ضحايا الحرب القذرة
" عصام "
المرحوم عصام يرتدي القميص الأزرق
ادورد ميرزا
السويد
يا اهلنا في العراق , هل فقدتم عزيزا , هل هدمت بيوتكم , هل مررتم بمصيبة اذهلتكم , هل انتم خائفين مذعورين على اولادكم و بناتكم .... لا تحزنوا و لا تفقدوا ثقتكم بالله القوي القدير ... اسجدوا و صلوا فالرب لا و لن ينسى مصائب عباده , و سوف ترى عيونكم كيف سيهلك من آذاكم و آذى العراق و العراقيين , واحدا تلو الأخر , سيهلكون لأنهم اعداء الأنسانية و أعداء الحياة , الرب يرعاكم و طوبى للمساكين , و الخزي و العار لمن ليس في قلبه رحمة .... آمين
تمر هذه الأيام الذكرى السنوية لرحيل ابن اخي البار المأسوف على شبابه الشهيد "عصام" رحمه الله و اسكنه فسيح جنانه , وهو من مواليد 1957 , و له بنتان و ولدان اعمارهم 19, 17, 13, 8, و قد اقمنا الصلاة عليه في اكثر من بلد وهذا هو حال العراقيين اليوم , بعد ان كانوا مستقرين في بيوتهم آمنين مقتنعين بمعيشتهم , اصبحوا اليوم مجاميع مشتتة وتائهة بين الأوطان , حتى بات الأب لايفرق بين ولديه الموزعين بين دولتين بسبب ظروف الهرب و ما يخفيه قدر السفر.
لنصلى معا لجميع الأموات و الشهداء الذين غادرونا الى جوار الرب العزيز , داعين لهم المغفرة و الجنة مسكنهم الأبدي ....آمين
ادعوكم اخوتي و اخواتي المؤمنون الأجلاء الأعزاء الى الصلاة و الدعاء ,حيث لم يبقى للعراقي المسكين غير اللجوء الى الخالق الرب ليرحم الأموات , و ليحمي الباقون من شر اعداء الحياة , فهيا الى الترتيل و التسبيح مبتهجين مع الأله الحي , فبالتسبيح و الترتيل نملئ قلوبنا بالحب فهو الخير و السلام , فالمجد لله في العلى و على الأرض السلام , هكذا هي دعوة المؤمنون ...آمين
يا رب انت مليكنا بقوة روحك , إلمس قلوبنا و احتياجاتنا نحن المؤمنون , ارحمنا , املأ قلوبنا بالصبر , فمصيبتنا كبيرة يا رب , لكنك انت صاحب الشأن خلاصنا بك ايها الرب الرحوم , ابعد عنا الغدارين و الشياطين و المجرمين , و أملأ قلوبنا بالأيمان . آمين.
الى كل الأحبة الذين فقدوا عزيزا كعزيزنا الشهيد " عصام " الذي قتل بدون اي سبب , كما يقتل ابناءنا في العراق اليوم , من المسؤول لا احد يدري , لماذا.. لا احد يدري , اين القانون ..لا احد يدري !!!!.. لا احد يدري !!! المرحوم عصام غادرة الحياة بعد ان كان اخا و ابا و صديقا , حيث التحق مع القديسين الأبرار , لينعم بالحياة الأبدية الى جانب عرش الرب القدوس ...اقول لكم صادقاً آمنوا بقدر الله فهو الخلاص الأبدي .
ايها المؤمنون ان الفرق بين المؤمن و غيره , ان المؤمن تراه صابرا خاشعا لأمر الرب بينما غير المؤمن تراه يائسا و ضجرا , ان المؤمن عليه ان يؤمن ان للرب حكمة قد تخفى عليه حيث ان مقاليد الأمور في الكون كله ارضا و سماء بيد الرب سبحانه و تعالى , هذه الحقيقة يبينها الرب في كتابه المقدس , المؤمن يعلم علم اليقين ان علم الرب لا يحده زمن فالماضي و الحاضر و المستقبل سواءُ عند الرب , و كأنها قد تمّت و انتهت , بخلاف علم الأنسان الذي يرتبط بالزمن حيث ينظرالأنسان الى الأحداث من خلال لحظات حياته , فلا يعلم ما سيجري له بعد لحظة من الزمن , هذه العقيدة التي يؤمن بها المؤمن تسلحه بسلاح الرضا و التسليم لأمر الرب و قدره .
ان كل مصيبة يتعرض لها الأنسان مهما كانت كبيرة ستمر حتما و لن تدوم ...مثلا قد يتعرض الأنسان الى ظلم , ربما ستلفق له تهمة لم يفعلها و يحاسب عليها , لكن الحقيقة اقوى من ان تدفنها الأيام , فتمر عليها سيول النسيان , نعم لقد تكفل بها الرب حيث سينصر المظلوم و لو بعد حين , هذا ما يؤمن به المؤمن , لذلك فهو يلاقي اهوال الدنيا بأنفاس الآخرة , ان الرب يملئ قلبه بالأيمان حيث اليأس لا يعرف اليه سبيلا , ان الذين لا يؤمنون بالقدر قد ظلموا انفسهم كثيرا اذ لم يعتبروا الأقدار شأن رباني , فسقطوا صرعى الأمراض و الأوهام النفسية و نسوا ان من بيده مقاليد سر الحياة و اقدارها , هو الرب العزيز خالق السماوات و الأرض .
ان نعمة الأيمان بالقدَر يعرفها المؤمن , لذلك فقد سلم بها من الأمراض و العقد , فعاش ارتقاء الروح , حيث بايمانه يؤسس للحياة الأبدية , اما غير المؤمن و البعيد عن المنهج اللألهي فهو في ظلمات بعضها فوق بعض .
ختاما اقول ... ان الموت عابر يأخذ في طريقه الشاب و الكهل , فلا احد يعلم من سيدركه الأجل اولا , بل لعل الموت يدرك الصغير قبل الكبير , فيرحل عنا بعد ان كان قريبا منا , ان هذه الحقيقة يجب ان تدفعنا و نضع نصب اعيننا بأننا سنلاقي الرب يوما , الرب الذي قام من بين ألأموات و صعد الى السماء , عندها سنُمتحن امامه لنعلن مدى ايماننا به , لذا علينا نحن المؤمنون ان نقوي ايماننا فنقدم لأنفسنا ما ننال به رضا ربنا عند اللقاء .
الى جناة الخلد و النعيم ايها الحبيب "عصام" و لجميع امواتكم و شهدائكم اعزائي القارئين , و اقدم لكم جميعا أفرادا و عائلات التعازي الأخوية الصادقة , و ادعو الرب ان يلهمكم الصبر و السلوان ...آمين , و ثقوا ان الرب سيعاقب كل من ساهم في قتل الأبرياء , يا رب شعبك في العراق يدعوك لحمايته فلا حول له و لا قوة , ايها المعلم المخلص نحن عبيدك نحن بانتظار قوتك لتدمير كل من آذى العراق من الشياطين و الأرهابيين ....آمين
المخلص
ادورد ميرزا , عم المرحوم الشهيد "عصام" مواليد 1957 , الذي استشهد يوم
6/9/2005 في شارع فلسطين _ العراق , اثر قذيفة غادرة , استهدفته حين عودته الى منزله .[/b]