المحرر موضوع: تذكار مار يوليانا سابا  (زيارة 1288 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل nori mando

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 174
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تذكار مار يوليانا سابا
« في: 22:51 14/02/2011 »
تذكار مار يوليانا سابا
الشماس نوري إيشوع مندو
  مار يوليانا سابا: هو من الرهبان الذين اشتهروا في بلاد ما بين النهرين في أواخر الجيل الرابع، ولقب بـ سابا أي " الشيخ ". سكن في مغارة في صحراء بلاد الفرثيين  منقطعاً للعبادة والتقوى والسيرة النسكية. وكان طعامه خبز الشعير والملح لا غير. ولم يكن يستلذ إلا بتلاوة المزامير، ففيها كان ينهم ليلاً ونهاراً. 
   ولم شاع صيته تجمع حوله العديد من التلاميذ حتى فاقوا المائة، وكان يرشدهم في جادة الكمال الإنجيلي. فعلمهم أن يصلوا سوية مساءً وليلاً وصباحاً، ولا يأكلوا سوى خبز الشعير والملح.
   وكان بين تلاميذه شاب اسمه اسطريس اختارته النعمة الإلهية ليكون هو أيضاً أباً لكثيرين، فانطلق إلى قرية قرب أنطاكيا اسمها جنداريس وشيد ديراً هناك، ومن جملة تلاميذه كان أقاق الذي نصب أسقفاً على حلب. وكان اسطريس يأتي كل سنة مرتين أو ثلاثاً لزيارة معلمه يوليانس.
   ثم انطلق يوليانا مع نفر قليل من تلاميذه إلى جبل سيناء، وفي سفره لم يمر بقرية أو مدينة بل ضرب في البرية، وكانوا حاملين على مناكبهم ما يلزمهم من الخبز والملح، وأخذوا معهم أجانه صغيرة من خشب وأسفنجة وحبلاً، حتى إذا ما صادفوا ماءً عميقاً يستقوا منه بالأسفنجة فيعصروها في الأجانة ويشربوا. وعندما وصلوا جبل سيناء مكثوا هناك أياماً منقطعين للعبادة، وبنى هناك مار يوليانا سابا كنيسة وكرس مذبحها. وبعد أن كرسه رجع إلى ديره. 
   وفي تلك الأثناء ظهر يليانس المرتد، الذي تمسك بعبادة الأوثان، فأخذ ينغص الكنيسة ويذيقها المرائر، وشن الغارة على بلاد الفرس، وكان في نيته أن يثير من بعد عودته اضطهاداً شديداً على المسيحيين. فأخذ مار يوليانا يصلي بخشوع طالباً من الله أن يصون أغنامه من شر الذئب الجهنمي. وبعد عشرة أيام قتل يليانس، فأخذ يوليانا سابا يسبح الرب ويمجده. وكان ذلك سنة 362.
   ولما ملك واليس أخذ ينصر الأريوسية وأصحابها. فنفى الأساقفة وأساء إلى المؤمنين. فذهب أقاق واسطريس إلى معلمهم مار يوليانا، وأقنعاه أن يترك خلوته ويرافقهما إلى أنطاكيا ليزيل الشكوك ويخزي الهراطقة ويشجع المؤمنين، فأجاب إلى سؤالهما وصحبهما إلى أنطاكيا. وهناك سكن في مغارة في لحف الجبل. فكان الجميع يبادرون إليه طلباً للبركة والشفاء، فعمل معجزات باهرة وأبرأ كثيراً من المرضى.
  وبعد أن شدد عزيمة الكاثوليكيين وأخزى الأريوسيين رجع إلى ديره، ففرح به تلاميذه وأقام معهم مدة طويلة إلى أن دعاه الرب إلى ملكوته السماوي. وكانت وفاته في أواخر الجيل الرابع.
   وذكره عند الكلدان في الخامس عشر من شباط كما جاء في قائمة القديسين المحفوظة في دير مار يعقوب الحبيس قرب سعرت، وفي الجمعة الخامسة من سابوع الدنح مع الملافنة الشرقيين كما جاء في الحوذرة. 
   وتحتفل كنيسة المشرق بتذكار مار يوليانا سابا في 15 شباط.