المحرر موضوع: موقف إعتزاز - عندما صلى المسلمون صلاة الحاجه لأنقاذ " الصابئـي " من التعذيب في سراديب صد  (زيارة 1152 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Faez Alhaidar

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 13
    • مشاهدة الملف الشخصي
موقف إعتزاز

عندما صلى المسلمون صلاة الحاجه لأنقاذ " الصابئـي " من التعذيب
في سراديب صدام السريه . .
[/color][/size]


حيدر الحيدر
هــــولندا

        
          في ظروف سياسيه شديدة التعقيد عاشها العراق خلال الحرب مع الجاره ايران . فقد زجت الدوله بكل طاقاتها من الآله العسكريه والبشريه لاحراز نصر كاذب على جبهات القتال الملتهبه ، وقدم العراق وايران مئات الالاف من الضحايا بالاضافه الى تدمير الدولتين . لقد كانت السلطه العراقيه تحارب على جبهات القتال وبنفس الوقت تضع الخطط الامنيه لحمايةالامن الداخلي ، خوفآ من تحرك الجماهير المكتويه بنيران الحرب وثورتها ضد السلطه . وعليه فقد نشطت اجهزته الامنيه والقمعيه بكل صنوفها العلنيه والسريه لمتابعة وتصفية عناصرالتنظيمات السياسيه الوطنيه المعارضه للحرب والسلطه في تعسفها ضد الشعب .

    إلتقينا 35  عراقيآ في واحده من غرف احدى الدور السكنيه في ارقى مناطق بغداد والتي تشغل كأحد مراكز التحقيق السريه ، وقد وصلنا المكان عن طريق : الاختطاف من الشوارع والدوائر . غرفه صغيره مساحتها لا تتجاوز ( 3 في 4  متر مربع ) فيها 35 موقوفآ من بغداد والمحافظات ، هوياتهم :
- عدد واحد / مهندس – صابئي الديانه – تهمته شيوعي
- عدد واحد / جندي -  مسيحي الديانه – تهمته مساعدة عناصر من حزب الدعوه الاسلاميه
- عدد 33  / طلاب ، كسبه – مسلمين – تهمتهم اعضاء في حزب الدعوه الاسلاميه

     تعارفنا منذ البدايه ربما لضمان ترك خبر لاهلنا لدى الموقوفين خوفآ من التصفيه الجسديه . الغرفه ضيقه فينا وهي مضائه ليل ونهار ولايوجد شباك لها لذلك لا نعرف هل هو ليل ام نهار ولا نعرف النوم لضيق المكان وآلام جراحنا بسبب التعذيب . الطعام مره واحده باليوم وهو شحيح ولا يكفي لربع العدد ولم نشرب ماء لمدة اكثر من شهر ، نخرج للتواليت تحت الركلات والضرب بالايدي مره واحده كل 24 ساعه ولكل منا وقت اقل من دقيقه حتى لو ما . . . نحن معرضون للتحقيق في اي لحضه ويمارس معنا كل اشكال التعذيب الوحشي . ما تبقى منا بالموقف يصلي ويدعو لله عز وجل ان يخفف آلام المعذبين ويمن عليهم بالصبر ومواساة جرحى التعذيب وتضميد جراحهم نفسيآ للشد من ازرهم وصمودهم . . وفي الليل هناك غارات همجيه هجوميه لمسؤول التحقيق الخفر لضربنا بالعصي بعد ان تطفئ الانوار وحتى كسر العصا الغليظه التي يحملها بيديه..
على هذه الحال عشنا نحن المغضوب عليهم لفترة اكثر من شهر أخوه في التلاحم والصمود بعد ان نسينا إنتمائاتنا الدينيه والسياسيه ، لقد جمعتنا وحدة الهدف والمصير.

ونتيجة لتلوث آثار التعذيب وحرارة الجو في شهر تموز وازدحام الغرفه بالموقوفين وبدون غسل وبدون ماء شرب ووساخة الموقف والتي تشكل جو ملائم لتكاثر الحشرات والقمل خاصة مما سبب في مرضنا جميعآ وانا منهم ، فقد تورم جسمي وارتفعت حرارتي مما سبب لي فترات من الاغماء تكررت كثيرآ . وهنا اذكر باعتزاز وتقدير موقف اخوتي الموقوفين جميعآ .. كنت افتح عيني واسمع وانا المسجي على الارض شبه ميت لأرى اخوتي من المسلمين يصلون :" صلاة الحاجه  " ويركعون لله مرتان ويتلون آيات من القرآن الكريم ويبتهلون لله عز وجل في دعاء جميل لان يخفف آلامي ويشفيني ويخرجنا من الوضع الصعب الذي نحن فيه ، يتقرب احدهم ويهمس في أذني : يا استاذ ، لقد صلينا لاجلك ودعوانا لله العزيز ان يشفيك ويطيل في عمرك ويقلل آلامك رغم أننا نعرف انك لست من ديننا ولكنك أخ عزيز علينا ، انك اخينا في الانسانيه وشريكنا في العراق وفي الهم والمصير .. ولن ننسى موقفك الانساني عندما تركت مكانك وانت المريض واكثر من مره لاحدنا لتفسح له المجال للصلاة وتقوم باستعمال قطعة الكارتون كمهفه للمصلين وجرحى التعذيب ، فيك شهامة المناضل العراقي الاصيل . لقد كانت كلماته هذه بلسمآ لجروحي وخففت الكثير من آلامي ومعاناتي
 
  لم تتمكن الجهات الأمنية من إثبات التهمة فاطلق سراحي  بعد ان ساءت حالتي الصحيه واشرفت على الموت . . وفي قلبي غصه على اخوتي في الموقف والذين ودعوني بعيون دامعه ، لقد صليت لاجلهم في كثير الاوقات .
ومرت الايام . . . وتوج نضال وتلاحم ابناء شعبنا العراقي بكل فصائله المختلفه وتعاون قواه السياسيه وسقط الصنم واخذت احزابه الوطنيه قيادة السفينه العراقيه الى بر الامان والى عراق جديد ، يحترم فيه الانسان وتصان فيه حرية الفكر والعقيده والدين . إلا إننا اليوم نرى ونسمع ونقرأ عن إنتهاكات خطيره تجري لتصفية وإبادة وتهجير لمكونات الشعب العراقي الاصيله من الطوائف الاثنيه والقوميه الصغيره والمسالمه والتي هي جزء من الفسيفساء العراقي الجميل. لقد تناسى بعضهم أخوتنا ونضالنا المشترك وشراكتنا في الهم والمصير .

لقد كان نصيب الصابئه المندائيين واللذين هم من الموحدين الاوائل لله عز وجل وهم ملح ارض وادي  الرافدين وعبيرها الشذي ، النصيب الكبير من عمليات الاعتداء والقتل والتهجير ولم تنفعهم رسائل الاستغاثه للمسؤولين وأولياء الامر وبهذا فان تاريخ العراق الحديث سيدخل فترة عصر الظلمات والهمجيه . أن الصابئه المندائيون احدى مكونات الشعب العراقي واللذين ساهموا ببناء حضارة وادي الرافدين العريقه وقدموا الشهداء والضحايا قربانآ لعراق الغد الافضل والاجمل ، وعلينا ان لا ننسى كعراقيين بمختلف إنتمائاتنا المذهبيه والسياسيه أن الصابئه المندائيون كانوا معنا في خندق واحد في النضال ضد الدكتاتوريه المقيته .

أيها العراقيون الاحرار : لماذا لا نسمع اصواتكم علنآ ضد من يحاول إبادتنا وابعادنا عن ارض الاباء والاجداد ، ولماذا هذا التهميش لتاريخنا ونضالنا ، انكم شعبنا العراقي الاصيل بقيمه النبيله ومكوناته الجميله . نناشدكم العون والغوث ومساعدتنا في لم شمل العوائل المندائيه وانقاذهم من الخوف والرعب الذي يعيشون فيه وحمايتهم   من قوى الظلام والعصابات المجرمه الدخيله على شعبنا العزيز .

لابد من وقفه حازمه وعلنيه لكل المرجعيات الدينيه والسياسيه وسلطتنا الوطنيه لوقف عملية الاباده والتطهير العرقي والاثني والتي يتعرض لها الصابئه المندائيون ولابد من العمل الجاد لتوفير الظروف المناسبه للتعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي . نحن اخوان في الانسانيه ، خالقنا واحد أحد ، وربنا واحد هو من خلق السماوات والارض ، وانبيائنا جميعآ منزلتهم واحده عند الله عز وجل وهم هدئ للناس اجمعين . دعونا نصلي جميعآ لانقاذ العراق العزيز من قوى الظلام و الارهاب ونحمي مكوناته الجميله ونبني عراقنا الجديد .
   

نسخه منه / الى انظار المرجعيات الدينيه والقوميه والسياسيه مع التقدير. .


                                                                                                                   
                                                 [/b]