المحرر موضوع: وهل للجياع ثورة ... ؟  (زيارة 1158 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اويا اوراها

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 122
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وهل للجياع ثورة ... ؟
« في: 12:46 23/02/2011 »
                                                                 وهل للجياع ثورة  ... ؟
أن الثورة بأبعادها الأنسانية والسياسية تعتبر قوة فاعلة ومؤثرة في عمليات التغيير مهما كانت جسامة التضحيات وما هي ألا أنقلاب جذري على الواقع  المتردي على أختلاف مجالاته ( السياسية , الأقتصادية  والأجتماعية المعاشة  ) .. ومن هذا المنطلق حيث يستنبط  في أن هناك من الثورات انفجرت لأسباب سباسية أو فكرية ضد الأستبداد لتغيير أو ازاحة الانظمة الدكتاتورية والرجعية الحاكمة ذات النهج الشمولي الهمجي التوجه وقمعي الطبع المتبسمرة على كرسي العرش لسنوات طوال حيث كل ما تؤمن به هو سلطة الفرد أو العائلة أو العشيرة على مقدرات الوطن وثرواته أو سلبطة المذهب الفلاني الذي صير منه أفيونا لمناصريه وفي كلتا الحالتين يكون الحاكم وأفراد حاشيته معصومين من النقد كون نظرتهما ألى المواطن وفق حساباتهم لم يمثل سوى عبد مطيع لا أكثر لذا وعلى هذا الاساس فحتمية الثورة لا بد أن يكون يوما ما أمرا قائما لا محال من أجل أسقاط تلك الأنظمة الأستبدادية والأتيان بما يحل محلها من نظم ديمقراطية  بديلة ... أي بأمكاننا القول بأنه ( للمظطهد أو للمقموع ثورة ... ) وهذا ما نتلمسه اليوم في العديد من دول الشرق أوسطية وخاصة العربية منها .. كان هذا من جانب ...
   وأما في الجانب الآخر والذي هو مدار حديثي الرئيسي والمهم ويحمل عنوان ( وهل للجياع ثورة ... ؟  ) بطبيعة الحال الجواب سيكون بالأيجاب ومن دون أدنى شك , وهذا ما نشاهده في بلدنا العراق لكنها لم تتكلل بعد بأكليل الثورة بل لا تزال تحمل صفة التظاهرات التي اخذت تعم أغلب محافظات الوطن والتي في أكثرها تظاهرات لم تكن تستهدف العملية السياسية ولا السلطة القائمة ولا النظام البرلماني التعددي كما يحلوا للمتصيدين تسويقها  بل وعلى العموم فهي ذات مضامين سلمية وأهداف أو دوافع تتعلق بالجانب المعيشي والخدمي وغاياتها الضغط على الحكومة وحثها على الألتزام  بما قطعته للشعب من تعهدات ووعودات طويلة وعريضة والتي كان مطلعها تحسين قطاع الخدمات المتردي على أعتباره الوتر الحساس المقلق لراحة العراقيين ولعقود طويلة ولأجل تلك الوعودات تحدى العراقييون المخاطر في شهر آذار من عام 2010  للأدلاء بأصواتهم والتي أوصلت من هم اليوم على سدة الحكم تلك السدة  ( أي الحكومة ) التي لم يكتمل بنائها وحتى الساعة على الرغم من دخولها ما يقارب العام على نهاية الأنتخابات والسبب هو الخلافات الموجودة بين الكتل الكبيرة التي وكما يبدو أن الخلافات تلك لها الأولوية على احتتياجات المواطنين !!! 
 أن احتجاجات أو تظاهرات العراقيين لم تكن وليدة صدفة أو ردة فعل بل هي نتاج  لتراكمات أمدها ما يقارب السبع سنوات والتي خلالها كان الخط البياني للواقع المعيشي وقطاع الخدمات في تدهور وتراجع مستمر ولا تبدوا عليه علامات التحسن  ليعتبر كل ذلك أجحافا بحق المواطنين الذين إسطفوا جنبا بجنب في رسم السياسة الديمقراطية للبلد , هذا البلد الذي صارت صفة العوز والجوع والحرمان والفقر والمرض ... ألخ تلازمه لتنعكس بالتالي على وضع الشعب النفسي الذي كان يتخدر بين الحين والحين من خلال وعودات الكتل المعسولة التي كان يتجاوب معها وبصدر رحب لكن ومع مرور الوقت حيث لم يكن يجنى من وراءها سوى القلق والتأزم والقهر  , مما حدا بهم  في الختام ألى كسر الطوق النفسي مجسدا  أياه عبر التظاهرات السلمية المقرة دستوريا من أجل الضغط وكما ذكرنا آنفا على الحكومة التي هو إنتخبها كي تضع مشاكلها جانبا وتتوجه صوب معاناة  الشارع العراقي المهمل هذا الشارع الذي نفذ صبره ليترجم الأهمال وعدم الأهتمام بالبنى التحتية وتدهور الخدمات على أختلاف مجالاتها من ( الصحية , الكهرباء , الماء , الصرف الصحي , تفشي البطالة , لقمة العيش , الوضع التعليمي )  استفزازا لمشاعره وأستغلالا للثقة التي منحها لهم , وعلى الحكومة الموقرة الغير مكتملة الانشاء والتي دشنت عامها الأول عليها أن تعي و تنتبه للآتي وأن تعمل على مراجعة برامجها وتقدم معاناة المواطنين على خلافاتهما تلك الخلافات التي تعتبر احد الأسباب لفقدان الشعب لابسط متطلبات العيش بحيث وصلت مؤشرات المجاعة والبطالة الى الدرجة التي لا تطاق أو مرحلة اللاتحمل علما أن هذه التظاهرات وكما بيننا بأنه ليس لها موقف سياسي بالضد من العملية السياسية الجارية في العراق بل العكس ان الجماهير العراقية تعتبر من أشد أنصارها , وما حقيقة هذه التظاهرات وهو كما أستطردناه أنفا  يصب في عدم جدية الحكومة بالأكتراث بهموم المواطنين وهذه التظاهرات وفي مثل هذا الوقت وما تشهده الساحة العربية كان لا بد منها برغم الاختلاف الجوهري بينهما ...
وختاما على الحكومة العراقية أن تلتفت ألى مطاليب الشعب العراقي الذي يأن من وطأة الحرمان من أبسط متطلبات العيش كيما ينفذ صبره ويعلن عن ثورته بعد نفاذ كل السبل ( والمبلل ميخاف من المطر ) .. وأخيرا هل بالفعل سيطلق الشعب العراقي العنان عن ثورته ؟ وهل بأمكان الجائع أن يثور ؟  وهل سيكون شعارها ثورة الجياع  ؟
 
أويا أوراها
ملبورن
Ramin 12_79@ yahoo.com