المحرر موضوع: العراقيون في فكر وقلب الدكتور كاظم حبيب  (زيارة 1177 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ناصر عجمايا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2363
    • مشاهدة الملف الشخصي
العراقيون في فكر وقلب الدكتور كاظم حبيب
خلال زيارة المفكر والكاتب والسياسي ، البروفسور كاظم حبيب الى ملبورن – استراليا
، كان له لقاء مع شعبه ، من العراقيين المقيمين في ملبورن ، بأدارة تنظيم ملبورن للحزب الشيوعي العراقي ، في قاعة بروك وود ، بتاريخ 5\12\2010 وفي تمام الساعة الخامسة والنصف ، من مساء يوم الاحد ، حضرها جمهور شعبنا العراقي ، من مختلف قواه السياسية ومنظمات المجتمع المدني ، بقومياته المختلفة ، في جلسة حوار بين شعبنا المغترب ، والمناضل الذي رخص ، كل حياته وطول عمره من اجل شعبه ووطنه ، للخلاص من الضيم والقهر والجوع والقتل والظلام والتغييب والحروب المتواصلة والمفتعلة ، ضد شعبه ووطنه بغية بقائه ، مكبل اليدين والقدمين وعاجز النطق وفاقد الاذنين ، بلا تفكير ولا علم وجهل وامية لشعب الرافدين ..
تحدث المناضل والمفكر ، بألم كبير ومعاناة جمة ، لما يمر به شعبه في ارض وطنه ، ومعاناة اهله المغترب في كل شتات العالم ، بسبب السياسات الطائشة لانظمة شمولية واستبدادية متعاقبة ، عبر تاريخ دموي مؤلم فريد من نوعه ، بعيدا عن حقوق الانسان وهموم الوطن المدمر ، من جراء السياسات السابقة واللاحقة الحالية ، الممتدة بعد 2003 وحتى يومنا هذا ، ليؤكد استمرار مسلسل ، دمار الشعب وهدم الوطن ، من قبل الاسلام السياسي المؤدلج ، بحكامه الاستبداديين الجدد من جهة ، والارهاب المسلط والمستمرعلى السكان الاصليين من الكلدان والاشوريين والسريان والارمن والصابئة والايزيديين ، ذات الحلقات الضعيفة في مجتمع ، القوة والعنف والدمار ، ليعزي شهداء العراق جميعا ، بكل مكوناته القومية المختلفة عموما ، وخصوصا الفعل المدان للارهاب المنظم ، امام انظار الحكومات المحلية واللامركزية ، ضد المسيحيين المسالمين ليقدم المواساة والتعازي ، لضحايا سيدة النجاة في بغداد ، والموصل والعراق عموما ، مؤكدا للحكومة مسؤوليتها المطلوبة لحماية شعبها محملا لها مأساة الوضع وقتل الشعب ودمار الوطن.
الاتفاق الحالي لتشيل الحكومة لا يحل مشاكل العراق وشعبه ،  بل تعقد الامور أكثر مما هو عليه ، بسبب المحاصصة الطائفية والشراكة على الذاتيات الفردية ، محصلتها العجز الكامل لحل تعقيدات الوضع وحلحلة مشاكل الشعب المتشعبة ، كون الحكومة الحالية واللاحقة ، امتداد للوضع السابق البائد ، ببرامج مختلفة الاهداف والنوايا ، على اساس الطائفية وتقسيم الغنائم ، والنظرة لمصالح قومية ضيقة ، بعيدة عن مصالح الجماهير العراقية والوطنية ، وهذه القوى بمختلف الوانها وأشكالها ، عاجزة تماما عن قيادة السفينة العراقية الى بر الامان ، كونها لا تملك برنامج ، مدني عراقي وطني ديمقراطي فاعل وحي للمرحلة ، لبناء مؤسسات دولة مدنية قائمة على اساس الوطنية والمواطنة ، لتغيير واقع مؤلم واليم ، متخلف من جمييع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والخدماتية ، بلد عليل الصحة وعليل الدراسة ، وتخلف وجهل محدق وامية متفشية ، وتسرب دراسي قائم وطفولة مشردة ، والمرأة مغيبة الحقوق ، ونسبة الارامل والمطلقات والعوانس كبيرة جدا ، والامراض متفشية بسبب الحروب ، والماء الرديء وخصوصا الامراض السرطانية ، في جميع انحاء العراق وخاصة في الجنوب. ستحصل ازمات سياسية ، بين المشاركين في الحكومة الجديدة المنوي تشكيلها . والسبب:
1.مشاكل النفط بين الحكومتين اللامركزية واقليم كردستان ، بغياب الثقة من جهة ، ومشاكل واختلافات قائمة ، لا حلول لها بين الاطراف المتصارعة المشاركة في السلطة ، لتقسيم الغنائم ، من كد وكيد وجهد ، وعلى حساب حقوق العراقيين جميعا.
2.عدم وجود خطة ، لمعالجة الوضع الزراعي المتردي ، والصناعي المعطل ، باقتصاد مدهور ، ولهذا لا وجود لنمو العمالة الزراعية ، كما الطبقة العاملة ونموها بموجب التطور الاقتصادي اللا وجود له.
3.تعثر الاقتصاد اثر سلباّ ، على الحياة الاجتماعية والثقافية ، كما الوضع المالي للشعب ، مما زاد في البطالة وعززها ، لتصل الى 40% والبطالة المقنعة 30% في اجهزة الدولة الاستهلاكية الغير المنتجة ، مما زاد الفقر في المجتمع.
4.الفساد المالي والاداري ابتدأ منذ ، عام 1980 من القرن الماضي ، ليواصل تأثيراته السلبية ، على الشعب واستمراريته لحد اللحظة ، من بطالة وفقر ومرض و خسائر بشرية كبيرة ، لحروب طائشة داخلية وخارجية ، يرادفها فساد لارضية خصبة لنشوء وتعزز الارهاب ، مما اوجد الملياردية بسبب الفساد الاداري والمالي في العراق.
5. الوضع النفسي المتردي ، لا زال في مرحلته المتقدمة ، امتدادا لفساد النظام السابق ، والتي يدفع الثمن الباهض ، لذلك ابناء وبنات العراق الشرفاء.
6.بروز واضح لازمة ثقة بين الناس ، وفكر قاسي في التعامل بعنف ، والسبب زرع تلك السياسة ، والعسكر الشوفيني القمعي للشعب ، من قبل النظام السابق والمتواصل لحد الآن.
7. ظهور الميليشيات المسلحة ، سنية وشيعية على حد سواء ، ادى الى الفساد والعنف ، ودمار وقتل ونهب وسلب وابتزاز ، وفقدان الامن والامان والاستقرار.
8. الهجرة القسرية المستمرة للشبيبة العراقية ، لمختلف الاختصاصات.
9.تسرب دراسي وتراجع تعليمي وثقافي ، أضافة الى فقدان ابسط الخدمات من ماء وكهرباء وصحة ، والبيئة وهواء ملوث ، وقمامات متراكمة ومجاري معطلة ، وعواقب الحروب المتعددة داخليا وخارجيا لعقود عديدة ،وتصحر طبيعي ، مما خلف امراض عديدة ومنها السرطان بسبب تلك الحروب.
 10. ظهور ردة أجتماعية دينية متخلفة ، بتمييز ديني عنفي ضد الديانات الاخرى ، والتحايل على الاديان وتنفيذ المآرب والنوايا المقيتة المبيتة سلفاّ.
11.فقدان روح المواطنة ، والتشبث بالطائفية المقيتة ، المدمرة والقاتلة للوطنية الحقة.
12.هناك مؤامرة من قوى الارهاب المنظم ، لتفريغ البلد من الديانات الأخرى ، والسلطة عاجزة عن حمايتهم ، ووضع الحلول الموضوعية ، لمعالجة الموقف عن كثب ، والوعود كاذبة لا حلول عملية لها.
13.هناك اختلاف في ميزان القوى، بسيطرة قوى الاسلام السياسي ، وغياب القوى الوطنية الديمقراطية ، وصراع قائم بين القوى الاسلامية بعنف فيما بينها ، ضحيتها الشعب العراقي ، مما عقد الوضع في العراق ، بلا حلول على المدى القريب.
في العراق حاليا ثلاثة قوى:
1.القوى الوطنية الديمقراطية ، مهمشة حاليا وليس لها قرار سياسي لتغيير الوضع نحو الافضل.
2. القوى الاسلامية المسيطرة ، ستكون عاجزة عن تغيير الوضع المتردي ، ومن المحتل تفاقمه وتعقيده اكثر، يتطلب من القوى الوطنية الديمقراطية ، النفس الطويلة لمعالجة الوضع المعقد جدا ، والاستفادة من هذا الواقع المؤلم ، لجعله خصب للعمل ، بالأنتقاد المستمر لكل ما هو سلبي ، وتقييم ما هو ايجابي ، وعدم السكوت على ما هو قائم.
3.قوى التحالف الكردستاني ، هي الاخرى مطلوبة للعمل وفق مبدأ المواطنة وترسيخ الجانب الديمقراطي ، داخل كردستان والعراق ، كون استقرارها وتطورها مرهون ، بتغيير الواقع العراقي عموما ، يتطلب تحالفها مع القوى الوطنية الديمقراطية ، على اساس مبدأ العراق الواحد الموحد ، من دون نزوات وافكار المصالح الذاتية ، التي لا تحقق شيئا في المنظار البعيد ، في استقرار العراق ومنها كردستان.
مستلزمات ومتطلبات التغيير:
1.مزيدا من اللقاءات والحوارات مع الذات الوطنية ، ومع المتحالفين بالاساليب الديمقراطية ، ومع الذات اليساري قبل غيرهم.
2.عقد مؤتمر لطرح برنامج وطني ديمقراطي واقعي ، لمهام المرحلة الدقيقة والواضحة المعالم والاهداف ، يشارك فيها الطلبة والفلاحين والعمال والمرأة والشبيبة المثقفة من ادباء ومفكرين وكتاب وصحفيين واعلاميين وفنانين وشعراء وروائيين والمسرحيين والنقاد ، والساسيين المستقلين بمختلف توجهاتهم الوطنية ، وجعل قاسم مشترك اصغر ، والالتزام بمشاريعهم وافكارهم جميعا ، لربطها بأهداف وتطلعات وطنية ديمقراطية ، للعبير عن واقع هذه الفئات جميعها ، بوضع رؤية مهامية وطنية اجتماعية اقتصادية ديمقراطية ، مع رفع شعار الدين لله والوطن للجميع.
3.الاهتمام بالمهجرين والمهاجرين وانصافهم ، لتغيير واقعهم للعودة الى ارض الوطن ، ومنح حقوقهم كاملة ، وما فقدوه من جراء الهجرة والتهجير.
4.ضرورة بناء الثقة الكاملة ، بين القوى الوطنية الديمقراطية ، لانجاز مهامها المرحلية واللاحقة ، كون قوى الاسلام عاجزة ، عن تلبي الحقوق القومية والوطنية بسبب مصالحها الذاتية الصرفة. مع رفع وتفعيل شعار المرحلة الحالية(قووا تنظيم الحركة الوطنية ، ستتقوى تنظيماتكم الحزبية ). (لان التغيير ما في النفس ، هو اصعب ما تقوم بالثورة).   
5.مشاكل العراق يرادفها ، مشاكل اقليمية لدول الجوار ، مما يعكس سلبا على العراق ، للتدخل القائم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
6.الصراع القائم بين اسرائيل والعرب ، والعرب مع العرب ، والاسلام مع الاسلام ، هو الذي عقد الوضع في العراق ، ناهيك عن تعقيد الوضع بين امريكا وايران ، واسرائيل وتركيا ، جميعها لعبت الدور المؤثر والكبير السلبي في تعقيد الوضع العراقي وتشابكه ، بالاضافة الى التركة الكبيرة والثقيلة لنظام صدام الاستبدادي ، كما دور الولايات المتحدة القذر ، الساعي لتأمين النفط  لصالحها الدائم ، وعلاقتها مع مجاهدي خلق الايرانية وصراعها هي الاخرى مع الاسلام السياسي المسيطر في السلطة العراقية ، لخروج امريكا وضمان بقاء منظمة مجاهدي خلق الايرانية في العراق ، كورقة ضد النظام الايراني حسب مشتهاة امريكا.
تقديم
ناصر عجمايا
ملبورن \ استراليا
8\12\2010