المحرر موضوع: انتفاضة الشعوب نحو التغييرفي ندوة لمؤسسة كاوا  (زيارة 775 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صلاح بدرالدين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 945
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
   انتفاضة الشعوب نحو التغييرفي ندوة لمؤسسة كاوا   
                     
                   
                                                                                                            الهيئة الادارية
       نظمت مؤسسة كاوا للثقافة الكردية ندوة في مركزها  بأربيل عاصمة اقليم كردستان تحت عنوان"   آفاق انتفاضة شعوب منطقة الشرق الاوسط من أجل التغيير " للسيدين الكاتب الصحفي غازي حسن رئيس تحرير صحيفة – بارزان – اليومية التي تصدر في أربيل والشخصية السياسية صلاح بدر الدين .
     بعد الترحيب بالسادة الحضور من جانب مقدم الندوة الدكتور اسماعيل حصاف والذي ضم نخبة من السياسيين  والمثقفين , تكلم الاستاذ غازي حسن  مستعرضا التفاعلات التي تجرى في المنطقة والوقائع  والمستجدات  التي تحدث و في ان المشاكل والازمات  التي تواجه مجتمعاتها والمطالب التي ينادي بها ابناء شعوب المنطقة  وذلك بضرورة اجراء التغيرات في المنظومات الاستبدادية التي تتحكم بمقدرات الشعب وحتمية اجراء تغيرات في بنية هذه الانظمة وبوجوب حدوث انتفاضات وثورات للخلاص منها وهو ما حصل مؤخرا في انتفاضتي تونس  ومصر .
  مضيفا أن هناك مشاكل جمة استدعت الضرورة للقيام  بهكذا  انتفاضا ت من ظروف معيشية متدهورة وحالة اقتصادية  متخلفة  ومطالبة بنظام السوق الحرة وضرورة اجراء اصلاحات سياسية لتأمين متطلبات المجتمع  بالإضافةالى ازالة انتهاكات حقوق الانسان , وبالعودة الى البعض من الارقاق فان معدلات البطالة والفقر تؤشر الى ارقام كارثية من بطالة وفقر وبعيدا عن الولوج في التفاصيل والامثلة الموجود ة فان الارقام الكارثية تؤشر الى معدل مستوى دون خط الفقر لابناء هذه الشعوب .
ولهذا فانه كان لابد من ايجاد حلول لهذه المشاكل مثلما يذكر الكثير من المفكرين والعلماء .. و بالرغم من الوعود باجراء الاصلاحات  التي كان النظامان في مصر وتونس يزعمان  القيام بها من سياسية واقتصادية فان الوضع القائم لم يبشر بذلك ولهذا تفجر الوضع ولم يكن من بد لذلك .
نحن هنا لا ننكر بان الذي جرى في تونس المتأثرة بالثقافة الفرنسية كان له الاثر في ان يرحل الرئيس  بن على مبكرا وتخلى عن الحكم  وبأسلوب حضاري .
  اما في مصر فانه بالاضافة الى التوجه الامريكي فان النظام متأثر بالفكر العسكريتاري  والوضع المتفاقم الان هو نتيجة هذه العقلية المتفردة بالحكم بالرغم من ان منصب الرئيس اصبح الان شكليا وهو عمليا لم يعد يقود البلاد.
البعض يتوجس خوفا بان النظام الجديد سيكون كالمثال الايراني , ولكن المؤشرات هي بانه لا يوجد برنامج  للأحزاب السياسية الفاعلة الان في الشارع المصري الى هذه اللحظة هي ليست صاحبة القرار النهائي وانما المحرك هو الشباب المصري الذ ي يجيد ما يفعله وبانه صاحب الانتفاضة .
  والشعب المصري بطبيعته يعلم جيدا مثال ايران بان الاسلام السياسي ليس بمقدوره ان يكون في موقع قيادة دولية عصرية وليس باستطاعة الاسلام السياسي ايجاد  حلول للمشاكل المتراكمة وخاصة في المجال الاقتصادي وكذلك تقبل للسياسات المتعددة وحقوق الانسان والمشاكل الداخلية الموجودة في مصر.
وبالرغم من حكم المؤسسة العسكرية واقصد هنا الجيش  فأنها والى هذه اللحظة غير معنية بان تكون في واجهة الاحداث وتسيير الامور .
هناك دور هام للثورات والانتفاضات الجماهيرية لتغيير الانظمة والان نرى بان هذه الانتفاضة تكون بوسائل جديدة من انترنيت والاتصالات السريعة و التي اصبحت العامل الحاسم في قيادة وتوجيه و انجاح هذه الانتفاضات ودورها واهميتها .
       الاستاذ صلاح بدر الدين من جهته استعرض  الوضع في سوريا باعتبارها احدى الساحات المرشحة للتغيير و المدخل الأهم في تبديل صورة المشرق عموما
  فكما هو معروف شعب سوريا يترقب الوضع ويطمح أن يجري التغيير بأسرع وقت وبان تكون بلاده اللاحقة في التغيير وكدولة جارة لاقليم كردستان بالرغم من انها والى هذه اللحظة لا تعترف بالنظام الفدرالي في الاقليم
فمن وجهة نظري التغيير في سورية هو مفتاح للكثير من المشاكل في المنطقة ابتداء من لبنان ومرورا بفلسطين وانتهاء بالعراق وما اود الاشارة اليه ليس بتحرير فلسطين وانما لحل المشاكل بين الفلسطينيين وتوحيدهم ,  وكذلك في العراق كونها الدولة التي تقدم الدعم للارهابيين في الدخول الى العراق وكذلك تأثيرها على ايران وهذا مهم جدا ايضا بالإضافة الى الدولة الجارة تركيا وذلك بكشف المعاهدات والمخططات الثنائية السرية التي كانت تعقدها.
 وليس كما يدعى الكثيرون بان التغيير في مصر فقط أو لدى عرب أمريكا فحسب سيكون بمثابة تحويل المنطقة الى جنة الخلد ولهذا اقول بان التغيير في سوريا هو الاهم , وكوني كردي من سوريا وللأسباب السالفة اكرر بان سورية هي الاهم وموجة التغيير مستمرة وبالنسبة للتغير في سورية فانها ليست وليدة الساعة وانما هي وليدة مراحل عدة مرت بها سورية بدء من الاستقلال وتشكيل الدولة السورية والحكومات البرجوازية المتعاقبة وبوجود الاستعمار الفرنسي فانه لم يكن بالمستطاع ايجاد حلول لمشاكل الشعب السوري وهذا كان في المرحلة الاولى أي محاولة تغيير الوضع من الاستعمار الى الحكم البورجوازي الوطني .
 اما المرحلة الثانية من محاولات التغيير فأنها بدأت منذ عهد الانقلابات العسكرية المتعاقبة وهذه ايضا لم تستطع من ايجاد الحلول كون معظم الانقلابين العسكريين  من الطبيعة الريفية ذوى الافق الضيق وكانت آخر تلك الانقلابات العسكرية للبعثين التوأمين في سوريا والعراق ,  وهم كانوا اسوأ من سابقيهم لأسباب عديدة ولم يحققوا شيئا سوى تكريس الدكتاتوريات والحزب الواحد  والمذهب الواحد وحكم الشخص الواحد وآخرها التوريث وتشكيل شريحة خاصة بابتكار اساليب جديدة في التحكم بأمور البلاد والسيطرة على الشعب في هذه المرحلة , وما تردد من كلام شائع بين النخب وابناء الشعب السوري وخاصة النخب السياسية  , وانوه هنا بان الحزب الشيوعي السوري الذي لم يتوانى في التحالف مع النظام بذريعة عدم توفر بديل آخر , وبمقولة البديل الجاهز والامر الواقع وهذا هو الخطأ القاتل الذي وقع فيه الشيوعيون السوريون والذين كنا نأمل منهم بان يكونوا في مقدمة المنادين بالتغيير والتخلص من الانظمة الاستبدادية وأكثر الناس استفادة من التاريخ .
بعدها كانت المرحلة الثالثة من محاولات التغيير وفي ظل توجه سياسي وقناعة باستحالة التغيير الا عن طريق العنف وتدمير الدولة وهدم المؤسسات وبمساعدة العامل الخارجي تحديدا كما حدث في العراق وافغانستان  ويوغسلافيا .
المرحلة الرابعة – مرحلة التغيير من الداخل
هذه المرحلة بتصوري ونحن مازلنا في بدايتها هي المرحلة الاهم في تاريخ الشعوب كون هذه المرحلة بدأت كظاهرة تجذب الشريحة الواسعة من ابناء شعوب المنطقة يتصدرها الشباب والفقراء وهم سيحدثون التغيير من دون محالة بدون الحاجة الى أي تدخل خارجي وهذا ما نراه مثالا حيا يقض مضاجع الطغاة  في تونس ومصر مضيفا بان لهذه المرحلة العديد من الايجابيات والمحاسن مثل :
1 - كونها سلمية ومتجنبة لا راقة الدماء ولربما كحالة استثنائية  يمكن ان تراق فيها البعض من الدماء البريئة ولكنها ستكون حوادث فردية محدودة .
2 – عدم هدم الدولة ككيان ومؤسسات ,فالمهم في هذا هو ايجاد دستور ونظام ديموقراطي وحرية  في السياسة والاقتصاد لان انهيار الدولة على الطريقة العراقية له الكثير من العواقب السلبية  , فمثلا من جهتي كمت ممتنا  لتنحي الرئيس التونسي ين علي ورحيله السريع وذلك لتمهيد الطريق لرؤساء الدول الاخرين بان يحذوا حذوه ويتركوا البلدان لشعوبها
هذه المرحلة من وجهة نظري مهمة واستراتيجية بالنسبة  للشعب السوري لأنه بأجمعه يعاني من الظلم والاستبداد والشعب الكردي السوري يعاني من الاستبداد والاضطهاد بشكل مضاعف من الجانبين الاجتماعي السياسي والقومي .
مقارنة سريعة بين الحالتين التونسية والسورية :
-   فكلا الدولتين كانتا تحت الاختلال الفرنسي .
-   الدولتان حكمتهما زمرتان بانقلاب عسكري .
-   مطالب الشعبين هي ازالة الظلم والاستبداد وعدم  تدخل الاجهزة الامنية في مجريات حياة الشعب وعدم تدخل الجيش في الامور الداخلية  وازالة حالة الطوارئ وتوزيع الثروة بالعدل والمشاركة في الحكم ووقف توريث الحكم كل هذا موجود في سورية .
-   في الدولتين يوجد تعدد قومي وفي الحالة التونسية توجد القومية الامازيغية  ولكن حركتها السياسية ضعيفة  لو قورنت بما هي موجودة في الجزائر والمغرب  وكحالة وجود الشعب الكردي في سورية .
-   هناك خصوصية سورية تظهر في كونها دولة متعددة القوميات والأديان والمذاهب وبوجود تركيبة طائفية حاكمة في سورية , وهي مسالة في منتهى الخطورة اذ يشكل العلوييون 8% من الشعب السوري وهي الحاكمة وتتمسك بمقاليد الحكم و بجميع مفاصل القوى  من جيش  وامن وادارات ,  وبانه في العهود السابقة كان ابناء الطائفة من المذهب السني  يتحكمون بالاقتصاد السوري ,  ولكن الان فان الاقتصاد السوري يدار من جانب رموز السلطة بالتشارك مع الموالين من الطوائف الأخرى ومنذ عهد  انقلاب حافظ الاسد .
ولهذا استطيع القول أن الخصوصية السورية فريدة من نوعها  اذ ان الطائفة الحاكمة لا تمثل جميع ابناء الطائفة العلوية  حيث ان الاغلبية العلوية هي  فقيرة وانما التحكم والسيطرة هي بيد نخبة علوية معينة .
 الاخوان المسلمون من جهتهم يثيرون  هذه النقطة الاخبرة بتعميم  وشمولية ,  فنراهم الان متهافتون في التصالح مع النظام ,   ولدي تجربة بذلك كونني عملت مع جبهة معارضة وفيها الاخوان لمدة تزيد على الثلاثة أعوام ومن هنا استطيع ان اجزم  بانه في حال استلام الاسلام السياسي مبادرة استلام الحكم فانهم سيزرعون الخراب والدمار في سوريا و ولايمكن مقارنتهم مع اخوان مصر كون مصر لها مؤسساتها المتجذرة في الحياة العامة .
خصوصية اخرى لدى النظام السوري وهي كون النظام تلطخت اياديه بالدماء وخاصة اثناء احداث حماه وسجن تدمر في  ثمانينات القرن الماضي وكذلك في القامشلي عام 2004 ومسؤوليته عن قتل الكرد بشكل علني واغتيال احد رموزه الدينية الشيخ معشوق الخزنوي , وجرائم اخرى وهذه لم تتواجد في تونس ومصر بهذا الشكل الفظيع اكرر بان التغيير قدر محتوم وهو قادم فالنظام سيخطو بالبعض من الخطوات ولربما سيستفيد من ذلك و لربما ليس مطلوبا منه الان , فالانتفاضة لتغيير هذا النظام قادمة وهو يتوجس بحذر,  فهناك الان استنفار عام لأجهزة الامن والجيش واستمرارية عقد جلسات مجلس الامن القومي , وبحسب المعلومات المتوفرة لديهم توجس بان الشرارة ستنطلق من لدن الكرد ولذلك تم تسليح افراد العشائر والميلشيات البعثية وجلب اكثر من 1000عنصر من مقاتلي حزب الله ذوي الخبرة في حرب الشوارع وكتائب القدس الايرانية ومنذ ثورة تونس وهي تجيش مثقفيها واعلامها ونشر المواقف والشعارات الممانعة اللفظية  .
وقد كان مفترضا ان تبدأ الانتفاضة ضد هذا النظام الشمولي المستبد ولكنها تأخرت وقد تطول أشهرا أو أكثر ولكنها قادمة لامحالة وحول المثقفين السوريين الذين هم في ركب النظام يطرحون الرؤى بان التغيير هي فقط للأنظمة  المعتدلة والتي يسمونها  بعرب امريكا فقط وبان اي تغيير في سوريا سيجلب الاسلاميين كفزاعة للغرب وامريكا .
كل هذا هو  محض افتراء وكما اسلفت فان تنظيم الاخوان المسلمين لا يملك اي قاعدة جماهيرية في سورية وكذلك بالمقابل لم توجد اي قاعدة اسلامية في تونس انما المسالة برمتها هي اجتماعية وانظمة استبدادية وليست المسالة كما يروج لها بانها مواجهة اسرائيل والامبريالية فلم يرفع شعار واحد بهذا الخصوص في الاانتفاضتي تونس ومصر على سبيل المثال
وهناك كتاب سورييون يشحذون اقلامهم واعلامهم  فقطحول ما يجري في تونس ومصر ولكنهم ينأوون بالكتابة عن سوريا وكان الأمر لا يعنيهم
   نحن الكرد معنيون بالتغيير والديموقراطية في سوريا ولكن بنفس الوقت يجب ان تكون تجرية 2004 امام الاعين,  بالرغم من ان  الهبة كانت عفوية وعدم وجود اي دور يذكر  لاحزاب الحركة الكردية في اشعالها وقيادتها ,  وبالعكس من ذلك فانها ساهمت في اجهاضها و البعض من اولائك جعلوا من انفسهم اصحابها , ومع ذلك فانه للأسف فان الاطراف العربية كانت لها مواقف ومواقع سلبية , واقول هنا بانه لو ساهمت  الاطراف العربية في بداية الهبة لتحولت الى انتفاضة وطنية  ولكان التغيير سيحدث
 ولهذا نحن الكرد لسنا بأصحاب القرار في اشعال الانتفاضة السورية ولكننا سنكون معها , وبرايي فان الانتفاضة يجب ان تنطلق من المركز والاطراف ستكون معها  وهي جاهزة في الانطلاقة , وجهة نظري هذه ليست بتخويف الشعب ولكن من قبيل المقارنة مع قوى واجهزة النظام فان النظام لدية اكثر من مليون ونصف من القوى المسلحة , بالاضافة لاكثر من مليونان ونصف من اعضاء حزب البعث والميليشيات التابعة لها , لست هنا في معرض اتهام هذه القوى بانها عدوة للشعب السوري ولكنني اقول بانها قوة النظام المرئية حتى اللحظة وعدم الاستهانة بها .
من ناحية القوات المسلحة باعتقادي بانها ستكون القوة المحايدة  , والنظام يتحرك على جميع الاصعدة وبخطوات تكتيكية محددة في الحفاظ على ديمومته , ولذلك لا يتوجب علينا بان نخدع انفسنا والاخرين وبان التغيير قادم غدا , ولهذا يتوجب  الاستفادة من التجارب العديدة التي حدثت في المنطقة مثل الثورة الايرانية مع التحفظ بان الاسلام السياسي سرق الثورة من اصحابها الحقيقيين , وكذلك التغيير الذي حصل في العراق وهي بحاجة الى تكريس هذا  التغيير واجراء الاصلاح وهذا أمر طبيعي عند حدوث اي تغيير .
التغيير في سوريا قادم ولن يجدي ما يقدمه النظام  من فتات للفقراء ويسيطر عليه الخوف من العاصفة التي ستودي به لامحالة .
  هذا وقد شارك الحضور بالمداخلات والمناقشات الواسعة والعميقة كما تمت التغطية من وسائل الاعلام الكردستانية  والعربية .
8 / 2 / 2011                                               الهيئة الادارية
                                                      مؤسسة كاوا للثقافة الكردية