المحرر موضوع: ((موقع كهف اينشكي الأثري بين مطالبة الأهالي وصمت حكومة الأقليم))  (زيارة 4469 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مكتب اعلام المركزي للحزب

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 3
    • مشاهدة الملف الشخصي
((موقع كهف اينشكي الأثري بين مطالبة الأهالي وصمت حكومة الأقليم))


يعتبر كهف اينشكي السياحي الواقع في قرية اينشكي ضمن محافظة دهوك قضاء العمادية من المواقع الأثرية والسياحية المهمة في إقليم كردستان العراق . حيث يقع على جبل (متينا ) ذي القطعة المرقمة (534) مقاطعة 19 اينشكي ويبتعد 40كم عن مركز المحافظة . يمتاز هذا الموقع بطبيعته الخلابة وموقعة العالي البارز وصفاء جوه البارد صيفاً والدافئ شتاءً . يبلغ ارتفاعه من الداخل من الأرض الى السقف أكثر من 10 متر وبمساحة تتجاوز 25 متر مربع ويعتبر من المعالم الأثرية البارزة في مصيف اينشكي مع عدة مواقع اخرى مثل تل بيرتا الشهير وشلالات اينشكي العالية وتل روما ودير مار يوسف القديم . لكهف اينشكي تاريخ طويل ارتبط اسمه دائما مع تاريخ القرية وأهلها في كل زمان . حيث لجأ إليه إفراد هذه القرية دائما في كثير من المناسبات عبر التاريخ واستعمل لعدة إغراض جماعية . حيث كانوا يلتجأون اليه في الأعياد والمناسبات الصيفية او الشتوية وكان يستخدم مستودعا جماعياً للحنطة والشعير او في بعض الحيان لحماية المواشي في موسم الشتاء القارص حيث الثلوج تأتي بغزارة ولعدة أشهر.

من ابرز الإحداث والصفحات المشرفة لأهالي  القرية بخصوص هذا الموقع هو عندما تم تحويله الى اكبر مستشفى ميداني في جميع التخصصات إبان الثورة الكردية التحررية من عام 1972 لغاية 1975 . حيث كان يتم فيه معالجة الجرحى القادمين من جبهات القتال ضد النظام العفلقي في ذالك الزمان وكانت تجرى فيه ايضاً عمليات الولادة وغيرها من العمليات الاخرى . وهنا كان لأهالي قرية اينشكي الشرف الكبير في المشاركة الميدانية الفعلية في حماية هذا الموقع من قبل بشمركة القرية الذين كانوا يسهرون على حمايته ليلاً ونهاراً وإمداد الكادر الطبي العامل هناك بكل الاحتياجات والعمل الطوعي لنساء القرية في تنظيف المستشفى وأعداد الطعام بروح المحبة التي كانوا يجتمعون الها وهي حب الأرض والإخلاص لها .

استمر هذا الحال لغاية عام 1975 . وبعد اتفاقية الجزائر المشئومة والسيئة السيط التي قلبت الموازين لصالح النظام ألبعثي في بغداد وفشل الثورة الكردية التي أدت بنتيجتها إلى نزوح ألاف العوائل الى خارج كوردستان هرباً من بطش النظام . وبذالك طويت صفحة مشرفة وبيضاء وترك موقع الكهف خالياً وأحرقت إغراضه التي كانت بداخله من قبل الجيش العراقي القادم . واثر سيطرة الحكومة المركزية في بغداد في حينها على كل شمال العراق بدأت بأخذ منحى خطير جداً وهو السيطرة على أملاك الشعب وتحويلها الى أملاك حكومية ومن ثم تحويلها الى مزارع لصالح النظام او الى مجمعات سياحية تشرف هي عليها شخصياً وتديرها لصالحها وبهذا الفعل المشين تم وضع اليد على مجمل أراضي اينشكي من الجنوب وحتى الشمال .

فتم تحويل القسم الجنوبي فيها إلى مزرعة تسمى بمزرعة الدولة حيث سيتم تحويل ملكيتها الى ملكية ديوان رئاسة الجمهورية وبعد ذالك اي في عام (1993) سيتم تحويل ملكية هذه الأراضي مرة أخرى من ديوان رئاسة الجمهورية سابقاً الى ديوان وزارة مالية إقليم كوردستان وبذلك يمنع أهالي قرية اينشكي من حق التصرف بها مرة أخرى  وإما القسم الشمالي فتم تحويله إلى مصايف سياحية بنيت على أرضها شقق سكنية تدار من قبل الدولة وأجهزتها الأمنية وتم تحويل الموقع الأثري في اينشكي (كهف اينشكي ) الى موقع سياحي ولاحقاً ستقوم الدولة من عام 1985 بالسيطرة على القسم الغربي من أراضي القرية وستشيد عليها قصور رئاسية للدكتاتور وايضاً بعد زوال النظام سيتم تحويل كل الاراضي المشيدة عليها هذه القصور من ملكية ديوان رئاسة الجمهورية سابقاً الى ديوان وزارة المالية في اقليم كوردستان ويمنع حق التصرف بها ايضاً. كل  هذا التجاوز ولأستحواذ من قبل الحكومة المركزية على الأملاك سيكون بدون اي تعويض لأهالي القرية وبذلك تكون قد فقدت كل أراضيها وبقيت بعض البيوت محصورة بين  هذا المثلث الذي رسمه النظام البعثي المركزي في وقته . وستبقى إشكالية الأراضي التي تم تحويلها في ذالك الزمان الى أصول حكومية باقية لحد ألان وبدون اي حلول تذكر . وبالرجوع الى موضوعنا وهو موقع كهف اينشكي فقد تم ترميمه وتكبير مساحته الداخلية ودعمه بالجدران من الداخل وإلحاق بعض المرافق الخدمية لكي يكون موقعاً سياحياً جديداً وبهذا الحدث وبهذه الصورة المعتمة سيتم استبعاد اهالي القرية من أراضيهم كلها مرغمين او مجبرين على ذلك وسيتم حصر موقع الكهف بمديرية السياحة مع عدة شقق سياحية تم بنائها في الجزء الشمالي الغربي من القرية وملحقاتها من المخازن والأبنيه . كل هذا وبدون ان يستطيع احد ان يعارض او ان يطالب بالحقوق والتعويضات في وقتها . لانه لم يكن للحق اي معنى في ذلك الزمان غير حق النظام ألبعثي الذي فرض الطاعة على الكل بالحديد والنار دون استثناء او اي اعتبارات .

وهكذا تستمر مسيرة كل الشعب العراقي مع الايام المظلمة تحت وطأة الظروف القاسية الذي فرضها النظام حينذاك من الشمال الى الجنوب وفي عام 1987 ونتيجة لتدهور الأوضاع الاقتصادية للعراق بسبب الحرب التي شنها على ايران . قام بتغير نظامه الاقتصادي من نظام اشتراكي الى نظام رأسمالي فعمل على بيع الشركات والممتلكات الحكومية من محطات البانزين والفنادق  السياحية الفخمة وغيرها من اموال الدولة الى القطاع الخاص ومن ضمنها مصايف اينشكي التي تم تحويلها الى شركة اهلية مساهمة شارك فيها جميع اهالي القرية دون استثناء وبعض اهالي القرى الأخرى وتم تحويلها الى شركة جديدة باسم ( شركة مصيف اينشكي للمساهمة المختلطة ) برأس مال بلغ (1,800,000) الف دينار عراقي بالعملة الأصلية المتداولة في تلك الأيام .  وشملت المرافق التي تم الحاقها بهذه الشركة ابتداءً من مفرق اينشكي الذي يربط سرسنك وعمادية الى اخر نقطة وهو موقع كهف اينشكي السياحي من اسواق ومخازن وابنية وشقق سكنية وملحقاتها إضافةً الى كهف اينشكي ومجموعة شقق سكنية تابعة لهذا الموقع . وهكذا استطاع أهل القرية الذين اخذوا على عاتقهم هذا الفعل من استرجاع أملاكهم وبعض أراضيهم التي غابت عن تصرفهم لعدة سنوات واستبشر الجميع خيراً بعودة الملك المنهوب اليهم .

بعد الانتفاضة المباركة عام 1991 وتراجع الحكومة المركزية من اغلب المناطق الشمالية بدأ النازحون والعوائل التي هجرت بالعودة الى ارض الوطن بعد ان غابوا عنها لأكثر من ثلاثة عقود . ونتيجة هدم الاف القرى والقصبات التي قامت بها الحكومة العراقية حينذاك لإيمانها بسياسة الارض المحروقة التجأت اغلب العوائل العائدة الى الاماكن والتجمعات التي رأتها فارغة لايسكنها احد مثل المقرات الحزبية وثكنات الجيش والأبنية الحكومية والفنادق المتروكة ودور السياحة . فكانت قرية اينشكي إحدى هذه القرى التي التجأت إليها هذه العوائل واستقبلت من أهالي القرية بكل رحابة صدر والذين لا زالو يسكنون فيها الى هذه اللحظة . عدا بعض الأبنية الاهلية الخاصة التي تم تعويض الساكنين فيها وإخراجهم اما أصحاب الأبنية التي تم استغلالها من قبل هذه العوائل ولمدة تزيد ثمانية عشر عاماً فلم تقم الحكومة بتعويضهم بأي مبلغ للضرر الذي وقع على هذه الأبنية الخاصة نتيجة استغلالها لعدة سنوات .

اما موقع كهف اينشكي الأثري فقد بقي مهملاً منذ عام 1991 لغاية عام 2000 تحديداً عندما قام احد إفراد القرية وبموافقة الجميع وهو من المساهمين في هذه الشركة بترميم وتنظيف هذا الموقع من جديد وشراء المستلزمات التي كانت قد فقدت او سرقت او أتلفت مستنهضاً من جديد السياحة في هذا الموقع الأثري مما أدى الى توفر فرص عمل للكثير من الشباب العاطلين عن العمل . رغم قلة عدد السواح القادمين من الجنوب الذين كانوا يمنع عليهم السفر الى إقليم كوردستان . استمر العمل في هذا الموقع الى عام 2007 عندما قام وزير السياحة في إقليم كوردستان في حينها بعقد مساطحة غير قانونية مع احد الإخوة الأكراد ولمدة تزيد على خمسة وعشرون سنة والتي ادعى وزير السياحة في  حينها ببطلان مفعول (شركة مصيف اينشكي للمساهمة أللمختلطة) بحجة انها تأسست ابان النظام ألبعثي المنحل وبزوال هذا النظام يزول مفعول هذه الشركة وأحقيتها وصلاحيتها ولم يعد لها حق المطالبة بحقوقها .؟؟! وهنا وقع الغبن والحيف مرة أخرى على جميع اهالي القرية اللذين راو في هذا المنحى الخطير سبب أخر يزيد الفوارق بين طبقات المجتمع وبين القوميات المتآخية والمتعايشة والمتآلفة في إقليم كوردستان العراق . وهنا نسال .؟ الم يكن من الاولى بوزارة السياحة ان تقوم بعمل هذه المساطحة مع اهل القرية لتشجيع الشباب العاطل عن العمل من العمل في هذا الموقع وتوفير لقمة العيش لهم ؟! الم يكن لاهل القرية الذين دفعوا مبالغ طائلة لاسترجاع أراضيهم الحق الاكبر من غيرهم في أراضيهم وأماكنهم ؟! وهل الشركات ذوي القطاع الخاص التي تؤسس من قبل المواطنين اي علاقة بزوال النظام او بقائه ؟! الم يكن من الأولى بوزارة السياحة ان تقوم بعمل هذه المساطحة مع الشخص الذي قام بالتضحية الأولى في هذا الموقع وعمل بكل جهد لترميمه وتوفير فرصة عمل جيدة للشباب الساكنين في القرية ؟! .

رغم كل الاحتياجات والمراجعات الرسمية التي قامت بها إدارة الشركة من المساهمين مع كل المستندات والوثائق الرسمية التي تثبت أحقية أهالي اينشكي وعلى أعلى المستويات الا أنهم لم يرو لحد الان الأذان الصاغية التي تسمعهم وتداوي الجرح العميق الذي اصابهم في الصميم ولم تصل استغاثاتهم الى اي مسؤول . لان هذ الموقع يعتبر رمزاً من رموز قرية اينشكي واهلها الذين رأو  فيه منذ صغرهم كمفخرة لأرثهم الحضاري كما تفتخر كل قرية كردستانية بأرثها او احد اماكنها الأثرية وتعتبره حق من حقوقها التي لايستطيع احداً ان يسلبه اياه وهكذا تبقى إشكالية هذا الموقع بأنتظار الحلول اللازمة والممكنة من لدن الحكومة في إقليم كوردستان ليتمكن الاهالي من استعادة هذا الإرث الى أحضان قريتهم وأبنائها لأنه بضياع الارض لاكرامة للعرض والإنسان .

والى ذلك الحين سينتظر اهالي قرية اينشكي من حكومة اقليم كوردستان الرد الواضح والحلول المناسبة لرفع هذا الغبن وتعمل على تشكيل لجنة على اعلى المستويات للبت والنظر بهذا الموضوع الشائك الذي يحتاج الى النظر اليه بعين الانصاف والعدل وتعمل على إرجاع الحق الضائع إلى أصحابه الحقيقيين . وكلنا امل وثقة مطلقة بحكومة الإقليم وبرلمانها المنتخب ديمقراطياًَ حتى لا ندع للذي يلعب بمصير هذا الشعب اي فرصة سانحة ليزرع بذرة الشقاق بين ابناء القوميات المتأخية والمتعايشة بكل حب واحترام في إقليم كوردستان العراق الذي اصبح ركناً أساسيا من اركان ديمقراطية العراق وأصبح نموذجاً يحتذى به في المنطقة كلها بشهادة العالم . بفارغ الصبر سيتابع أهالي قرية اينشكي إنصاف حكومة إقليم الموقرة لقضيتهم ومن الله التوفيق .                                
                                المكتب الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي الكلداني