المحرر موضوع: ان كان لديهم (مبارك) ..فلشعبنا الكثير من (المباركين)..  (زيارة 1749 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سيزار هوزايا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 359
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إرحل بقى..

رغم كل ما شاب الوضع السياسي  في ميدان التحرير بالقاهرة من اضطرابات، وشكوك، وغليان، ومناورت سياسية، ومطالبات.. ووعيد.. الا ان روح الدعابة ابت ان تفارق الانسان المصري في احلك ظروفه.. فانتشرت بسرعة، بين الجموع  المتظاهرة، لافتات ساخرة، اشتركت اغلبها ببادئة prefix ، مباشرة هي "ارحل بقى".. فكتبوا :

•   ارحل بقى..ايدي وجعتني
•   امشي بقى..عايزة استحمَّ..
•   امشي مراتي وحشتني.." متزوج من 20 يوم" ..
•    ارحل بقى.. الولية عايزة تولد..والولد مش عايز يشوفك..

ولا نعرف تماما كم اب حمل نسخةً من اللافتة الاخيرة، فنسبة الولادات  في مصر بحسب احصائيات 2005 هي 24 لكل الف شخص اي ان معدل الزيادة هو 6000 شخص مصري في اليوم الواحد !! بمعنى اخر فان اشهر معدودة  كفيلة بأن ينجب المصريين خلالها عددا يساوي ما لنا من شعب نطالب له بحقوق في سهل نينوى، وبحكم ذاتي حينا، ومحافظة حينا اخر.. ونهز الواوات له متراقصة بين وجود وعدمه..

نقول: لم تشأ روح الدعابة ان تفارق الانسان المصري، ففي خضم الازمة كثرت النكات والطُرف والكاريكاتيرات واللافتات الساخرة بخصوص ما يحدث في ميدان التحرير، الذي دبت الحياة فيه.. فقرأنا ما كتبوا.. وضحكنا طويلا ونحن متسمرين امام التلفزيون لمتابعة اي "خبر عاجل".. وشر البلية ما يضحك ...وما اكثر "شر البلية" هذه الايام في الشرق الاوسط...

وشارك الكثير منا، نحن ابناء الشعب الكلدواشوري السرياني، كل احداث الازمة، فارسلنا الايمايلات محملة بكل "عاجل"  يصدر من ميدان التحرير من نكت جديدة ولافتات ساخرة، وكذا فعلنا من خلال الفايس بوك..  وكل ما اوتينا من وسيلة نشر..فأمسى نظام مبارك..غير مبارك.. واصبح حديثا للساعة..والدقيقة.. فلم يمر يوم الا وكانت اكثر الاضافات الجديدة في الفايس بوك عن هذه الازمة، ان كانت متابعة، او نشر اخبار متعلقة، او كاريكاتيرات، او نكت، او "سخرية".. او من خلال المقالات التحليلة..
وكل هذا لا نملك حقا في معاتبة اصحابه او نقدهم، فكل انسان حر بما يهتم او يتابع...

لكن العتاب قد يجد له منفذا الى ساحة الحديث هنا ،اذ يقدم البعض منا نفسه اكثر  "مصرانية" من المصريين انفسهم، فيكتب.. ويكتب.. ويشجب.. ويحلل الامور، ويدعو.. ويتشفى بالنظام الحاكم في مصر،  وينبذ دكتاتورية مبارك.. وكانه يمارس الديمقراطية بحذافيرها،  بينما هو ونحن وكل ابناء شعبنا نعاني وفي مجمل قضايانا المعاصرة (ان كانت تهمنا) من دكتاتورية وسلطوية سياسية ودينية بحتة.. تضاهي (باختلاف النسبة والممارسات) دكتاتورية مبارك التي بدانا نسخر منها بعد مظاهرات ميدان التحرير..وما سمي (خطأ) بثورة الانترنت..


فنحن لسنا بأقل من شعوب المنطقة.. فان كان لديهم مبارك..فلنا الكثير من (المباركين) ، وان كان بن علي، زيناً للعابدين، فنحن لدينا الكثير من (زين المعبودين).. و ان كنا نصف الانظمة العربية بانها انظمة توريث، فنحن ايضا لدينا من يستخدم الاسلوب ذاته في التوريث والمحسوبية والمنسوبية في  (مناسبات عديدة ومناصب متعددة)..بشواهد وادلة لا غبار عليها.. وان كنا نعجب من سياسة العرب الاستخباراتية، فلدينا في اروقتنا السياسية والدينية من المخبرين (والمهتمين بمصلحة الامة، على الاقل برأيهم وعذرهم) الكثير الكثير.. اما ان كنا نتحدث عن الاصلاح والتغيير وانعدامه في الانظمة العربية.. فقارئي العزيز.. حدث ولا حرج عما نملك نحن من سياسيات تغيير واصلاح !! فهناك بطاركة تسنموا السدة البطريركية قبل ان اولد، وانا الان في الثلاثينيات من عمري  (اطال الله في عمركم وعمري..وعمرهم)..!!

لدينا من قادة الاحزاب السياسية من يتطاول (وبجرأة) على دستور مؤسسته، ضاربا اياه بعرض الحائط من اجل دورة رئاسية اخرى!!  دون اية اعتبارات لشعارات الديمقراطية (المسكينة).. ولن يزيحه الا ان ينتقل الى جوار ربه، او ان يخرج من مؤسسته مطرودا، غاضبا، مؤسسا لجماعة اخرى منشقة !!!

لدينا ايضا نوعا اخر من الديمقراطيين في ممارساتهم ، من الذين تفتقدهم الانظمة العربية الدكتاتورية..  فهناك قادة لاحزاب ومؤسسات سياسية من سكرتير او رئيس،  جلس على كرسي السكرتارية العامة او الرئاسة منذ تاسست تلك المؤسسة، مهما كانت المؤسسة قديمة او حديثة.. دون ان توجد في فقرات دستورها مادة تحددد الفترة الرئاسية..وهم بهذا محقين، فلم المادة الدستورية، ان كانت غير مطبقة ؟؟ على الاقل هم بعدم وجودها يريحون ضميرهم..


الانسان هو..هو

هو الانسان ذاته في كل بقعة من الارض، فيوم عرضت بعض الفضائيات الاجنبية (متفاخرة) صورا لعمليات السلب والنهب التي حدثت في العراق بعد سقوط النظام، لم تكن تعلم ان انسانها، هو الاخر، ليس سوى انسان، بغرائز تماثل تلك التي يملكها الانسان العراقي يوم سلب ونهب بسبب حالة الفوضى وانعدام القانون..فبالامس حين ضرب اعصار كاترينا ولاية نيو اورلينز، استغل الانسان الاميركي حالة الفوضى، ونهب.. وسلب.. ويوم غرقت السفينة المحملة بالبضائع قبالة السواحل البريطانية، لم يكن الانسان الانكليزي اكثر رقيا حين غاب الرقيب، وهكذا فأن مسالة دكتاتورية مبارك او زين العابدين، او غيره، كانت ستجد لها صورة مماثلة ان كنا نمتلك نحن ايضا وطنا.. فنحن وان كنا بلا وطن.. الا اننا نطبق الدكتاتورية بنسب وممارسات مختلفة قليلا !!  

وهكذا كان سيكون نظام الحكم في كل دول الغرب، لولا وجود دستور، وقانون يطبق على الجميع، ومعارضة لممارسات معينة، واعلام فاضح يضع ذاك الدستور وذاك القانون فوق الجميع، ووجود انتقاد صحيح، وصحي، ومطلوب..فهذه وحدها هي التي ميزت البلدان الغربية، عن الشرق، الذي لا يزال يؤله المسؤولين، وينزههم، ويعصمهم عن الخطأ !!

فإما ان ننتقد دكتاتورياتنا كما ننتقد دكتاتوريات الغير ، او نفضل متابعة الامور، والضحك على لافتة او نكتة، دون (مصرنة) الامور..
 اما ان كنا اصلا لا نعترف بوجود اي دكتاتوريات بيننا.. فلنكمل استرخاءنا في الشمس، الى ان تحترق ارجلنا.. ونسخر من احدى نكات ثورة الفايس بوك التي تقول:

الرئيس المصري حسني مبارك يحرق نفسة امام القصر الرئاسي مطالبا بتغيير الشعب.

وبارك الرب بكل قلم وضع مصلحة الامة اولا..

سيزار هوزايا
بدايات شباط  2011
sizarhozaya@hotmail.com