المحرر موضوع: فضائع لواء بغداد ضد معتقلي (معسكر الشرف) تُثير الجدل حول سلطات المالكي  (زيارة 3826 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ديفيد بغداد

  • مبدع قسم الهجرة
  • عضو مميز
  • *
  • مشاركة: 1501
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
غداد/ واشنطن/ اور نيوز
نفى مسؤول رفيع المستوى في وزارة العدل تقريرا لصحيفة اميركية حول معتقلين يعانون ظروفاً قاسية جداً وتمنع عنهم زيارة أقاربهم ووكلاء الدفاع عنهم في سجن يقع ضمن مجموعة مبان تابعة لوزارة الدفاع في المنطقة الخضراء، بينما رفض منسق اللجنة الدولية للصليب الأحمر، روبرت زيمرمان، أن يؤكد ما إذا كانت اللجنة تقوم بزيارات إلى السجن قائلا "لا نكشف عن الزيارات التي نقوم بها".
وكانت صحيفة لوس انجلوس تايمز قد فضحت في تقرير نشرته الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون في معسكر الشرف التابع للواء بغداد الذي يأتمر بإمرة رئيس الوزراء نوري المالكي.
وبحسب مراسل الصحيفة نيد باركر، فانه يتم احتجاز المعتقلين من دون محاكمة ويتعرضون لسوء المعاملة في سجن المنطقة الخضراء الذي تديره الوحدة الخاصة بإمرة مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي الامر الذي اثار مخاوف لجان التفتيش الرقابية بشأن حقوق المعتقلين، فيما لم يتم الوفاء بوعود الاصلاح، حتى بعد حصول المالكي على مايبدو على المزيد من السلطة.
ويقول مسؤولون عراقيون ومصادر دبلوماسية ان قوة من الأمن الخاصة التابعة لمكتب رئيس الوزراء نوري المالكي تحتجز المعتقلين في ظروف سيئة لأشهر من دون السماح لهم بالاتصال بمحامين أو أسرهم، بالرغم من تعهد المالكي في العام الماضي بكبح جماح الوحدة الخاصة التابعة له.
واحتجز بعض المعتقلين في المركز، في مجمع مترامي الاطراف في وزارة الدفاع بالمنطقة الخضراء في بغداد ، لمدة تصل الى عامين ، وفقا للمصادر، التي قالت إنهم يصلون مقيدين ويمنعون من ادعاءات الضرب والعنف الأخرى في اثناء التحقيق. وقال مسؤولون عراقيون "يبدو ان الجهود الرامية إلى رصد السجن قد انتهت".
وقال مصدر دبلوماسي رفيع المستوى"لا يمكن للمحامين او العوائل الوصول إليه، ولا يستطيع احد ان يذهب الى هناك". ويتم تشغيل السجن، المعروف رسميا باسم (معسكر الشرف) من قبل لواء بغداد ومكتب مكافحة الإرهاب، اللذين يشغلان قلب الجدل الدائر حول طبيعة الحكومة العراقية على وجه التحديد، في بلد مازال يشعر بفزع من تركة حكم صدام حسين ، والى أي مدى يسمح لأي مكتب أو فرد باستخدام المزيد من القوة .
ويعد لواء بغداد على وجه الخصوص مادة لمنتقدي محاولة المالكي لتمركز السلطة، وسرعان مابدأ بعد فترة وجيزة من تأسيسه في عام 2008 ، باحتجاز المعتقلين ، بما في ذلك شخصيات سياسية ، في السجن المغلق بالمنطقة الخضراء. وسلطت الاضواء على فضائع لواء بغداد العام الماضي حين اكتشفت وزارة حقوق الإنسان سجنا سريا في قاعدة أخرى في بغداد يحتجز 431 معتقلا من العرب السنة من الموصل، الذين قالوا انهم تعرضوا للتعذيب من قبل المحققين. وأرسل المحققون من لواء بغداد الى سجن المنطقة الخضراء، وفقا لبرقية السفارة الاميركية التي نشرتها صحيفة لوس انجلوس تايمز. فيما قالت وثيقة منفصلة ان اللواء "كان يقدم تقاريره مباشرة الى مكتب رئيس الوزراء".
وفي نيسان الماضي ابان الكشف عن فضيحة معتقلي الموصل في السجن السري، قال المالكي انه لم يكن على علم به، وأمر باغلاقه وتعهد بمعاقبة الجناة. كما وافق على تسليم سجن المنطقة الخضراء الى وزارة العدل ، ليكون مفتوحا لزيارات عائلات المعتقلين ومحاميهم.
واعترف المالكي بعد ذلك أنه كان من الممكن حدوث بعض الانتهاكات في "معسكر الشرف" ، لكنه قال ان مكتبه ووزارة حقوق الإنسان اتخذا إجراءات صارمة.
ومع ذلك، فان مسؤول عراقي ومصدر دبلوماسي بارز قالا انهما تلقيا تقارير جديدة عن السجن، بما في ذلك مزاعم بالضرب والعنف الجنسي. وقال مصدر دبلوماسي رفيع المستوى، اشترط عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع ان "ظروف السجن سيئة جدا وهناك مزاعم بسوء المعاملة" .
وبالرغم من ان الاوراق تشير الى ان  وزارة العدل هي المسؤولة عن المرفق ، "لكن في الواقع ، هي ليست، بل ان اولئك الذين يتحملون مسؤولية ادارته هم من قوات الامن الى حد كبير جدا ".
ووصف مسؤول أميركي وبرلماني عراقي سابق الذي زار السجن في الماضي بأنه حظيرة جاهزة مكونة من 36 زنزانة تفوح منها رائحة الفضلات البشرية. وقال ان المعتقلين كانوا يتكدسون بانتظام في زنازين بلا نوافذ مصممة لشخص واحد يوضع فيها ستة اشخاص على الأقل. ووفقا لاثنين من الرجال الذين كانوا محتجزين هناك في الربيع الماضي، يسمح للمعتقلين بالهواء الطلق كل يوم لمدة 30 دقيقة، ويعاني معظمهم من الطفح الجلدي.
وقال مصدر دبلوماسي بارز واثنان من المسؤولين العراقيين انهم يعتقدون ان مثل هذه الممارسات مستمرة، ويقول المسؤولون العراقيون الذين شاهدوا الوضع انه "يساورهم القلق من فشل مكتب رئيس الوزراء لاصلاح الوحدات الخاصة" .
وقال مسؤول عراقي إن"احد الاحتمالات هو ان المالكي ليس على علم بما يجري هناك لكي يقوم بتنفيذ الإصلاحات في السجن. واضاف قد لا يكون على بينة من الممارسات والتفاصيل والإجراءات ".
اما أنصار المالكي فيقولون ان رئيس الوزراء يحتاج الى الحفاظ على السيطرة على البلد الذي لم تتوان الجماعات السياسية فيه إلى اللجوء إلى العنف، وأنه يستخدم ما لديه من لواء بغداد وان منافسيه قد يفعلون الشيء نفسه لو كانوا في السلطة.
وقال عزت الشابندر،الذي يحظى بثقة المالكي "أي واحد منا في مكانه سوف يفعل الشيء نفسه أو أكثر من ذلك.. فأنت تتعامل مع شركاء من ذوي الخبرة في المؤامرات والثورات والانقلابات ، ويمكنني أن أؤكد لكم، انه لا يخفى عليه ذلك. وإلا كيف يمكنك التعامل معهم".
وكانت صلاحيات المالكي الواسعة واحدة من العقبات الرئيسية في طريق مغلق لمدة تسعة أشهر لتشكيل الحكومة بعد انتخابات آذار. واتفق الزعماء السياسيون ، لوضع حدود على سلطات الامن التي تمارس من قبل مكتب رئيس الوزراء. فيما سيرأس منافس المالكي اياد علاوي مجلسا جديدا للسياسات العليا.
لكن ميزان القوى لا يزال غير واضح. فلم يتم اقرارالتشريعات لإنشاء هيئة علاوي الرقابية العليا ، ووزراء الأمن لم يعينوا بعد . وقال نائب عراقي "اعتقد ان المالكي يريد أن يحتفظ بالسيطرة على القوات المسلحة والأمن"، واضاف "انه يشك بهم جميعا وهذه مشكلة".
ويقول مسؤولون عراقيون انهم بالفعل يشهدون دلائل على أن الجهود المبذولة لرصد حقوق الإنسان بقوة قد تبددت، مع تولي وزير جديد لحقوق الانسان الذي هو حليف وثيق للمالكي.
وأعربت السفارة الأميركية وهيومن رايتس ووتش عن المخاوف من إمكانية شن حملة لاعتراض مفتشي حقوق الانسان واخافتهم، مع تراجع نفوذ الولايات المتحدة بانسحاب اخر قوة لها العام الحالي. ومن المثير للشكوك هو انه  لن يتم التسامح مع عمليات تفتيش صارمة ما لم يتمكن مجلس النواب الجديد من العمل على اقامة لجنة بتخطيط طويل الامد لحقوق الإنسان للعمل بدور رقابي جديد . وتوقع مسؤول امني عراقي ان"وزارة حقوق الإنسان لن تكون فعالة " . فيما قال مسؤول عراقي آخر "إن المفتشين خائفون لا يوجد أحد لحمايتهم الآن، كل شيء تغير هناك".
في غضون ذلك سارع وكيل وزارة العدل لشؤون السجون والمعتقلات بوشو ابراهيم الى نفي التقرير الأميركي، وقال إن "هذا الأمر عار عن الصحة جملة وتفصيلا (..) لا يوجد سجن كهذا في المنطقة الخضراء" الشديدة التحصين في وسط بغداد.
وأضاف أن "الوزارة لديها سجن واحد هو (معسكر أشرف) داخل المنطقة الخضراء وهو معروف من قبل وزارة حقوق الإنسان والصليب الأحمر الدولي". وأكد إبراهيم "وجود 270 معتقلا حاليا في معسكر أشرف وغالبية هؤلاء تابعون لجهاز مكافحة الإرهاب وقيادة عمليات بغداد".
من جهته، رفض منسق اللجنة الدولية للصليب الأحمر، روبرت زيمرمان، أن يؤكد ما إذا كانت اللجنة تقوم بزيارات إلى السجن قائلا "لا نكشف عن الزيارات التي نقوم بها". وكانت منظمة العفو الدولية أعلنت منتصف أيلول الماضي أن "التقديرات تؤكد وجود 30 ألف معتقل في العراق دون محاكمة، ولم تقدم السلطات أرقاما دقيقة حول أعدادهم". وأفادت بأن "نحو عشرة آلاف من هؤلاء سلمتهم الولايات المتحدة إلى العراقيين في الآونة الأخيرة مع انتهاء المهمة القتالية" لجنودها، مشيرة إلى احتمال "تعرضهم للإساءة وانتهاك حقوقهم".
ونددت بـ"التوقيف غير القانوني والتعذيب والاعتقالات التعسفية التي قد تمتد لسنوات في بعض الحالات دون توجيه اتهام أو المثول أمام القضاء". وأشارت في تقرير وهو بعنوان "نظام جديد والإساءة ذاتها" إلى احتجاز أشخاص في "معتقلات سرية للحصول على اعترافات يتم انتزاعها بالقوة فضلا عن الاختفاء القسري". وقال مالكولم سمارت مدير المنظمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن "الأجهزة الأمنية العراقية مسؤولة عن انتهاك حقوق المعتقلين بشكل منهجي وتم السماح لها بذلك مع الإفلات من العقاب







http://www.uragency.net/index.php?aa=news&id22=16131