المحرر موضوع: إيران : سوف أمتلك قنبلتي النووية ! هذا جوابي لكم أيها الغرب  (زيارة 1193 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نذير حبش

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 61
    • مشاهدة الملف الشخصي
إيران :  سوف أمتلك قنبلتي النووية !
           هذا جوابي لكم أيها الغرب

ليس كل ما يطفو على السطح تاريخاً ، بل ما ينسج ويُحاك من وراء الكواليس .

قايضت إيران (المسلمة !!!) مع أمريكا ، قتل أفغانستان وذبح العراق ، والتخلي عن ياسر عرفات ـ وإن لم يكن يشكل ياسر منفعة بالنسبة لها ـ مع الولايات المتحدة الأمريكية ، المعروفة بمبدئها البراكماتي النفعي الآني، كإحدى المعادلات لمبدئها الإستراتيجي.  ما تُعاهد اليوم  به  الولايات المتحدة ، ليست معنية به غداً ، إذا ما انتفت منفعة العهد ذاك. من لا يعرف هذا المبدأ (الحقيقة) عن الولايات المتحدة، يكون مصيره مصير البلهاء، وأشهرهم أولئك (ياسر عرفات) على سبيل المثال ، الذي سلم كل شيء وإستلم (عهوداً) !! أو بلغة الساسة وضع العربة قبل الحصان.

لو عقدتَ اتفاقاً مع الولايات المتحدة على شيء، إتفق حسب مبدأ (خذ وهات) ! إن لم تحصل من أمريكا في اللحظة والتو ما تعهدتْ لك به ، وكنت الطرف الضعيف ، فلا تترجى منها شيئاً ، ولا تثق بالعهد الذي تقطعه لك ، بعد تغير الظروف التي ولد هذا الإتفاق خلالها. عهود الولايات المتحدة هي كمثلنا العراقي ((أوعدك وعد وأسقيك يا كمون))، ومثله آخر كحكمة يتخذها العاقل وهو يتعامل مع أمريكا ((لا تقول سمسم حتى تلهم)).

لكن إيران ليست أقل (باطنية) من الولايات المتحدة نفسها ! قتل أفغانستان وذبح العراق جرى التفاوض عليه مقابل التغاضي الأمريكي عن المشروع النووي الإيراني ، أي ما يعني ضمناً  ، ألتغاضي عن القنبلة النووية الإيرانية. وإذا يوجد (إبليس) في هذا الوجود ـ حسب الأفكار الماورائية ـ فإن إيران كانت هي (القابلة) التي ولدته !
ألولايات المتحدة الأمريكية البراكماتية تلعب لعبة (آخذ اليوم وغداً له منطق آخر وشمس أخرى) ، ولم يكن ذاك خفياً على إيران، وراهنت هي الأخرى ـ إيران ـ على مسألة كسب (الوقت) ، حتى تلتقط الأقمار الصناعية أول (تفجير نووي إيراني) ، قبل أن تنفض أمريكا غبار الحرب عنها !

ماطلت إيران في مباحثاتها مع الغرب بشأن تخصيب اليورانيوم ـ ويبدو بوضوح الآن ، هكذا قررت أن تذهب حتى النهاية  ـ لكسب الوقت من أجل الحصول على قنبلتها النووية. فعندها تعلن نفسها سيد على الخليج العربي ، وتصبح مهابة الجانب من قبل الجميع ، بما فيهم الغرب !
عواطفنا الدينية كثيراً ما تشوش على أفكارنا فتعمي بصيرتنا، حتى نكاد لا نرى الحقيقة في وضح النهار.
ألمعلن في السياسة لا يعبر بدقة  مطلقاً عن حقيقة ما يجري. كل التقديرات المعلنة بشأن القدرة النووية الإيرانية ليست دقيقة ، وجميع الأطراف تدرك ذلك.

عروض الغرب بتخصيب اليورانيوم خارج إيران ، يعني عملياً  إسكات إيران حتى يستقيم الوضع لأمريكا في العراق ثم يُقطع عنها الوقود المخصب ـ ألمفترض أن تقدمه روسيا لها ـ وتتفرغ الولايات المتحدة والغرب عندها لتدمير برنامجها النووي.
هكذا أعلنت إيران (لحظة) بدأ السباق نحو النهاية ، وراهنت هذه المرة على وجودها أو عدمه ! فحركت ذراعها الإيراني قلباً وقالباً وفكراً وانتماءً (حزب الله)، وهذا بات غير خفياً على أحد ، فقد أعلنها المسؤولون على الحزب نفسه  قبل فترة بصراحة . فقط العرب يوهمون أنفسهم بعكس ذلك، والسبب كلمة (مسلم) التي تدغدغ مشاعرهم لا أكثر.

لقد إنتهى الدور اللبناني الذي مثله هذا الحزب (منظمة) منذ نشأته، وانتزع عنه الثوب اللبناني وتحرك وفق ما تقتضيه المصلحة الإيرانية البحتة ، لأنه آن الآوان وأُطلقت الصافرة الإيرانية ، ألتي أعلنت عن بدء الجولة الأخيرة ما بين الولايات المتحدة وإيران ، من أجل مَن يصل إلى غايته قبل الآخر:
هل تفجر إيران قنبلتها النووية قبل أن تنفض الولايات المتحدة غبار الحرب عنها، أم أن إيران أخطأت في تحديد حساباتها هذه المرة وقامرت بنظامها إلى غير رجعة ؟

ما يهمنا نحن في بلداننا العربية ـ التي فقدت فاعليتها منذ التوقيع على ذبح العراق ـ على أي الأحصنة سوف يراهن العرب ؟ وقبل هذا ، هل يملكون خيار المراهنة أصلاً ؟! هل سوف يأتي اليوم الذي يستنجد العرب بالقنبلة النووية الإسرائيلية ، من تحكم إيران بهم !؟!

بتجرد وموضوعية ودون إنحياز ، فإن إنتصار (حزب الله)  هذه المرة يعني إنتهاء العرب والإسلام السني، وانتهاء (السيادة) التي تمتعت بها مراكز العبادة السنية  لصالح المراكز الشيعية ، بعد أن تخسر الحكومات العربية السنية مواقعها في الحكم لصالح الحكومات الشيعية ، واضطرار الغرب والولايات المتحدة التعامل مع هذه الحقيقة ، كنتيجة منطقية لتداعيات الإنتصار الإيراني ـ ألتي من المفترض سوف تفجر قنبلتها النووية ، إذا ما كتب لها النجاح هذه المرة ؟ والعرب ما زالوا على جهلهم الذي يدعوا إلى الإشمئزاز !!

وإذا يوجد نصيحة حقيقة للأنظمة العربية (العروبوية) هي ذات النصيحة التي قُدِّمت لصدام حسين قبل عشر سنوات من سقوطه  وهي :
تثبيت الهوية العربية الآرامية واستنهاض روح الحضارة السريانية الآرامية بكل أطيافها لدولنا ، وإقامة ملكية دستورية ديموقراطية ، تحرص على هذه الهوية ، ومن ثم بناء (منهج) ديموقراطي يحترم كرامة الإنسان ، ويعمل على إنماء كافة الطوائف والأقليات والقوميات المتداخلة معنا في الوطن الواحد، مع إحترام حقوقها القومية والثقافية والدينية كاملة تحت خيمة الوطن الواحد والهوية العربية السريانية الآرامية ، قبل أن يضيع الحكام الجهلة .. (ألسلة والعنب) !!

17 - 07 - 2006
نذير حبش