المحرر موضوع: تذكار مار فوليكرون أسقف بابل ورفاقه الشهداء  (زيارة 925 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل nori mando

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 174
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تذكار مار فوليكرون أسقف بابل ورفاقه الشهداء
الشماس نوري إيشوع مندو
مار فوليكرون أسقف بابل ورفاقه الشهداء: سنة 250 للمسيح شن داقيوس  ملك الروم غارة على مملكة الفرس وانتصر على ملكهم، وقتل فيها جماً غفيراً من المسيحيين، ومن جملتهم كان مار فوليكرون أسقف بابل.
   وأراد داقيوس استئصال المسيحيين من بلاد الفرس كما فعل في مملكته. فقبض على مار فوليكرون والكهنة فرميان، وأعليما، وكاروز، وتيل. والشماسين لوقا وموسى، لمعرفته أن قوة الكنيسة في رؤسائها. فسيقوا جميعاً إلى هيكل الأوثان ليقدموا البخور لآلهتهم. لكن مار فوليكرون رفض طلبهم قائلاً: " إننا نضحي ذواتنا لربنا يسوع المسيح القادر على كل شيء، ولا نسجد أبداً للشيطان ولهذه الأصنام التي صنعتها أيدي البشر ".  فاستشاط الملك غضباً وأمر بهم أن يلقوا في السجن.
   وفي الغد أسلم الملك أمرهم للقاضي افلو والريانس، فأحضرهم، وسأل مار فوليكرون قائلاً: " أأنت هو فوليكرون المنافق الذي تجرأ على احتقار الآلهة وعلى مخالفة أوامر الملوك ؟ ". فلم يجبه الأسقف بشيء.
   وكان الملك حاضراً فقال لرفاق الأسقف على سبيل التهكم: " يا للعجب ! إن زعيمكم قد لزم السكوت لا يتفوه بكلمة ". فأجابه فرميان الكاهن قائلاً: إن أبانا لم يلزم السكوت إلا إطاعة لأمر ربنا ومخلصنا يسوع المسيح القائل في إنجيله: لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تلقوا جواهركم قدام الخنازير لئلا تدوسها بأرجلها وترجع فتمزقكم ". فلما سمع الملك هذا الكلام جن غضباً وتميز غيظاً، فحكم عليه بقطع لسانه، وللحال نفذ أمره. ورغم ذلك لم يزل فرميان يتكلم، فقال لأسقفه: " صلِ لأجلي يا أبي فوليكرون المغبوط، فإني أراك ممتلئاً من الروح القدس، الذي مع ختمه على فمك المقدس يفعم فمي عسلاً ".
   ثم إن داقيوس الملك قال للأسقف: " اسجد للآلهة وقرب لها الذبائح، وإذا فعلت هذا فتفتح بيني وبينك باب الوداد، وأجزل عليك العطايا، وأُشرفك وأبلغ بك أفضل درجة ". ولما لم يجاوبه الأسقف بشيء البتة أزادا غضباً، فأمر بضربه على فمه، فضربوه بقساوة شديدة حتى قضى نحبه. فأوعز الملك بإلقاء جثته أمام هيكل الأوثان.
   ولما جن الليل أتى اثنان من أمراء الفرس، وهما عبدون وسينون اللذان هما أيضاً نالا إكليل الاستشهاد، فرفعا جثته وقبراها بإكرام في محل قريب من مدينة بابل.
   وأما رفاق الأسقف فأمر بهم الملك أن يقيدوا بالأغلال ويساقوا إلى روما، فلما كبلوا انكسرت القيود، فنسب الملك ذلك إلى السحر. فأمر الملك بتعذيبهم عذاباً شديداً، ومن شدة العذاب كانوا يصرخون إلى فرميان الكاهن أن يطلب من يسوع العون على احتمال تلك الآلام القاسية، فأجابهم فرميا قائلاً: " أفاض عليكم الله أبو ربنا يسوع المسيح تسلية روحه القدوس الذي يملك في كل الأجيال إلى أبد الآبدين ".
   فلما سمع الملك أمر أن يطرحوا في النار، لكن الإله الذي خلص الفتيان الثلاثة من أتون النار في بابل أنقذ هؤلاء الشهداء. وسمع صوت السماء يقول: " تعالوا إلي يا وديعي القلب ". فأمر الملك بقطع رؤوسهم فقطعت، ونهى نهياً شديداً عن دفنهم.
   غير أن عبدون وسينون الأميرين لم يباليا بذلك، بل أخذا جثتيهما ودفناها بإكرام عظيم. وكان استشهادهم في اليوم السابع عشر من شهر شباط سنة 251. 
   وتحتفل كنيسة المشرق بتذكار مار فوليكرون أسقف بابل ورفاقه الشهداء في 17 شباط.