المحرر موضوع: مظاهرات / انتفاضات/... الشعوب ........... إلى أيـــــــــــن ؟؟؟  (زيارة 1302 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعيد شـامـايـا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 194
    • مشاهدة الملف الشخصي
مظاهرات / انتفاضات/...  الشعوب
                 ...........  إلى أيـــــــــــن ؟؟؟
لقد نبعت الانتفاضات  الشعبية في الكيانات العربية التي كانت سابتة تحت ظلم الاضطهاد والقهر أججها مقهور أشعل الظلم كيانه الداخلي لتمتلكه شجاعة الكفر بالخوف فيحرق جسده ليشعل الرأي العام بمظاهرات  عمت تونس الخضراء لتحيلها رمادا سلطويا ,و لتنتقل الشرارة إلى مصر واليمن والبحرين واللللللللللللل ولا نعلم أين سينتهي المطاف لان البلدان التي كانت تتمشدق بأنظمتها المعتزة بقوميتها وعروبتها وإسلامها  ووحدة شعبها تحت راية النظام المعبود الذي منّبه الله !!!عرتها شعوبها متظاهرة لتكشف الحقيقة المأساوية التي كانت تخدع الآخرين , لقد كانت المظاهرات هذه نموذجا ثوريا جديدا قادته جماهير مدفوعة وطنيا بل دفعتها المعاناة الطويلة فتجاوزت الانقلابات أو المخططات السياسية لتكون حقا ثورات شعبية يقودها منفذو الانتفاض ضد الظلم والمعاناة دون تدبير للقيادات  السياسية التي حاولت الزحف خلفها لتصل إلى المقدمة و وان تكون في الصورة لتأخذ حصتها من الثورة , لكنها كانت متأخرة ربما سعى بعضها  للاستفادة من العفوية التي لبست انطلاقات الجماهير لتكون لها موقعا متميزا لكن الجماهير الزاحفة كانت خائفة من أن تسرق تجربتها لتجير على حساب من فقدت الثقة بهم .
حقا كانت هذه الانتفاضات بحاجة إلى  الدماء والى القيادة السياسية المخلصة الواعية النزيهة لا تسرق المجهود الثوري  الشعبي كما حصلت في تجارب سابقة التي تنكر الواصلون فيها لوعودهم فخسر الشعب تجربته , هذه التجارب جعلت الشعب يكره السياسة والسياسيين ويفقد ثقته بهم , أما اليوم تبرز تساؤلات مهمة تقرر مصير هذه الانطلاقات ألثورية !!!ترى هل بإمكان  المتظاهرين أن يقودوا تغييرا ثوريا يأتي على قيادة النظام المتمرس في إخضاع شعبه والمتمكن في موقعه معتمدا على أجهزة قمعية لا تعتر ف بحقوق أو برأفة إنسانية تجاه من يقوم ضد الحاكم  , أو كيف سيكون بالإمكان مقاومة سلاحه بدباباته وطائراته وما يقودها إلا نفر لا يعرف شيئا عن الحرية أو الحقوق الوطنية إنما خدمة سيده الذي يصدر له ألأوامر . والتجارب التي توالت سريعة خلطت أوراق كل الكيانات والقيادات العربية فبات القائد ينتظر دوره لعدم ثقته بإخلاصه ونزاهته تجاه شعبه وراحت القيادات تجود بتصاريح عامة تمجد الشعوب وتطلب الرأفة بالتعامل ومعها والنظر بجدية في تلبية مطالبها متناسية التدخل ان كان لنجدة الزميل الذي كان حتى البارحة أخا أم إعانة الشعب الذي طالما وعدوه بالوحدة والتعاون إبّان ألأزمات . أما بالنسبة للحاكم الذي  يمارس شعبه انتفاضته فهو إن كان  الحكام المغرورين المتصورين أنهم اشتروا الشعب والوطن ومن يتمرد هو خائن و يستحق الموت معتمدا على قوانين وتشريعات شرعاها بذكاء تضمن بقاءه و تحكمه وصيانته من غدر الزمن  .
لقد جاءت تجربة مصر ناجحة حقنت الدماء لان الجيش وقف موقفا مشرفا وظل يراقب ساعيا كي تستغل المظاهرات لتحاشي التخريب والإفساد العام. لكن ما يحصل في ليبيا حين لا يأبه الحاكم بحياة شعبه مما تسبب في إراقة دماء الثائرين وحتى الأبرياء هنا يتساءل المنصف كيف الحل ؟ الحاكم لاتهمه التضحيات حتى إن أفتى كل المنتفضين بل الشعب بمجموعه  ,  والثوار ماضون في نضالهم الغير متكافئ وجيش السلطان بأسلحته المتطورة فهل من الحكمة أن يستكين الثائرون ويعودوا مخذولين إلى بيوتهم لتنالهم ألأجهزة القمعية الخاصة ؟ أم يستمر نهر الدم ولا من معين ؟؟؟؟؟
هنا تكون بعض الدول المتربصة لتنا حصتها من الكعكة التي راحت تستوي في فرن الشعوب ورصيدها من الديمقراطية تنثره دوما بالمجان على كل بقاع ألأرض وحرصها على حقوق الشعوب كي لا تنتهك كل تلك العوامل ألإنسانية تخولها أن تتدخل لتحمي الشعب المظلوم ألأعزل من ظلم المستبد الذي كانت حتى البارحة حامية له ومستشارة له في إمرار كل مشاريعه لتكون الشعوب في غفلة عن حقوقها ووطنيتها . فتقتنع القلوب الطيبة أن تأتيها ألإعانات لتحمي الشعب الثائر وتنقذه من الظالم المستقر على قلبه عقودا من الزمن ربما لم تسنح الفرصة أن تكون قد درست سياسيا تجربة العراق وما آلت إليه ألأوضاع , ويتكرر حفل الاستعمار الجديد بلون ونغم جديدين .
أين الحل إذن ?  الحل عند وعي الشعوب ومدى إدراكها لواقعها وإمكاناتها ومن تختارهم ليكونوا قادة لها في المواقف الوطنية المهمة  كالانتفاضات أو الثورات, أيضا تناغم وتآلف القوى الوطنية المخلصة  وفي تعاون من ذات المستوى الفكري من الدول الشقيقة لتكون الرافد الداعم نضاليا وإعلاميا .
باختصار لا يمكن ضمان نقاء وإخلاص أي تدخل أو مساعدة مخلصة وان كانت باسم هيأة الأمم  والمنظمات ألإنسانية وحياديتها ما لم تكن مستقلة عن نفوذ ألدول الكبيرة الطامعة بنتائج التغيير , فوجود فرقة دولية مستقلة تابعة لهيئة الأمم أو لمجلس السلم العالمي تمثل كل الاتجاهات ,  مثلا ما يحصل في البلدان العربية أن يكون من ضمن هذه القوة قوة عربية , وان لا نكون لهذه القوة بعد زوال النظام أي تأثير على المستقبل السياسي الذي تقرره القوى الثائرة , وان لا تفسد مؤسسات الدول بل تترك الأمر إلى قوى التغيير لتطهرها حسب ظروف وقدرات من يتحمل المسؤولية مدعوما من الشعب .  وكم من تجربة ثورية ضمنت النجاح بمؤازرة مناضلين من خارج ألأوطان الثائرة  وإلا سنطبق في أسلوب ألتدخل الحالي ما ذهبنا إليه في مقال سابق أن الشعوب تثور وتولد ثورة لكن الانتهازيين يستغلون ضعف الثائرين فيسرقوا الوليد ليضعوا موضعه مسخا الذي سيكون بلوه بل شوكة جديدة يزدردها الشعب مكرها .



                                                                                   سعيد  شاما يا
                                                                                   23/3/2011