المحرر موضوع: كلاجئين عراقيين ماذا نريد من الدستور  (زيارة 1632 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كامل زومايا

  • اداري منتديات
  • عضو فعال جدا
  • *
  • مشاركة: 730
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كلاجئين عراقيين  ماذا نريد من الدستور

كامل زومايا/ المانيا ka.zozo@gmx.net

لقد عانى العراقيين في تاريخهم الحديث الى نكبات وويلات من قتل وتشريد وتهجير من قبل الاستعمار العثماني مرورا بالوزارات العسكرية في العهد الملكي والفترات التي تلت بعد ثورة 14 تموز /1958 ولابد من التذكير ان عمليات التهجير ولجوء العراقيين الى مناطق آمنة في البلدان المجاورة بسبب الاضطهاد الذي كان يتعرض له من قبل القوى الغاشمة التي كانت  في سدة الحكم فكانت مذابح ( الكلدان السريان الاشوريين ) على يد العسكرتارية العراقية في1932 وايضا هروب وتهجير المناضلين الكورد من مناطق كردستان العراق وتهجير اهلنا الشيعة من جنوب العراق وكذلك تهجير اخواننا الكورد الفيليين ... مما ترتب على ذلك نشوء جيل من العراقيين  خارج العراق ومجتمعه وعاش الغربة من فقر الحال في هذه البلدان وتحت الضغوط النفسية والاملاءات من جانب الحكومات المجاورة المضيفة، والان جاءت فرصة ثمينة بعد نضالات الشعب العراقي من اجل الحرية وبناء عراق ديمقراطي فيدرالي موحد ان يعيد ما شوهته الازمان الغابرة بعودة الامان والعيش الكريم  للذين كانوا ضحايا انظمة مستبدة جائرة تحكم بالحديد والنار ، لذا فمن الواجب ان يتضمن الدستور مواد ترفع الحيف على مواطنيه الذين عاش العراق في دواخلهم رغم المعاناة والقساوة التي تعرضوا لها ، صحيح ان الدستور سوف لا يفصل كل الهموم وتفاصيل علاقة المجتمع بالدولة ولكنها تضمينها وتفعيلها هي احدى المهام التي من الضروري التاكيد عليها ومراقبة عملها وتطبيقها
نريد من الدستور ان يكون انسانيا حميميا على اهله وشعبه اولا
لذا كلاجئين نحتاج من الدستور ان يهتم بـ
•   ان يتضمن الحماية للملاحقين السياسين من البلدان الديكتاتورية والمستبدة ،وهذا لايعني تحويلهم الى قاعدة للانطلاق عسكريا باتجاه الدول المجاورة او اداة لقمع شعبنا مثل ماحصل بتجنيد (مجاهدي اومنافقي خلق الايرانية) من قبل النظام الفاشي البائد!!! .
•    التوقيع على مااقررته الجمعية العامة للامم المتحدة في 3/ 12/1949 في قرارها المرقم 319(دـ4) بخصوص مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لشئؤن اللاجئين والذي ابتدأ في 01/12/1951 والذي دعت فيه الحكومات الى التعاون مع المكتب اللاجئين والعمل على مساعدة اللاجئين ...الخ
•   التسامح ونبذ العنصرية احد الاركان الاساسية التي من المفروض ان تدرس في منهاج كل المراحل التدريسية لردء الصدأ الذي حصل من جراء عقود من الحقد الطائفي الدفين وتغذية العنصرية وخراب العقول العراقية بالتفكير القومي المتطرف والدين المتطرف ، ان بناء جيل محصن بسلوكية التسامح كفيل بعراق ديمقراطي موحد يرفد الانسانية والمنطقة بالعيش المشترك الذي يعززالسلام في المنطقة والعالم .
•   فصل الدين عن الدولة لم نميز كلاجئين في البلدان الاوربية المانحة للجوء على اننا من العراق او مسلمين شيعة او سنه اومسيحيين او صابئة اوايزديين ، ولكن كنا نميز فقط من قبل المتطرفين القوميين او المتدينين المتشددين بأننا اجانب وهم قلة ويحاسب عليها القانون في كل الاحوال ، ان فصل الدين عن الدولة هو احترام للدين ان كان للاسلام او المسيحي او اليهودي او اي دين اخر فالدين علاقة الانسان  مع الباري عز وجل علاقة روحية اعلى شأنا من تترجم الى دراهم  في شراء الذمم ووشراء الاصوات هنا وهناك او عن طريق الابتزاز او التخويف والعقاب بالاخرة  بأسم الدين وعن تجارب العالم فبأسم الدين سخرت اوربا حروبها الافرنجية بأسم المسيحية( الصليبية) والمحافظة على صرح المسيحية في الشرق وايضا بأسم الاسلام السمح تم ذبح المسيحيين العراقيين في العهود الاولى من الالفية الاولى  وفي القرن الماضي على ايدي الخيالية المحمدية للدولة العمثانية من ارتكاب ابشع جرائم القتل ضد الارمن وشعبنا ( الكلداني السرياني الاشوري ) كذلك ضد الايزيدية احدى الطوائف الاصيلة للشعب العراقي على مر الدهور ايضا ضد الصابئة المندائين والذين يتعرضون ليس في الماضي السحيق ولكن لحد الان  في جنوب العراق هم والمسيحيين والايزيدين   ان هذه التصرفات للمجموعات الارهابية التي تعيث في البصرة فسادا جعل من المفوضية UNHCR بتقديم تقرير سيئ  حول اوضاع واحوال" الاقليات" في العراق نيسان/ 2005*  وايضا هذه المجموعات كلها تدعي الاسلام ومتفقهين بالدين مدعين من خلال منظماتهم الملثمة باسم الامر بالمعروف والنهي عنن المنكر  ... كلها تعمل الموبقات باسم الاسلام  وهم من الاسلام براء، وتعد هذه التصرفات تشويه للاسلام وايضا عدم مصداقية للحكومة الجديدة برئاسة د. ابراهيم الجعفري  التي ترى وتشاهد بأم عينها كل الذي يجري ولا تحرك ساكنا علما بان الحكومة من قائمة الائتلاف الشيعي ... وايضا سخر الاسلام بابشع صورة في عهد النظام الديكتاتوري  فكل بياناته الرنانة كانت تبدأ بسورة من القران الكريم وكذلك كانت تهدم دور سكنية بصواريخ من الجانب الايراني بأسم الاسلام .. كانت تسقط تلك الصواريخ على المساكين وليست على صدام المجرم واعوانه وكذلك تلك العمليات الاجرامية ضد شعبنا الكوردي المناضل من اجل الدمقراطية للعراق وحقوقه في تقرير مصيره تم ضربهم بالكيمياوي ومعالجتهم بعملية عسكرية سميت بالانفال الاولى والثانية والثالثة والرابعة والمعروف بان عمليات الانفال في عهد الرسول محمد(ص) كانت ضد المشركين  في سياقها التاريخي فتم تجريد الانسان الكوردي البسيط من كل مقتنياته قبل قتله وانتهاك عرضه بأسم الانفال واستذكارا بالتاريخ الاسلامي ..اذا اردنا بناء عراق جديد ونحترم هويتنا الاسلامية لنبتعد عن  هذه المزايدات الدينية والتي نبيعها بأخس الاثمان ونتيجتها العداء للدين وليس هناك فارق والنتيجة واحدة ما يحصل هذه الايام بأسم الاسلام على يد تنظيم القاعدة في العالم والزرقاوي في العراق .
•   تدريس القرآن الكريم في المراحل الابتدائية والمتوسطة وحتى الثانوية للطلبة المسلمين بعيدا عن الآيات التي تثير الحساسيات بين الشعب الواحد ولنا نحن من  ( الايزيدية والمسيحين والصابئة والشبك ) مواقف مؤلمة في حياتنا الطلابية والسبب اولا كلنا  لسنا متفقهين بديانتنا ان كانت اسلامية اوغيرها هذا اولا وثانيا ان الارضية للتحوار مفقودة.. لأن دين الدولة اسلامي ومباشرة ننعت بأننا كفرة    طبعا التهم جاهزه وهذا سوف لايساعد على التسامح ولا احترام حقوق الانسان الذي سينص عليه الدستور .
•   نريد من الدستور العمل او السعي الى ارجاع المهجرين العراقيين وتسهيل عودتهم  اذا رغبوا بذلك  .. كالعراقيين في ايران وسوريا اثر مذابح سميل 1932 حيث تم تهجير مئات العوائل وهم عراقيين
•   العمل على دمج العائدين في المجتمع العراقي بشكل علمي اجتماعيا واقتصاديا ليكونوا جسما متجانسا مع بلدهم ويسعون لخدمته وان يكونوا مستقبله الزاهر .
•   التعريف بمكونات الشعب العراقي من قوميات وطوائف واديان للمعرفة بابن البلد اولا وثانيا لنشر الثقافة الانسانية والتسامح بين ابناء الشعب الواحد بعيدا عن التكفير والاحكام المسبقة وزرع التطرف بين ابناء الشعب الواحد .

صحيح بأن الدستور سوف يشير كما قلنا بعض الاشارات بمواد مكثفة ولكن نحتاج الى رقابة حقيقية لتطبيق مواد الدستور
اتمنى ان نكون عند حسن ظن المسؤولين والقائمين على اعداد مسودة الدستور  ان شاء الله
* تم نشر تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين UNHCR حول اوضاع "الأقليات" في العراق في الوقت الحاضر نيسان /2005  في معظم الصحف الاليكترونية العراقية
مع خالص تحياتي
كامل زومايا