المحرر موضوع: بسقوط القذافي وصالح ، تسقط كل الروابي ..  (زيارة 834 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خلدون جاويد

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 288
    • مشاهدة الملف الشخصي
بسقوط القذافي وصالح ، تسقط  كل الروابي  ..

خلدون جاويد

اذا سقط معمر القذافي " قتل ، انتحر، سافر " ، اذا سقط علي عبد الله صالح " اعلن تنحيه ، طلب لجوءا " فان الأخ الشقيق للإخطبوط الألماني بول المتنبيء في مونديال 2010 ، سيفيدنا بالقول أن المنطقة العربية برمتها ستنهار . واذا لم يقيّض " الله " لها انتصارا باعتبار الله سبحانه وتعالى يرزق من يشاء بغير حساب ! فان انهيار المنطقة اللآأخلاقي سيتم وفق النموذج القذافي برمي البشر بسيول النار اليابانية . وعلي عبد الله صالح برشق الناس بعضها ببعض ، وادخال البعران والحمير والبلطجية على خيرة الناس في ميدان التحرير " النموذج المصري " . وستظل الدول الكبرى تتفرج . والعالم المتحضر لايتخذ قرارا بدعم الشعوب خوفا من الاتهام بالتدخل واعادة الاستعمار الأحدث ، او انه يلملم اوراقه من اجل تكوين جبهة للإجماع الدولي تعطي الضوء  العسكري الأخضر لحرق صاحب الكتاب الأخضر .
 وهناك كتاب معروف بعنوان " لينين ماالعمل "يصلح الآن للطرح : ماالعمل والقدرات الذاتية والدعم اللوجستي لانتفاضات الناس اقل ذخيرا من الحكومات العربية العنيدة . حكومات لاتريد ان تغادر المشهد فكأنما المنصب في نظرها هو تجارة وليس خدمة للشعوب . لقد غادر علي زين العابدين بعد تراجيديا تعد بالايام غادر كرسيه بسرعة قياسا بالرؤساء الآخرين وهذه حسنة تحسب له " مرغم أخاك لابطل " . أما الخائضون الصراع الآن  فهم باروميتر الوضع السياسي بحق وحقيق .

فأما حياة تسر الصديق
واما ممات يغيظ العدا 

حقا لقد دخلت المنطقة العربية في مرحلة ازدراء الموت والشعور بان الدين السياسي او قناعه قد بات كذبة كبيرة او فزاعة يرهبون بها أحلام الاطفال وضعاف العقول ، وخاصة  عندما يَتـَنادون بمقولات من قبيل " دارهم مادمت بدارهم " و" ليس بالامكان احسن مما كان " او استعمالهم الآية الكريمة  : " قل لن مايصيبنا الا ماكتبه الله لنا " وبما يعادله في فلسفة  هيغيل " كل ماهو معقول فهو واقع " .
 نعم كلمة ازدراء الموت كلمة اجترحها فلاديمير اليتش لينين يوم الانتفاضة المسلحة قبل عام 1917 وهي تتناسب مع حالة النهوض الشعبي الأعزل لكنه الحاشد بالفداء والبطولات .
 ان الصراع على المستويين الاقتصادي والسياسي عامل فاعل واساسي قد مهّدَ لعملية النهوض . طبقة تثري على حساب الجماهير وتدفع بالصراع الاقتصادي ـ الطبقي الطابع الى حفر قبر الاثرياء بأيديهم . وعلى المستوى الآخر فان الطبقة السياسية الحاكمة تتمتع بترسانة الاعلام والطبقة الشعبية الواسعة محرومة من ابسط حقوق الانسان في الرأي والتعبير .
  وبذا فان التراكم الكمي قد ادى الى التغيير النوعي ، وتحت ضغوط وعوامل ساخنة قد تسارع مفعول القانون الفلسفي اعلاه مما دفع بعموم الطبقات الشعبية للانطلاق بالتغيير . ان الصدام العسكري الذي تمارسه السلطات هذا اليوم بما فيه من قتل واغتيال وابادة " نموذج القذافي " وهو الأعتى بين الرؤساء القساة لحد الأن ، ان الصدام العسكري يفشل اليوم او غدا لأنه ضد قوانين الحياة . الحياة تملي التعدد وحق الاختيار والحياة البرلمانية والانتخابات النزيهة بينما هؤلاء الرؤساء " المهووسون بالكراسي" يقفون حجر عثرة في طريق تيار جارف بل طوفان . القادة اليوم يستعملون كل وسيلة قاتلة في سبيل تدمير الارادة الشعبية . والشعوب قرابين وضحايا في طريق الحرية ، بالدم والدموع يشاد طريق الأحرار . الأ ان الدعم اللوجستي هو الاهم في تصعيد وتيرة الحركة الشعبية . والسؤآل هل يدعم "الكبار " شعوبنا من اجل التخلص من ترسانات رجعية كؤودة ام تفضل بقاءهم على الشعوب لغاية ما .
المصالح الاقتصادية اعز من اراقة الدم ام الوقوف مع حق الشعوب بتقرير مصيرها . للدول الكبرى كل على حدة مواقف وبوصلات واجندات . والمهم هو السؤآل الموجع : المنطقة العربية الى أين ؟.
 الانتصار مهم لأن تبعاته وفاتورته اللآحقة شعبية الطابع . اما اذا انتصر النوذج القذافي ـ علي صالح ، فستتراجع اسطورة الفداء وتدخل هذه البلدان في نفق مظلم آخر . وتتراجع الى القرون الوسطى .
 الخيانات تحيط بالثورات " كما حدث في كومونة باريس " وذلك عبر التسرب من مدينة الى اخرى او من  بلد على آخر اذ تحاول القوى المضادة بجنودها وطياريها ومرتزقتها كسر الثورة الشعبية الفتية . الإبطاء في الدعم العالمي للثورات اياها مرهون بقرارات واجتماعات واتصالات تذهب اثناءها الدماء هدرا . وهناك من شدة الألم الموجع ما يخلق الشعور بأن انتصار القذافي على الشعب هو اكثر كارثية ممايجري في حوادث الزلازل والبراكين . لأن الأخير بعوامل طبيعية . اما القذافي وعلي عبدالله صالح فلايستأهلان الانتصار بل ليسا جديرين بسوى إلقائهما  في مزبلة التايخ  وذلك لإنتهاء دورهما على مسرح الحياة السياسية وهما متقاعدان اخلاقيا وفلسفيا وبايلوجيا ولا يصلحان الاّ للأرشفة او التحنيط في متحف ، بينما يتشبثان كلاهما وسواهما ايضا من الرؤساء وحد الموت ، وبعد عقود عديدة من الحكم بكراسيهم  المهزوزة والآيلة الى السقوط لامحالة . لقد تهرأت تجاعيد الوجوه وتعتقت الافكار وسقطت المودة والطراز . آن للعجوز ان تتوكأ خارجا وتأخذ معها العفونة ، اللعنة .

*******
توق اخير :

ـ قال ارنست همنغواي في "وداعا للسلاح" : الجيش المنتصر لايتوقف عن التقدم . ولذا يقتضي للشعب ان لا يُهزم امام الجيش او الشرطة من كاسري الاضرابات والمظاهرات . اذا تراجعت المظاهرة ، تولاها العدو طعنا بالخناجر وصليا بالرصاص . وقد قال الشباب الليبيون الاشداء : اما النصر وأما الموت . وهاهم يجترحون مآثر الفداء التي قل نظيرها .