المحرر موضوع: السريان ...ارض كوش ولغة آرام واسم اشور  (زيارة 2845 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل seryane

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 42
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السريان . .
 ارض كوش ولغة ارام واسم اشور
نجيب ياكو
من خلال النظرة الثاقبة والتمعن الدقيق في عنوان المقالة ربما قد نكتشف تعريف شامل وتوضيح كامل لمفهوم مفردة السريان المتداولة بين اطياف الشعب السرياني ( المسيحي ) في بلاد النهرين موضوع البحث . وعلى الرغم من ان كلمة السريان هي المفردة القومية الحقيقية وليست الطائفية المصطنعة وعليه فهي القومية التي تطلق على كنية كيان كان قائما ولا يزال يملك مقومات كاملة منذ نشأته والى اليوم وتتمثل في الجغرافية والتاريخ واللغة والحضارة . . وغيرها . ومن جراءها انبثقت منها امة واحدة وهوية موحدة لها تراث وثقافة وتقاليد خاصة بها ومميزة لها .  وبذلك اعتبرت من اولى الامم العريقة في النشأة والوجود اضافة الى كونها السباقة في الحضارة والابداع والمدنية. الا انه يلاحظ عليها او يحاط بها الكثير من المحاولات والمحاربات لغرض طمس اسمها وتهميش هويتها من قبل اهلها اولا وغيرهم ثانيا وهذا ما حدث بالفعل عند كتابة الدستور. ونتيجة لهذه الرؤية في تبلور الامة السريانية الخالدة سنوضح ما احتوته بطون الكتب الدينية والتاريخية والمعالم الاثرية المكتشفة في ارض ارام وبابل واشور الى بروز لغة ارام وانتشارها في بلاد ما بين النهرين . ومن ثم نعرج الى ظهور التسمية السريانية في الدويلات الارامية قبل فجر المسيحية باكثر من ثلاثة قرون . واليك مفاهيم المصطلحات الثلاثة الواردة في عنوان المقالة :
1 ـ ارض كوش : وهي تلك الارض التي جاء اليها ابينا نوح (ع ) مع ابنائه واحفاده قادمين من جبال ارارات بعد الطوفان الكبير. وتسمى بارض شنعار( سومر ) والتي اسماها السومريين بـ (كي أن جي ) والتي تعني ترجمتها ( بلا سيد احراش القصب ) ومنها تفرقوا الى جزائر الامم . فكانت هذه الارض من نصيب كوش بن حام مع ابن عمه اشور بن سام والتي تسمى باقليم سومر ( الارض المنخفضة او السهل المضئ ) . ولما ولد نمرود ابن كوش فكان اول جبارا في الارض ومملكته الاولى بابل وارك واكد وكلنة أي الارض الجنوبية من بلاد النهرين . ولما خرج اشور راحلا الى الارض الشمالية ( سوبار او سوبارتو ) بنى هناك نينوى وكالح وراسن وخرسباد وغيرها . كما نلاحظ الجانب الاخر أي الغربي من ارض نينوى وبابل كان يسكن ارام اخو اشور ( اقليم دمشق ) ومن هذه الممالك الثلاث على وجه التخصيص لا التعميم تشكلت الامبراطورية الارامية والبابلية والاشورية . والجدير بالذكر ان ارض سوريا والعراق في ذلك الوقت كانت جغرافية واحدة لا تفصلها الحدود الرسمية الموجودة حاليا .  ( للمزيد راجع تاريخ العراق القديم وسفر التكوين وبالتحديد الفصل العاشر ) .
2- لغة ارام : هي تلك اللغة التي تطورت من مجموع اللغات القديمة كاللغة السومرية والاكادية بشقيها البابلي والاشوري وغيرها من اللغات . ولما كانت تلك اللغات كثيرة المسامير الاسفينية والتي يصعب كتابتها اذا ما قورنت باللغة الارامية الناتجة منها وذات الاحرف الهجائية والقليلة الحروف . وعاى هذا السبب تغلغلت هذه اللغة في كلا المملكتين البابلية والاشورية واصبحت لغة رسمية لها . ونتيجة لقبول اللغة من قبل سكان المملكتين اعتبرت العامل القومي المهم الى جانب العوامل الثانوية الاخرى . ولذلك اطلق المؤرخون على كل تلك الممالك او الامبراطوريات في ذلك الوقت ببلاد الارامين او ارام النهرين كما وردت في الكتاب المقدس بعهده القديم . وهذا لا يعني اجتهادا من عندنا واكتشافا لانفسنا وانما كلاما موثقا ومعلوما يستند الى ادلة دامغة ربما هي قاطعة حيث وجدت الكثير من التدوينات الاثارية الى جانب الخط المسماري الخط الارامي . كما ان المصادر الدينية تذكرنا بالاراميين وعليه ندرج ايتين من سفر التكوين لملاحظة تكرار كلمة ارام ثلاث مرات في قصة زواج ابينا اسحق ومرتين في قصة زواج ابينا يعقوب من بنات الاراميين مع اسثناء عشرات الايات الاخرى التي تثبت الهوية الارامية لكل بلاد بابل واشور واليك نص الايتين :" وكان اسحق ابن اربعين سنة حين تزوج برفقة بنت بتوئيل الارامي من فدان ارام اخت لابان الارامي " تك 25 : 2 . " وارسل اسحق يعقوب فمضى الى فدان ارام الى لابان بن بتوئيل الارامي اخي رفقة ام يعقوب وعيسو " تك 28 : 5 . كما نود ان ندرج ارقام الايات التي تثبت ان الاشوريين والكلدايين كانوا يتكلمون اللغة الارامية مثل ملوك 4 / 18 : 26 واشعيا 36 : 11 ودانيال 2 : 4 ( راجع الكتاب المقدس – العهد القديم – الطبعة الكاثوليكية ، بيروت ) .
3- اسم اشور : وهو الاسم الذي جاء به الاحتلال الاجنبي ( الاغريق او اليونان في العهد الاسكندر المقدوني ) في سنة 312 ق. م حيث غيروا حرف الشين الى حرف السين فاصبحت اشور تلفظ اسور . ويرجع ذلك اكتشافهم الكنوز الملكية الاشورية في الدويلات الارامية . وبذلك اصبح اسم اسور متداولا الى جانب اسم ارام لعدم وجود حرف الشين في اللغة اليونانية . ثم اضاف المحتل الروماني ( اللاتيني او البيزنطي ) المقطع ( يان ) فاصبح حسب اللسان اليوناني ( اسوريان او سوريان ) وحسب اللسان الروماني ( اسيريان او سيريان ) وحسب الالسنة الارامية المتعددة في الدويلات الارامية الكثيرة ( سوريوثو او سوريوثا او اسوريا او سوريا او سورييا او سورايا او شورايا او سوريويو او سمها ما شئت ) وحسب اللسان العربي ( السريان بضم السين او السريان بكسر السين ) وحسب اللسان الانكليزي الحديث ( سيرياك ) وحسب الفظ الامريكي الشمالي ( سيريان )