المحرر موضوع: كردستانية - نص كلمة رئيس إقليم كوردستان في مراسيم تقليد سيادته ميدالية الأتلنتك من قبل الناتو  (زيارة 1230 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل 3adl

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 52
    • مشاهدة الملف الشخصي
كردستانية - نص كلمة رئيس إقليم كوردستان في مراسيم تقليد سيادته ميدالية الأتلنتك من قبل الناتو



PNA- ألقى السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان، أمس، خلال تلقده ميدالية الأتلنتك من قبل الناتو، كلمة أشار فيها إلى دور إقليم كوردستان في إستقرار العراق والمنطقة، في ما يلي نص الكلمة:


الحضور الكريم

السيدات والسادة الكرام،، طابت أوقاتكم..

يسرني ويشرفني أن أكون معكم اليوم أيها الأحبة، وان منح هذه الميدالية لي انما يحمل معاني ودلالات عميقة وخاصة، حيث انها تقدير من لدن حضراتكم لذلك النهج السلمي الذي ناضل من أجله شعب كوردستان دائما، وكذلك إضفاء رونق آخر لنجاح التجربة الديمقراطية في كوردستان.

أيها الحضور الكريم..

مثلما تعلمون جميعا ان إقليم كوردستان وبفضل الاستقرار الأمني السائد فيه، يشهد تطورات كبيرة يوما بعد يوم وفي مختلف المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وان الجميع يصفون ماتحقق في كوردستان بأنه قصة إنتصار ونجاح في العراق وعموم المنطقة.

كما أود القول ان مساعينا على الصعيد العراقي انما هي بروحية الإصرار والصميمية ذاتها، وذلك من أجل تعزيز وإدامة العملية السياسية وإعادة الإعمار وتشكيل المؤسسات الدستورية في إطار عراق فيدرالي وديمقراطي.

أيتها الأخوات العزيزات وأيها الإخوة الأعزاء

ان لمن الضروري أن أشير الى الأحداث الأخيرة التي وقعت في شمال أفريقيا والمنطقة عموما، لاشك ان لهذه الأحداث تأثيرها على سائر المناطق المجاورة ومنطقتنا أيضا، لكننا نرى بأن هذه التحولات إذا إتجهت نحو الديمقراطية، حينئذ ستكون بالتأكيد في صالح جميع الشعوب وشعب كوردستان أيضا، إذا كانت هذه التحولات بإتجاه تحرر الشعوب، فإنها متوافقة ومتوحدة تماما مع مبادئنا التي ناضلنا من أجلها لعقود خلت.

ان الأحداث التي وقعت في تونس ومصر هي أحداث مهمة، لكن نتائجها ومجرياتها لم تتضح بعد، وفي النهاية إذا تمكنت مجاميع معينة تحمل آيديولوجيا وأفكارا متطرفة في الوصول الى السلطة في هذه البلدان، آنذاك ستبرز مشكلة بالنسبة الى المنطقة بأسرها وبالنسبة إلينا واليكم أيضا، لذا علينا متابعة مسار هذه الأحداث ومجرياتها.

ايها الحضور الكريم

ان الذي حدث في السودان كان مدعاة للسرور، لأننا رأينا الشعب هناك يمارس حق تقرير مصيره بكل حرية، ونحن أيضا كشعب نؤمن بهذا الحق و قررنا في إقليم كوردستان شكل علاقتنا القانونية والدستورية مع العراق في إطار الفيدرالية، واننا كشعب كوردستان وكقيادة سياسية لنا تجربتنا وتوجهنا العملي، ونؤمن بأنه من حقنا تعزيز تجربتنا في إطار نظام سياسي ديمقراطي وفيدرالي، ولكن إذا رأينا بأن النظام السياسي في البلاد يتجه نحو الدكتاتورية والتفرد بالسلطة، حينذاك من غير الممكن أن نهدر نضال وتضحيات شعبنا على مدى عشرات السنين، وفي حالة كهذه سوف نرفض الإستبداد والدكتاتورية وسنعطي لأنفسنا الحق بأن نتخذ قرارا يتناسب مع ظروف ذلك اليوم.
ان إقليم كوردستان وكوردستان عموما كانا عامل استقرار وجزءا فاعلا لحماية الأمن والإستقرار في المنطقة بشكل عام، لكننا نحتاج الى الدعم والتضامن منكم ومن شعبنا كي نصبح نموذجا أكثر إشراقا لقصة نجاح الديمقراطية والتعايش في العراق والمنطقة على مختلف الصعد من قبيل حرية الرأي والتعددية الدينية والقومية والحزبية.

وبما اننا نؤمن بهذه المبادئ والأسس، لذا حاولنا أن نطبقها على أرض الواقع أيضا، وكان لسعينا ونضالنا نتائج جيدة أدت الى أن تكون كوردستان ملاذا آمنا لكل النازحين والمهجرين القادمين من سائر مناطق العراق بكل أديانهم ومذاهبهم وطوائفهم وانتماءاتهم وقومياتهم، سواء كانوا عربا أو آشوريين وكلدانا، مسيحيين ومسلمين، فجميعهم توجهوا الى كوردستان في الأيام العصيبة، وهذا يشكل ثمرة إيماننا بهذه المفاهيم والمبادئ، لكن دعمكم لنا سيكون في غاية الأهمية، ولانقصد بذلك مجيء الشركات أو الدعم المالي، ولكننا نحتاج الى دعمكم السياسي والمعنوي.

أيها الأحبة

اننا اليوم نشعر بالفخر والإعتزاز في حين يتم تقليدنا هذه الميدالية، وان هذا التكريم في نظري هو تكريم لشعب بأجمعه، هذه الميدالية هي تكريم الذين ناضلوا على سفوح وجبال كوردستان وفي أيام صعبة وعصيبة من أجل حرية شعبهم، انها تكريم لكل إمراءة كوردية كابدت الصعاب لسنين خلت وشاركت في بناء المجتمع الكوردستاني، انها تكريم لكل المعلمين في كوردستان الذين يكافحون بإخلاص لتربية وتعليم أبناء شعبهم مبادئ وأسس حقوق الانسان وإحترام الآخر، ان تكريمي اليوم هو تكريم كل فرد كوردستاني، سواء كان كورديا او تركمانيا او آشوريا وكلدانيا أو أرمنيا، انه تكريم لكل كوردستاني سواء كان مسلما أو مسيحيا أو إيزديا.

وفي النهاية، بإسمي ونيابة عن شعب كوردستان بكل مكوناته، أتوجه اليكم بخالص إحتراماتنا وتقديرنا، وان تجربتنا الطويلة علمتنا شيئا وهو ان الذي يضمن معنى الحياة للجميع هو التنويع الموجود في الحياة فقط، لذا يجب علينا أن نتضامن ونتعاون معا أينما كنا في هذا العالم من أجل حماية مبدأ التنوع هذا، فقدرما يكون هذا التنوع سائدا ومصونا، كلما كانت أسس السلم والتسامح والتعايش مستقرة وثابتة.

شكرا لكم.. وأتمنى لكم النجاح جميعا.


http://peyamner.com/details.aspx?l=2&id=224732