المحرر موضوع: ف المغالطات التي وراءها الباحث هنري بدروس كيفا !  (زيارة 962 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل آشور بيت شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 842
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كشف المغالطات التي وراءها الباحث هنري بدروس كيفا !

هنري بدروس كيفا وسياسة التهميش المقصودة والتي تنفث بالكراهية والبغضاء، مواصفات لا مسيحية ولا حتى إنسانية على الأطلاق .

الإخوة القراء:

دون شك أن الموضوع شائك وفيه كثير من الهفوات قد يكون منها مقصودا ، وخاصة عندما نبحث الأمور اللغوية.
ومن المعلوم لإخوتنا القراء وخاصة على هذا الموقع الذي يفتح لنا المجال على مصراعيه لقول كلمة الحق . كما أنه من المؤسف أن رغم وجود الملايين من المواقع في العالم ، ولكن يظل البعض مقوقعين في أنفسهم ولا يسمحون بحرية الكلمة ، لماذا ؟ والسؤال واضح جدا لأن بمقدور البعض ان يفضحوا أفكارهم الخاطئة ، ومن هؤلاء على سبيل الذكر السيد هنري بدروس كيفا، حيث يدير موقعا أليكترونيا تحت تسمية ، " التنظيم الآرامي الديمقراطي” ، هذا الموقع الذي يجتمع فيه كل المناوئين للفكر الآشوري المعاصر وخاصة المتكلدنين الجدد .

ومن الطريف جدا، أنه تجد كتابات هؤلاء المتكلدنين الجدد والتي غالبا حتى لا يؤمنون بالفكر الآرامي فيه وكذلك الأمر هناك ما يسمى " موقع كلدايا نت " هو الآخر تظهر فيه كتابات من امثال السيد كيفا، والتي لا تتقيد بهدف الموقع الكلداني ولكن يكفي أنهم ضد الشعب الآشوري . وهنا أترك للقارئ الحبيب أن يستنتج لنفسه المقصود منه !

وقبل أن أرد على السيد كيفا، طبعا سيكون ردي بإقتضاب لأنه عندي موضوع طويل حيث غطيت كثيرا من جوانبه والتي هي منشورة في كثير من المواقع ، وفي هذه العجالة سأرد على مزاعمه الركيكة والعشوائية :

موضوع اللغة:

ليس هناك أدنى شك، أن هناك طائفة من الشعوب والتي أحيانا وطبق التوراة سميت بالشعوب السامية ( وفق نظرية الأنساب ) حيث هناك رابط لغوي بينها لا يستطيع أحد نكرانه، وكذلك اللغويون عادة يقسمون هذه الطائفة وفق مناطقها الجغرافية، علما أن كل الدراسات اللغوية تثبت ان اللغات تتطور وإلى جانب تطورها عادة لا تبقى معزولة بل تتأثر بالشعوب المجاورة والعكس، فمثلا اللغة العربية تأثرت باللغات الأفريقية حيث تجد فيها مفردات غير عربية او سامية وكذلك الأمر اللغات السامية الشمالية والتي تتصدرها البابلية الآشورية، العمورية، الكنعانية ، الفينيقية، الإبلية ، العبرية والآرامية التي تأثرت باللغات غير السامية وعلى سبيل المثال من اللغة السومرية . ومثال بسيط جدا وهو أن تسمية " الهيكل " هي ( هيكالو أو إيكالو e-gal ) التي دخلت في لغاتنا السامية عن طريق البابلية الآشورية من اللغة السومرية.
ومن اجل اختصار الكلام الذي نحن بصدده، ليس هناك ادنى شك بأن اللغات السامية قريبة جدا لبعضها البعض وخصوصا تلك اللغات السامية من الطائفة الشمالية التي هي لغات الهلال الخصيب المذكورة آنفا.

لا يجد المرء شعب من هذه الشعوب السامية تكلم او نطق بلغة غير لغته، أي كل هذه الشعوب عندما وجدت وجدت اللغة معه لأنه كان في الأصل شعبا واحدا وسيكون من الغباء كما يدعيان السيد الباحث هنري بدروس كيفا والدكتور أسعد صوما أسعد مع احترامي، ان أحدا من هذه الشعوب وجد بدون لغة ، بل عندما وجد الشعب نفسه رافقته اللغة وكانت في كثير من الأحيان هي نفس اللغة التي رافقت الشعوب الأخرى الشقيقة، وإذا كان هناك فارق، وهو من الطبيعي ان يحصل لعوامل الزمن والجغرافيا ، ولكن غالبا هناك الكثير مما يجمعها والذي هو أكبر بكثير مما يفرقها.

إن مقولة السيدين كيفا وأسعد وكذلك غيرهما، أن الهلال الخصيب تكلم اللغة الآرامية، حجة ميتة في مهدها، وغير مقبولة تماما. إن انتشار هذه الفكرة السخيفة انتشرت مع المسيحية ، والتي تبنى أن السيد المسيح كانت لغته آرامية، نظرية هزيلة لا المنطق يقبلها ولا التاريخ – علما اني كتبت في الموضوع بإطناب ويمكنكم الرجوع إليه وعلى هذا الموقع تحت " هل تكلم السيد المسيح اللغة الارامية؟ " ومن ثم عادة يتم إنتشار اللغات بحسب قوة شعوبها، على سبيل المثال ، اللغة الإنكليزية، الفرنسية، الإسبانية ، البرتغالية والعربية ، وهنا لا أدري كيف استطاع الآراميون حتى لو قبلنا بها، لأن الآراميين رغم كل ما يقولونه عنهم دعاة الآرامية يبقون في كل حياتهم مجزئين وغير موحدين وحتى لم يشكلوا دولة بمعنى الكلمة !
إن شعوب الهلال الخصيب تكلموا بلغة سامية جد قريبة بعضها لبعض كما قلنا، حيث أيام إنتشار الكتابة الأبجدية الموحدة وظهور المسيحية ، كل هذا وحد هذه الشعوب في بوتقة واحدة والتي سميت بالشعوب السريانية، وهنا بمعزل عن كيفية الأخذ بالتسمية هذه وأصولها، هناك حقيقة واحدة أن اللغة الجديدة صلتها بالآرامية ليست أكثر بصلة اللغات الأخرى على سبيل المثال البابلية الآشورية.
وقبل الختام أضع امام القراء النص الحرفي للسيد هنري بدروس كيفا أدناه:

" لا يوجد أي شك أن السريان ظلوا يشكلون أكثرية حتى بعد دخول العرب إلى سوريا وبيث أراماي، فأطلق العرب تسمية بلاد الشام على سوريا والعراق على بلاد الأراميين .... "
لدحض مزاعم السيد كيفا أقول:

أولا، إن السريان لم يكن يقصد بهم يوما الشعب الآرامي لوحده، بل ضمنا كل الشعوب التي دخلت المسيحية ومنها البابلية الآشورية، الكنعانية، الفينيقية، الإبلية، العمورية، والآرامية . إلا في حال تهشيم هذه الشعوب بالفكر الآرامي المتزمت على غرار العروبة التي تجعل الشعوب عربية من المغرب إلى الخليج.
ثانيا، إن مفردة السريان إذا كان لها علاقة فتلك العلاقة هي مع " الآشورية " وليس مع الآرامية كما يدعي السيد كيفا، حيث التفاسير الأخرى لا منطق اطلاقا.

ثالثا، إن الهلال الخصيب أي الدول القائمة اليوم ، سوريا، العراق، لبنان، فلسطين والأردن لم تسمى يوما ببلاد الآراميين وهي حقيقة لا تقبل الجدل . وإن السيد كيفا هو ومن معه الذين يحملون الفكر الآرامي، هم الوحيدون الذين يأتون بمثل هذه الأفكار من عندهم وبدون أي دليل يدعم أفكارهم.

رابعا، إن العرب لم يطلقوا تسمية بلاد الشام على سوريا والعراق، بل التسمية هذه خصت على ما يسمى " سوريا الطبيعية " من دون العراق . هذه المعلومة يعرفها الطلاب حتى في الصف الرابع الابتدائي والتي يجهلها أو يتجاهلها السيد كيفا للاسف!

والخلاصة، إن السيد كيفا، يمكنه فرض أفكاره الهزيلة هذه، ولكن للمتطلعين والإختصاصيين تبقى مهزلة من المهازل وكما المثل الأميركي يذهب: " يمكن الفرد أن يحاول أن يأخذ حصانه إلى الماء، ولكن لا يستطيع أن يرغمه لشرب الماء " ، وهذه القصة تنطبق على السيد كيفا المحترم.

آشور بيث شليمون
___________________