المحرر موضوع: الأستاذ عبد المنعم الأعسم ومقال : ( عن شجاعة صدام )  (زيارة 1030 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل salem smsm

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 52
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأستاذ عبد المنعم الأعسم ومقال : ( عن شجاعة صدام )
[/size]


  سالم سمسم مهدي
   إن من الأشياء التي لا يمكن حجبها تماماً ( الشجاعة ) ، حالها حال أشعة الشمس ،
فمهما كانت وسائل الحجب محكمة فإن الضياء لابد وأن يجد منفذاً يدخل منه ليطل على
الآخرين ، وإن ادعاء الأشياء لا يعني أنها موجودة  .
     نقل لي أحدهم أن الأمريكان وضمن بحوث الدراسة النفسية لشخصية ( صدام ) - وهذا
يعنيهم كثيراً خاصة وأن سجينهم رئيس دولة سابق لم يحسن إدارة دولته - ذكر هذا
الشخص أنه بعد تفتيش ( لحية ) صدام من الحشرات والأشياء الضارة  ( التي تجنبها
الشخص الذي فحص اللحية بلبس قفازين ) ، وإجراء تغيير على هيئته عله يستفيق من
شروده  ، تركوه مع نفسه لبعض الوقت بعد أن تعمدوا ترك مسدس فارغ معه في الزنزانة
وأخذوا يراقبون تصرفه وماذا سيفعل ؟ حيث أخذ الطاغية يسترق النظر إلى المسدس بين
الفينة والأخرى ويدير وجهه ، ولكن شجاعته لم تحمله على الإمساك بالمسدس ليفكر بوضع
نهاية لحياته الذليلة ، وكما فعل قادة ألمانيا واليابان عندما خسروا الحرب .
    لست متأكداً من صحة هذا الخبر ولكن ما حصل في جحر قرية أو منطقة ( الدور ) حيث وجد
الطاغية ، لا يجعل مثل هذا الخبر مستبعداً ، لأن الكل كان يعتقد بأن ( صدام ) سوف
يستل سيفه ويحارب إذا ما نفذ عتاد أي سلاح آخر يحمله ليعوض عن هروبه من بغداد بعد
أن دخلتها فرقة المارينز الأولى ،  بموقف آخر يمسح به هذا ( العار) ، ولكنه استسلم
وأعطى بيده إعطاء العبيد ، مثلما سلم العراق هذا البلد الذي كان يهابه الجميع
ويحترم رأيه . لتنزف بسبب هذا أنهار دماء يتحمل مسؤوليتها أمام الله والتأريخ
الطاغية والطاغية لوحده لأن سياسته الرعناء هي التي قادت لكل هذا البلاء .
   لذا فبالنسبة للذين تحدثوا عن شجاعة (صدام) أقول : بلا شك إن هؤلاء لا يعرفون ما هي
المقاييس الصحيحة لوصف الشجاعة ، وعليهم أن يدركوا بان الشجاعة لا تظهر عندما تقف
خلف الطاغية قوة غاشمة تنظر شزراً لجمع أعزل مسالم يتطلع للحياة ، بل أن الشجاعة
تبرز وتفرض نفسها في موقع الحدث .   
    وهنا أسمح لي أن أُذكر بما حصل بين مصعب بن الزبير وعبد الملك بن مروان في معركة
الصراع على السلطة ، فبعد أن استطاع عبد الملك شراء ذمم قادة مصعب ومقتل قائده
المخلص إبراهيم بن مالك الأشتر تيقن مصعب بالهزيمة ، وكان معه ابن صبي غر فقال مصعب
لابنه : اذهب إلى جيش عبد الملك واطلب الأمان لأنني سأقاتل حتى الموت ، إلا أن
الصبي رفض وقال لأبيه : ماذا سأقول لنساء مكة عندما أعود     إليها ؟؟ أأقول لهن
تركت أبي يقاتل حتى قتل وعدت أنا حياً !!! وقاتل الصبي حتى قتل ليسجل له التأريخ
أنه من صبيان العرب الشجعان ، في وقت سجل فيه التأريخ لقادة عرب أنهم لا يملكون من
الشجاعة شيئاً . فمتى يستفيق هؤلاء ويلبسوا ثوب الشجاعة  ؟؟؟   
      [/b]