المحرر موضوع: اليزيدية في ما بين النهرين  (زيارة 5970 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يعقوب زكو

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 47
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اليزيدية في ما بين النهرين

هذا هو عنوان الكتاب من تاليف السيد اشور نصيبينويو ومؤلفين اخرين يحكي عن اتباع الديانة اليزيدية ونشاْتها واليزيديين وجذورهم التاريخية. ان هذا الكتاب قد اهواني وذلك للمعاومات التاريخية القيمة والمفاهيم الجديدة التي وردت فيه والتي كنت اجهلها ويجهلها الكثيرين كما اعتقد, وذلك بسبب المفاهيم الخاطئة والمنتشرة حول اليزيدية وديانتهم واصولهم ولهذا ارتاْيت الكتابة ونشرعن بعض ما جاء فيه والتي اعتقد انها مهمة وضرورية لزيادة المعرفة عن هؤلاء القوم وديانتهم. بالاضافة الى ذلك اضيفت في نهاية الكتاب  عدة ملاحق لزيادة التعرف بالفرقة اليزيدية واصولها الرافدية. 

   يقول الناشر ان من اهم الاسباب التي دفعته الى تخصيص هذا الكتاب هي:
1. تعريف القاريء بان الامة الكلدانية, الاشورية, اليزيدية, المحلمية, المندائية, المارونية, والسريانية هي امة واحدة على الرغم من تعدد تسمياتها.
2. اليزيدية هي الفئة الوحيدة التي تحتفل بعيد راْس السنة الاشورية البابلية (عيد الربيع او عيدالالهة في بابل) والواقع في الاول من نيسان.
3. ان اغلبية الكتبة الشرقيين الذين لهم دراسات حول اليزيدية وقعوا في خطاْ واحد وهو اعتبار اليزيدية طائفة محسوبة على القومية الكردية. اما الكتبة الغربيين كالفرنسيين والانكليز والالمان وحتى الروس كانوا على دراية وعلم بان اليزيد هم من سكان الاصليين لبلاد ما بين النهرين.
  اليزيدية طائفة دينية تتركز في شمال العراق وتنتشر جماعاتها شمال سوريا وشرق الانضول ويصعب تحديد تعدادها الكلي ولكن تعداد سكانها في العراق يبلغ اكثر من (200 ) الف نسمة.
  ان الدين اليزيدي يتميز عن الاديان الثلاثة المعروفة حيث فيه الكثير من المعتقدات والعادات العريقة في القدم والتي ترجع الى عهود تاريخية تعود جذورها الى الالف الرابع قبل الميلاد. فيقول الكتاب ان اليزيديين انفردوا عن بني قومهم الاشوريين بسبب تعصبهم للامويين واعتقادهم الامامة في يزيد ولمحافظتهم على بعض معتقداتهم الدينية القديمة. وبناء على راْي الدارسين والباحثين فاذا اردنا ان نتعرف على اصول اليزيدية الدينية والعقائدية لا بد ان ندرس شخصية طاووس ملك والشيخ عدي بن مسافر وعلاقتهما مع بعضهم من جهة ومن جهة اخرى علاقتهما مع شخصيات لها مكانة مرموقة لدى الشعوب الاخرى. وعندئذ قد نضع نقطة البداية للتعرف على اليزيدية من الناحية القومية. ولكن قبل ذلك لابد لنا ان ندرس شخصية الاله ( نابو) ونتعرف عليها بشكل جيد عسى ان تفيدنا في التعرف على الاصل القومي للشعب اليزيدي من خلال الصلة الوثيقة بين شخصية نابو وطاووس ملك.
  ان لنشوء عبادة نابو قصة تشير الى مكانته العظمى, لقد كان نابو اله مدينة بورسيبا الواقعة على الفرات, وكان يقوم فيها معبد الذي يسمى (ايزيدا) بينما كانت مدينة بابل تقع على الضفة المقابلة التي كان يعبد فيها الاله (مردوخ) وكان له معبد فيها يسمى  (ايزاكيلا). وكانت ابرز صفة لنابو هي صفة الحكمة, فهو الحكيم الكامل المعرفة وهو في شخصه حكمة جميع الالهة وقد اغرم الملوك الاشوريون فيما بعد بان ينسبوا اليه الوعي الذي يمتلكونه والتفكير الذي يسوقهم الى الحفاظ على حكمة الماضي من اجل الاجيال القادمة, وفي النصوص التاريخية والدينية ما يشير الى نابو يفجر الينابيع لري الحقول ويكدس الحنطة في الاهراء كما انه اذا صرف عنايته عن البشر جاء البؤس وجاءت المجاعة عليهم. ومن الجدير ذكره ان هذه العناية وهذا التاكيد على رعاية الحنطة وجعلها تنمو في الارض ثم جعلها تتكدس في الاهراء لغرض الحفاظ على الجنس البشري, ما هي الا عناية طاووس ملك لتسيير الحنطة لادم ونصيحته له بتناولها من اجل الحفاظ على الجنس البشري حسب المعتقد اليزيدي. حيث جاء في كتب اليزيديين: ان الله خلق ادم من نار وهواء وتراب, حيث طلب الله من طاووس ملك ان يجمع هذه المواد وينفخ في اذن ادم بصرناية ثلاث مرات فنهض ادم قائما على رجليه وبعد ذلك قاده فادخله الفردوس حيث قضي هناك اربعيين سنة بعد ان خلقت حواء من ابط ادم الايسر. وجاءت الاوامر الالهية لادم ان ياكل من جميع ثمار الفردوس عدا الحنطة فلا يجوز له ان ياكل منها غير ان ملك طاووس فاتح الله تعالى في موضوع تناسل الجنس البشري وانه لن يكون هناك نسل لادم ان لم ياكل الحنطة فسمح الله لطاووس ملك ان يتصرف بما يراه اصلح. عندئذ دعى طاووس ملك ادم لياكل الحنطة وبذلك بداْ نسله بالتكاثر ولم يترك طاووس ملك ادم حتى علمه كافة الاشغال والاعمال التي يجتاحها في حياته. ولكي نتقرب اكثر فاكثر من قومية الشعب اليزيدي لا بد ان نتحدث عن صلة الاله نابو بطاووس ملك ونابو الذي كان الرمز والممثل لوحدة الشعب في ارض واحدة هي ارض الرافدين.
نابو وحمورابي

لقد حاول حمورابي وسلالته اهمال ذكر نابو, فبعد ان وسع حمورابي امبراطوريته وضم اليها (بورسيبا) عمل على نشر عبادة الاله (مردوخ) وذلك في اوائل الالف الثاني قبل الميلاد.
   ان نابو وهو من كان الها لموقع جد قريب من بابل, كان يمكن ان يكون منافسا قويا بسبب هذا القرب, لقد كانت المدينتان بابل وبورسيبا تتنافسان في القدم وفي التراث الديني ولذلك لم يكن لائقا بمركز مردوخ ان يعترف حمورابي وخلفائه بنابو.
  ومن اجل التاكيد على هذا الهدف قام حمورابي فعلا بتغيير اسم معبد نابو (ايزيدا) الذي في بورسيبا الى المعبد الذي انشاْه في نفس الموقع لمردوخ . وفي الكتابة التي يروي فيها حمورابي لنباء بناء ايزيدا نجد تعابير معينة تثبت الادعاء القائل ان نابو كان مهملا اهمالا متعمدا, انه يتحدث عن مردوخ باعتباره رب ايساكيلا ورب ايزيدا ثم يتحدث حمورابي عن بورسيبا على انها مدينة مردوخ الحبيبة وكانها هي بابل نفسها. ومع كل ما مر فان محاولة كبت عبادة نابو لم تنجح, مما برهن على ان حظوة نابو الشعبية كانت قائمة منذ ذلك بزمن بعيد, لذلك اتضح انه لابد من اعادة مركزه في مجمع الالهة البابلي ولكن على مرتبة ادنى من مرتبة مردوخ. ويقول الكتاب: لقد اخذ نابو مكانته في النظام الالهي باعتباره ابنا لمردوخ وبداْ يشارك في العيد العظيم يوم راْس السنة ويكرم كما يكرم الاب لكنه بدرجة ادنى واعيد اعتبار معبده في بورسيبا واضمحلت المنافسة القديمة ليحل محلها حلف جديد. وقد بلغ الامر ان منح نابو هيكلا في ايساكيلا في بابل اطلق عليه اسم ايزيدا ايضا. وفي راْس كل سنة كان الابن يزور اباه حيث كان يحمل تمثال نابو بهذه المناسبة في موكب مهيب من بورسيبا عبر النهر الى شارع بابل الرئيسي الذي يؤدي الى هيكل مردوخ.
   وقد انعكس الموقف في زمن الاشوريين فكما ان حمورابي وخلفائه حاولوا اهمال عبادة نابو فان حكام اشور حاولوا ابراز شخصيته. ولما كان واقع الحال يجعلهم يعترفون باْن ينابيع الحكمة انبثقت من الجنوب فاْنهم تمسكوا باله حكمة الجنوب كي لا يمس نفوذ اشور الاله الحربي المطاع, لقد كان من صفات مردوخ ما قد يوازي صفات اشور. ولذلك لم يكن ممكنا ان يجري تكريمه على نفس المنوال, اما نابو فقد كان شخصية الهية تختلف عن ذلك تماما ولما كان نابو ابنا لمردوخ فان ملوك اشور كانوا في تكريمهم اياه يرون انهم يراعون اتباعهم البابليين. وانتشرت عبادة نابو في بلاد اشور التي تشمل منطقة الشيخان والزابين والجزيرة وفي نهاية القرن التاسع ق. م اقيم لنابو هيكل في كالح (نمرود) وهي لا تبعد عن لالش اكثر من سبعين كيلومترا في خط مستقيم.
     
نابو وطاووس ملك

ان الاضطهادات التي قام بها ملوك الدولة الساسانية لتركيز عبادة (اورمزدا) تنبيء عن امكانية قيام تسمية رمزية منذ ذلك العهد, ان الاسم وبلاشك لم يكن بدعة ولكنه كان احد الالقاب التي يلقب بها نابو منذ زمن بعيد ولعل اللقب هو لقب نابو الارامي. واقدم ما وصلنا من اكتشافات عن طاووس ملك هو ما جاء في المدونات المندائية من ان ملك النور (ملكا دنهورا) طلب من (بيت الحياة) ان يهيئوا كتابا لا يمس المندائي فارسلوا لهذه الغاية ملاكا هو (طاووس ملك) ليدون التوراة ذلك انه رب القلم والحكمة. وللوهلة الاولى نسمع بهذه الشخصية السماوية وهي رواية قد ترتفع الى صدر التاريخ الميلادي. ان طاووس ملكا في اللغة الارامية تعني الملك الطاووس كما انها قد تعني الملاك الطير وهو ما يمكن ان ينطبق على صفة تمثال طاووس ملك المعروف. اضافة الى ذلك ان من وظائف نابو حمل الرسائل الالهية. وفي كتاب عجائب المخلوقات للقزويني ترد صفات الملائكة فقد جاء: ومنهم جبرائيل الامين علية وهو امين الوحي وخازن القدس ويقال له الروح القدس والروح الامين والناموس الاكبر وطاوووس الملائكة. هذا كله يرجح ان صفة طاووس الملائكة انما كانت تطلق على الشخصيات المقدسة التي تحمل الرسائل الالهية الى البشر. ان نابو الذي قدسه شعب بلاد الرافدين (بلاد اشور) هو نفسه طاووس ملك (الملاك الطير).
    ويقول الكتاب: ان الشعب الذي عبد نابو هو نغسه عبد فيما بعد طاووس ملك, والجدير ذكره هنا, ان ليس كل شعب الرافدين عبد طاووس ملك فهنالك من اعتنق المسيحية وكذلك اليهودية, وفي هذه الحالة نستطيع القول بان الشعب الواحد للرافدين تعددت مذاهبه الدينية وهذا لا يعني بان اليزيدي ليس اشوريا او الاشوري هو غير اليزيدي فالمنطقة الجغرافية واحدة وهي بلاد اشور(بلاد الرافدين) والتاريخ مشترك لسكان المنطقة والمصير مشترك, اي انهم اشتركوا في مصير واحد في مواجهة التحديات والاخطار التي كانت تحدق بهم من اطراف البلاد سواء من قبل الفرس او قبائل البدوية المرابطة في اطراف البلاد, كالكاشيين الذين اجتاحو البلاد بعد موت الملك حمورابي بثماني سنوات واخضعوا بلاد بابل لسيطرتهم والعيلاميين الذين سيطروا على بلاد سومر والتي كانت عاصمتها (اور) وقد حكم الكاشيون بلاد الرافدين مدة اربعمائة عام وعشر سنوات حسب ما يذكره ابن الاثير في مؤلفه تاريخ البلدان, وستمائة عام حسب ما ورد في كتاب (قصة الحضارة) للكاتب المعروف (وول ديورانت).
  ولم يكن هؤلاء الكاشيون من القبائل او من نسل الساميين بل من جماعة المهاجرين الاوربيين او المغول. وقد تحمل سكان الرافدين بل اشتركوا باْلام تلك الفترة من تاريخ بلاد اشور. اما بعض الكتاب الذين نسبوا الشعب اليزيدي الى يزيد بن معاوية الذي طلب منهم المساعدة العسكرية ضد جيش ابناء الامام علي بن ابي طالب, فقولهم بعيد كل البعد عن الواقع لعدة اسباب:
اولا: ان يزيد بن معاوية لا يوجد في سيرته ما يدعو الى التعظيم والافتخار وشرف الانتساب.
ثانيا: حتى لو سلمنا براْي هؤلاء باْن اليزيديين سموا بهذا الاسم نسبة ليزيد بن معاوية بعد تقديم المساعدة العسكرية له في موقعة (صفين) فمن هم قبل تقديم المساعدة له وما هو اصلهم ولمن ينسبون قبل ذلك .
ثالثا. لا يمكن باي شكل من الاشكال ان ننسب قوما له قدمه وعراقته التاريخية الى شخص مهما كان يزيد بن معاوية الخليفة الاموي او يزيد بن انيسة الذي تولى مذهب الاباضية زمن الخليفة مروان بن محمد.
  ان هذه التسمية اعطيت لهذا الشعب من قبل كتبة الاسلام مثل ابو الفتح الشهرستاني في كتابه (الملل والنحل) الذي  ينسبهم الى يزيد بن معاوية او يزيد بن انيسة. ويمكن اعتبار نشوء العبادة البابلية الايرانية بداية لقيام الدين اليزيدي بالشكل الذي نعرفه اليوم. وقد ظل هذا الدين على شكله القديم حتى ادخل عليه الشيخ عدي بن مسافر العنصر العربي الاسلامي.
العلاقة بين اليزيدية والشيخ عدي بن مسافر: تجمع اغلب الدراسات الوصفية للطائفة اليزيدية على المكانة الخاصة والرفيعة للشيخ عدي بل ان اليزيدية يضعون الشيخ عدي بمرتبة النبي او الولي, وما يؤكد هذا الكتاب الاسود صراحة حين يقول (ثم ارسل الله الشيخ عدي بن مسافر من ارض الشام واتى الى لالش). ومهما قيل عن شخصية الشيخ عدي فاْنه اشتطاع ولا شك في ذلك التاْثير في نفوس اليزيدية بحيث بدء يغرس في اذهانهم شيئا من شعائر الدين الاسلامي كمقدمة لتحويلهم عن دينهم القديم.
  ان اليزيديون ليسوا عبدة اصنام لكونهم يحترمون السناجق وكما ذكرنا ان مفهم السنجق هو رمز طاووس ملك وليسوا مشركين ولا يؤمنوا بتعدد الالهة وليسوا وثنيون. وتاكد ذلك بعض الفقرات الواردة في كتابي (الجلوة) و(الكتاب الاسود) حيث جاء في كتاب الجلوا:
* انا كنت وموجود الان وابقى الى النهاية بتسلطي على الخلائق وتدبيري مصالح وامور كل الدين تحت حوزتي.
* حاضر انا سريعا للذين يثقون بي ويدعوني حين الحاجة.
*الالهة الاخرى والمقصود هنا الملائكة ليس لهم مداخلةفي شغلي ومنعي عما قصدته مهما كان.
  اما في الكتاب الاسود فقد جاء ما الى ان اليزيد ديانة توحيدية, نذكر بعض الفقرات التي توكد ذلك:
    ( انه في البدء خلق الله تعالى درة بيضاء من سرالعزيز وجعل الدرة فوق ظهره وسكن فيها اربعين الف عام, ثم بداْ في خلق الملائكة السبعة الذين تعاقبوا على ادارة العالم وهم: (عزرائيل, دردائيل, اسرافيل, ميكائيل, جبرائيل, شمنائيل, نورائيل). ثم خلق الرب (الاله الاعظم) صورة للسموات السبع, والارضين السبع, وخلق الفكر الذي صور به الانسان والطيور والوحوش. ووفق القصة اليزيدية يقوم اولائك الملائكة السبعة بادارة السموات والارض لمساعدة الخالق الاعظم وبامر مباشر منه. ويعتقد اليزيد ان اولائك الملائكة ارواح من ذات الله, واطياف من نوره, وانهم ازليون يتعاقبون على وضع الشرائع وسن السنن في راْس كل الف عام, حيث يهبطون على الارض). وان اليوم المقدس لدى اليزيد هو يوم الاربعاء وهو يوم ولادة نابو (طاووس ملك).
   وهنالك في هذا الكتاب يبين عدة عوامل ومقومات مشتركة تدل على ان الشعب اليزيدي هو شعب رافديني اصيلز ومن هذه العوامل:
1. العامل الديني وهو ان الاله بابو بن مردوخ, اله البابليين وابناء عمومتهم الاشوريين وهو طاووس ملك.
2. مكانة الشمس لدى الشعبيين الاشوري واليزيدي. ان اقدم عبادات الشمس المعروفة في بلاد اشور هي العبادات السومرية حيث كان الاله الشمس يدعى (اوتو) كما كان يسمى (بيبار) وهذا الاسم الاخير ليس في الواقع رمزا اولقبا بل هو اسم اصيل. والشمس لها مكانة عظمى في الدين اليزيدي فيقول تسماعيل جول ( يجب على كل يزيدي وعند طلوع الشمس وفي كل يوم ان يزور مكان شروق الشمس بشران لا يراه مسلم) كما ان ايزيدا الذي يعني اله الشمس والذي ينسب الكثير من الكتاب من يزيديين وغير اليزيديين, الشعب اليزيدي لنفسه يؤكد مكانة وقدسية الشمس. وهكذا فان الشعب الذي قدس وعبد الشمس باسم (اوتو) و(بيبار) هو نفسه قدس الشمس باسم (ايزيدا). اما بالنسبة للزردشتيين فاعتقد انهم ظهروا على مسرح التاريخ البشري في القرن السادس قبل الميلاد وهو تاريخ حديث اذا ما قارناه مع تاريخ نابو ومردوخ وببار وايزيدا.
3ـ الاعياد المشتركة في المعنة والمضمون:
   اْـ عيد راأس السنة: ان عيد راْس السنة لدى اليزيديين يقع في اول اربعاء من شهر نيسان, حيث انه يوم نزول طاووس ملك وهو يوم عطارد. ان يوم الاربعاء هو اليوم المقدس لدى اليزيدية لانه يوم طاووس ملك (نابو). وراْس السنة اليزيدية يقع اول يوم اربعاء من شهر نيسان, ويذكر الامير انور معاوية في كتابه الخاص حول اليزيدية (ان عيد راْس السنة هو اقدم الاعياد السماوية عند اليزيدية وتمتد جذورخ الى العهد السومري والامبراطورية البابلية والدولة الاشورية. ويقع العيد دائما وبحساب اليزيدية اول اربعاء من نيسان. وسمي عيد راْس السنة دلالة على بدء الخليقة في هذا اليوم, وهو يوم قيام طاووس ملك بجمع التراب والماء والنار والهواء من جهات الارض الاربعة لرب العالمين وفي هذا اليوم بداْ رب تاعتامين برسم الخليقة والوانها. وفي هذا الشهر تنبت الخضار على وجه الارض وتتفتح الزهور. ومن عادات اليزيدية ان لا يتم الزواج في هذا الشهر لان نيسان عروس الارض والخضار لا تقبل بعروس اخرى ولان الملائكة يتزوجون في هذا الشهر المبارك. زفي راْس السنة يبداْ كل يزيدي بذبح ذبيحة ويوزعها على الفقراء وكذلن يقوم بصبغ البيض بالالوان ويقدم في صباح العيد بيضة لكل من في البيت ويقوم الابن بتقديم البيضة لابيه للدلالة على معنى الروح التي يقدمها الابن لابيه. وتزين ابواب البيوت باْقواس النصر بالورد الابيض الاحمر.
بـ  بيلندا, كلمة ذات اصل ارامي تحورت عن( بييلدا ) بيث يلدا بمعنى اعياد الميلاد.
جـ عيد صوم يزيد ويقع هذا الصوم في ميعاد صوم (مارت مريم) ولا نعلم كيف تطابق هذين العيدين؟
دـ عيد خضر الياس ويحتفل به اليزيد والاشوريين وكلمتا خضر والياس تشيران الى الهين هما (ادد او هدد) ويماثل الاله البابلي مردوخ. اما الياس فهو ايل ويعني بالارامية الاله الاعظم.
وهنالك عوامل اخرى كثيرة اذا اراد المرء الاطلاع عليها بتفصيل اكثر عليه ان يقراْ الكتاب كله.  ارجو ان اكون قد وفقت في اعطاء فكرة عن اهم المعلومات التي وردت في الكتاب والله الموفق.

يعقوب زكو
السويد  05ـ07ـ2006