المحرر موضوع: مناضل من طراز خاص(حبيب هرمز ميخا) شهادة للتاريخ (1)  (زيارة 1151 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ناصر عجمايا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2363
    • مشاهدة الملف الشخصي
مناضل من طراز خاص (حبيب هرمز ميخا)شهادة للتاريخ (1)
nassersadiq@hotmail.com
ناصر عجمايا \ملبورن - أستراليا                         
التقينا مع المناضل الشيوعي الرفيق حبيب هرمز ميخا , كان لنا الحصيلة التالية:
س:هل يمكنك اعطائنا نبذة مختصرة عن سيرتك الذاتية؟
ج:حبيب هرمز ميخا مواليد القوش 10\10\1937 والدي فلاح ، يملك بستان للكروم في طريق دير السيدة لشرق القوش , اما جدي كان بزازا وفلاحا في نفس الوقت , انهيت دراستي الابتدائية في بلدة القوش , ولعدم وجود ثانوية في حينها  توجهت الى بغداد عام 1953 , متطوعا في مدرسة الصناعة العسكرية لأتخرج جندي متطوع عام 1957 ، حاصلا على شهادة مهنية متوسطة .
س:هل يمكنكم اعلامنا عن عملكم داخل الجيش قبل الجمهورية وبعدها؟
ج:كنت امارس عملي المهني العسكري بكل دقة ومسؤولية , ضمن الواجبات المناطة لي , ثم شاء القدر ان عقدت قراني بعد اشهر من عملي العسكري , الذي كان في منطقة جلولاء .
بعد التغيير وقيام الجمهورية العراقية , بعد قيام ثورة تموز 1958 بقيادة الضباط الاحرار , وعلى راسهم عبد الكريم قاسم , وبتاييد كل القوى السياسية العراقية , من خلال جبهة الاتحاد الوطني عام 1957 التي كانت تضم الاحزاب (الشيوعي المتحالف مع الديمقراطي الكردستاني العراقي , الاستقلال , القوميين بمختلف الاتجاهات , والوطني الديمقراطي العراقي , والبعث)ولهذا اعتبرت ثورة شعبية , ايدتها كل الفئات والقوى السياسية العراقية , الثورة حققت الكثير للشعب , بناء دور سكنية وتوزيعها  لذوي الدخل المحدود تحديدا , منها مدينة الثورة والف دار في النعيرية كما دور الضباط في الزيونة , اضافة الى اصدار قوانين مختلفة منها الاصلاح الزراعي وتوزيع الاراضي على الفلاحين , حسب قانون رقم 30 لعام 58 وقانون الاحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 , كما قانون النفط المرقم 80 لسنة 1960 اضافة الى قوانين عديدة في خدمة الشعب .
 س: كيف ارتبطت بالحزب الشيوعي العراقي
ج: تم الاتصال معي في نفس وحدتي العسكرية من قبل شيوعيين , أستوعبت برنامج الحزب ونظامه الداخلي بعد الثورة , مقتنع بالمبادي الحية , في خدمة الشعب العراقي , وبما يتحلى الشيوعيين بصفات جيدة بلا منافس , واخلاق ومثل عالية وثقافة متميزة . لذلك ارتبطت بالحزب عن قناعة فكرية تامة , وايمان راسخ  بالمباديء الشيوعية السامية .
س: كيف وفقت بين العمل العسكري والحزبي , رغم الحذر السياسي الموجود في الجيش؟
ج: عملنا الحزبي كان فاعلا  دقيقا  وسريا للغاية , وليس سهلا بموجب قرار وزاري , صادر من حكومة قاسم , وفق المادة 131 من قانون  العقوبات العسكري , التي تنص على الحكم بالسجن , مدة لا تزيد  عن خمسة سنوات , كل من يمارس العمل السياسي في الجيش .
رغم ذلك  كان العمل السياسي يمارس بشكل سري , فردي والاجتماعات تتم  خارج الثكنات العسكرية بأدارة مدنية , حيث كان مسؤول الوحدة طالب في كلية الادارة والاقتصاد .
بعد مضيء  مدة ستة اشهر في عمل تنظيمي لخلية المرشحين , حصلت على شرف العضوية , لنشاطي والتزامي وتحركي الدقيق داخل الوحدة , بخلق صداقات  حزبية وعلاقات جيدة , فردية مع الرفاق  وادبيات الحزب , نتداولها بصورة سرية تامة , لا تخلو من الخطورة  رغم كل الصعوبات , كانت الروح الثورية  في الجسد والفكر , من دون تلكأ في انجاز المهام المكلفين بها  وبلا تردد.
س: هل كانت  القوى اليمينية (القومية والبعثية ) يتم التعامل معها  بنفس التعامل , مع اليسار من قبل حكومة قاسم ؟
ج : بالتأكيد لا .. كان البعث والقوميون يعملون بشكل شبه علني , وقرار الحذر  يمارس ضد الشيوعيين والديمقراطيين فقط , خاصة بعد  خطاب قاسم , في كنيسة ماريوسف  في بغداد ، مستهدفا فيه الشيوعيين تحديدا , في الوقت نفسه كان عبد الكريم  مستهدفا من قبل  البعث والقوميين , متهيئين لاغتياله  بعد خروجه من الكنيسة , و بخطابه  ضد الشيوعيين  جعلهم يعكفوا عن تنفيذ أغتياله .
القوميون العرب والناصريون والقوميون الاشتراكيون والبعثيون , تحالفوا رافعين شعار  (يا أعداء الشيوعية أتحدوا ) ، ممارسون اعمال الاغتيالات الفردية للكوادر النشطة للحزب الشيوعي العراقي , في مناطق مختلفة من العراق , تحديدا في كركوك والموصل , بلا رد مقابل  من قبل الحزب , ولم يتم الدفاع عن النفس ،رغم المطالبة المستمرة لرفاق القاعدة ، كرد للعمليات المستهدفة للشيوعيين .
بدات السلطة القاسمية  بممارسة الضغط  على نشاط الحزب , باعتقال الشيوعيين  منذ عام 1959 لمجرد وشايات كاذبة , ولمحاولة تحديد  قوة ونشاط الحزب  والمد الثوري العارم , في سيطرة  الحزب الشيوعي العراقي على الشارع , مما لم تروق لقاسم ذلك خوفا من تأييد الشعب  للشيوعيين. في حين تصرف بعكس ذلك  مع البعث والقوى القومية الاخرى , المتحالفة ضد قاسم والحزب الشيوعي العراقي , التي ادت  الى الانتكاسة الكبيرة  لثورة تموز 58 , واريقت الدماء وحدثت الكارثة  للعراق وشعبه المناضل .
س:هل استغل  اليمين القومي البعثي حدث ما , وظفوه لنواياهم الشريرة ؟
طبعا   عام 1961  أقدمت حكومة قاسم , على زيادة سعر البانزين 16 فلس فقط  للغالون الواحد, الذي يعادل  5 لتر ( من 104 فلسا – 120 فلسا ) .
في ضوء ذلك  تحرك الشارع العراقي  سلميا ضد القرار , بتظاهره لعدول الحكومة  عن قرارها , في الاثناء تحرك الغوغاء اليميني ( البعث والقوميين ) بطريقة منافية  للاخلاق والتظاهر السلمي , في تنفيذ  مآربهم الدنيئة والمبيتة سلفا , ضد ممتلكات الشعب العامة , والتخريب والهجوم على الحافلات وتكسيرها  والعبث بها , مما اعطى  أنطباعا ضد الحزب الشيوعي العراقي , بالعبث بالمال العام  في حين الممارسين  لكل هذه الاعمال الوحشية , نفذت من قبل البعث والقوميين  مما خلق غيمة كئيبة , بين الحزب الشيوعي وقاسم رغم برائة الحزب الشيوعي من اعمال الشغب التي نفذتها تحالف البعث والقوميين.

يتبع