المحرر موضوع: قراءة في كتاب " أدونيس منتحلا ً" (1)...  (زيارة 1194 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خلدون جاويد

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 288
    • مشاهدة الملف الشخصي
قراءة  في كتاب " أدونيس منتحلا ً" (1)...

خلدون جاويد

 من يطـّـلع على كتاب بعنوان " ادونيس منتحلا " يجد أن الاستاذ كاظم جهاد  قد شرح فيه فكرة التناص "...... " وعاد ليتناول نماذج من قصائد لأدونيس التي جرى اكتشاف خلفياتها من جهة وبعد تقديم اطروحة ما من جهة  اخرى . إن ذاكرة الباحثين خصبة لتتذكر ولتميز الجديد الأصيل من المُنتحل وليس المتناصص عليه ، ولأن هناك اقطابا في الشعر واساتذة ً اختصاصيين في الجامعات يعرفون المنابع والمصبات معا .
 لا اريد أن اُثبّت أدناه سوى رغبتي المجردة لمعرفة حقيقة تاريخية ظلت غامضة وهي هل يعقل ما ورد في الكتاب " أدونيس منتحلا " ؟ . ومن ذا سيجيب سوى الشاعر ادونيس عنه أي عن الحقيقة ؟ هل سيرفض الشاعر كل ما ورد في الكتاب أم سيطل على الناس ليعترف لهم ويعتذر ؟ تلك أسئلة لدى عديدين .   
 يجد القارئ في الكتاب جداول ومقارنات واستنتاجات وآراء عديدة ... مما ورد وعلى سبيل المثال :

النص أدناه  للنفـّري

" كذلك اوقفني الرب وقال لي : قل للشمس ايتها المكتوبة بقلم الرب اخرجي . ابسطي من اعطافك ، وسيري حيث ترين فرحك على همك وارسلي القمر بين يديك ولتحدق بك النجوم الثابتة وسيري تحت السحاب واطلعي على قعور المياه ولاتغربي في المغرب ولاتطلعي في المشرق وقفي للظل ..."
"فانت وجهي الطالع من كل وجه "..." ولاتنامي ولاتستيقظي حتى آتيك "
( مخاطبة وبشارة وإيذان )
" وقال يانورانقبض وانبسط وانطو ِوانتشر واخف واظهر . ورأيت حقيقة لا اقبض وحقيقة يانور انقبض "
( موقف نور ) النص أعلاه للنفري .

النص أدناه لأدونيس

( تحولات العاشق ص 514ـ 515، الاعمال الكاملة ـ دار العودة)

" هكذا يقول السيد الجسد :" ايتها المكتوبة بقلم العاشق  سيري حيث تشائين بين أطرافي قفي وتكلمي ينشق جسدي وتخرج كنوزي زحزحي نجومي الثابتة واستلقي تحت سحابي وفوقه في اغوار الينابيع وذرى الجبال عالية عالية عالية صيري وجهي الطالع من كل وجه شمسا لاتطلع من الشرق لاتغيب في الغرب ولاتستيقظي ولاتنامي" .
" و قلت ايها الجسد انقبض وانبسط واظهر واختف فانقبض وانبسط وظهر واختفى " النص أعلاه لأدونيس .

النص أدناه للنفري

"... ووقف في الظل وقال لي تعرفني ولا اعرفك فرأيته كله يتعلق بثوبي ولايتعلق بي . وقال هذه عبادتي ، ومال ثوبي وماملت ولما مال ثوبي قال لي من أنا ، فكسفت الشمس والقمر وسقطت النجوم وخمدت الانوار وغشيت الظلمة كل شيء سواه ولم تر عيني ولم تسمع اذني وبطل حسي ونطق كل شيء فقال الله أكبر وجاءني كل شيء وفي يده حربة فقال لي اهرب ، فقلت الى أين ، فقال قع في الظلمة ، فوقعت في الظلمة فأبصرت نفسي ، فقال لي لاتبصر غيرك أبداً ولاتخرج من الظلمة أبداً ولا تخرج من الظلمة ابدا ..."

 ( موقف من أنت ومن أنا )  النص أعلاه للنفري

النص أدناه لأدونيس

( تحولات العاشق ص 527)

" ورأيت ثوبي يميل عني والظلام يغشاني ، طلع العالم صارخا كالحربة : اهبط عميقا عميقا في الظلمة ... ووقعت في الظلمة . رأيت الحجر ضوءً والرمل مياها تجري . والتقيت بك ورأيت نفسي وقلت سأبقى في الظلمة ولن أخرج ..."النص اعلاه لادونيس 

النص أدناه للنفري

واذا سميتك فلا تتسم  ّ "

( موقف الفقه وقلب العين"

" واجتمع علي  ّ بأقاصي  همك ... القلوب لاتهجم عليّ "

( موقف الموعظة ، موقف قلوب العارفين )

" وشجر الحروف الأسماء ، الحرف يسري في الحرف ".

( موقف التذكرة )

"اطلعي ايتها الشمس المضيئة فقد سلخت الليل وترين نوري كيف يزهر ... انفسي يامحصورة فقد اطلق أسرك ... وأزف ميقات ظهوري ... وتنزل البركة وتنبت شجرة الغنى في الأرض "  ( مخاطبة وبشارة وايذان) النص أعلاه للنفري.

النص أدناه لأدونيس

" قلنا لاتسمّنا لمن يسمي "

( تحولات العاشق)

" واهجم عليك بقلبي ... " ... " ... جمّـِعْ اقاصي الهموم "

|( تحولات العاشق )

" كان اسمها يسير صامتا في غابة الحروف "

( تحولات العاشق )

" نقوم تنفسح الحدود المحصورة ينطلق الأسر الشموس التي أوقفناها تنبسط على كل شيء ونرى نورها يزهر ... وتقول نبتت شجرة الروح في الأرض " النص أعلاه لأدونيس .

النص أدناه للنفري

" دخلت معه الى قبره فضاق به..." "ارفع الحجاب بيني وبينك "
( موقف الاعمال )
أفل الليل وطلع وجه السحر . وقام الفجر على الساق فاستيقظي ايتها النائمة
( موقف "واحل" المنطقة)
" ان كان مأواك القرب فرشته لك
(موقف القرب ) اعلاه نص النفري

النص لأدونيس

(تحولات العاشق)

" وسأنزل معك الى القبر "
" بيني وبينك حجاب ولن تريني "

( تحولات العاشق )
" خيط من الفجرحامض على العين يوقظنا .النهار يعلن الليل ـ استيقظي "
(تحولات العاشق )
" افرشه غبارا وقبرا "
(تحولات العاشق)

كتب الاستاذ كاظم جهاد في ص 79 من كتابه " ادونيس منتحلا " مانصه بالضبط  ومابين مزدوجين " في العام 1978 ، نشر الشاعر العراقي عادل عبد الله في مجلة " الطليعة الأدبية " ( العدد11) ،مقالا أعادت نشره صحيفة " الوطن "واستعاده الشاعر التونسي " منصف الوهايبي " في اطروحته الجامعية التي سنعود اليها . حمل المقال عنوان " من كتب تحولات العاشق أدونيس ام النفـّري ؟" واذا كنا نتفق مع منصف الوهايبي في القول ان كاتب المقالة لايقدم تفكيرا بمشاكل النص او بهذا النمط من التعامل مع نص الآخر ، فان من الواضح ان المقال يثبت لأول مرة عبارات ومقاطع وافرة يأخذها ادونيس حرفيا من النفري ، كان الكلام سائدا عنها في أكثر من وسط ووحده هذا الشاعر العراقي الشاب تجشم عناء نشرها والتساؤل عن شرعية سلوك كهذا ، وعما اذا كانت شهرة ادونيس وحضوره في الثقافة العربية يبررانه له ."
 رب مبرر لأدونيس ان هناك تواردا بالأفكار او ان ادونيس قوّس استعارات للنفري وقد سقطت الاقواس . او ان النفري وادونيس في وجد صوفي متماه ٍ ولذا تشظيا بالتشابه . او أن هناك أسبابا اخرى لانعرفها ولا نتوخى التجريح والتخوين والإساءة والتعجل بأي تعليق  الخ  . لكن يبقى التساؤل هو كيف يشعر المرء بالإرتياح وهو يقرأ نصوصا ملغومة بهكذا قدر من المقارنات !!!!!
 رب قائل آخر يشير الى ان هناك تناصا ً في العمل الشعري . التناص تاريخيا وعالميا ممكن الاّ ان الاستاذ كاظم جهاد يتصدى الى ذلك بالشرح أيضا ، اقرأ مقدمة ص 79 من الكتاب . نقوس هنا فقط مايلي من المقدمة " ... سلوكان اثنان متاحان للتناص الحقيقي: إشعارالقاريء ، بطريقة او اخرى ، بأننا نناصص كاتبا آخر ، فعلى هذا الشعور يعتمد مفعول التناص كله ، او تذويب نص الآخر ومحوه واعادة خلقه بالكامل بحيث لايعود أكثرمن ذكرى بعيدة او مصدر الهام للنص بين مصادر اخرى تكثر او تقل . هذا السلوكان العامان ، وما يتضمنانه من اواليّات، هو ماينبغي التساؤل ان كان ادونيس يعمل به ......"

أدناه نص للأصمعي "
ص 91 ـ 92
"خرجتُ حاجا الى بيت الله الحرام عن طريق الشام فبينما نحن سائرون ، اذ خرج علينا أسد عظيم ، هائل المنظر ، فقطع  على الركْب الطريق . فقلت لرجل بجانبي : أما في هذا الركب رجل يأخذ سيفا ويرد عنا هذا الأسد ؟ فقال أمّا رجلا فلا أعرف ، ولكني أعرف إمرأة ترده من غير سيف . فقلت : وأين هي ؟ فقام وقمت معه الى هودج قريب . فنادى يابنية ! انزلي وردي عنّا هذا الأسد فقالت : ياأبت ِأيطيب قلبك أن ينظر اليّ الأسد وهو ذكر وأنا انثى ؟ ولكن قل له : إبنتي فاطمة تقرئك السلام وتقسم عليك بالذي لاتأخذه سنة ولانوم إلاّ ماعدلت عن طريق القوم . قال الأصمعي : فوالله ما استتمت كلامها حتى رأيت الأسد ذاهبا ً أمامنا . "
( أورده خ.أ.خليل في " مضمون الإسطورة في الشعر العربي " . ص 92ـ 93 ، يذكره الوهايبي ، الاطروحة ، ص 49.)

 النص أعلاه للأصمعي .

" نص " أدونيس
" كنا حشدا كبيرا ، نساء ورجالا ، نسير في طريق النساء . فجأة خرج علينا فهد قطع الطريق . قلت لرجل بجانبي : ـ أليس هنا فارس يرد عنا هذا الفهد ؟ ـ لا أعرف . لكن أعرف امرأة ترده .
ـ أين هي ؟
سار وسرت معه الى هودج قريب فنادى :
ـ " نادا" ، انزلي وردي عنا هذا الفهد . فقالت ـ أيطيب قلبك أن ينظر إليّ وهو ذكر وأنا انثى ؟ . قل له : " نادا" تحييك وتأمرك أن تفتح الطريق . فحنى الفهد رأسه وغاب." 
( الأعمال الكاملة ، " تحولات العاشق " دار العودة ، ص 531 ) .

*******
19/4/2011
 
(1) ـ هناك عدا حالة التعامل مع نص النفري والاصمعي عدد كبير من الاسماء مثل البيريس وابن الأثير والبسطامي وباث وستيتية وبونو . وكذلك شتيت من حالات التشابه والتحوير الخ كلها تشير الى السطو أكثر منه الى  التناص او الى  النقل بدون تقويس .
أعتبر نقلي وتقويسي  لماورد في الكتاب هو اضاعة لوقتي الذي اعتز به حقا ، ولذا ربما لا اتناول مقالة اخرى بهذا الصدد ... ربما . لكني من جهة اخرى سأخشى من قراءة أي نص لأدونيس مستقبلا .