المحرر موضوع: فلسطين: ليبرمان والرقص على الحبال..!  (زيارة 1054 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل باقر الفضلي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 495
    • مشاهدة الملف الشخصي
فلسطين: ليبرمان والرقص على الحبال..!

باقر الفضلي

يبدو أن السيد ليبرمان بوصفه وزير خارجية دولة إسرائيل، قد وجد نفسه وكأنه يمتلك "كامل الحقوق" التي تبيح له قول ما يريد؛ حد الإستباحة والخروج على قيود اللباقة الدبلوماسية والعرف الدبلوماسي؛ في توصيفه للدول والمنظمات الدولية بما فيها تلك التي لها تمثيل دبلوماسي في منظمة الأمم المتحدة، كمنظمة التحرير الفلسطينية، بما طاب له من التوصيفات التي اقل ما يقال عنها؛ بأنها لا تليق أن تصدر من رجل دبلوماسي  يمثل دولة تميز نفسها عن غيرها؛ بأنها أكثر "ديمقراطية" من الآخرين، رغم عدوانيتها وإغتصابها حقوق الشعوب وإحتلال أراضي الغير، بل وأبعد من ذلك في ممارستها قتل الأطفال والنساء العزل والشيوخ وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها، وإخلاء المباني من قاطنيها الأصليين وترحيلهم بعيداً عنها، وإقامة بدلها أخرى لمواطنيها من الإسرائيليين، وزرعها كمستوطنات في الجسد الفلسطيني..!؟

وبكل غطرسة وإستكبار ظالمين، تستغفل إسرائيل المجتمع الدولي معلنة ليل نهار، بأنها جادة في إنجاز خطة قيام الدولتين وإستعدادها للإعتراف بالدولة الفلسطينية وفق ما رسمته الأمم المتحدة وطبقاً للمبادرة الأمريكية، من خلال إستعدادها العودة مجدداً للمفاوضات المباشرة مع السلطة الفلسطينية، التي وأدتها وهي لم تزل بعد في المهد، مترجمة ذلك بالإستمرار بإيغالها عميقاً في عملية الإستيطان في الضفة الغربية، ومواصلة إعمال تهويد القدس الإستفزازية، لتنبري في آخر المطاف معلنة ومن خلال وزير خارجيتها السيد ليبرمان المعروف بخطابه العنصري مساء الأحد 26/12/2010، في لقاءه مع سفراء الدولة العبرية، موقفها المتنكر لتلك المفاوضات المباشرة، بل وبصلافة معهودة وغطرسة مرفوضة يعلن السيد ليبرمان بأن  [["السلطة الفلسطينية غير معنية بالتفاوض مع إسرائيل"، مضيفاً أنه "حتى لو اقترحت إسرائيل الانسحاب إلى حدود عام 1948، فإن الفلسطينيين سيجدون تبريراً لعدم التوقيع على اتفاق سلام معها" ]] ..!

وتبريراً لما يدعيه، يذهب الوزير ليبرمان لأبعد من ذلك، ملقياً وزر وقف المفاوضات وفشلها على عاتق السلطة الفلسطينية، من خلال فبركة يرفضها واقع الحال، حينما يحاول الرقص على حبال الشأن الداخلي الفلسطيني، رامياً الكرة الإسرائيلية الزئبقية، في فضاء الساحة الفلسطينية، من خلال تعميق الشرخ الداخلي للإنقسام الفلسطيني، ودق إسفينه في عمق الخلافات الوطنية الفلسطينية، حينما ينبري بوصفه للسلطة الفلسطينية بأنها: [[ كيان غير شرعي خسر الانتخابات، ويرفض إجراء انتخابات جديدة خوفاً من فوز (حركة المقاومة الإسلامية) حماس"، التي تفرض سيطرتها على قطاع غزة.]]، في نفس الوقت الذي يحاول فيه دس السم في العسل، وبإستخدام سلاح الترغيب والتهديد، لكل من الأطراف الفلسطينية، التي ليس أمامها من طريق آخر لمواجهة العنصرية المتصاعدة للحكومة الإسرائيلية، غير التوصل الى تفاهمات مشتركة على طريق المصالحة الوطنية وتعزيز لحمة وصمود السلطة الفلسطينية، أمام العنت الإسرائيلي..!

وليس هناك من عاقل لا يمكنه قراءة حقيقة ما تبطنه تصريحات السيد ليبرمان الإستفزازية، من تلميحات وإشارات وغمزات، كلها توحي للسامع بما يعنيه قول المثل المأثور " اياك أعني وأسمعي ياجارة"، مما يدفعنا للقول بأنه لم يعد بعد في القوس من منزع، أمام القوى الفلسطينية الوطنية من توحيد موقفها السياسي، في وقت تندفع فيه  دول العالم الواحدة تلو الأخرى بإعلان إعترافها بالدولة الفلسطينية، الأمر الذي أثار فزع وصخب السيد ليبرمان لتأتي ردة فعله مضطربة وفاقدة لتوازنها، حتى على الصعيد الدبلوماسي في رده المنفعل على الحكومة التركية، مما دفع بحكومة السيد نتنياهو التنصل من تلك التصريحات، وإعتبارها لا تعبر عن رأي الحكومة، بل تمثل رأي ليبرمان لوحده...!!؟(*) 
(*)   http://arabic.cnn.com/2010/middle_east/12/26/israel.liberman/index.html