المحرر موضوع: ما أحوجنا إلى المواطنة!  (زيارة 1252 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ehab2005

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 412
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ما أحوجنا إلى المواطنة!
« في: 14:10 29/06/2006 »
ما أحوجنا إلى المواطنة!


   
  ظافر نوح كيخوا
  كاتب وإعلامي

   
  إن رسالة الإنسانية كانت دائما هي محبة وسلام لكل البشر، وإن ما يميز الإنسانية هو
التسامح، و لكن نجد في أيامنا هذه، إن الأصوات التي ارتفعت وهي تنادي بالشر والموت
والخراب هي أكثر مسموعة  من الأصوات التي تنادي بالسلام والمحبة والحد من الفساد
واستغلال الفقراء والضعفاء لصالح الأغنياء والأقوياء، هذا كله بهدف إستعباد الإنسان
للمادة والمال، فهناك اليوم محاولات عديدة تبغي إسكات صوت الحق الذي فيه يتحقق السلام
والمساواة والعدل بين البشر، إلا إن ما نعاني منه اليوم في بلدنا من تصاعد في حدة
العنف والإرهاب والإنحلال الذي أصاب نسيج العلاقات الاجتماعية مع الاستخفاف بالقيم
والمبادئ. وإذا أولينا نظرة موضوعية إلى الأمور في ظل هذا الواقع الأليم، فسوف نستنتج
ونقرأ ما حدث ويحدث، في أمكانية  قيام مجتمعنا العراقي في الحفاظ على وحدة مقوماته،
وذلك بالرغم من الفجوة التي أحدثت شرخا في العلاقات الاجتماعية، كانت السيطرة علية
ببساطة، وذلك لأن هذا الشعب أصيل في جذوره ومتمسك في أرضه وليست المساحة الجغرافية هي
التي تجمعه فقط بل ما يجمعه هو أصالة وحقيقة العلاقة الإنسانية.
  يعيش العراقيون اليوم كالإخوة ويعملون سوية على إنجاح وترسيخ أسس الحوار بين مختلف
أطيافه في ظل التعايش المثالي، وخدمة للسلام والمحبة وإذ كان ما يعوز واقعنا هو
الإمكانيات المادية والبنية التحتية كي توفر له الراحة والرفاهية ولكننا تجاوزنا
المحن والماسي، بامتلاكنا روابط أخوية واجتماعية حقيقية،اذ ساعدتنا على تحقيق الوحدة
والاستجابة إلى الحوار والعزم والهمة لبناء وطننا من جديد، وهذا ما تبلور في المشاركة
الجماهيرية والفاعلة في الانتخابات والاستفتاء على الدستور الجديد متجاوزين كل أشكال
الخوف والقلق والقهر.
  إن التنازع والانقسام بين أبناء المنطقة الواحدة والقومية الواحدة والمذهب الواحد بل
حتى بين أبناء الدين الواحد، لا تنصب نتائجه في صالح وحدتنا  واستقرارنا، فكيف نفسر
ونقرأ النزاع الحاصل بين أبناء اللغة الواحدة والأرض الواحدة والمصير المشترك؟ إن ما
يجدر بنا هو أن نوحد كلمتنا في الحق، أن نعالج مشاكلنا عبر الحوار معتمدين في ذلك
الثقافة والوعي والحكمة في تدارك الأمور والنظر إليها بالمنطق والأفق الواسع بدلا من
النظرة الضيقة والخانقة والتي تؤدي إلى التعصب والتقوقع، وأن ترفع أصواتنا أعلى من
أبواق العنف والحقد والكراهية والدمار، وأن نقوم بإحياء المواطنة ونعزز الانتماء لهذا
الوطن من خلال الإحساس الفعلي، إن لفرد ما لغيره من دون فرق أو تميز، والتكلم بلغة
المواطنة الحقيقية، وان يعمل الجميع من اجل وحدة الصف الواحد والوقوف أمام كل محاولات
التفرقة والتعصب، فمن الخير المتبقي فينا، نستطيع أن نتحد كلنا متجاوزين كل الفروقات
والاختلافات، وأن يعود بلدنا متكاملاً في وحدته الترابية والمصيرية مثل الشجرة
الوارقة بالخير بعد أن ترفع عنها الأغصان اليابسة والثمار الفاسدة وذلك بعون الله
وبمساندتكم. 
   
            نقلا عن كاتب المقالة
            الأب إيهاب نافع البورزان[/b]