمصر لمقابلة الوالي عبد الله بن طاهر، وكان ذلك في عهد البابا يعقوب الأول البطريرك الإسكندري الـ50 (820- 830م) فوصل إلي ميناء تنيس أولاً حيث أستقبله البابا يعقوب على رأس ثلاث ربوات من الشعب مرحبين به معبرين عن فرحتهم بزيارة اول بطريرك أنطاكي لمصر، بعد القديس ساويرس والبطريرك أثناسيوس الجمال[43]. قدس بكل مدينة حل بها، حتى التقى بالوالي عبد الله الذي عاتبه على تحمله مشاق السفر وحضوره بنفسه إلى مصر قائلاً له: (رسالة منك كانت تفي بالغرض) واعداً إياه بحل مشاكل الرها.
ومما هو جدير بالذكر أن البطريرك الأنطاكي تشفع عند الوالي عن شعب تنيس القبطي الذي كان يعاني من الفقر بسبب الضرائب الباهظة، فقبل الوالي شفاعته وخفض الضرائب عنهم، فعاد البطريرك إلي كرسيه مجبور الخاطر.
أما المرة الثانية التي زار فيها هذا البطريرك مصر فكانت سنة 832م في عهد البابا يوساب الأول (البطريرك52) (831- 849م) في صحبة الخليفة المأمون نفسه، إبان احتدام الثورة التي قام بها أهالي شمال الدلتا سنة 832م بسبب كثرة الضرائب والخراج المفروضة عليهم. وهى الثورة التي أضطرت الخليفة العباسي للحضور إلى مصر على رأس جيشه للقضاء عليها ولكنه لم يفلح، فلجأ إلى البطريرك الأنطاكي ليساعده على ذلك. فتقابل البطريرك الأنطاكي مع البابا يوساب الأول الذي كان قد وجّه رسائل إلى شعبه بتلك البلاد تحثهم على طاعة الخليفة وعدم عصيانه، لكنهم زادوا في عنادهم مما جعل الخليفة ينهى المسألة بالقوة، وأسر من البشامرة [44]والبشرودين[45] العدد الوفير، فبيع بعضهم عبيداً بأسواق دمشق وبغداد، كما أخذ الخليفة عدداً منهم عبيداً في قصره، وظلوا في هذا العمل حتى عهد خليفته الخليفة المعتصم.
وفي عهد هذا الخليفة أرسلت القوات العربية لمحاربة الزطيين المقيمين وسط المياه عند مصب دجلة والفرات، وكانوا شعباً متمرداً ومصدر إزعاج للخلفاء، ولم يستطع الجيش قهرهم لكونهم يقاتلون في الزوارق، فأرسل الخليفة إليهم الأقباط الذين كان قد سباهم والمعتادين على الحياة في المياه، فكانوا يغطسون في الماء كالسمك دون أن يراهم أحد ويمطرون الزطيين بالنبال ويهربون، وهكذا هزم البياميون الزطيين، وقبض عليهم وعلى نسائهم وأطفالهم وزجوا في سجن بغداد ثم أعدموا. وبعد الانتصار الذي حققه الاقباط ضد الزطيين، أحبهم الخليفة واختار منهم جماعة يعلمون في خدمته وحدائقه وبساتينه، وأخرين لينسجوا أقمشة قطنية، نظراً غلى اشتهارهم بهذه الحرفة، وأذن للبقية بالعودة إلى وطنهم. ولكنهم لسوء الحظ غرقوا في البحر بعد ما عصفت الزوابع بسفنهم[46] .

ثالثاً: في عهد الدولة الفاطمية (969 – 1171 م):

1- انتخاب شخصان من السريان بطاركة للأقباط:
على المستوى الرسمي في هذا العهد انتخاب شخصان من الكنيسة السريانية ليتبؤا الكرسي الرسولي الإسكندري كبطاركة للأقباط. أولهما كان البااب ابرآم بن زرعة، التاجر السرياني المقيم بمصر، الذي صار البابا ابرام بن زرعة البطريرك الـ 62 (968م- 971م)، والذي في عهده تمت معجزة نقل جبل المقطم، وأُضيف صوم نينوى إلى أصوام الكنيسة القبطية[47]. أما الثاني فكان الشماس أبو الفرج بن أبي السعد بن زرعة الذي كان مستوفي الديوان الخاص، الذي صار البابا مرقس الثالث بن زرعة البطريرك الـ 73 (1157- 1180م)[48].

2- سكنى الرهبان السريان بالأسقيط:
أما على الصعيد الرهباني فقد سجل لنا المؤرخ القبطي موهوب ابن منصور ابن مفرج الاسكندراني الشماس في الإحصاء الذي عمله لرهبان برية الأسقيط في شهر برمهات سنة 804 ش (= سنة 1088م) عدد الرهبان السريان سُكّان ديرالسيدة العذراء الخاص بالسريان، وقال أنهم ستون راهباً. كما سجل لنا خبر أخر هام وفريد، بل قد يكون نادراً من نوعه وغير مكرر، ألا وهو: سكن راهبان فقط في مغارة القديس الأنبا موسى الأسود، أحدهما كان سريانياً والأخر قبطياً[49].

3- جدل بين الكنيستين حول مادة القربان المقدس:
في عهد البابا خريستوذولوس البطريرك الإسكندري الـ66 (1047-1077م)، والبطريرك الأنطاكي يوحنا بن شوشان (1063-1073م) حدث جدل بين الكنيستين حول مادة القربان المقدس المستخدم في سر الإفخارستيا. حدث هذا الجدل حينما منعت الكنيسة القبطية أبناء ربيبتها السريانية المقيمين بمصر، من إدخال الملح والزيت إلى القربان المقدس. حيث أن التقليد القبطي يقضي بأن القربان المقدس لابد أن يكون خالاً من الملح والزيت، بينما يقضي التقليد السرياني أنه لابد أن يحويهما دلالة على بعض الرموز من العهد القديم، وإستناداً على العديد من أقوال بعض معلمي البيعة (خصوصاً البطريرك ساويروس الأنطاكي). فأرسل البطريرك السرياني رسالة لنظيره القبطي شرح فيها فلسفة آباء الكنيسة السريانية من إضافة هذه المواد للقربان المقدس[50]. فتقبلها البابا القبطي بهدوء، وأنتهى الجدل هو هذه المسألة.

رابعاً في عهد الدولة الأيوبية (1171- 1250 م):
وحد الأيوبيون بين بلاد الشام ومصر حينما أخضعوا كلا البلدين تحت حكمهم الواحد، مما سهل حركة تنقل السريان لمصر. كما قصد المصريون بلاد الشام للتجارة وأستقر بعضهم بها، ومن ثم تكون مجتمع قبطي صغير في بلاد الشام. وكان مطران دمياط القبطي مسئولاً عنه في بداية الأمر، وكان يزورهم كلما أتيحت له الفرصةن وسجل لنا التاريخ خبر زيارة الأنبا ميخائيل مطران دمياط (مابين عامي 1157- 1208م) للقدس وبلاد الشام حيث زار دير السيدة العذراء بصيدنايا في 22 برمودة سنة 900 ش (17 أبريل 1184م)[51]، بل يذهب البعض إلى القول باحتمال وجود مذبح قبطي بكنيسة السيدة العذراء الكبرى بدير صيدنايا أسوة بسائر الطوائف الآخرى التي تملك مذابح في هذه الكنيسة[52].
كما سجل لنا التاريخ خبر زيارة الأسقف يوحنا أسقف دمشق لمصر في مهمة من جانب يوحنا البطريرك الأنطاكي إلى البابا يوحنا الثامن بطريرك افسكندرية 1211م تقريباً[53].

تزايد هجرة الأقباط للشام:
في عهد البابا كيرلس الثالث بن لقلق البطريرك الـ 75 (1235– 1242م)، حدث غلاء شديد في كل بلاد مصر، مما جعل الكثيرين من الأقباط يهجرون بلادهم قاصدين مصدراً للرزق في بلاد أخرى، فقصد عدد كبير منهم بلاد الشام، ولما تزايد عددهم صارت لهم كنيسة بدمشق، وأرسل لهم البابا كيرلس رسالة يتفقدهم بها[54]، يفهم منها أن الشعب القبطي بدمشق كثير العدد ولهم كهنة وشمامسة ومن الشعب أراخنة كثيرون. ومن أشهرهم الشيخ المؤتمن بن العسال، والأنبا خريستوذلوس (عبد المسيح) بن الدهيري، جاء من الشام وسكن بدير الشهيد فليوتاؤس ببركة الحبش حيث تعرف بالبابا كيرلس قبل رسامته، وقيل إنه الشخص الوحيد الذي لم يأخذ منه البابا كيرلس مالاً عند رسامته[55]، والأنبا بطرس المعروف بابن الراهبة أسقف طمبدي (عم البابا غبريال الثالث 77)[56] .

أزمة في العلاقات القبطية السريانية:
لما وجد البابا كيرلس الثالث أن الشعب ببلاد الشام يتكاثر وأن بعضهم يتقدم لرتب الكهنوت دون استحقاق ودون فحص[57] فكر في رسامةمطران قبطي للقدس على أن تشمل إيبارشية بلاد الشام والساحل حتى نواحي الفرات، ونفذ هذه الفكرة فعلاً في السنة الثانية من بطريركيته وهى سنة 1236م. وكانت هذه هى المرة الأولى في التاريخ التي يُرسم فيها مطران قبطي للقدس، وقد دعاه باسم الأنبا باسيليوس[58]. غير أن هذا الأمر أغضب البطريرك الأنطاكي المعاصر مار أغناطيوس الثالث داود (1222- 1252م) لأن أملاك الأقباط بالقدس كانت تدار من قبل بواسطة السريان، ووجه رسالة للبابا كيرلس الثالث معترضاً على رسامة هذا المطران[59]، كما رد على هذا الموقف برسامة راهب دعى (توما) مطراناً على الحبشة الخاضعة للكرسي الإسكندري.
غير أن البابا كيرلس الثالث أنتهز فرصة قدوم البطريرك الأنطاكي للدق، فارسل له أسقف الخندق واحد قساوسة مصر بهدية من هدايا مصر وحملاً غليه رسالة من البطريرك الأنطاكي الأمر بهدوء واقتنع بضرورة وجود مطران قبطي في القدس والشام لرعاية وإدارة مصالحهم بهما، وتم الصلح بينهما، فأمر البابا كيرلس كنائسه بكل مصر، بأن تذكر اسم البطريرك الأنطاكي في جميع الصلوات والقداسات بجميع البيع والأديرة، بكافة المدن والقرى[60].

دير قبطي ببلاد الشام:
سبقت الإشارة إلى وجود كنيسة قبطية بدمشق، كذلك وصلنا خبر وجود دير قبطي ببلاد الشام، مما يفهم منه هجرة عدد من الرهبان لبلاد الشام حيث كانوا يسكنون هذا الدير، وكان الدير باسم القديس نار إلياس[61]بالقرب من قرية (القريتين) بالقرب من حمص- سوريا، وكان يقوم بخدمة هذا الدير راهب نشيط يدعى القس جرجس الراهب، ولكن عدو الخير دخل في قلب شقيقه فاغتصب إدارة الدير وأساء التصرف فيه. فلما بلغ الأمر البابا كيرلس الثالث حزن وأرسل رسالة للبطريرك أغناطيوس الثالث داود الأنطاكي[62] بشأن حالة الدير المذكور، طالباً تدخله إذ قد تعذر على المطران القبطي بالقدس الأنبا باسيليوس أن يعمل شيئاً تجاه هذا الاغتصاب.
كما توصلنا إلى معرفة اسم راهب قبطي اخر عاش بهذا الزمان، ويبدو أنه كان أحد رهبان هذا الدير، وهو القمص سعد الله الحمصي، الذي كتب بخطه أحد المخطوطات المحفوظة بدار البطريركية السريانية إلى اليوم[63].

خامساً: في عهد دولة المماليك البحرية (1250 – 1382 م):

بطاركة أقباط من الجالية القبطية بدمشق:
ذكرنا فيما سبق تكوين مجتمع قبطي ببلاد الشام في عهد الدولة الأيوبية، ومع تكاثر الطائفة القبطية ببلاد الشام قدمت للكنيسة القبطية مجموعة من أحبارها نذكرهم حسب ما توفرت لنا أخبارهم:
1- البابا غبريال الثالث البطريرك الـ 77 (1268- 1271م).
2- البابا يؤانس العاشر البطريرك الـ 85 (1363- 1369م) وكان معروفاً باسم يؤانس المؤتمن الشامي.
زيارة راهب سرياني للتعلم بمصر:
لم تنقطع الصلات بين الرهبان السريان والأقباط حتى في أوقات أزمات العلاقات الرسمية بين الكنيستين الشقيقتين. وقد سجلت لنا كتب التاريخ زيارة قام بها راهب سرياني من رهبان ديرة القطرة يدعى الراهب دانيال المارديني المعروف بابن عيسى (1327- 1382م)، وقد جاء إلى مصر طلباً للعلم سنة 1356م، واقام بها زهاء سبع عشرة سنة. وبعد أن نهل منه ما شاء، عاد إلى بلاده ووضع جملة مصنفات جميلة مفيدة منها كتاب أصول الدين وشفاء قلوب المؤمنين[64].

سادساً: في عهد دولة المماليك البرجية (1382- 1517 م):

رسامة بطريرك أنطاكي بمصر:
في عهد البابا غبريال الخامس البطريرك الـ 88 (1409- 1427م) حدث أمر فريد في التاريخ، ولم يتكرر حتى الآن. كانت الظروف السياسية المحيطة بالكرسي الأنطاكي تحول دون اجتماع المطارنة لرسامة بطريرك جديد بعد خلو الكرسي الأنطاكي سنة 1421م. فرشح مجمع دير الزعفران المفريان مارباسيليوس بهنام مفريان المشرق[65] للمنصب البطريركي، فقصد مصر قادماً من أورشليم بصحبة المطران مار كيرلس المعروف بابن نيشان مطران القدس السرياني، طالباً الرسامة من الكرسي الإسكندري فقام البابا غبريال بعقد مجمع تقرر فيه تكليف الآباء الأساقفة: أنبا ميخائيل اسقف سمنود المعروف بالغمري، أنبا غبريال اسقف اسيوط الشهير بابن كاتب القوصية الذي كان رئيساً لدير أبي مقار، أنبا كيرلس بن نيسان مطران أورشليم السرياني، بالإضافة إلى القس الأسعد أبي الفرج كاهن بيعة مرقوريوس أبي سيفين بمصر القديمة (الذي صار فيما بعد البابا يؤانس الحادي عشر) بالقيام بهذه الرسامة، وتمت الرسامة بكنيسة الشهيد مرقوريوس أبي سيفين بدرب البحر بمصر المحروسة في سنة 1138 ش (الموافقة 1421م). وبعد الرسامة سافر البطريرك الأنطاكي إلى أورشليم بعد أن زوده البابا غبريال بكل ما يحتاج إليه، وقد ودعه كثير من الكهنة والأراخنة حتى وصلوا به إلى المطرية[66].

البطريرك الأنطاكي يعود لمصر زائراً:
زار هذا البطريرك الأنطاكي مصر مرة أخرى سنة 1416ش (1430م) للقيام بتهنئة البابا يؤانس الحادي عشر (الـ89) على اعتلائه السُدة المرقسية، لسابق المعرفة به عند رسامته بمصر، فالبابا يؤانس هو القس الأسعد أبو الفرج الذي شارك في رسامة هذا البطريرك الأنطاكي بمصر كما سبق وأشرنا. فاحتفى به البابا يؤانس جداً، وتشاركا في الخدمة الكهنوتية، وفرحت به البيعة وكل الشعب الأرثوذكسي[67]. كما عرج هذا البطريرك على صحراء وادي النطرون وزار أديرته، وقد سجلت هذه الزيارة على جدران كنيسة السيدة العذراء بحصن دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون[68]. كما زار قداسته بيت كاهن سرياني مبارك يُدعى القس يوحنا ابن العشير الذى كان يقطن بحارة النصارى بسويقة صفية بالقاهرة المحروسة[69]. لعله كان هذا الأب أحد كهنة السريان المكلفين بخدمة الرعية السريانية بمصر يومئذ.

تكريس الميرون مرة بمصر لصالح السريان سنة 1430م:
وقبل أن يغادر البطريرك المذكور مصر عائداً لبلاده، صرح للبابا يؤانس الحادي عشر عن نفاذ الميرون المقدس من كرسيه، وعدم وجود حتى الخميرة التي يقدسه بها، وأن هذا كان أحد الأسباب القوية لهذه الزيارة لمصر[70]. فأعد البابا يؤانس مستلزمات الميرون، وأشتركا الأبوين الطوباويين في عملية الطبخ المقدسة، وأشترك معهما المطران كيرلس السابق الذكر، وأشترك معهم كهنة الأقباط والسريان. ولما أكملوا عملية الطبخ كالمعتاد (حسب الطقس القبطي)، حملوه ليلة الشعانين إلى كنيسة السيدة العذراء المعروفة بالمعلقة وأودعوه داخل المذبح، وحضر البطريرك والمطران والكنهة السريان إلى القلاية البطريركية بحارة الروم وأقاموا بها ضيوفاً كراماً، حتى يوم خميس العهد حيث أحضروا الميرون المقدس وأكملوا عليه الصلوات والدورات الخاصة به، وفي سحر يوم القيامة المقدسة أودعوا فية الخميرة القديمة وأتموا بذلك طبخه وتقديسه. ومما هو جدير بالذكر أن البطريرك السرياني بقى بمصر حتى أخر شهر أمشير من هذه السنة حيث غادرها متوجهاً إلى القدس[71]، وقد أرسل معه البابا يوأنس الكهنة الأقباط لتوديعه حتى منية صرط (مسطرد حالياً)[72].

الكهنة السريان يُشاركون في قداس تقديس الميرون سنة 1461م:
ومن الطريف أن هذا القرن شهد إشتراك الكهنة السريان لمرة أخرى في عملية تقديس الميرون، حيث إشتراك أثنين من الكهنة السريان المقيمين بمصر لخدمة الرعية السريانية بها، في فرحة الكنيسة القبطية بعملية طبخ وتقديس الميرون المقدس التي جرت على عهد قداسة البابا متاؤس الثاني الـ 90 سنة 1177 ش (1461 م). أما اسمهما فكانا: القس يوسف ابن القس يعقوب المعروف بابن الحدب[73]، والقس العلم يوحنا المعروف بابن الحويس[74]. وهذا الأخير هو الذي قرأ فصل من رسالة البولس عربياً في قداس التقديس يوم خميس العهد (الموافق 2/4)، وقرأ في أوله مديح للرسول الطاهر بولس، وفي أخره مديح للآباء البطاركة الأرثوذكسيين، أنبا متاؤس وأنبا أغناطيوس[75]، طالباً أن يديم الرب أيام رئاستهما[76].

زيارات أخرى متفرقة:
في هذا العصر زارت مصر أيضاً مجموعة من رهبان ومطارنة االسريان وصلت إلينا بعض أخبارهم نذكرهم حسب ما توفرت لنا المعلومات، وبحسب الترتيب الزمني:
(1) الراهب يوحنا بن شئ الله: قصد مصر للتعمق في العلوم البيعية والعقلية، ولما عاد لوطنه رشح لخدمة البطريركية الجليلة، فرُسم باسم مار أغناطيوس يوحنا الرابع عشر (1484- 1493م)[77] .
(2) المطران مار اثناسيوس إبراهيم مطران بلاد المعدن: زار مصر حوالي سنة 1508م أو قبلها بقليل في عهد البابا يؤانس الثالث عشر البطريرك الـ94 (1483- 1524م)، طالباً من البابا التدخل بينه وبين بطريركيته الطور عبديني لحل مشاكل بينهما، فكتب له البابا يؤانس رسالة للبطريرك الأنطاكي حسب طلبه[78].
وتحتفظ مكتبة البطريركية بالقاهرة بتقليد رسامة شماس سرياني من بلاد المشرق على هيكل مارمرقس والشهيد أسطفانوس بكنيسة الأقباط اليعاقبة بدير الأنبا بيشوي الذي يعرف بدير السريان، وكان ذلك يوم الثلاثاء 1 طوبة سنة 1224ش (الموافق 28 ديسمبر سنة 1507م)[79]، ومن المحتمل أن يكون المطران السابق الذكر هو الذي قام بهذه الرسامة.
(3) المطران مارغريغوريوس يوسف الرابع الكرجي (1510- 1537م): في سنة 1516م زار أديرة الأسقيط ولا سيما دير السريان في برية شيهيت، وقد جمع في هذه الزيارة طقس تلبيس الإسكيم الدلد عن الطقس القبطي والحبشي وأصدره سنة 533[80]
(4) الراهب القس سمعان والراهب القس مكرم: اللذان جاءا إلى مصر في هذا الزمان ولكن دون تحديد تاريخ، لجمع الصدقات من المؤمنين. فكتب لهما البطريرك طرس بركة ليسهل لهما هذا الغرض[81].

سابعاً: في عهد الدولة العثمانية (1517- 1805 م):
زيارات لمطارنة ورهبان سريان لمصر وأنتهاء وجود الرهبان السريان بدير السريان:
شهد هذا العصر بعض الزيارات من قبل المطارنة والرهبان السريان لمصر، كما شهد اختصار الوجود السرياني بدير السريان بوادي النطرون. ونذكر هذه الزيارات التي توفرت لنا معلوماتها:
1- مار ديسقورس منصور أسقف دير مار موسى بالنبك: (ما بين عامي 1598- 1630م):
زار هذا الأسقف مصر حوالي سنة 1602م بعد أن تجمدت عليه ديون كثيرة، فجاء طالباً مساعدة المؤمنين من السريان والقبط، فأكرمه المؤمنون: غير أنه أدخل نفسه فيما لا يعنيه وحرم القس إبراهيم السرياني كاهن الرعية السريانية بمصر، وكان ذلك في عهد البابا إلي خدمته كاتب البطريرك الأنطاكي المعاصر (مار أغناطيوس هداية الله 1597- 1639م) برسالة يشرح فيها أخطاء هذا الأسقف، ومما جاء في هذه الرسالة اسم رئيس دير السريان في ذلك الوقت- (حوال سنة 1602م)القمص إبراهيم البلوطي القبطي[82]، مما يفهم منه تناقص عدد الرهبان السريان بهذا الدير أمام إزدياد عدد الرهبان الأقباط وأصبح الرئيس من الفريق الأكبر عدداً.

2- الراهب توما المارديني:
زار هذا الراهب دير السريان سنة 1624م وسجل ما يفيد تناقص عدد الرهبان السريان جداً بهذا الدير[83]مما يؤكد الأستنتاج الذي قدمناه بالفقرة السابقة. ومما هو جدير بالذكر أن هذا الراهب شاهد مكتبة الدير في أواخر عهد مجدها وعلق قائلاً (وشاهدت بها صحفاً كثيراً مكومة بلا حساب ولا عدد..)[84].
3- مارغريغوريوس جرجس الفتال مطران القدس (1748- 1773م): زار مصر في سنة توليه مطرانية القدس لجمع الحسنات من المؤمنين لتعمير دير مار مرقس بالقدس، وفي هذه الزيارة عقد مجالس للمناظرة مع الراهب انطون اليسوعي، مبيناً له صحة الأعتقاد بالطبيعة المتجسدة بعد الإتحاد، كما أجرى مناظرة أخرى مع المعلم نخلة اللاتيني شهدها كهنة الأقباط. وبعد عودته من مصر صنف كتاباً اسماه ( الأعتقاد الصحيح في تجسد المسيح) أفتتحه بسرد مناظرته للراهب أنطون اليسوعي بمصر[85].

ثالثاً :في العصر الحديث والمعاصر: من سنة 1805م حنى كتابة هذه السطور (2005م):
في هذه الفترة التي تشمل القرنين التاسع عشر والعشرين، قل التواجد الرهباني السرياني بمصر، ولكن زاد التقارب بين الكنيستين وقد وصلت لنا عدة أخبار عن زيارات متبادلة بين رهبان وأحبار الكنيستين نذكرها بإيجاز كما يلي:

1- الراهب أشعياء دبك الصددي:
ترهب بدير الزعفران، جاء لمصر في أواسط القرن التاسع عشر وتنسك بدير الأنبا أنطونيوس أثنتي عشر سنة، وخدم بالكنيسة المرقسية الكبري بالأزبكية في عهد البابا ديمتريوس الثاني (الـ111)، (1861- 1868م) عاد لبلاده فترة ثم رجع لمصر سنة 1880م. وفي هذه المرة أحضر معه أبن شقيقته "ناعوم" الذي صار الأسقف إيسيذورس فيما بعد). رقاه البابا كيرلس الخامس البطريرك 112 (1874- 1927م) لدرجة القمصية وعينه وكيلاً لبطريركية الإسكندرية سنة 1882م أثناء الثورة العرابية، فخدمها بكل أمانة وإخلاص، غير أن صحته اعتلت فعاد لبلاده حيث رقد بالرب سنة 1887م بحمص[86] . وهو الشخص السرياني الوحيد الذي تولى مسئولية بطريركية الإسكندرية القبطية كما نعلم حتى الآن.

2- القمص فيلوثاؤس إبراهيم يزور سوريا:
لعلها الزيارة الاولى من نوعها على ما نعرف التي يقوم بها كاهن قبطي منذ سنوات طويلة لسوريا، تلك التي قام بها القمص فيلوثاؤس إبراهيم بغدادي (1837- 1904م) في سنة 1866م للقدس ثم لسوريا حيث زار كنيسة السريان الأرثوذكس بدمشق، وسمح له البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثاني (1847- 1871م) أن يقيم القداس الإلهي بالطقس القبطي على مذبح تلك الكنيسة[87].

3- الراهب عبد الأحد مستى :
زار مصر سنة 1884م وقصد دير البراموس وسكن فيه سنة حيث تنسك (ببرج العمود) متعبداً ومجتهداً، فظهر له إبليس بشكل مجسم فغلبه بعون الله، ثم سكن دير الانبا انطونيوس سنتين ثم عاد لبلاده، فرسم مطراناً باسم فيلكسينوس عبد الأحد مستي رئيساً لدير مار أوجين بطور عبدين في 13/3/1908، ورقد في 25/7/1912م[88] .
4- قداسة البطريرك مار اغناطيوس بطرس الرابع (1872- 1894م):
زار قداسته مصر في طريق عودته من إنجلترا قاصداً الهند[89] التقى بالخديوي إسماعيل[90]. وغادر البلاد قاصداً يوم الجمعة 25/4/1875م وعند سفره اخذ معه ذخائر كنيسة ماربهنام السريانية بفم الخليج بدير مارمينا[91].
5،6 - صاحبا النيافة مارقوريلوس جرجس المارديني المطران العام (1860- 1917م)، ومار يوليوس عبد المسيح بصمه جي مطران أمد (1860- 1892م):
زارا مصر معاً سنة 1877م للتبرك من مقادسها[92].
7- قداسة البطريرك مار أغناطيوس عبد الله الثاني (1906- 1915م):
زار مصر في طريق عودته من الهند للقدس في نوفمبر سنة 1911م والتقى بقداسة البابا كيرلس الخامس، وتبادلا الحديث في مشكلة الأسقف إيسيذورس[93].

8- العلامة الأسقف إيسيذورس (1897- 1942):
ولد في أسرة سريانية بصدد (حمص- سوريا) سنة 1867م. جاء لمصر صبياً مع خاله القمص إشعياء الصددي سنة 1880م، وتعلم بمدرسة الأقباط الكبرى بالقاهرة، ثم عمل مدرساً بالمرسة المرقسية بالإسكندرية. ترهب بدير الرباموس باسم الراهب "افرام السرياني" الرباموسي ورسم قساً فقمصاً ثم رشح ليكون اسقفاً لكررسي ابو تيج لكنه اعتذر وأختفي لئلا يرسم، غير أنه رسم اسقفاً باسم الأنبا إيسيذورس في 18/10/1897م على دير البراموس وناظراً لمدرسة البابا كيرلس الخامس اللاهوتية. ولعلها المرة الأولى في التاريخ الذي يرسم فيها اسقف لدير البراموس، ويكون هذا الأسقف سرياني الجنس، غير أنه أختلف مع الرئاسات الكنسية، وحكموا عليه بالتجريد من رتبه بقرارين من المجمع المقدس بتاريخ 1/1/1898م، 2/7/1899م فعكف على الدراسة والبحث وتخصص في مجال الدفاع عن المعتقد الأرثوذكسي والكنيسة القبطية خاصة، فأنتج عدداً غير قليل من الكتب التاريخية واللاهوتية.
ومما لا شك فيه أن موضوعه قد اثر سلباً على العلاقات السريانية القبطية خصوصاً في عهد البطريرك الأنطاكي مار اغناطيوس عبد المسيح الثاني (1895- 1905م) الذي عينه نائباً بطريركياً لرعاية السريان المقيمين بمصر باسم مارقوريلس إيسيذورس، غير أن الأسقف نفسه رفض هذا العمل، كما سبق الذكر، وبقى موضوعه مجمداً حتى سنة 1941م حيثما حالله البابا يؤانس التاسع عشر البطريرك 113، ورقد في الرب في يوم 19/1/1942م[94].

9- الرهبان السريان يدرسون بالمدرسة الإكليريكية القبطية بالقاهرة:
غير أن في هذه الأثناء حدث أمر إيجابي جداً وربما للمرة الأولى في التاريخ، حيث قد وصل في 13/12/1927 م مجموعة مكونة من ثلاثة من شباب الرهبان السريان للدراسة اللاهوتية بالمدرسة الإكليريكية القبطية بمهمشة بالقاهرة، حيث أنتظموا بها لمدة سنة دراسية واحدة، ثم غادورا مصر في ظروف خاصة. وهؤلاء كانوا الرهبان: بطرس صوما، وعبد الله الحفري، ويشوع صموئيل. وهذا الأخير صار فيما بعد مطراناً على القدس سنة 1946 م، وقد قام بدور ليس بقليل في موضوع دراسة ونشر مخطوطات وادي قمران المُكتشفة سنة 1948 م[95].

10- أربعة أحبار أقباط يُجنزون المطران السرياني بالقاهرة:
حينما ترملت إيبارشية النيابة البطريركية السريانية الأرثوذكسية بمصر بسبب نياحة مطرانها مار قوريلس ميخائيل أنطون في الرابع من شهر مارس (آذار) 1955 م، وإذ لم يوجد أحد من الكهنة السريان في مصر لتجنيزه[96]، فأناب قداسة البابا يوساب الثاني الـ 115، أربعة من أحبار الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لتجنيز نيافته، وهؤلاء الأحبار كانوا: أصحاب النيافة الأحبار الأجلاء المتنيح الأنبا لوكاس مطران منفلوط وأبنوب (1930-1965م)، والمتنيح الأنبا يوأنس مطران الجيزة القليوبية ومركز قويسنا وسكرتير المجمع المقدس (وقتئذ) (1948-1963م)، والمتنيح الأنبا ياكوبوس مطران القدس والشرق الأدنى (1946-1956م)، والمتنيح الأنبا باخوميوس أسقف ورئيس دير المحرق (1948-1964م) [97].
11- قداسة البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثالث (1957- 1980م):
بعد المشاكل التي سببتها أزمة الأسقف إيسيذورس كانت العلاقات القبطية السريانية شبه مُجمدة، حتى تبوأ الكرسي الأنطاكي قداسة البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثالث البرطلي، الذي عمل بكل قوته على إعادة هذه العلاقات على نفس مستواها القديم، فقام بزيارة مصر عدة مرات نذكرها فيما يلي:

زيارة يناير (كانون الثاني) 1959م:
زار مصر للمرة الأولى في شهر يناير (كانون الثاني) 1959م أثناء خلو الكرسي البطريركي بعد نياحة البابا يوساب الثاني (+ 1956م) وقبل رسامة البابا كيرلس السادس. وكان بصحبته في هذه الزيارة صاحبا النيافة مارديونيسيوس جرجس بهنام القس مطران حلب وتوابعها (1950- 1979م)، ومار ميلاطيوس برنابا مطران حمص وحماه (1957- 1998م)، والسكرتير البطريركي الربان زكا بشير عيواص (قداسة البطريرك زكا الأول عيواص فيما بعد)[98]، وقد كانت زيارة محبة وتقارب بين الكنيستين[99] ومن الطرائف التي قيلت في هذه الزيارة إنها جاءت في زمن الوحدة بين مصر وسوريا (1958 – 1960م) بينما الرئيس جمال عبد الناصر الرئيس المصري يحكم البلدين والكرسي البطريركي بمصر خالٍ. وانتشرت إشاعة أن هدف الزيارة أن تكون الوحدة تامة بين البلدين الرئيس مصري في الدولتين، والبطريرك سوري في الكنيستين، وأن البطريرك الأنطاكي جاء لتسلم مقاليد الخدمة في الكنيسة المصرية[100]، غير أن هذا الهدف لم يكن وارداً أبداً في ذهن البطريرك الأنطاكي، الذي جاء لمصر في زيارة مودة ومحبة هدفها إعادة العلاقات القبطية الأنطاكية إلى سالف عهدها، ولتفقد شعبه السرياني بمصر.

مؤتمر أديس أبابا الأرثوذكسي:
دعا الأمبراطور هيلاسيلاسي الأول إمبراطور إثيوبيا الكنائس الأرثوذكسية الشرقية غير الخلقيدونية لعقد مؤتمر يجمعهم للمرة الأولى بعد الإنشقاق الخلقيدوني، وكان ذلك في عاصمة بلاده "أديس أبابا" في يناير 1965م، فاجتمعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة السريانية الأرثوذكسية وربيبتها الكنسية الهندية الأرثوذكسية والكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية في كل من أرمينيا ولبنان مع الكنيسة الأثيوبية الأرثوذكسية وأتخذت عدة قرارات مهمة في ختام هذا المؤتمر.
وعلى هامش أعمال هذا المؤتمر عقدت الكنيستان القبطية والسريانية جلسات خاصة ووقعتا على إعلان وثيقة موحدة ضد وثيقة مجمع الفاتيكان القائلة بتبرئة اليهود من دم المسيح[101]. وعلى أثر هذا المؤتمر اتخذ المجمع المقدس للكنيسة الارثوذكسية قراراً في جلساته المنعقدة في الفترة بين 8- 13 فبراير سنة 1965م برئاسة قداسة البابا كيرلس السادس أن يذكر اسم البطريرك الأنطاكي في كل خدمة كهنوتية بعد اسم البابا الإسكندري، وذلك في سائر كنائس الكرازة المرقسية. ورد المجمع المقدس الأنطاكي على هذا القرار بقرار مماثل في جلسته المنعقدة بدمشق في 14/4/1965م في منشور بطريركي صدر في 15/7/1965م تلي في سائر الكنائس الخاضعة للكرسي الأنطاكي[102].

احتفالات مارمرقس بمصر:
في يونيو سنة 1968م احتفلت مصر بمرور تسعة عشر قرناً على استشهاد مارمرقس الرسول مبشرها بالمسيحية،وأقيمت احتفالات خاصة بهذا الشأن شملت غرجاع جزء من رفاته من روما وأفتتاح الكاتدرائية الجديدة بالعباسية. ودعت الكنيسة القبطية سائر رؤساء الكنائس العالمية لمشاركتها الفرحة بهذه المناسبات، فلبى الدعوة البطريرك الأنطاكي مار أغناطيوس يعقوب الثالث وشارك في سائر الاحتفالات بل والفى كلمة في صباح الثلاثاء 25/6/1968 بمناسبة افتتاح الكاتدرائية الجديدة، كانت تنم على مدى الصلات المشتركة بين الكنيستين[103]. وكانت هذه هى الزيارة الثانية لقداسته لمصر.

أرخن قبطي يستقبل البطريرك السرياني بجنيف بسويسرا:
عندما زار غبطة البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثالث مجلس الكنائس العالمي بجنيف عام 1971، دعاه المرحوم د. موريس ميخائيل أسعد، الذي كان يعمل وقتها في المجلس بجنيف، للعشاء مع السكرتير العام للمجلس دكتور يوجين كارسون بليك وبعض رؤساء اقسام المجلس، وكذلك القمص صليب سوريال الذي تصادف وجوده بجنيف في ذلك الوقت للمشاركة في أحد مؤتمرات المجلس. وقد اصطحب د.موريس أسعد البطريرك الأنطاكي في زيارة المعهد المسكوني في بوسي القريبة من جنيف وفي بعض الزيارات الأخرى.

البطريرك الأنطاكي يشارك في رسامة البابا القبطي:
إنها المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها اشتراك بطريرك سرياني أرثوذكسي في رسامة بابا إسكندري، تلك التي تمت في 14/11/1971م، حينما شارك البطريرك يعقوب مار أغناطيوس الثالث في رسامة البابا شنودة الثالث، وكان في صحبة قداسته صاحبا النيافة مار اثناسيوس يشوع صموئيل مطران أمريكا وكندا ومارسويريوس حاوا النائب البطرير


غير متصل ابن النهرين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 142
    • مشاهدة الملف الشخصي
صورة تجمع الراحل المثلث الرحمات البابا شنودة مع قدسة البطريرك زكا عيواص وبطريرك الكنيسة الارمنية

غير متصل ابن النهرين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 142
    • مشاهدة الملف الشخصي
صورة تجمع الراحل المثلث الرحمات البابا شنودة مع قدسة البطريرك زكا عيواص ومفريان الكنيسة السريانية الارثوزكسية الهندية

غير متصل سرياني ارامي قوميتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 101
  • الارامية قومية اصيلة ومتجذرة في بلاد النهرين
    • مشاهدة الملف الشخصي
عشت وعاشت الايادي على المقالة سيد ابن النهرين ودمت سالما معافى والى امام ونرجو ان ترفد الموقع بالمزيد من الكتابات ــشكرا
واثق الخطى يمشي ملكا