المحرر موضوع: كنيسة القديسين تشارك سيدة النجاة في البكاء  (زيارة 1115 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net

كنيسة القديسين تشارك سيدة النجاة في البكاء
ما حصل في كنيسة سيدة النجاة في منطقة الكرادة في بغداد هو نتيجة الحقد الدفين المحتقن في قلوب فئات متعطشة الى الدماء فتلك الفاجعة لن تأتي من فراغ بل هي عملية مفبركة ومدروسة ومدعومة من قبل جهات مقتدرة تمتد جذورها الى عمق السلطات الحاكمة والغاية من تنفيذ تلك العملية الأستفزازية وغيرها في العراق والشرق الأوسط هي لأعلان حرب على الوجود المسيحي ، فتلك العمليات نابعة من التعصب الديني الناتج من تحريض شيوخ المساجد المستمر عبر السماعات وبعلم ومسمع السلطات ناهيك عن التحريض والتعليم والتموين المباشر والغير المباشر من جهات كثيرة ومتعددة ، ولد التعصب والحقد وتدرج الأمر الى التطرف ، وصولاً الى الأرهاب وتنفيذ الخطط المرسومة للوصول الى تلك الغايات اللاأنسانية التي تنفذ بدقة ضد المكون أو المعتقد الآخر مستندين الى آيات وأحاديث تكفر المسيحي وتدعوه كافراً أو أبن الذمي أو نصراني ... الخ  . بلا شك معذورون هم المتعلمون وجهالهم عندما يقرأون ويسمعون تلك الفتاوي التحريضية والآيات فيتفاعلون معها فتدفعهم الى حالة التعصب والغليان فيصبون نار غضبهم على من يحسبونهم بالكفار معتقدين بأنهم يقدمون لله خدمةً جليلة والله سيكافؤهم بأجر عظيم .
    في العقود الثلاثة الأخيرة برزت تنظيمات صوفية متطرفة ووصلت الى سدة الحكم في بعض الدول كأفغانستان وأيران فنضجت في تلك البلدان ثمار التطرف والحقد والأنحراف الذي سيطر على وسط المثقفين والعقلاء وعلى الأحزاب العلمانية وعلى المتدين الوسط أو الغير المتدين من المسلمين فأصبح الجميع مرفوضين عند تلك التنظيمات التي تريد من كل مسلم أن يكون مجاهداً أو أنتحارياً حاراً لا يهاب الموت لا وبل يبحث عنه . أما غاية ذلك الجهاد الأعمى هو لأسلمة العالم بالطرق والأساليب التي ترسمها تلك الجماعات التكفيرية والتي تسمى جماعة التكفير والهجرة  أما موقف المسيحي فهو أنه لا يريد أن يرد الشر بالشر ، ولا القتل بالقتل ، لأن السيف الذي يحمله هو سيف المحبة الذي ورثوه من السيد المسيح وتربوا على تعليم أنجيله المقدس ، لا ينتقمون لأنهم مؤمنين بقول خالقهم بأنه هو المنتقم الوحيد .
     وصلت ثقافة الحقد والقتل الى العراق فضربوا المسيحية بكل قوة وحقد ، غايتهم أفراغ البلد من المكون المسيحي لغرض أعلان دولة العراق الأسلامية على غرار طورا بورا والقم ، فقتلوا وهددوا وأحرقوا الكنائس ونهبوا وأختصبوا بوحشية لا نظير لها ، أما العالم فلم ينطق ببنت شفة بل كان يغطي ويبرر قائلاً بأن الفتنة هي على الجميع وأخيراً دفع الحقد تلك الجماعات الضالة لكي تنتهك حرمة كنيسة سيدة النجاة الممتلئة بالمؤمنين ونفذوا فيها مخططهم الأجرامي الشيطاني لقتل الأبرياء المصلين بوحشية فسالت دماء الشهداء والجرحى باسم الله أكبر.
أما السلطات والمرجعيات الدينية فكعادتها عبرت عن أسفها وأستنكارها . لكننا نسأل ونقول لماذا لا نسمع من أحدى المرجعيات الأسلامية في العراق تحريم قتل المسيحي المسالم في العراق أو مصر أو السعودية أو ليبيا..ألخ . وهكذا أنتقل الوباء الى مصر علماً بأن مصر  هي منبع الوباء منذ أكثر من خمسون سنة . في أقل من 38 سنة وقعت 161 حادثة ضد الأقباط ، أي بواقع حادث كل شهرين ، ومن أبرز تلك الحوادث حصل في عيد مولد الرب 2010/1/6 في نجع حمادي ، هذا الحدث الذي هز الضمير العالمي فتعاطف الكثيرين مع الحدث لكن هل أتخذت الدولة أجراءات مناسبة للحيلولة من عدم تكرار تلك الجريمة ؟ يقال عن مصر أم الدنيا أما في حقيقتها فهي أم الأرهاب ومصدره الأول ، لا وبل هي مدرسة تفريغ المجرمين الى العالم ومن أكبر مدارسها هي جامعة الأزهر التي يفتخر بها كل مصري لأنهم ينظرون اليها بأنها الصرح العلمي والديني العظيم في مصر . نعم مصر هي في طليعة الدول التي تنشر الشر في العالم أبتداءاً بدول الجار . فمثلاً في عام 1998 عبر مسلم سوداني عن علاقتهم مع أخوتهم المسيحين هناك قائلاً بلهجته المحلية : (أحنا كنا زي السمن على العسل لحد ما جالنا المبعوثين المصريين وخاصة مدرسين اللغة العربية ، علمونا التعصب، لكن أحنا مكناش كدا أبداً ) .
    نعم جماعة الأخوان المسلمين هم أول حركة دينية سياسية في العالم أسسها الشيخ حسن البنا في النصف الأول من القرن الماضي ، نمت وترعرعت بوضوح وحرية وحتى وأن أطلقت عليها السياسة المصرية مسمى الجماعة المحظورة، الا أن الواقع يثبت عكس ذلك ، فقد تسللت تلك الجماعة وتقدمت في السياسة المصرية فأقتحمت 90 مقعداً في البرلمان المصري حالياً ، فماذا كان سيحدث لو لم تكن هذه الجماعة تحمل أسم محظورة ؟ كما نسأل ونقول أين رصيد 12 مليون قبطي في السلطة وما هو دورهم في السلطة والسياسة وأدارة البلد ؟
   دول الغرب في سبات عميق بل في غباء عظيم لأنها تنظر الى ما آلت اليه تلك التنظيمات المتطرفة التي برزت وسيطرت على الشرق الأوسط ووصلت سمومها الى الغرب أيضاً بمنظور ضيق ، لا وبل تريد أن تطبق الديمقراطية الغربية في الشرق الأوسط كله ، وهذا ما تتمناه تلك التيارات للسيطرة على كراسي الحكم . كان على الغرب أن يسند الحزاب العلمانية التي تعيش بخوف وقلق من تلك الحركات التي تهدد وجودها . تقوم بعضاً منها بمغازلة تلك الحركات لأجل التخلص من شرها لكن  تلك الحركات لا تساوم أبداً بأهدافها بل تريد السيطرة بأقرب فترة . فالسادات مثلاً جامل الأخوان على حساب الأقباط فكرموه بأطلاقة صغيرة في جبينه ، وللأسف نلاحظ اليوم خليفته يعزف أيضاً على نفس الوتر ، فعندما تضرب تلك الذئاب الخاطفة اقباط مصر، فالرئيس لا يسمع ولا يرى لا وبل لا يكترث لكي يجامل عدوه الأكبر أنه كمن يصب زيتاً على النار، فالنار لا تحرق الضعيف فقط بل ستطاول على الجميع ، فاذا كان هدفها الأول أزالة المسيحية فذلك النار لا يطفىء بل يبحث عن الحطب لديمومته ، فالمادة الثانية التي ستغذيه هو المسلم الغير متدين أو الوسط في أيمانه  لأن تلك الحركات الحاقدة تريد من الجميع أن تركع لها وتعشق التطرف والكراهية ومحاربة الآخر وهذا يحتاج الى مبدأ التعصب والأنعزالية والتطرف والأنحراف من أجل خدمة أهدافها الدموية وفتح جبهات كثيرة وغزوات عديدة للسيطرة على العالم كله . القاهرة لوحدها تحتوي على الف منارة مسلحة بمكبرات الصوت وفي كل حارة يوجد جامعان او ثلاثة يبثون منها سموماً وحقداً ضد الصليبيين أولاً والكفار واليهود وغيرهم  وبدون أدنى أحترام لمليونين قبطي في العاصمة .كذلك يستخدمون وسائل كثيرة للتحريض وزرع الحقد والفتنة عبر الفضائيات والأذاعات والتلفزيون المحلي والصحف ودروس الدين وغيرها أما الدولة فهي في سبات متعمد .
  أخيراً وبعد مرور سنة من حادثة نجع حمادي وفي زمن ميلاد المسيح ولأجل زرع الخوف والقتل وأظهار الحقد نفذوا أبطال الله وأكبر وعدهم بعد أن ضربوا كنيسة سيدة النجاة بضرب كنائس مصر أيضاً وسرعان ما تم تنفيذ الوعد وبدقة في كنيسة القديسن في الأسكندرية فأستشهد 21 مؤمنا والعدد في تزايد من الجرحى البالغ عددهم 79 . بعملهم هذا تحدوا كل قدرات مصر الأمنية والسياسية والعسكرية وهذا دليل واضح على قدرة وقوة نفوذ تلك الفئات في الشرق الأوسط كله . سيسيطرون على مصر أيضاً لأن النظام يجاملهم ويقدم لهم الدعم الكافي لتلك العمليات فالسلطات المصرية التي ترى الأعتداء على متجر مصري أو نهب صائغ أو أنتهاك حرمة بيت قبطي أو أختطاف شابة قبطية للتعدي عليها وأجبارها للأستسلام أو قتل السواح الأجانب في مناطق متعددة من مصر  أو الهجوم على كنيسة بأنها حوادث عرضية ، وأن أرادت السلطة أن تعبر عن رأيها فتقول بأن ما حصل كان نتيجة عمل رجل معتوه أو مجنون . فلنسأل ونقول هل أصبحت أم الدنيا كلها بلد المجانين ؟ فلنسميها أذن أم المجانين . أما تقارير وزارة الداخلية المصرية فلا يقبلها عقل أنسان لأنها صادرة من أصحاب العمائم المشحونة بالكراهية ضد الأقباط المسالمين وهكذا لا نصدق ما يصدر من العدالة المصرية ، فالمجرمون يدخلون من باب المحكمة المصرية ويخرجون من شبابيكها أبرياء .
 تفجير كنيسة القديسين في 2011/1/1في الأسكندرية سرق فرحة العيد ورأس السنة ولأجل زعزعة الأيمان والأمن فأرهقت الدماء البريئة فأرتفع صوت البكاء والنحيب في كل مصر لكي تشارك الكنيسة المصرية العريقة كنيسة العراق في آلامها ولكي تحمل كنيسة القديسين جروح سيدة النجاة التي صارت رمزاً للكنيسة العراقية الشهيدة . أما قداسة البابا شنودة فعبر عن رأيه في قداس ليلة العيد في 6 / 1 /2011 عن هذه الجريمة وبحضور عدد كبير من الوزراء والسفراء والمسؤولين حيث قدم للعالم درساً أخلاقياً في عصر فقدت فيه الأخلاق ، كما عزى أسر الشهداء قائلاً بأن ملوك المجوس قدموا للملك المولود ذهباً ولباناً ومراً ، أما أنتم فقدمتم له دماء أبنائكم الغالية .
  سيف هيرودس المجرم حصد رؤوس أطفال بيت لحم الأبرياء أما اليوم فالمنظمات الشيطانية تحمل ذلك السيف لتحصد به أبرياء كنائس العراق ومصر والعالم .
نطلب من الطفل الألهي المولود ان يفتح بصيرة هؤلاء العائشين في ظلمة الأبتعاد عن نور أنجيله المقدس لكي يكون لهم الخلاص  والحياة الأبدية . ولألهنا المجد دائماً
بقلم
وردا اسحاق عيسى
وندزر - كندا