المحرر موضوع: أصداء خاطفة على ملاحظات الأخ هنري بدروس كيفا !  (زيارة 908 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل آشور بيت شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 842
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أصداء خاطفة على ملاحظات الأخ هنري بدروس كيفا !

كتب الباحث هنري بدروس كيفا :

تعليق على ملاحظات السيد اشور شليمون

لقد ورد في هديتك بعض المعلومات الخاطئة و الغامضة و التي انت
تتعمد في نشرها مثل تعبير " في اللغة الآشورية السريانية اليوم."

آشور بيث شليمون:
إن الآشوريين يعتبرون الشعب الحضاري والرئيسي لا في بيث نهرين على حدة، بل في كل الهلال الخصيب والشرق الأوسط عموما وللتأكيد على ذلك ما عليك أن تقرأ ما جاء عن شعبنا الآشوري وعلى لسان أستاذين سوريين واللذين ترجما كتاب " عظمة آشور/                       THE MIGHT THAT WAS ASSYRIA " وهما كل من الأساتذة خالد أسعد عيسى وأحمد غسان سبانو، للكاتب المستشرق الذائع الصيت " هاري ساغز".

ومن المعروف وبدون أي شك، أن الشعوب عادة تملك لغتها وليس من المعقول أن شعبا كشعب آشوري أن يولد " أبكما " وكي يختار لغة الاخرين كما يحلو لك تمرير هذه النظرية الخاطئة هذا من جهة ومن جهة أخرى قد تعوض بعض الشعوب الضعيفة بلغة الغالب كما حصل أن العرب فرضوا لغتهم على معظم الشرق الاوسط ونفس السيناريو حصلت  لشعوب قوية اخرى مثل الإنكليز والإسبان والفرنسيين وغيرهم كثيرون.
كما انه لا تجد شعبا ضعيفا الى درجة لم يستطع ان يوحد صفوفه في تاريخه الطويل رغم كثرة عدده مثل الشعب الآرامي، كي يفرضها على الآخرين وكأنك تقول " الأيرلنديون " فرضوا لغتهم على الإنكليز وهي فرضية خاطئة، ولكن الذي حصل هو العكس.

الباحث هنري بدروس كيفا:

اولا - الشعب الأشوري القديم كان يتكلم اللغة الأكادية و كان يسميها
اللغة الأكادية ، اما إخوتنا من السريان المشارقة فهم يتكلمون اللغة
السريانية و إسمها العلمي كان و لا يزال " اللغة السريانية الأرامية".

آشور بيث شليمون:
من المعلوم، أن شعوب الهلال الخصيب جميعها كانت لغتهم واحدة، والتي بعض المستشرقين صنفوها ب" السامية " وبالإضافة الى ذلك كان هناك أخذ ورد بينها وعلى سبيل المثال عندما الدولة الأكادية استخدمت في الكتابة الإصطلاحات السومرية، الشعوب الأخرى والمحيطة فعلوا نفس الشيء وعلى سبيل المثال البابليون الآشوريون، الإبليون والعموريون والكنعانيون/ أوغاريت.
اما بالنسبة للغة الآرامية، التي ظهرت لاحقا استخدمت الكتابة السينائية أي الكنعانية وهم بدورهم عرفوها لشعوب الجوار وعلى سبيل المثال  شعوبنا البابلية والآشورية والكلدانية .
وبما أن هذه الثورة الكتابية أي " ألفبائية الجديدة " وصلت في وقت كانت الأمبراطورية الآشورية والبابلية الجديدة قد سقطتا وكل ما يمكن قوله في هذا الصدد أنه من المحتمل كانت هناك محاولات لتعويض الكتابة المسمارية بها .
كما أنه تلك الشعوب لم تتكلم بالآرامية وهنا أكبر شاهد على ذلك انه للآن لم يظهر كتابات آشورية ذات قيمة بهذه اللغة المزعومة وكل ما وجد في نينوى كان مكتوبا باللغة الآشورية والكتابة الإسفينية/ المسمارية والتي اجدادنا أسموها " ܟܬܝܒܬܐ ܟܘܡܪܝܬܐ " .
وإذا كان بحوزة المدعين بكتابات آرامية للآشوريين ليتفضلوا بها للملأ وإلا رجاء عدم التشبث بها والتي لن تخدم إلا التشويش، وزد على ذلك كما قلنا حتى الآراميين أنفسهم لم يجدوا الدارسين والمستشرقين المادة الكافية بها .

أما بالنسبة للغة الآرامية، أنه ظهرت هناك لهجات لا حصر لها وكل واحدة نوعا ما تختلف عن الأخرى حتى كتابيا، وبالإضافة الى ذلك ليس هناك كتابات كافية حيث بإمكان الفرد حتى أن يتعرف على  قواعدها الكتابية ما عدا عدة أسطر على قبور الموتى هنا وهناك أو أشياء  بسيطة ومختصرة  للتمكن دراستها وهذا ما جاء به مدرس اللغات السامية في مصر الأستاذ أ. ولفنسون.
أما بالنسبة للغة " السريانية " فهي لغة حديثة قامت على أنقاض اللغات السامية في الهلال الخصيب حيث كانت " المسيحية " و " الكتابة السينائية " عاملا موحدا لها .

والخلاصة، قبل هذه الوحدة اللغوية، كانت لغات الشعوب المنوه عنها في الهلال الخصيب تحتفظ بأسمائها المحلية ولكن بعد القرون الأولى للمسيحية فقدت هويتها كي تندمج في اللغة الجديدة " السريانية " وبناء على ذلك من الأفضل وأكثر دقة عندما التحدث اليوم لغويا، الأفضل لشعوبنا الإستخدام " السريانية " ولا التسميات المحلية الأخرى وأفضل تأكيد على ما أقول لو ان اللغة الآرامية هي " السريانية الآرامية " هل بوسعك الأخ هنري بدروس، أن تشرح لنا لماذا يحاولون سكان معلولا البحث عن آلية الكتابة في وقت أصحاب اللغة الآرامية  اليوم في حيص بيص لا يعرفون ماذا يعملون أو لماذا تقف انت وكل دعاة الارامية الجدد مكتوفي الايدي حيال هذه الأزمة التي تمر بها معلولا قلعة اللغة الارامية اليوم؟
على كل إذا كان بوسعك أن تقول " السريانية الآرامية " إذا، ما الذي يمنعني كآشوري أن أقول " السريانية الآشورية " أو " السريانية الكنعانية " !

الباحث هنري بدروس كيفا:


ثانيا - إسم الشام و شمأل
لا يوجد اية علاقة بين الإسمين : تسمية بلاد الشام هي تسمية
عربية إنتشرت بعد دخول العرب الى سوريا و التسمية سمأل الآرامية
قد إندثرت بعد إحتلال الأشوريين للممالك الآرامية في نهاية القرن
الثامن قبل الميلاد . لا يجوز ان نطرح نظريات بدون نصوص تلقي
الضوء على الأحداث او التسميات الجغرافية
 .
آشور بيث شليمون:
إن هذا القول بالأصل ليس لي بل مأخوذ من مؤلف كتاب اللغات السامية ومدرسها في مصر الأستاذ " أ. ولفنسون " وشخصيا، ولكن لست جازما يمكن أن تعني " الشمال " .

الباحث هنري بدروس كيفا:

ثالثا - اللغة و الأبجدية الآرامية في سمأل .
لقد ترك لنا الآراميون نقوش عديدة في سمأل : النقوش القديمة
من القرن العاشر قبل الميلاد كانت باللغة الكنعانية المتأثرة باللغة
اللوفية . اما نقش بر ركب فهو باللغة الآرامية و الأبجدية الآرامية
و ليس " لهجة آرامية قديمة " كما ذكرت .لقد أسس الآراميون عدة
ممالك في سوريا القديمة و الجزيرة ( بيت نهرين) و كان لكل مملكة
ابجدية آرامية مختلفة قليلا عن بقية الممالك و لكن اللغة الآرامية
هي واحدة !

آشور بيث شليمون:

نعم، هناك من يدعي ذلك، ولكن هناك من يربط هذه المملكة بالكنعانيين ومن ثم البعض وأنت منهم يظن أن تدمر " آرامية  " شيء لم يقله احد كما انهم كتبوا ابجدية مغايرة وحتى لغويا حيث مليء بالعبارات الرومانية الخ .


هنري بدروس كيفا:

رابعا - سوريا كانت آرامية بسكانها و حضارتها .

لقد إشتهر الآراميون بصمودهم ضد المحتلين الأشوريين و قد أسس
الآراميون عدة ممالك مستقة منذ حوالي 1200 قبل الميلاد . بعض
ملوك الآراميين - مثل بر ركب - قد تحالفوا مع الملوك الأشوريين
للمحافظة على ملكهم . إن تعبيرك " يتضح من هذا النقش أن أسرة بر ركب كانت تحكم منطقة شمأل التي كانت من المناطق الشمالية لسوريا الآرامية تحت السيطرة العامة لملوك آشور" بحاجة الى بعض التوضيح
فإن إحتلال الأشوريين للممالك الآرامية قد تم في نهاية القرن الثامن
و لم يدم إلا حوالي 120 سنة !

آشور بيث شليمون:

مع احترامي الكبير لك، شخصيا لا تستطيع تاريخيا، ومنطقيا وأخلاقيا أن تعمم " الآرامية " على سوريا، لأن التسمية السورية جاءت من التسمية اليونانية لكل الهلال الخصيب " آشوريا، أسوريا Assyria " في البداية كتسمية جغرافية نظرا للهيمنة الآشورية، ولكن سرعان ما غدت التسمية الحالية " سوريا " لسوريا المعروفة الكبرى والتي تضم لبنان، فلسطين والأردن أيضا.  لذلك لا يجوز أن تطلق او تفرض الآرامية على شعوب هذه المنطقة التي كان سكانها من الكنعانيين، الإبلويين، العموريين والعمونيين والعبرانيين.
بفعلك هذا تنهج الأسلوب العروبي الشوفيني لا غير !! أما إذا كانت حجتك انه هناك " آراميون " هناك الآخرون يقولون هناك " الفينيقيون " وما هنالك.

والخلاصة، يمكن أن يكون ممالك عدة لهذه القبائل المبعثرة الآرامية ولكن خلاصة القول لم يكن لها دور حضاري في المنطقة وكل ما هو معروف عنهم هو من الحوليات الآشوريين أنهم عناصر مخربة حتى بابل قبلت " الإنتداب الاشوري " لحمايتها من القبائل الآرامية والكلدانية .
ومن ثم لا يمكن ان تفرض نظريات من العدم، حيث كل من يستشه عن الآراميين والكلدانيين وغيرهم يعود الى حوليات ملوك الآشوريين، في وقت مع الأسف يحاولون محو وحذف وجودهم ولا يقدرون ذلك .

وأفضل تشبيه للجموع الأرامية هو حضور قبائل العرب الذي حل محلهم اليوم من الشمر، الجبور، العنزة، الطي وغيرها. فكما هذه العشائر ليس لها دورا رياديا في سوريا كذلك كان شأن الآراميين مع كل احترامي.

الباحث هنري بدروس:

لقد إستطاعت القبائل الكلدانية الآرامية ان تبعد الأشوريين من بلاد
أكاد سنة 625 ق.م ثم القضاء عليهم بمساعدة الميديين سنة 612 ق.م
لقد صبغ الآراميون سوريا القديمة بحضارتهم و لا تزال الاسماء
الجغرافية للمدن و القرى تشير الى أجدادنا الآراميين
 .
آشور بيث شليمون:
كما هو في الكتاب المقدس كل الدول مهما تكون عظيمة نهايتها السقوط، إلا مملكة الرب حيث لا يقوى عليها أحد.
لذلك، نعم الأمبراطورية الآشورية سقطت ولا بد أن يكون هناك عوامل، ولكن الآراميين رغم تحايلهم دوما حيث وقفوا مرة مع الميديين والكلدانيين، سرعان ما انقلبوا عليهم كي يكونوا في حلف الفارسي الذي أسقط " بابل " هي الأخرى .
ولكن المهم، أن الشعب الآرامي لم يلعب دورا هاما كما قلنا ولم يكن له حتى ذكر في عهود اليونان والرومان اطلاقا .
إن الرومان إذا ذكروا " سوريا " والذي كانوا يعنون به سوريا الكبرى ولا بلاد آرام ، وأفضل مثل على ذلك أن الإحصاء الروماني كان في اقليم سوريا الذي كان يضم دولة اسرائيل أو فلسطين .
أما أسماء المدن والقرى يمكن أن تكون آرامية والنفس الشيء في بلاد آشور وبيث نهرين كانت أسماء المدن والقرى بابلية، آشورية وسومرية.

كلمة ختامية:

إنني أكتب بقدر كبير من الدقة والحفاظ  والتمسك بالحقائق كما أراها، وبصدر رحب أحترم كل ناقد كي يقول ما يحلو له. ولكن أرفض الوصاية وفرض الأفكار على الاخرين حيث هم لهم الحرية أن يتقيدوا بما يناسبهم وإن كان على خطأ والله من وراء القصد.

آشور بيث شليمون
_______________________________