المحرر موضوع: ((غيرتك ياكلداني قتلتني))  (زيارة 1799 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل لجنة محلية صبنا الكلدانية

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 106
    • مشاهدة الملف الشخصي
((غيرتك ياكلداني قتلتني))
« في: 12:51 02/01/2011 »
((غيرتك ياكلداني قتلتني))
واخيراً تشكلت الحكومة العراقية وتنفس الجميع الصعداء وانتهينا من المعضلة الحكومية والجميع حصل على حقيبتة الوزارية وتم تقسيم الكعكة بين الأحبه ورفع نخب الفوز وتعالت الهتافات والاهازيج وأستبشر الجميع خيراً , وبدورنا نقول الف مبروك للحكومة الجديدة والتشكيلة الوزارية العتيدة ونتمنى الخير للبلاد والعباد وان تكون فاتحة خير لمستقبل زاهر لارض الرافدين ينعم فيه الجميع بالأمن والأمان في عراق ديمقراطي (تعددي ) ؟ ! فدرالي تطوى فيه صفحات الماضي الاليم وتفتح صفحة جديدة .
شارك من لم  يشارك في الحكومة الجديدة, ومن لم يحصل على اية حقيبة وزارية وكان من المشاركين والمساهمين ومنذ القديم في تشريع القوانين وأسس الحياة وديمومتها , انه الكلداني الأصيل من بدء الزمان الذي صنع التاريخ , والتاريخ من غيره وبدونه يبقى تاريخاً مثلوما لامعنى  له في أرض العراق , واقول هنا بان الكلداني وعلى مر العصور اعطى لبلاده أكثر من أن ياخذ منها , وهكذا فأن التضحية من اجل الكل ومن اجل خدمة البلاد ومن اجل رفع سمة الانسان فوق كل المصالح الضيقة هي سمه من سماته والشواهد على ذالك كثيرة , عمل من اجل حب الوطن ولم يدخر جهداً ومحاولاته الدائمة في التعايش السلمي مع جميع المكونات البشرية , ويظهر ذلك من خلال أنتشاره ألواسع في كل بقعة من أرض العراق من اقصى الشمال الى اقصى ألجنوب , كان الانسان الاول الذي قبل تعاليم المسيحية وشهاداته الكثيرة في اعلاء شأن الكنيسة الجامعة ورسالتها تملأ صفحات التاريخ التي استطاع من اثبات الوجود المسيحي والقوه الايمانية من خلال اصراره على ألثبات والشهادة والتضحية لاعلاء التعاليم الروحية للمسيحية .
وهكذا تستمر مسيرة الانسان الكلداني في العطاء وعلى مر ألعصور في جميع نواحي الحياة حتى تشكيل الدولة العراقية ألحديثة فيساهم مساهمة فعالة في صياغة القوانين والدساتير واعلاء شأن العلوم والمعرفة وأنخراطه في سلك التعليم والدبلوماسية  وبكل جهد يحاول انجاح تجربة الدولة الحديثة من خلال تفاعله مع الظروف بكل مافيها من الم وفرح وفشل ونجاح ويستمر معها الكلداني يتواصل ويعطي زخم لدفع عجلة حركة الحياة وانجاح مفهوم دولة القانون من خلال تمسكه هو اولاً بمبدء الانسان والمواطن معاً وبرغم من قلة عدده في الوطن الى انه كان نموذجاً صحيحا ونجماً ساطعاً قياسا ألى غيره لم يحمل اي ضغينة او عداء لدولته ايماناً منه بان الارض الذي اشبعته من خيراتها عليه  واجب مقدس بان يرعى هذه الارض ويصونها ويعطيها مثلما أعطته وحفظت له تراثه وكيانه , حسب له هذا الحب والتعايش والاخلاص والتفاني للوطن ضعفا وهواناً ولكن القوة الحقيقة التي تحلى به الكلداني كانت بتحمله الظروف الصعبه وقبوله الاخر والاعتراف به لايصال الجميع الى بر الامان في يوم من الايام .
وصل الجميع ألى بر الامان وتنفس الكل الصعداء وبدأت مرحلة جديدة وفصل جديد من تاريخ العراق الجديد وكان للكلداني كما كان في السابق الدور المعهود به في ترسيخ مفهوم دولة المواطنة  اولاً ومن ثم ترسيخ مبدأ المساواة من خلال المشاركة ألميدانية مع الجميع في البناء والتعليم واحترام مبدأ ألدولة الواحدة والقبول بظروفها , أحترم الجميع وشارك مع كل الاطياف والانتمائات الكثيرة وفي كل المناسبات واعطى اسمه وصوته وحنانه للجميع دون ان يفرق بين المسلم والمسيحي او عربي اوكردي واضعاً مستقبل الوطن فوق كل الاعتبارات والمصالح الفردية والسياسات التهميشية اينما وجدت وكان سلاحة الذي تبناه منذ القدم وحتى الان هو (فكره وقلمه وكتابه ) بهذه ألثلاثة التي ومن خلالها فقط استطاعت كل الامم والشعوب من التقدم والازدهار والوصول ألى كمال الانسان وغايته , ولكن الفكر والقلم كان سلاحه الوحيد فكان عند غيره هذا ضعفاً وخنوعاً.
لقد كانت قوة الكلداني الحقيقية والتي هي الحقيقة الوحيدة لمفهوم الديمقراطية والتعددية هي مشاركته ألدائمة في صنع القرار واعطاء مفهوم الدولة عن طريق البرلمان من خلال مشاركته ألواسعة في جميع الانتخابات التي جرت وعلى مرألأعوام العشرون الماضية , لم يقاطع اي منها اعطى صوته لما رأه في نظره خيراً وعوناً لهُ , شارك بصوته ليمحي اثار الارهاب التي اصابته واثرت على انسانيته املاً منه بأن ينعم ابناء الوطن الواحد بمستقبل اوفر حظاً من ذي قبل , تفرق صوت الكلداني شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً وكان لصوته وفي كثير من الاحيان الداعم الاول لابراز هذه الجهة او تلك , فكانت بعض القوائم تتباهى بفوزها الساحق ونجاحها المرموق متناسيةً الصوت المهم الذي على اكتافه تم تغير موازين القوى لصالحها على الساحة السياسية وبعد ذلك تم تهميشه والغاءه , كل ذلك بسبب نواب البرلمان التي شاءت الظروف ولم يحصل الكلداني عليها فحرم من المناصب والاداريات : لن اقول بان السبب كان ضعفاً منا او حبا بغيرنا , بقدر ماكانت الساحة السياسية وارهاصاتها الكثيرة غير مؤاتية لنضوج الفكر القومي لدى الكلدان وايضا ظهور الكثير من الجهات الغيرمستحقة التي أعلنت احتضانها واحقيتها في لم شمل الجميع .
وهكذا فاز من فاز واعتلى من اعتلى واجتمع الجميع في قبة البرلمان وارتفعت اهازيج الفرح وتم تقسيم كعكة الفوز وضاق الجميع حلاوتها واعلنت الاخوة التي لم تكن يوماً ما حاضرة واوصد الباب بوجه الذي اعطى لهذه الكعكة حلاوتها وطيبتها  وهوا الكلداني الصابر على كل الظروف والمحن مهما طال ألزمن
, وهنا ومن   ايماننا الراسخ بتعاليم المسيح الروحية:
( بكينا مع الباكين وفرحنا مع الفرحين )
فعلينا نحن اللذين قبلنا بكل شيء وجربنا غدر ألصديق قبل ألعدو ان نتحمل ونداوي جراحات جسمنا ومرارة الايام وعدم الانصاف الذي لحق بنا وان تبقى الدروس الصعبة لنا مناهج اساسية نعبر من خلالها الامتحان الاليم والصعب , وان نفكر الف مرة قبل المساومة او الخضوع لابتزازات الحياة من تهميش وصرف وطمس لحقيقتنا الساطعة .
وان يكون حب الوطن وكماله والتمسك بالارض من اولوياتنا وان نعمل معاً من اجل عراق ديمقراطي فدرالي ( تعددي ) ؟! يكون للكلدان فيه الدور الاول والريادي في اعلاء شان الكلمة الصادقة لمفهوم الانسان والمواطنة  . ليكون العام الجديد عاماً مليئاً بتفائل جديد وثوب جديد وفكر جديد وأملنا بغدِ مشرق لايقف عند حدود وان غد لناظره قريب ........
وكل عام والجميع بالف خير وامان


(( ماجد يوسف ))