المحرر موضوع: دولــــة الـــــــــــعـراق الإرهابيــــّـــة والشـــــعب الأصـــيـل الضحــيــّـــة , آشور كيواركيس  (زيارة 1397 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Ashurii

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 9
    • مشاهدة الملف الشخصي



عن موقع تجمـّـع آشور الوطني : http://www.assyrian4all.net/akhne/index.php?topic=18162.msg18232




دولــــة الـــــــــــعـراق الإرهابيــــّـــة
والشـــــعب الأصـــيـل الضحــيــّـــة



آشور كيواركيس
بيروت - 26/11/2010



"ويل لأمة لا ترفع صوتها الا اذا مشت في جنازة ولا تفخر الا بالخرائب ..." (جبران خليل جبران)

لا يهمنا إن كان القرآن متسامحا أم لا ... بل ما يهمنا هو أننا نــُــضطهَد من قبل أتباعه، تحت شعاراته وآياته، وبسكوت منظــّـريه... فأكثر من أربعين كنيسة آشورية لمختلف الطوائف تمّ تدميرها أو إحراقها أو الإعتداء عليها، أكثر من نصف الآشوريين هاجروا من العراق بعد تقديم أكثر من ألف شهيد للآشورية والمسيحية منذ سقوط صدام، أكثر من 60 ألف عقار تمت مصادرته، هذا لمن لم يتسنى له بيع داره بسعر خيمة ... والفاعل مجهول إنما ملعون، ومكاتب التحقيق تفتح في وسائل الإعلام وتغلق وراء الكواليس... لا تمثيل شريف (لا آشوري ولا مسيحي) في منابر الدولة الكردو-إسلامية ولا من يسأل ... نعم كل هذا يحصل في القرن الواحد والعشرين، بحق الشعب الأصيل على أرضه التاريخية، ومن قبل محيط  متخلف فرضه غدر التاريخ.

أنتم أصل العراق – أنتم زينة العراق – أنتم زنابق العراق – أنتم تاج مملكة الرافدين – أنتم، أنتم، أنتم ... كلها أكاذيب نسمعها يوميا على شاشات التلفزة وفي المقابلات أو في الإحتفالات على ألسنة مستكتبي الدستور – الشتيمة الذي يدعو إلى أسلمة وتكريد الشعب الآشوري بكافة طوائفه (سريان، كلدان، مشرقيين)، هذا فيما أعمال القتل ضد الأمة الآشورية في قراها وبلداتها ومدنها جارية على قدم وساق منذ سقوط نينوى عام 612 ق.م، وتدمير الكنائس وإحراقها وأسلمة الشعب الآشوري على أرضه التاريخية جارية منذ معركة القادسية عام 635م، مرورا بعصور الخلفاء المسلمين وجواريهم وخصيانهم، وبعصر الخلافة الإسلامية العثمانية المتخلفة واستيرادها لقبائل الأفغان وإسكانهم في مرتفعات وسهول آشور، وصولا إلى صناعة "العراق" في مختبرات لندن عام 1921 وتحديث صناعته عام 2003 في مختبرات واشنطن وتل أبيب.

بعيدا عن تاريخ "دولة" العراق الغير مشرّف، وبكل اختصار، تتعرّض الأمة الآشورية اليوم للفناء ثقافيا ودينيا وقوميا، وفي حال أرادت الحكومة العراقية الإرهابية ودُماها الآشورية الحفاظ على ماء الوجه، فالمتــّهم دائما هو "بقايا البعث" أو "القاعدة"...

وأبسط الإستغرابات نطرحها كما يلي :
 
لماذا تقوم القاعدة بضرب الكنائس العراقية الأصيلة فقط ولم تقم حتى الآن بأية عملية ضد مكاتب التجسس التابعة للكنائس الأميركية في بغداد والتي تعمل على نشر التعاليم اليهودية بين المسيحيين والمسلمين ؟ ولماذا لا تقوم القاعدة بضرب "الكنائس الإنجيلية الكردية" التي تمّ تأسيسها بواسطة جواسيس أميركا داخل مجتمع مسلم ويترأسها القس الكردي بهزاد مزوري في آشور المحتلة علما أن أبناء هذه الكنيسة "مرتدّين عن الإسلام" بمفهوم القاعدة ؟ و لماذا لا تقوم القاعدة بضرب سلطة الإحتلال الكردي حيث يقوم الأميركيون واليهود بتدريب الزمر الكردية عسكريا (1) ؟ ...

كل هذه الأسئلة نضعها أمام القارئ، وخصوصا القارئ الآشوري الذي بسكوته يتحمـّـل جزءا من مسؤولية ما يجري، فعملية فناء الأمة الآشورية على أرضها التاريخية تقوم على عدّة عوامل وأدوار يلعبها أربعة لاعبون: الدولة العراقية الإرهابية، التمثيل الآشوري الذليل، والشعب الآشوري المضلل، والأحزاب الآشورية الهزيلة.

العامل الأوّل: الدولة العراقية الإرهابية

سبق أن تناولنا في مقالة سابقة الفكر الإجرامي للتيارات التي تتشكل منها مؤسسات الدولة العراقية الهجينة (2) القائمة على القتل والإرهاب والسرقة، وقد بات معروفا للجميع، من آشوريين وغيرهم، عراقيين وغيرهم، أن الحكومة العراقية هي المسؤولة عن الجرائم بحق الشعب العراقي عموما والآشوري خصوصا، ولو عدنا إلى الخلفية الأيديولوجية للتيارات التي تتشكل منها المؤسسات الدستورية لدولة العراق لرأينا بأن أرض العراق وشعبه محكومان اليوم من قبل القاعدة السنية، والقاعدة الشيعية، والقاعدة القومجية الكردية، وبذلك يشكلون دولة "القاعدة العراقية" وهذا بعد أن نقرأ تاريخ الأحزاب الكردية والإسلامية وأيديولوجياتهم ... ونعود إلى مواقفهم من الآشوريين دينا وقومية في المراحل الماضية، قبل وبعد سقوط صدام.

هكذا نفهم العراق؛ أنه أرض ودولة وشعب، الأرض تغيرت ثقافتها إلى أفغانية في الشمال، وعربية وفارسية في الوسط والجنوب – والدولة دستور يحرّض على القتل والأسلمة والتكريد، مؤسساته برلمان بدوي أمـّـي وحكومة تلوى الحكومة، تلمّ عصابات أبى حتى البعث أن يحويها ...  تجمع كافة التيارات المتخلفة التي ساهمت تاريخا وحاضرا، وستساهم مستقبلا في قتل وتهجير الشعب الآشوري من وطنه التاريخي، حيث يتمّ تلفيق سيناريوهات غبية كما حصل في الموصل عام 2008 حين تمّ تهجير آلاف الآشوريين خلال يومين بدون معرفة الجناة (!) وحين يتستر نوري المالكي ودميته المسيحية على القتلة، واليوم يتكرر ذلك بذبح الآشوريين في كنائسهم وعلى الطرقات ومجددا يتمّ اعتبار ذلك ضمن ما يحصل للعراق ككل، متناسين بأن الآشوريين لا ميليشيات لديهم وليسوا مشاركين في الصراعات الداخلية، وبكلمات أخرى: إن الآشوريين متساوون مع غيرهم فقط في التعرّض للقتل، ولكن ليس في الفيدرالية وأموال العراق ونفطه ... رغم أنهم أبناء ثقافة العراق الأصيلة والباقون أبناء ثقافات دخيلة.

العامل الثاني: التمثيل الآشوري الذليل

في خضمّ ما يجري على ساحة آشور المحتلة (شمال العراق) وباقي مناطق العراق، لا يجب أن ننسى التمثيل الآشوري في الدولة الكردو-إسلامية المتخلفة، فالنواب الآشوريون (أو "المسيحيون" -  كما يسمون أنفسهم) أذلــّـوا أنفسهم وناخبيهم من كافة طوائف الشعب الآشوري، وكل طرف منهم يستغلّ أية جريمة تحدث في العراق ضد أبناء الشعب الآشوري في سبيل مصالحه وأجندة أسياده، فبعد جريمة كنيسة سيـّـدة النجاة اقتصرت مواقف يونادم كنــّـا دمية السلطان كالمعتاد، على اعتبار الجرائم بحق الآشوريين كمحاولات لإحراج المالكي وليست ضد الآشوريين كمسيحيين، وهذا ما اعتاد الشعب الآشوري على سماعه من هذه الشخصية الفريدة التي يعجز الإنسان أحيانا عن وصفها لإنعدام القيـَـم لديها وارتزاقها الفخور على حساب أمتها، بحيث أتت جريمة كنيسة سيدة النجاة كفرصة ثمينة يستغلها يونادم كنــّــا في تعزيز وضعه في الحكومة الكردو-إسلامية الجديدة المزمعة ولادتها، وذلك باسترحام المالكي بعد إظهاره كـ"هدف" عوضا عن الآشوريين. وإذا كنا جميعا نعرف بأن الحكومة الكردو إسلامية في العراق هي حكومة فساد وقتل وتخلـّـف، إذا نحن معارضون للحكومة، ومبدأ المعارضة يقوم على التمثيل في الهيئة التشريعية (البرلمان)، والإمتناع عن المشاركة في الهيئة التنفيذية (الحكومة) وعليه يجب أن يفهم الشعب الآشوري أنه ليس من الممكن أن يتخذ أي سياسي آشوري دورا مشرفا حين يكون همـّـه المشاركة في حكومات العراق طالما أن دستور الدولة العراقية يلغيهم دينا وقومية، وليس هناك فرق بين من شارك في حكومات صدّام ومن يذلّ نفسه للمشاركة في حكومات ما بعد صدام.

العامل الثالث: الشعب الآشوري المضللــّــل

لقد عانى الشعب الآشوري من ويلات الأسلمة تحت شعار "الجهاد" والتقسيم الطائفي تحت شعار "التبشير" (الإنجيلي والكاثوليكي) واليوم يتعرّص إلى فناء الهوية والوجود تحت شعار "الديموقراطية" بغياب الصوت الآشوري الشريف في العراق، كما بغياب حركة قومية آشورية متشددة في المهجر. أضف إلى ذلك محيط الآشوريين المتخلف وغدره بمصيرهم كشعب العراق الأصيل عن طريق سياسات الأسلمة والتعريب والتكريد، وخيانة الدول العظمى لقضيته فيما أنشأت كيانات لقبائل صحراوية، وانعدام وجود "أحزاب" أو "منظمات قومية" آشورية بمعنى الكلمة، وتخلـّـف رجال الدين في كافـــــّـــة طوائف الشعب الآشوري ودعواتهم للفتنة بخلق قوميات جديدة داخل المجتمع القومي الآشوري رغم عدم إيمانهم بها وذلك بسبب ضعف الأحزاب الآشورية التي لم تعرف يوما كيف تتعامل مع هذه النماذج... كل هذا أدّى إلى تأخــّـر الحركة القومية الآشورية مما سبب خيبة لدى الشعب الآشوري نلاحظها بقفزه دائما إلى الهاوية حينما يرى بصيصا من الأمل في شعارات كاذبة إنما براقة على مستوى فهمه لمتطلبات الحفاظ على وجوده. فبعد خيبته ممن انتخبهم للبرلمان العراقي رغم التحذيرات من مغبة المشاركة في الإنتخابات الكردو-إسلامية حيث لا مرشحين آشوريين، نرى ردة فعله على إضطهاد الأمة الآشورية في محيطها الكردو-إسلامي تأتي دائما ناقصة كون الشعب الآشوري لا يزال من الهواة في مجال "التحرك الشعبي"، فالمظاهرات الأخيرة التي خرج بها الآلاف من الآشوريين في كافة عواصم الغرب لها دلالات كبيرة، سلبياتها أكثر من إيجابياتها ونذكر في هذا المجال سيطرة الطابع "المسيحي" على الطابع "القومي الآشوري"، والتناقض الكبير في طريقة التظاهر بحيث تمّ رفع العلم العراقي الذي يحمل عبارة "الله أكبر" الذي على صداها يتم شدّ الأحزمة لقتل الأبرياء من آشوريين وغيرهم، وعلى صداها تـمّت أسلمة الأرض وقسم كبير من الشعب الآشوري منذ دخول الإسلام على أرض أشور المسيحية عام  635م، مهما يكن إن إيجابيات ظاهرة "التظاهر" عند الآشوريين أتت واضحة أيضا من ناحية الدلالة على أن المهجر الآشوري متواصل مع بني قومه في العراق، وبأنه أخيرا لم يأبه للمواقف الخيانية للممثليه في مؤسسات الدولة الكردو-إسلامية.

العامل الرابع: الأحزاب الآشورية الهزيلة

إذا كان الشعب الآشوري عديم التربية من الناحية القومية، فهذا يعني أنه لا وجود لمدارس قومية آشورية، أي لا وجود لأحزاب بمعنى الكلمة، وهنا تعدّ عبارة "هزيلة" صفة مديح زائد لهذه المؤسسات التي برعت طوال تاريخها في تأخير الحركة القومية الآشورية المفترضة، وذلك بتبني أفكار إنهزامية أمام التاريخ الغادر بالشعب الآشوري، والتذرع المزمن بـ"الواقع" علما أن الأحزاب تؤسّس لتغيير الواقع وليس التذرع به. هذا من ناحية الفكر، أما من ناحية العمل، فالمراحل الجدية هي مقياس كفاءة الأحزاب الآشورية وقد تبرهن للشعب الآشوري بأن أحزابه "إسم بلا جسم" في عدة محطات وأحداث تعتبر منعطفات هامة في التاريخ الآشوري الحديث، وآخرها سقوط صدام الذي فتح الباب على مصراعيه لصراخ الفئات المعذبة في العراق، فالكل صرخ إلا الساسة الآشوريين الذي رقصوا كالجواري في بلاط التخلـّـف العراقي، على موائد الأسلمة والتكريد، واليوم يدفع الشعب الآشوري ثمن ذلك.

هذه كانت أهم العوامل التي ساهمت ولا تزال تساهم في إنهاء الوجود القومي الآشوري على أرضه التاريخية، وقد تناول ذلك عدة كتــّــاب ومحللين من آشوريين وعرب وأجانب منذ عقود، مما يدعو إلى تبني سياسة آشورية جديدة وهي فصل العمل السياسي الآشوري في المهجر عنه في العراق، أي توظيف الهجرة الآشورية وذلك بنكران آشوريـّـي المهجر لدولة العراق الإرهابية وفضحها والإكتفاء بمطالبة الأمم المتحدة بالحماية الدولية لمنطقة آمنة والإعراب بصراحة عن عدم ثقة الشعب الآشوري بمحيطه المتخلف، فقد ولــّـى زمن التملــّـق "المسيحي" الجبان والمناورات "الآشورية" السياسية الوصوليـّـة وبدأت مرحلة نهاية الوجود القومي الآشوري في العراق، خصوصا مع مقترح تسليح الشعب الآشوري "لحماية نفسه" حيث يعد هذا مقدّمة لتهرّب الحكومة العراقية من مسؤولياتها مستقبلا حين ستزيد الإعتداءات بينما الشعب الآشوري لا يزال مشتتا ديموغرافيا داخل العراق كما خارجه، بسبب غدر التاريخ الذي أتينا على ذكره.

مراجع:

1-   http://news.bbc.co.uk/2/hi/5364982.stm تقرير لوكالة الـ بي بي سي البريطانية : 20/أيلول/2006
2-   جريدة "عرب تايمز": مسيحيـّو العراق تحت وطأة الديموقراطية" – مقالة للكاتب
http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?ArticleID=16957