المحرر موضوع: عليق حول الخط السرياني في بحث فيليب دي طرازي .  (زيارة 1828 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل henri bedros kifa

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 653
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تعليق  حول  الخط  السرياني في بحث فيليب دي طرازي  .

  لقد  انتشرت  كتب  و ابحاث  العالم  فيليب دي طرازي  بين  المثقفين  السريان
. لقد  اعيد  طبع  كتابه
المشهور = عصر  السريان  الذهبي = ثلاث  مرات  و ذلك  لاهمية ابحاثه  و  ربما
لعطش  المثقفين السريان
لمعرفة  تواريخ  اجدادهم .  من  الملاحظ  ان  كتابات  دي  طرازي  تعتمد  على
المصادر  السريانية  و
المراجع  العلمية  ، و كان  يحاول  توعية  السريان  و بث  الروح  القومية
بين  مثقفيهم  و  كان  من  ضمن
مجموعة  من  العلماء  السريان مثل  قداسة  البطريرك  افرام  برصوم  و  الاب
اسحق ارملة
الذين  تمسكوا  بجذورهم  الارامية  ، ذكر  دي طرازي  في  مقدمته هذا
التعبير = الامة الارامية السريانية =
كما  ذكر  ايضا  = لعل ذلك  الماضي المجيد  يبعث  في  هذه  الامة  روح  اليقظة
و  النهضة ... =

    نشر  موقع حضارتي السريانية  النشيط فصلا  من كتاب عصر  السريان الذهبي و
عنوانه = الخط السرياني =
نحب ان نعلق على بعض  الافكار و شرح بعض  االتعابير و  تصحيح  بعض  المعلومات
الخاطئة التي  وردت في
هذا  البحث .
لقد دعت  رابطة الاكادميين  السريان  الاراميين الى اعتماد النقد  العلمي
البناء ،فارجو الا  يستغرب  القارئ
من  انتقادنا  لبعض  اخطاء دي طرازي  مع  اننا  من المعجبين  من  اعمال  دي
طرازي  و ابحاثه إ فنحن
نبحث  عن = الحقيقة  التاريخية = قبل  كل  شيئ إ

A  ـ  لقد  ذكر  دي طرازي =لا شك أن الذي استنبط صناعة الكتابة أولى الجنس
البشري منة عظيم =
دي  طرازي  يقصد  بالكتابة  الاحرف الابجدية ، و هذا واضح في الجملة  التالية
.
B  ـ  يكتب  دي طرازي=  و الرأي السائد بين العلماء هو أن الكتابة استنبطتها
الأمة الفينيقية التي سكنت سواحل فينيق = هنا  يتضح  لنا  ما  هو  المقصود
بالكتابة ؟ لا  شك انه يقصد
الابجدية  الفينيقية . طبعا  اول  كتابة  وصلت  الينا  هي  الكتابة  المسمارية
السومرية  ثم  الهيروغليفية
الفرعونية  القديمة  و هاتان  الكتابتان  اقدم  من  الابجدية  الفينيقية
بحوالي  2200  سنة إ
C  ـ ينهي  دي طرازي  جملته =  و هذا وحده كاف ليجعل للسريان حق الفخر
باستنباط الكتابة. لأن بلاد
فينيقي كصور و صيدا و بيروت و جبيل الخ ليست إلا بقعة صغيرة من بلاده=للاسف دي
طرزي يخطئ ،
اجدادنا  السريان ـ الاراميون  لم  يستنبطوا  الابجدية  فمن  المعلوم  انهم
اخذوا  الابجدية  من  الفينيقيين .
تذكير  للقراء    ، اليونانيون  هم  الذين  اطلقوا  التسمية = الفينيقية = على
الكنعانيين  سكان  الساحل .
المؤرخون  المتخصصون  في  تاريخ  الشرق  القديم  يميزون  بين  الشعب  الكنعاني
و  الشعب  الارامي،
لم  اجد  اي  مؤرخ  يعتبر  الكنعانيين  او  الفينيقيين  من  الشعب  الارامي  إ

D  ـ  نقل  دي طرازي  نصا  عن  البحاثة اللغوي المطران اقليميس يوسف داود  ورد
فيه = " جاء في صحف
اليونانيين القدماء أنه  في نحو السنة 1590 قبل المسيح وصلت إلى أرض
اليونانيين من بلاد الفينيق التي يقال لها فونيقي و هي أقصى أرض السريان
غرباً..... فئة من الشاميين في مقدامها رجل اسمه قدمو و جلبت إلى هناك صناعة
الكتابة. و صار اليونانيون منذ ذلك الزمان يكتبون بالحروف السريانية إلى يومنا
= المطران  اقليمس داود  هو
عالم  لغوي  اكثر  من  ان  يكون  مؤرخا ، معلوماته  عن  الفينيقيين  هي  من
اواسط  القرن  ال19  عشر
لذلك  نجد  فيها  الكثير  من  الاخطاء  التاريخية . النص  الذي  ينقله  عن
قدمو  هو حكاية  اسطورية
ـ  اقدم  نص  كنعاني  او  فينيقي  يرجع  الى  حوالي  1100  ق.م.
ـ  لقد  وصلت  الابجدية  الفينيقية  الى  بلاد  اليونان  في  حوالي  القرن
التاسع  او الثامن ق.م. و ليس
    سنة 1590 ق.م. هذا  رقم  خيالي .
ـ  حكاية  قدموس  تقول  انه  قدم  من  جبيل  و  ليس  من  سوريا .
E  ـ  نقل دي طرازي  نصوصا  يونانية  جاء  فيها = أثبت العلماء أن الأمم
العريقة في الحضارة اقتبست صناعة الخط عن السريان. و
هاك ما يؤيد ذلك: قال ديودورس الصقلي المؤرخ الشهير في القرن السابق
لميلاد:"
إن استنباط الكتابة يعود فضله إلى السريان". و كتب اقليميس الإسكندري في
القرن
الثاني للميلاد:" ذهب كثيرون من القدماء إلى أن السريان هم الذين
استنبطوا
الكتابة".= من  المهم  جدا  معرفة  مفهوم  التسمية  السريانية  في
المصادر  اليونانية . في  حوالي 300 سنة  ق.م.  اعلن  سلوقس  قائد  الاسكندر
نفسه  =  ملك  سوريا = و كانت  سوريا  تضم  كل المناطق
في  الشرق  الخاضعة  له  و من  ضمنها  فييقيا . و  قد  قسم  الرومان  سوريا
الى ولايات  عديدة  من
ضمنها  فينيقيا  الاؤلى اي الساحلية ثم فينيقيا الثانية او  الداخلية  و
عاصمتها  دمشق  ثم  سوريا  الاؤلى
و سوريا  الثانية  و  غيرها  و قد ظل  هذا  التنظيم  معتمدا  حتى  دخول  العرب
الى  سوريا . و قد  ظلت
التسمية  السريانية  تطلق  على جميع  تلك  الولايات ، و  واضح  من  خلال كتاب
العالم لوسيان السمسياطي
  و عنوانه  الالهة السريانية و هو  يتكلم عن العادات  الدينية  و الاحتفالات
في المدن السريانية، في البداية
يتكلم  عن منبج  قرب  الفرات ثم  القسم  الاكبر من  كتابه يتكلم  عن صور  و
صيدا  و بعلبك .لذلك يجب
التحقيق  في  ما  كتبه ديودورس  الصقلي  و اقليمس الاسكندري عن  المقصود
بالتسمية  السريانية ؟

    ملاحظة  صغيرة  ،  ذكر  دي  طرازي في بحثه  عن  الخطاطين  و النساخ
السريان = لربان ربولا في القرن السادس و هو منمق الإنجيل المصور المحفوظ في
مكتبة فلورنسا =      الربان  ربولا  هو ربولا  مطران  الرها
الشهير  و عاش 365 ؟ ـ 435 م.اي  في  القرن  الخامس ،  و  هو  ليس = منمق =
الانجيل المشهور
المعروف ب = انجيل  ربولا = المحفوظ  في  مكتبة  فلورنسا.

  اخيرا  يختم  دي  طراي  بحثه  =    تكفي إذاً الأمة السريانية هذه المزية
الفريدة ليسجل لها التاريخ ذكرى
منزلتها المثلى في الحضارة و الثقافة. فقد أصبحت باستنباطها صناعة الخط
مرجعاً
لكل الأمم المتحضرة حتى لقبت بجدارة (أميرة الثقافة) و (أم الحضارة) =يوجد
اليوم  اقساما حول تاريخ و اللغة
السريانية  في  اشهر  جامعات العالم ،  اهتمام  المؤرخين  في  دراسة الحضارة
و الثقافة  السريانية
ليس  لان  السريان  استنبطوا  الكتابة ( الابجدية ) ، كما  ادعى  دي  طرازي ـ
و هذا  ادعاء  خاطئ كما
برهنا ـ  و لكن  اهتمام  المؤرخين اليوم  هو  بسبب  الدور  الكبير  الذي  لعبه
اجدادنا  خاصة  في  ميادين
الحضارة  و  الثقافة إ

هنري  بدروس  كيفا