المحرر موضوع: الوهم الكبير عند مدعي القومية الاشورية 3  (زيارة 1197 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل 1iraqi

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 111
    • مشاهدة الملف الشخصي
توصل د. جرانت الطبيب والمبشر الأمريكي الذي قضى عدة سنوات في منطقة كردستان وتجول في أحيائها التركية والعراقية والإيرانية، إلى أن أكثرية يهود كردستان هم من أحفاد السبايا الآشوريين، وأنهم أخذوا بتعاليم المسيح بعد ظهوره، وصاروا يعرفون بالنساطرة نسبة إلى نسطور أو التيارية بالنسبة لتسميتهم القبائلية. والدكتور جرانت هذا، حل بين النساطرة على رأس بعثة أوفدها مجلس البعثات التبشيرية البروتستانتية سنة 1835م وبحكم مهنته كطبيب كان يسهل عليه التوغل بين المسيحيين والأكراد في تلك المناطق الجبلية الصعبة والمحفوفة بالمخاطر. واتخذ دكتور جرانت أورمية مركز لعمله وتعلم لغة النساطرة (الآرامية السريانية)... وأيضا تعلم الكردية.. وقد قضى دكتور جرانت ست سنوات في منطقة كردستان.. وبعد دراسة عميقة لهؤلاء النساطرة وتقاليدهم وطقوسهم الدينية واتصالاته بشخصياتهم الدينية والقبائلية، وبخاصة اتصاله ببطريكهم الأكبر الذي كان مقره بلدة (جولامرك) الواقعة قرب منبع خابور دجلة، توصل إلى أن النساطرة القاطنين في كردستان هم أحفاد الأسباط العشرة المفقودة، الذين سبأهم الآشوريين وأبعدوهم إلى مناطق أشور النائية، وهي المناطق التي ورد ذكرها في التوارة، أي حلح وخابور ونهر جوزان ومدن مادي (2مل17: 6، 18: 11)، وتتوسط هذه المناطق التي تشمل مساكن أكراد العراق وإيران وتركيا مدينة نصيبين. وقد كانوا على رأي جرانت يهوداً عندما نفاهم الآشوريين إلى هذه المناطق الجبلية النائية، ثم لما ظهر السيد المسيح بعد حوالى سبعة قرون اتخذوا تعاليمه ديناً لهم، وذلك نتيجة البعثات المسيحية التي أوفدها الحواريون أتباع المسيح إلى هذه المناطق للتنبشير بتعاليم الدين المسيحي الجديد بينهم، وكان ذلك بعد وفاة المسيح بقليل، مما يدل على أن الحواريين كانوا على علم بوجود الأسباط العشرة في تلك المناطق، وكانوا على اتصال مسبق بهم.

وقد حافظ هؤلاء اليهود المتنصرون على تقاليدهم وعاداتهم القديمة، التي هي نفس تقاليد وطقوس وعادات ولغة اليهود القاطنين في تلك المناطق، وهم قلة بينهم لم يتنصروا، حتى أنه من الصعب التمييز بين النساطرة، وبين اليهود المجاورين لهم في المنطقة.

كما يذهب د. جرانت إلى أن القبائل اليزيدية (31) القاطنة في كردستان، هم كالنساطرة من أحفاد الأسباط العشرة اليهودية" (32).

ويذكر د. جرانت أنه شاهد مخطوطاً بالسريانية(33) لدى المار شمعون الرئيس الروحي للنساطرة يرجع إلى ما قبل أكثر من سبعمائة سنة يؤيد كون النساطرة أحفاد الأسباط العشرة.

وقد أورد د. جرانت أدلة كثيرة لدعم ما توصل إليه بخصوص أصل المسيحيين النساطرة في كتاب نشره بالإنجليزية تحت عنوان "النساطرة أو الأسباط المفقودة" وطبع هذا الكتاب في نيويورك سنة 1841م، ثم ترجم إلى الفرنسية، وطبعت الترجمة في باريس سنة 1843م.

Grant, “The Nestoroans or the lost Tribes” N.y.,1841.

ويرى د. نيوزنر صاحب كتاب "تاريخ اليهود في بابل" أن الأدلة التي أوردها د. جرانت، في دعم الرأي القائل بأن النساطرة هم في الأصل من اليهود الذين نفاهم الآشوريون إلى منطقة كردستان، ثم تنصروا بعد ظهور المسيح تقيم حجة قوية مقنعة لتقبل هذه النظرية".

Neusner, “The Jews in Babylonia, 111,p354”(34).

«يمكن ان تكون الكذبة قد جابت نصف العالم فيما الحقيقة لا تزال تتأهب للانطلاق».‏ مارك توين