المحرر موضوع: فلسطين: الفيتو الأمريكي..!  (زيارة 927 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل باقر الفضلي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 495
    • مشاهدة الملف الشخصي
فلسطين: الفيتو الأمريكي..!
« في: 11:44 20/02/2011 »
فلسطين: الفيتو الأمريكي..!

باقر الفضلي

لا مؤاخذة؛ إن الفيتو الأمريكي على مشروع القرار العربي في مجلس الأمن حول إدانة الإستيطان الإسرائيلي، لن يأتي بجديد بالنسبة للقضية الفلسطينية ، ولم يك الأمر غير متوقع من قبل من تابع مسيرة المفاوضات الفلسطينية _الإسرائيلية المباشرة الأخيرة ونهايتها المفجعة، وكل ما يمكن قوله حول ذلك، لا يذهب بعيداً عن مخططات ونظرة السياسة الأمريكية بالنسبة لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، طبقاً لما يرضي ما ترسمه السياسة الإسرائيلية اليمينية من خطط وبرامج غايتها وهدفها الأخير إعاقة أي تقدم قد يصب في طريق الوصول الى إنجاز حل قيام الدولتين، خاصة إذا ما جاء مثل هذا التقدم من قبل المجتمع الدولي، أو حضي بدعم الشرعية الدولية وإقرارها، ولا أظن بأن القيادة الوطنية الفلسطينية قد غاب عنها مثل هذا التوجه الأمريكي_الإسرائيلي ، ولكن موقفها الثابت من التمسك بالذهاب الى ولوج طريق الشرعية الدولية إنما يسجل لصالحها بأي حال من الأحوال.!   


فما أقدمت عليه الإدارة الأمريكية من إستخدامها لحق النقض لمشروع القرار العربي في مجلس الأمن، لا يمكن تفسيره وفي أدنى حالات الإفتراض السياسي بغير ما تقدم، هذا إذا ما علمنا بمواقف الرئيس الأمريكي السيد أوباما المتحمسة منذ تسلمه مقاليد الرئاسة للإدارة الأمريكية وذهابه بعيداً في التلويح بأهمية وضرورة وقف عملية الإستيطان الإسرائيلية لفتح الطريق أمام إنجاح حل الدولتين، إو على أقل تقدير، إذا ما بحث المرء عن مبررات " إفتراضية " لمثل هذا الموقف الفاقد لكل فروسية سياسية؛ فإنه لا يمثل غير فشل للإدارة الأمريكية أمام التعنت الإسرائيلي، وعجزها من السير قدماً أبعد مما تريده حكومة نتنياهو_فريدمان اليمينية، الرافضة لوقف عملية الإستيطان وتهويد القدس، وغلوها في السير قدماً في هذا الطريق، وأخيراً محاولة دفع القيادة الوطنية الفلسطينية الى الجلوس الى طاولة المفاوضات المباشرة وفقاً لشروطها الإذعانية المعروفة..!؟


فبقدر ما كان الفتيو الأمريكي مخيباً لآمال المجتمع الدولي، خاصة بعدما أقدمت أربعة عشر دولة على الإعتراف بالدولة الفلسطينية، فإنه يشكل من الناحية الثانية نجاحاً كبيراً للقيادة الفلسطينية من خلال موقفها الثابت من مسألة الإستيطان ورفضها الحاسم لأية مفاوضات مباشرة مع الطرف الإسرائيلي، تحاول إسرائيل ومن ورائها الإدارة الأمريكية، دفعها اليه في ظل الواقع القائم التي تحاول أن تفرضه إسرائيل، تحت غطاء ودعم أمريكي، مبطن من الجانب الآخر، بتهديدات أمريكية بقطع المساعدات، أو التلويح بسحب البساط من تحت أقدام السلطة الفلسطينية الشرعية، وتعميق شرخ الإنقسام الفلسطيني الداخلي، الذي ما فتأت إسرائيل، تلعب وتوظف ورقته سياسياً وميدانياً على طول الخط، مستفيدة من مرور الوقت للسير في تنفيذ خططها الإستيطانية المرفوضة..!؟

أما تداعيات الموقف الأمريكي نفسه على الصعيد الوطني الفلسطيني، فهو في حساب التقديرات السياسية المنطقية، له من التأثيرات ما يمكن أن ينعكس إيجاباً على المزاج الفلسطيني ووحدة الصف الوطني، خاصة لما مثله ذلك الموقف من إحباط وخيبة أمل كبيرين في المجتمع الفلسطيني والعربي والدولي، بنفس القدر الذي قد تتوقعه السياسة الإسرائيلية بأنه سيكون عامل ضغط قد يدفع بالقيادة الفلسطينية، وطبقاً للحسابات الإسرائيلية، الى الرضوخ والذهاب الى المفاوضات المباشرة، بعد ما فشلت في تحقيق هدفها من خلال مجلس الأمن..!؟؟


ولكن ومن الجهة الأخرى، فقد جاءت الحسابات الإسرائيلية_الأمريكية على عكس ما توقعته إسرائيل وحليفتها أمريكا، حيث جاءت ردود الفعل الفلسطيني، سلطة شرعية وفصائل وطنية وبسرعة، في غاية الوضوح في رفضها الجمعي وشجبها وإستنكارها للموقف الأمريكي، ورفضها من الجانب الآخر للمقترحات الأمريكية كبديل لقرار مجلس الأمن في إدانة الإستيطان، ليبني هذا الرفض أسس التلاحم الوطني ويفتح الطريق أمام الوحدة الوطنية في مجابهة التعنت الإسرائيلي المدعم بالإسناد الأمريكي، وليعزز على الصعيد الدولي الموقف المؤيد لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الوطنية الديمقراطية الموحدة المستقلة على التراب الفلسطيني، وليؤكد إصرار الشعب الفلسطيني وبقيادة سلطته الوطنية الشرعية، بإعادة السعي من خلال الشرعية الدولية متمثلة بالجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بتفعيل القرارات الدولية المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني كاملة، ومع كل هذا فأمام الشعب الفلسطيني العديد من الخيارات التي تصب في مسار نضاله من أجل تحرير أرضه وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي البغيض وإقامة دولته الفلسطينية الديمقراطية الوطنية..!
19/2/2011