المحرر موضوع: شوفوني شوفوني لسميرة المانع ...  (زيارة 687 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خلدون جاويد

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 288
    • مشاهدة الملف الشخصي
شوفوني شوفوني لسميرة المانع ...

خلدون جاويد

 وردت هاتان الكلمتان كعنوان لرواية الاستاذة سميرة المانع ...كما خطرت بشكل عابر لمرتين او أكثر في عموم الرواية إضافة الى الفصل الأخير ، وبالتالي فمجريات النص لا تتناسب مع العنوان . تمنيت على " شوفوني شوفوني" كمفهوم أن يعم الروي جميعا لا بإعتباره عنوانا بل ليكون هو بانوراما الكاميرا ولقطتها العريضة المتداخلة في عموم النص . "شوفوني شوفوني" كسخرية لاذعة قد تناولَ واحدة ً من الواحدات المدندشات بالماس بعد ان اغتيلت اعتباريا او جرى اغتيالها فاصبحت من حزب السلطة ، وهي فوق ذلك نموذج لامبدئي لاانساني يدوس على كرامة الناس شعبا وبشرية من اجل ذاته . هذه الشخصية لم ترتق ِ للأسف الشديد الى مستوى العنوان بالتفصيل من حيث المواقف والآراء وعبر لغة التصوير الروائي بل مرت شبه عابرة .. لو قارنا هذه الشخصية على سبيل المثال بالأمير في رواية  مذلولون  مهانون لرأينا التناولات المختلفة لدستويفسكي لتلك الشخصية وهي تدافع عن الرذيلة بطريقة غريبة مؤثرة للغاية . لقد ألقى الروائي عشرات الأضواء على الشخصية اياها لكي يجسد حالة ما أفضت الى التعبير عن فلسفته في اللقاء الحواري المنفعل في بار ... تمنيت على الكلمتين الجميلتين " شوفوني شوفوني " أن تتجسد أكثر في تحليل الشخصية الدعيّة المصطنعة المبهرجة او في تصوير حالاتها الاجتماعية الذاتية والعمومية أي كل تلك المتغيرات المسلطة على الكائن العراقي المغتال بالترغيب والترهيب والتبعيث وتحطيم الذات ومن ثم فان الوضع المتفشي فسادا ً فرخ حشرات بشرية تتسربل بالإناقات الشكلية التي تفوح منها رائحة خيانة آمال الناس . . المفهوم شوفوني شوفوني لو اخضعناه كمسبر اجتماعي لظهرت كوارث وكوارث . ما اروع هاتين الكلمتين وما أضنك  زاوية حصرهما فقط بامرأة مدندشة بالماس وبـِـذل الانتماء للفاشيين .
 لو استعار روائي آخر هاتين الكلمتين ورصد بموجبهما فئة من الشخصيات والعلاقات التي تحكمهم لجرى تناول النماذج المتعددة في الشخصيات اياها " شيكاغو" لعلاء الأسواني مثلا وكيف تشترك كل الشخصيات تقريبا بخيط من الازدواجية بين مجتمعين . او الفساد والارهاب في " عمارة يعقوبيان " اعني ان هناك ملاحقة او خارطة  تنفرش  عليها الأحداث . شوفوني شوفوني كمفهوم لم يتجسد كفاية  . الذي تجسد في الرواية فقط معاناة امرأة بين غربتين .. نساء مظلومات ومحرومات في العراق ... حرب .. كشف عن المصالح العالمية .. لاجئون في لندن ... غربة اخرى في اسبانيا ... أين شوفوني شوفوني من كل هذه الشخصيات الاّ اللهم سطور ما تمس تلك المرأة المدندشة ! . أما اذا كانت كلمتا " شوفوني شوفوني " تعنيان  انظروا لهمي وغمي وضياعي واغتيالي وانهيار عراقي وعراقتي فانه من الأجدر استعمال كلمة شوفوني واحدة على الأقل . أما استعمالهما معا فان فيه دلالة السخرية من المرأة البعثية او المبعثة وأيضا استعمالها للتعبير عن حب الذات والادعاء وقد تجسد ذلك في موضوع معرض اللوحات . واما في الفصل الأخير فقد جرى تناول بعض الصور التي تتشوّف بسلبية والاخرى بايجابية مثل النرجس وشجرة التفاح والطير .
 قد تتماشى " شوفوني شوفوني " مع المثال الأول حول المرأة الأ أنه لا يتناسب مع حق الرسام بالعرض والعصفور بالغناء .
 الخلاصة ان عنوان الرواية يخفق في مد ظله على كامل خارطة العمل ولا يتعشق معه .
 لا أدعي على الاطلاق المقدرة على النقد الروائي كما أطرى الرواية بعض الاختصاصيين ـ عساهم لم يجاملوا ـ لكني كقارئ لم أجد في العنوان مرآة للأحداث . ولو كان عنوان الرواية " غربتان وأكثر " أو " امرأة بين غربتين " أو " منفيان " أو "أكثر من منفى لإمرأة واحدة " إلخ . علما بأن لي أكثر من رأي بالرواية أسوق بعضها  :
ـ وحدة موضوع متكامل وان لم يتطابق مع العنوان .
ـ عنصر التشويق في بعض المقاطع الفنية ومنها العودة الى العراق والمعاناة هناك ومنها تبعيث الطفل والام من بعده او من اجله . السفرة الى البيت في اسبانيا لاستيفاء بدل الإيجار .
ـ طرح الجانب السياسي على أهميته ، كان تقريريا لو قورن بالروي الفني الجمالي لعموم الرواية .
ـ الخاتمة أقل ذروة من المتوقع . عموما الرواية اسهامة تصويرية لمعاناة كائننا العراقي المحترق بل المتفحم التي تعجز عن تصويره ترسانة الأدب الروسي برمتها وبما عرف عنها من  عماليق وعملقة .

*******
24/4/2011

توْق ٌ أخير ٌ :
اذا كانت كلمة لاتعني كل الكلام ، وبعض لا يجسد الكل ! وخصوص أقل بكثر جدا جدا من عموم ، فان هناك تشوّها في اللصق الفني  "الكولاج " ! . ورحم الله الحلاج :"عجبت لكلي كيف يحمله بعضي .... ومن ثقل بعضي كيف تحملني أرض ُ " . والمعنى هنا استوى بلا كوْلـَجَة ! .