المحرر موضوع: أين انتم من هذا ؟ .... يا أدبائنا الكرام  (زيارة 1020 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل amerosee

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 23
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأدب السياسي .... و أدبائنا الكرام

بقلم : عامر شابو منصور
دهوك - العراق

منذ نشوء المجتمعات المدنية و وجود السلطة التي كانت تسيطر على تقسيم الموارد في المجتمع و أقامة العلاقات بين طبقات المجتمع الواحد أو مع المجتمعات الاخرى حسب أيديولوجيات معينة على مستوى محلي أو أقليمي أو دولي , ظهرت علاقة متينة بين الادب و السياسة لوجود نقاط و أوجه تشابه بين مفهوميهما الفكري و الثقافي و قوتهما في أرساء القيم التي تركّز على البناء المتوازن للمجتمع .
منذ بداية الايديولوجيات السياسية في المجتمعات الحضارية لوجدنا اهمية الادب بكل فروعه و أمكانياته قد خدم هذه الافكار السياسية الى ابعد الحدود لأيصالها الى السلطة أو مراكز النفوذ , الادب و الثقافة ولدت الابداع و التطور مستغلة تلك الظروف و الصراعات التي خلقتها السياسة في كل جوانبها , و في نفس الوقت استغلت السياسة ثقافات و ابداعات المفكرين و المثقفين الذين أرتموا في أحضان السياسة و جعلوا من أنفسهم سياسيين لبداية عصر تسييس الادب من اجل الايمان بمبدأ ما أ لمصالح شخصية بحتة .
من هذا المنطلق برز نوعان من الادباء :
( الأول) : هم أولئك الذين آمنوا بالمبادئ و الافكارالمؤمنة لخدمة المجتمع و التزامهم بمسايرة التطور الحضاري و الاخلاقي لبناء المجتمع ضمن مبادئ أيديولوجية و فكرية , بوقوفهم و رسوخهم صدّوا كل الهزّات و المواقف الرعناء التي واجهت ثقافة المجتمع و مبادئه الوطنية و انتاجهم لخطاب ثقافي و نقدي جاد لمجتمعهم ليوضح الصورة الحقيقية للقضايا السياسية من جانب و قيم وشكل الحضارة من جانب آخر ليخلق تراث ثوري عريق من الالتزام السياسي و الثقافي ......
(ألثاني) : هم أولئك الأدباء الذين أرتموا في أحضان السياسة ليقايضوا و يتاجروا بأفكارهم من أجل مصلحة شخصية ليرمي واجباته الادبية و أثبات الحقائق الى الهاوية دون رجعة , هؤلاء وضعوا أنفسهم رهينة لأصحاب المناصب و النفوذ و ظهورهم على الواجهة مرهون الى تلك الايديولوجيات التي لا تملك التقاليد الثقافية و الفكرية للمحافظة على مبادئها ليبدأوا بالدفاع عنها و أظهارها بوجه غير وجهها مدركين بخلقهم لواقع لن يكون في مأمن من التغييرات و بروز أختلال سياسي في المجتمع على حساب ثقافة و تراث مجتمعهم .....
في مجتمعنا و بين أبناء شعبنا يوجد اليوم هذان النوعان من الأدباء و الكتّاب الذين ظهروا على الساحة نتيجة الخلل السياسي في نوعية الصراعات و التحولات التي رافقت مجتمعنا للوصول الى سدّة السلطة و النفوذ , ظهور هؤلاء الكتّاب ذوي خبرة أدبية من الذين أرتموا في أحضان أيديولوجيات و أفكار بعيدة عن التطور الحضاري و الحفاظ على التراث الثقافي لشعوبهم مستندة على ألامكانيات المادية الهائلة ليجعلوا من كتاباتهم الخادم الامين و العين المتلصصة على كل من يلتزم بثقافة و تراث شعبه , جعل هؤلاء الكتّاب المحسوبين على الادب و الثقافة من أعمالهم ألادبية بضاعة مستهلكة في زمن قصير و واجهة للقمع الادبي المسّيس متمثلآ بتزوير الوقائع و تراث شعوبهم و بناء أيديولوجيتهم بالغش الذي يهدف الى هدم و خراب المجتمع .
هذه مقولة جميلة للاديب أدوارد سعيد موجهة الى الادباء و المفكرين قائلآ : (( أن على هؤلاء المبدعين و المثقفين أن يخلصوا لأدوات تعبيرهم الخاصة و أن يبدّعوها و يطّوروها أنطلاقآ من خصوصية ظروفهم و ثقافاتهم و ذلك بهدف مقاومة أشكال التنميط و التصوير التي تمارسها الايديولوجيات المستوردة على ثقافتهم و شخصيتهم الانسانية . )) .
امنياتنا الى كل الكتّاب و الأدباء من أبناء شعبنا أن يلتزموا بالفكر و الثقافة النابعة من تراثنا و تأريخنا الغني بالمعرفة لأن ثقافتنا تشكّل جزءآ من ثقافة و تراث شعبنا و مجتمعنا .

* * * * * * * * * * * * * *
المراجع 
مجموعة من شهادات و مقالات لكتّاب عالميين من بينهم أدوارد سعيد و تيري أيغلتون .


AMER O.C
deenasour88@hotmail.com