المحرر موضوع: ثورات أم غضب شعبي ...؟  (زيارة 1224 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اويا اوراها

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 122
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ثورات أم غضب شعبي ...؟
« في: 15:09 08/02/2011 »
                                                          ثورات أم غضب شعبي ...؟ 
تقدم شعوب العديد من الدول على القيام بأنتفاضات أو ثورات من أجل أحداث تغييرات جذرية على الاوضاع المتخلفة والهزيلة لذلك حيث تلعب أرادة الشعوب المصرة على التغيير دورا رئيسيا عبر مفكريها الذين بأمكانهم السيطرةعلى زمام الأمور أو الشارع المنتفض كي لا ينزلق البلد ألى هاوية الفوضى وبالتالي بالأمكان أعادة الأوضاع ألى حالة الأستقرار والأمن بعد أن حققت الثورة أهدافها المنشودة ...
هنالك ثورات ذات مضامين أيدلوجية وفكرية ونهج واضح المعالم لها قيادات ومرجعيات وقاعدة يعول عليها  أذا ما أراد لها القيام بعمليات التغيير ولها من القدرة على التحكم بمجريات الأحداث وتنظيم الشارع وتسييره كي لا يؤدي ألى الفلتان ..
وفي الجانب الآخر حيث يوجد ما يعرّف اليوم ( بالغضب الشعبي ) النابع من الأستياء جراء الظروف الضاغطة والعصيبة المفروضة على الشعب لعقود طويلة والتي أودت به وبشكل مفاجئ لم يكن بالحسبان بأن يتطور الى مرتبة الغليان  كونه في الحقيقة مجرد ردة فعل لحالة ما قادته للأنفجار والنزول الى الشوارع , وهذا الجانب حيث يفتقر الى النظام والسيطرة كونه لا مرجعية فكرية له كما ويشوب الغموض حيثياته ومجهول النتائج ...
أن هذا النوع الأخير الذي وكما يبدو حيث نتلمسه في الشارع العربي اليوم فبرغم مجهولية نهاياته تهراه ايضا غير قابل للأنصياع أو الأصغاء لأوامر أو نصائح وتوجيهات كائن من يكون خصوصا ضمن المرحلة الراهنة لهذا الغليان  الذي ومع طول مدته سيسنح المجال لكل من هب ودب من المنتفعين على أختراق صفوفه كي يزيد الوضع تأزما ومن ثم الأنجرار و الزحف صوب الفوضى واللأستقرار وعدم الأكتراث بما ستؤول أليه الأمور علما أن أرضية هذا الغضب وكما يبدو قابلة للأستدراج خلف العواطف والتلاعب بمشاعره ووضعه الهستيري الممكن أستغلاله ناهيك عما أحتضنه الشارع المحموم الغاضب من قتلة وسراق وفارين من المعتقلات الذين يمتلكون القدرة على زيادة النار لهيبا , لهذا السبب أو ذك فان هذا الغضب يمكن تشبيهه بالشخص الذي يطالب بالثار لا بالذي يثور وليس كما ينوي للبعض أدراجه في خانة الثورات ..
أن شبهات الغموض التي تلف هذا الغليان تجعل من الصعب على المتابع لأن يخمن نتائجه أو بالأحرى بالذي سيلتف على الشارع ويسطوا على تضحيات الغاضبين ويدير زمام الأمور ليكون مصير هذه الثار المزيد من الدماء والثارات والحرمان من أبسط متطلبات العيش والأمان والخدمات كون المشكلة الأساسية لم تكن تكمن كما كنا نتصورها والتي هي ( انه بازاحة الدكتاتوريات ستعود المياه الى مجاريها ) بل لوجود من هو أذكى من كل ذوي المفاهيم الأيدلوجية والوطنية الحريصة على لم الشعب تحت خيمة القوميات المتآخية التي هي سورها وأعمدتها , فذلك هو الذي يطعن التكاتف الوطني في خاصرته عبر هتافاتهم النارية من خلال ما يمتلكونه من مكبرات تذاع عبرها حممهم التي لا طائل من وراءها سوى زرع الفتنة والنزعة الطائفية والمذهبية التي تثقل كاهل المواطن وتجره والوطن نحو هاوية الترهيب والمتاعب والفقر والتفكك ليسدي أعظم خدمة من حيث يدري ولا يدري لأعداء شعبه وبلده ...
أنه وكما يبدو أن عصر العروبة قد آل الى الأحتسار وها هو وكما نشاهده يحتضر أمام ضربات التنظيمات الأسلامية الذين أخذت نجمتهم تسطع من جديد ومن دون أدنى جهد سوى بعض الخطب الجهنمية ذات الصوت الجهوري والأداء التيزابي ممزوجة ببعض السور والأحاديث مع التغني بالجنة وحورياته التي شكلت الضربة القاضية للعروبيين وشوفينيتهم ودمويتهم التي عانى منها أيضا كل القوميات الأصيلة القاطنة لأرضها التاريخية ... حيث أن طيلة الفترة التي فاقت الثلاثة أرباع القرن من عمر الحكم العروبي  وأحزابهم الشمولية وشعاراتهم الجوفاء التي لا تمت والواقع المرير بصلة أثبتت وبجدارة عن فشلها ولم يكن بامكانهم تحقيق لما كانوا ينادون به دجلا سوى جلب الويلات والدمار والمجاعات والحرمان والذل والتشريد والتعذيب وتعبئة المعتقلات وتفريغ البلد من العقول التي تعتبر معبار قوة الاوطان ...كل ذلك كان سببا رئيسا لنزع الثقة عنهم ولتعم الفوضى اليوم بعض البلدان العربية والتي ومن المؤكد ستزحف لتشمل بلدان عربية أخرى , لكن الخوف من الآتي والذي علته  ( اي علة الخوف ) تكمن في مضامين هذه الغليانات الغير منضبطة والتي اشبه بالبراكين التي تدمر مل ماهو جميل وقبيح  ...
رب سائل يسأل , هل أن التغييرات الجذرية التي حصلت في العراق والتحول الملموس نحو نطام الدولة الأتحادية ذات النهج الديمقراطي البرلماني التعددي وأتباع سياسة العلانية والوضوح مع شعوبها طيلة ما يقارب التسع سنوات من عمر هذا التغيير , يمكن أن يكون له دورا أو تأثيرا على شعوب المنطقة العربية ... أنه مجرد سؤال ؟؟
وأخيرا أمنياتنا بالفلاح لشعوب هذه الدول العربية المنتفضة غضبا على قساوة حكامها , آملين أن يأتوا بحكماء وقادة ميدانين يأمنون بوحدة المصيرلشعوبها التي عانت الأمرين وهذا لم يتحقق ما لم يخلع الغاضبون لباس الغضب ويرتدون عباءة الثورة الحقيقية  , كي لا تكون كبش فداء لذلك الذي ينوي ذر التراب في العيون من أجل تمرير أجنداته المذهبية والطائفية ....

أويا أوراها
ملبورن
Ramin12_79@yahoo.com