المحرر موضوع: أيُ حالٍ أمرَ من ذي الحالِ...!؟  (زيارة 969 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل باقر الفضلي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 495
    • مشاهدة الملف الشخصي
 أيُ حالٍ أمرَ من ذي الحالِ...!؟

باقر الفضلي

أيُ حـالٍ أَمَـرَ مِـنْ ذي الحـالِ
أيُ داءٍ شـفـاؤُه بالـمَـنـالِ..!

تُسقَـمُ النَفـسُ أَنْ تَـراكَ عليـلاً
مُغْمَـضَ العَينِ ساهِـماً بالخَيـالِ

مُـرخِصاً كلَ مـا لـَديـكَ  بـآهٍ
أيُ آهٍ تُـعِـيدُ فيـكَ التَـعـالـي

باسِـطاً راحَـتَيـكَ تَنـدِبُ حَـظاً
رافِعـاً معصَمَـيكَ شَطّـرَ السُـؤالِ

أيُ حـالٍ وأنـتَ فـي ذي الحـالِ
أَمـلٌ عـالِـقٌ بكَـنْـفِ المُـحـالِ

***

كُلَّـمـا نَـطْـرَحُ السُـؤالَ تُجِـبْـنا
آمِـلاً قانِـعَـاً بِـحُـكـمِ المَـلالـي

ضـائِعـاً بيـنَ فَـتْـوىً وأُخْــرى
لا تَـرى في الطريـقْ، غيرَ المُـقـالِ

عَـبثـاً تَرتَجـي مِـنَ الشَـوكِ وَرداً
حيـنَ تَـزهـو الـورودُ في الآصـالِ

أيـهـا السـارِحُ الـمُـتَـيَّـمُ حُـبَّـاً
ساهِـمَـاً هائِمَـاً بأمـسِ المَـعـالـي

لا يُـرى في ضُـحـاكَ غَـيـرُ أفُـولٍ
عَجَبـاً تُـحْجَـبُ الشَمسُ بالـغِـربـالِ

***

قِـفْ تَـمَهَـلْ، فَـلَسْـتَ أَولَ شـادٍ
سَحَـرَ القَـومَ شَـدوُهُ فـي إِبتـهـالِ

سَبقَـتـكَ الشعـوبُ  للمَجـدِ صُعْـدَاً
ورَضَـيـتَ المُـكُـوثَ فـي الإِذلالِ

كُلمـا مَـرَّ فيـكَ فَـجْـرٌ عَـتـيـدٌ
ناطَـحَـتْ بأسَـهُ طُـمَـى الأَوحـالِ

يـا غَـريقـاً وأَنـتَ حَـيٌّ مُـعـافـى
سـادِراً فـي عُـلاكَ كـالـتِـمـثـالِ

مـا حَسِـبْـنـاكَ يَـومَـاً قَـنـوطَـاً
راضـيـاً بالمُـحـالْ، فـي كُـلِ حـالِ

***

أيُ حـالٍ أَمَــرَّ مِـنْ ذي الـحـالِ
عَصَـفَ الرَمـلُ في ذُراكَ المُـغـالِ

نَهَـشَتـكَ الذِئـابُ مِـنْ كُـلِ صَـوبٍ
قَـطَّـعَـتْـكَ السيـوفُ بـالأَوصـالِ

كُـلُهـا تَـرتَجيـكَ ضَـرعَاً حَـلُوبـاً
تَستَـقي ضَـمْـئَهـا علـى المِـنْـوالِ

وتُـشيـعُ الفَـسـادَ فيـكَ ضُـروبــاً
جـائـراتٌ في حُكْـمِـهِـنَّ التَـوالـي

تَجـدِبُ الأَرضُ حيـنَ تُـمْسي يَبـابَــاً
وتَـجِـفُ الضُــروعُ  مِـنْ إِمّْـحــالِ

***

أيهــا الطـائِـرُ المُـحَـلِّـقُ شَـرقـاً
أَبلِـغْ النـازحيـنَ فَحْـوى المَـقَـــالِ

قُـلْ لَهـم ســارَ فـي الـدَربِ قَـومٌ
لَـمْ يَعــوا قَبـلَهـم جَـوابَ السُـؤالِ

رَهَـنـوا بـأْسَهـم بحَـبـلِ التَمَـنـي
فإستـوى الأَمـرُ مِثـلُ طَيـفِ الخَيــالِ

عاصَـروا قَبـلَهُـمْ ريــاحَ التَـأَسـي
فحَبَـتْـهُـم مـا عِنـدَها مِـنْ خِصـالِ

أَمــلاً راكِــداً ونَـجــوىً لأَمْــسٍ
ليــسَ أَمْـسٌ إذا دَعَــوتَ بِحــــالِ

***

أَيـهــا الشَعـبُ ليـسَ غَيـرُكَ بــانٍ
أَمَــلَ الفَـجـرِ في جَحـيـمِ النِــزالِ

فإركَـبْ الصَـعْـبَ طَـوعاً وشَـوقَــاً
وإِسبِـقْ الـرِيـحَ، خِـفَـةً في الـوِصـالِ

كَـمْ وقَـدْ فـاضَ فيـكَ، صَبـرٌ تَـلَضَّـى
فإكسِــرْ القـَيـدَ شامِـخَــاً لا مُبـالـي

يَومَـها ومـا شِئْـتَ لـو شِئـتَ تَــدري
حـادِثـاتُ الـزَمانْ في أَمـرِها بإِمْـتِـثـالِ

قُــمْ تَـقَـحَـمْ فَـلَيـسَ مَــوعِــدَ آهٍ
لا إنـتِـظـارٌ لـِمـا بَـنَـتْــهُ اللَّيـالـي

***

أَيُـهــا الساهِــرُ السَـنـيـنَ طِــوالٌ
وسُبـاتَ الـرُقـادِ، يُـبلـي مَضاجِعَ الآمـالِ

كُــنْ لـهــا مِـثْــلُ أولاءِ قَـبـــلاً
"جاعلينَ الحتوفَ، جِِسراً" لنيــلِ المُـحـالِ

إنـهُ الفَـجْــرُ قـادِمٌ حـيـنَ تَـدعُــو،
نـائِـحـاتُ الـزَمــانِ بالـتِـرحــالِ

لا تَــرى غَـيــرَ أُفْـــقٍ وَسـيــعٍ
مُـشــرِقَ الشَمـسِ، ناصِـعٍ باللآلـــيء

إِنَــهُ الـوَصـلُ فـأركَـبْ رَغِـيـــداً
فَـوقَ كَتـفِ الـزَمــانِ دَونَ إعـتِــلالِ
***
***
***
التاسع من نيسان/2011
________________________________________________________________________________