المحرر موضوع: ضياء بطرس: "الحكومة العراقية لا تستجيب لمطالبنا ودعواتنا"المسيحيون العراقيون بين الحاضر والمستقبل...  (زيارة 3923 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ضياء بطرس: "الحكومة العراقية لا تستجيب لمطالبنا ودعواتنا"
المسيحيون العراقيون بين الحاضر والمستقبل...ندوة تقيمها مؤسسة كاوا للثقافة الكردية في اربيل


عنكاوا كوم – اربيل –مؤسسة كاوا للثقافة الكردية
 
قال السكرتير العام للمجلس القومي الكلداني ضياء بطرس ان "الحكومة العراقية لا تستجيب لدعوات ومطالب المسيحيين في العراق، لاعتبارها اياهم مواطنون من الدرجة الثانية وليس لهم الحق في الحياة".
حديث بطرس جاء خلال الندوة التي نظمتها مؤسسة كاوا للثقافة الكردية بمركزها في اربيل تحت عنوان"المسيحيون العراقيون بين الحاضر والمستقبل"، القى المحاضرة بولص شمعون رئيس جمعية الثقافة الكلدانيةكلدانية وضياء بطرس السكرتير العام للمجلس القومي الكلداني. قدم الندوة كمال غمبار.
وكانت الندوة التي حضرها نخبة من السياسيين والمثقفين قد بدأت بالترحيب بالضيوف وتقديم نبذة موجزة عن واقع المسيحيين في العراق، بعدها استعرض شمعون وضع المسيحيين بشكل عام، واوضح واقع حالهم غير "المستقر" في الوقت الحاضر بسبب الهجمات الارهابية التي يتعرضون لها من قبل الارهابيين، لكنه بينّ ان ليس المسيحييون وحدهم من يتعرض لتلك الحملات الاجرامية وانما الاكراد الايزيدييون والصابئة والكرد المسلمون، مشيرا الى ان اسباب تلك الاعتداءات والجرائم "عنصرية" وبانه تم قتل اكثر من الفي كردي فقط من مدينة الموصل وحدها.
وقال شمعون " ذكرا لهذه الحملة التي يشنها الارهابييون ضد المسيحيين فقد تم استدعائي الى جنيف / سويسرا في العام 2004 لشرح واقع المسيحيين وكانهم كانوا يعلمون ماذا سيحدث للمسيحيين مستقبلا، متسائلين هل سيلحق الاذى والضرر بالمسيحيين، فاجبتهم بعدم معرفتي فيما يخبأه القدر للمسيحيين وبعد ذلك مباشرة بعدة اشهر بدأت سلسلة القتل المنظم  للمسيحيين  ليس الا على هويتهم الدينية".
واضاف "ومن هنا اكرر بان وضع المسيحيين غير مستقر وقد شرحنا ذلك للسيد رئيس الاقليم حول المذابح التي نتعرض لها ووعد من جهته بانه لايقبل اي اعتداء عليهم، واستطيع القول هنا باننا في كردستان نشعر بالامن والامان وقد شكلنا وفدا وتوجهنا الى بغداد وقدمنا مذكرات الى السادة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان ولكن مع الاسف الى هذه اللحظة لم نستلم منهم اية اجابة وكذلك توجهنا الى الدول الاوربية وشرحنا لهم معاناتنا ولكنهم اجابونا بالوعود التي لم تفعل شيئا وقدمنا مذكرة الى السيد رئيس الاقليم حول مطالبنا وقد تسلمنا الاجابة خلال 24 ساعة واعدا بما فيه الخير في مصلحة شعبنا المسيحي".
وتابع "اقول مختصرا بان الارهابيين يلاحقون اخوتنا في جميع العراق وفي اي مكان تطالهم  اياديهم الاجرامية".
 

المطالبة بمحافظة للمسيحيين...
من جهته، اوضح بطرس ان العراق يتكون من اطياف ومشارب متعددة قوميا ودينيا ومذهبيا  وقد تعرض المسيحييون منذ عام 1958 الى القمع والقتل وكانت الحملة الشرسة بدأـ منذ عام 1963 وكانت مستمرة الى حين رحيل النظام الدكتاتوري، حيث آملنا بالخلاص من المعاناة التي يعيشها المسيحييون وخاصة بعد تثبيت النظام الفدرالي ووضع دستور جديد للعراق ونهج  ديموقراطي للعيش المشترك بين جميع مكوناته على اساس العراق الجديد وسياسة جديدة والتخلص من النظام القديم الذي صادر حق الجميع في العيش بحرية وكرامة ولكن مع الاسف لم تمضي فترة قليلة حتى تعرض المسيحييون الى عمليات القتل والتهجير ابتداء من البصرة.
واوضح بطرس ان تلك العمليات الاجرامية  في البصرة لم تكن لاسباب دينية بحتة وانما لاسباب اقتصادية أيضا، حيث ان الميليشيات هي التي بدأت بقتل المسيحيين وبعدها كانت المجاميع الارهابية التي بدأت من بغداد عام 2004 ومن ثم الموصل عام 2005، اذ استدعت عمليات القتل بتهجيرهم الى اقليم كردستان وليس آخيرا بعد الانتخابات الاخيرة  كان القتل المروع في بغداد وجريمة  كنيسة النجاة.
وتابع "المسيحيون بطبيعتهم كشعب كلداني اشوري سرياني  شعب مسالم لم يمارس في أي يوم القتل ضد جيرانه  وانما  كل مايطلبه هو العيش  بسلام وأمان والعيش المشترك  ولكن مع الاسف فان اولائك القتلة يرفضون حتى العيش المشترك".
وتساءل " هل قتل المسيحيين في العراق هي لاسباب  دينية؟"، واستدرك ليجيب، قائلاً "استطيع القول بان الاسباب هي سياسية بالدرجة الاولى وما السياسات المتبعة بحق المسيحيين مثلا في بيع المشروبات الروحية او  تمليك العقارات التي يملكونها بممارسة الضغوطات على المسيحيين  من تهديدهم بالتهجير او بالقتل لاجل بيع عقاراتهم واملاكهم فهذه ليست سوى سياسات منظمة  الغرض منها تفريغ العراق من المسيحيين وهجر اماكن تواجدهم  في بغداد والموصل والاماكن التي يقطنونها".
وقال "اذا لم تكن المسالة سياسية فلماذا لايمكن تطبيق تلك الاجندة في كردستان؟".
واضاف بطرس "في كردستان يوجد النظام والقانون والكل يعيش بوئام وأخوة وتعايش سلمي بطبيعة الحال ل اننكر ارهاب تنظيم القاعدة والذي لايمكنهم الوصول الينا هنا في كردستان".
ولفت الى ان قيام النظام السياسي الجديد في العراق كان على حساب الضريبة التي سدد المسيحييون فاتورتها من دماء ابناء شعبنا، وذلك بعدم تحقيق الديموقراطية المنشودة وتراكم المشاكل التي تعاني منها الحكومات  المتعاقبة بعد التخلص من النظام البائد .
وحول دعوة بعض الدول الاوربية مثل المانيا وفرنسا لقبول المسيحيين، او        ضح بطرس ان "هذا لن يكون الحل بان يكون العراق من دون المسيحيين لان ثقافة العراق ومنذ الاف السنيين هي مبنية على الثقافة والحضارة المسيحية ويعيش العراقييون بمحبة وبمودة واخوة وسلام واذا كان هناك من جدية لايجاد الحلول لنا فانه يمكن مساعدة العراق كدولة ديموقراطية يراعى فيه حق الجميع".
وشكر بطرس رئيس الاقليم مسعود بارزاني، لتوجيهه النداء لاجل حماية المسيحيين ودعوتهم للعيش في كردستان واشارته الى ان كل من لايروم العيش في العراق العربي فان كردستان ملك له وبان لايهاجروا الى  خارج العراق وبان لايتوجهوا الى بلدان اخرى لان شعب كردستان يرحب بهم بكونهم اخوة يجمعهم تاريخ ووطن مشترك.
وكانت عدد العائلات المسيحية  التي نزحت الى اربيل بعد مجزرة كنيسة سيدة النجاة قد زاد عن الـ 975 عائلة مسيحية وفي دهوك 450 عائلة وفي السليمانية 350 عائلة واكثر من 3000 شخص.
وقال ضياء "لكن مع الاسف فان الحكومة المركزية لاتقدم اي مساعدة لهؤلاء المهجرين او تسهل معاملاتهم بالاضافة الى وجود مشاكل كثيرة من سكن وتسهيل المعاملات الادارية حتى البطاقة التموينية لاتسهل  اجراءات نقل معاملة حاملها من مكان الى اخر".
واضاف "بشكل عام يجب على الحكومة المركزية ايجاد حل للمسيحيين  لانه لا يمكن  للامور ان تبقى هكذا معلقة ومن دون حل يحفظ حقوق المسيحيين وبالنسبة لحركتنا السياسية فاننا توصلنا الى حلول متفقة  بين جميع المكونات المسيحية وذلك بعقد اجتماع ضم الجميع في تقديم مطالبنا الى الحكومة المركزية لاقامة محافظة للمسيحيين وقدمنا كذلك بمذكرة الى رئيس اقليم كردستان".
واوضح ان تشكيل محافظة في سهل نينوى هو الحل لمشكلة المسيحيين في العراق وستكون تلك المحافظة المتنوعة في سهل نينوى مثالية في العيش المشترك مع الاقوام التي ستشاركنا بها ونحن لانطالب بان تكون فقط للمسيحيين وانما يكون لكل مكانته وتواجده فيها بحكم كونه عراقي وستكون مبعث عودة الكثير من المسيحيين الذين هجروا من العراق وجلب الاستثمارات الخارجية .
وتابع "لكن مع الاسف فان الحكومة العراقية لاتستجيب لمطالبنا ودعواتنا هذه وهم يرون المسيحيين بانهم مواطنين من الدرجة الثانية وليس لهم الحق في الحياة وينتظرهم القتل والتهجير والممارسات الغير انسانية".
وبينّ "نحن نأمل ان يكون نظام الحكم في العراق نظاما ديموقراطيا  لان النقيض من ذلك لا يمكن ان نحصل على حقوقنا المشروعة بالرغم من اننا لا نأمل الحل والحلول الشافية من الحكومات وانما الحل هو من الشعب وذلك بخلق ثقافة لكي يعيش العراقييون بسلام ووئام وازالة الخلافات ونبذ النعرات ولكن مع الاسف لا زالت تلك الثقافة القديمة في الغاء الاخرين موجودة  في مخيلة الكثيرين ولكن تبقى جذور التعايش والاخوة قائمة بين ابناء الشعب العراقي".
جدير ذكره، ان الحضور شارك في المداخلات والنقاشات الواسعة كما تم تغطية النشاط من قبل وسائل الاعلام الكردستانية.
 
 

أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية