المحرر موضوع: عيد القديسة كاترينا السيانية  (زيارة 3624 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل nori mando

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 174
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عيد القديسة كاترينا السيانية
الشماس نوري إيشوع مندو
   القديسة كاترينا السيانية: ولدت في سينّا بإيطاليا سنة 1347. والدها يدعى جياكومو دي بنينكاسا كان يعمل في صباغة الأقمشة، ووالدتها تدعى لابا. كانت أسرة بنينكاسا ذات حسب ونسب، لكنها كانت قد فقدت ثروتها، وأضحت تأكل خبزها بعرق جبينها. إلا أن عظمة العاطفة والأخلاق الشريفة كانت لا تزال متغلغلة في دمائها. وأشرقت كاترينا منذ حداثتها بنعومة طباعها، ولطف مستعذب في حركاتها وسكناتها، مع سهولة في انقيادها، حتى كانت موضوع مسرة لأبويها وأخوتها، وكانوا يدعونها " بهجة " تحبباً ودلالاً.
   ومنذ حداثتها أظهرت ميلاً إلى التقوى والصلاة والشفقة على الفقير. فكانت لذتها في أن تهب البؤساء كل ما كان يجود به عليها أهلها من دراهم وحلويات وفاكهة. وطبعت أمها في قلبها منذ نعومة أظفارها محبة البتول مريم، وعلمتها تلاوة السلام الملائكي، فشغفن كاترينا بمحبة العذراء المجيدة.
   ومنذ صغرها ألقى الرب نظره الأبوي العطوف على تلك الطفلة، وبدأ يغمر أيامها وحياتها بالمواهب السنية والعطايا العجيبة. فكان لها من العمر ست سنوات لما ذهبت يوماً مع أخيها الصغير استفانس إلى زيارة أختها في بيتها. وفيما هي عائدة من زيارتها، وقد صارت بقرب كنيسة القديس دومنيكس، إذا برؤيا سماوية تجتذبها. فشخصت بأبصارها، وإذا بها ترى المسيح بلباس الأحبار، وقد ظهر لها وأخذ يبسم لها بعطف وحنان. وكان الرسل القديسون بطرس وبولس ويوحنا الحبيب يحيطون به. ثم باركها الرب وهي شاخصة إليه، مأخوذة بسنى طلعته وبهائه. ولما جذبها أخوها بيده وأيقظها من غفلتها، نظرت إليه وقالت: " لو رأيت ما كنت أرى من المنظر الفتَّان، لما كنت أيقظتني ! ". ثم أعادت نظرها ثانية لتتابع التحديق إلى نعيمها، لكن أنوار الرؤيا كانت قد انطفأت. فأخذت كاترينا تبكي لزوالها. 
   ومنذ تلك الساعة تبدل كل شيء في حياتها، ولم يبقَ لها من عادات وأخلاق الأطفال سوى نقاوتهم. وصارت نظير الفتيات الكاملات في عقلها وكلامها وأعمالها، من تقى وفهم ورصانة ووقار، حتى صار يُجب بها كل من رآها وتحدث إليها. وعكفت على الصلاة والإماتات والتأمل. وبدأت منذ تلك الأيام في سبيل القريب رسالتها. فصارت تجمع الفتيات والفتيان الصغار من أهلها ومعارفها وجيرانها، وتقوم ترشدهم وتعلمهم الصلوات، وتزرع في قلوبهم محبة الله والعبادة الجميلة لأمه الطاهرة.
   وكان لها من العمر سبع سنوات لما عزمت على الإنفراد في البرية، لكي تتعبد لله وتكون له تعالى وحده. فتركت المدينة وسارت شوطاً بعيداً في الحقول، إلى أن وصلت إلى مغارة منفردة راقت لها، فعزمت على أن تتخذها منسكاً لها. ولكن العناية الإلهية لم تسمح لطفلة صغيرة مثلها بتلك الحياة الشاقة. وكان قد دعاها إلى رسالة عظيمة، وحياة عمل كبير غير عمل النسك والإنفراد. فحملتها ملائكة السماء وأعادتها من حيث أتت. فنظرت وإذا بها على أبواب المدينة، فعادت إلى بيت أبيها.
   وفي البيت سجدت أمام أيقونة والدة الإله، وصلت قائلة: " أيتها العذراء الطوباوية، يا أم الحب الجميل الذي وضعه الله في قلبي، وأنا أشعر أنه يفوق كل حب عالمي، يا من هي زعيمة الذين خصصوا للرب الغيور نقاوة جسدهم وطهارة قلبهم، أضرع إليك أن لا تنظري إلى حقارة أمتك، بل أنعمي عليَّ بأن يكون يسوع ابنك ختني وعريس حياتي، فإني أحبه بكل جوارح قلبي. وأنا أعدكِ يا سيدتي، وأعده هو أيضاً، بأن أحافظ على بتوليتي ونقاوة قلبي طول حياتي، حباً له، فلن أقبل عريساً سواه أبداً مدى  الحياة ". ومنذ ذلك اليوم بدأت كاترينا الإماتة والتجرد والتواضع والكفر بالذات، لكي تستطيع بواسطة هذه الفضائل أن تبقى أمينة في وعودها ليسوع. وفكرت بالدخول في إحدى الرهبانيات لتحافظ على نذورها ومقاصدها.
   وكانت في مدينة سينّا رهبانية ثالثة للقديس دومنيكس، تدعى رهبانية التكفير. وكانت المشتركات فيها من النساء المتزوجات والأرامل، يلبسن ثوباً أبيض وجبة سوداء، وكن يتعاطين أعمال العبادة وأنواع الإماتات. إلا أن الحياة لم تكن مشتركة بينهن، بل كن يعشن في بيوتهن. فدخلت كاترينا في تلك الرهبانية الثالثة، ولبست ثوب القديس دومنيكس، وقامت تمارس وهي في بيتها وبين ذويها، أعمال أعظم الراهبات عبادةً ونسكاً. وكان لها من العمر ست عشرة سنة. فارتاعت أمها لتلك الحياة القشفية، وكانت تعلل النفس بنصيب طيب لابنتها، وبعريس يضمن لها هناء حياتها. فقامت تعاكس ابنتها في أميالها ورغائبها، ونزعت عنها ثوب النسوة المتعبدات، واضطرتها أن تلبس وتتزين. فخافت كاترينا أن يعود حب المجد العالي فيستولي على قلبها. فاستشارت في ذلك مرشدها من الرهبان الدومنيكيين، فأشار عليها بقص شعرها، لتجعل أمها أمام أمر واقع. فقصته وجزته وطرحته عنها.
   فجنت أمها جنونها، وثار ثائرها، واندفعت تؤنبها بحرارة، وتتوعدها بكل مضايقة، لتردعها عن عزمها. فوكلت إليها كل الأشغال البيتية لتعيقها عن التفرغ للصلاة، وتمنعها من التأمل. فأطاعت كاترينا أمها بكل وداعة، وقامت تخدم البيت بكل نشاط وتواضع وسرور. إلا أنها بقيت دائمة الاتحاد بالله، وصارت تخصص ساعات طوالاً من الليل للصلاة ولمناجاة ختنها الإلهي، لتعوض ما فاتها من أعمال العبادة في النهار. فتحركت الشفقة في قلب أبيها عليها. ففاجأها مرة وهي راكعة تصلي في مخدعها، ورأى حمامة بيضاء ترفرف فوق رأسها. فتخشع وفهم أن دعوة ابنته دعوة إلهية. فأطلق لها الحرية في عبادتها، ومنع أمها عن أن تعترضها. فصفا الجو لتلك الابنة الملائكية، وراحت تحقق أحلامها في ممارسة أعمال العبادة والتقشف وخدمة النفوس، والاستزادة يوماً فيوماً من محبة الله.
   وما كادت كاترينا تحظى برضى والديها حتى بدأت حياة النسك. وقد فاقت كبار النساك بأصوامها وصلواتها وأسهارها، فصارت تجلد نفسها حتى تنفر الدماء من أعضائها. ولبست المسح، وتمنطقت بزنار من حديد شائك، ومنعت نفسها عن الأكل والنوم، إلا ما كان منه ضرورياً للحياة. ثم لزمت الصمت، وبقيت ثلاث سنوات لا تكلم أحداً، ولا تستقبل أحداً سوى مرشدها الأب الدومنيكي ريموند دي كابو، الذي أضحى فيما بعد تلميذاً لها، وكتب سيرة حياتها، وصار من بعد وفاتها أباً عاماً لرهبانيته الدومنيكية.
   وكانت في تأملاتها وإنجذاباتها الروحية السرية كثيراً ما يرتفع جسدها عن الأرض ويلحق بنفسها السابحة في آفاق السماء. وتراءى لها الرب يسوع يوماً، وكان بصحبته كل من أمه البتول مريم ويوحنا اللاهوتي وبولس الرسول والقديس دومنيكس وداود النبي المرنم. وإذا بالعذراء القديسة تتقدم من كاترينا، وتمسك بيدها، وتقدمها ليسوع ابنها، وتطلب لها منه خاتم العرس السري. وكان بيد يسوع خاتم من الذهب اللماع، وفي وسطه ألماسة تتلألأ حسناً وبهاءً، ومن حولها أربعة من الجارة الكريمة الجميلة. فنزعه من يده وقدمه لها وقال: " أنا الإله مبدعكِ، وأنا المخلص فاديكِ، اتخذك اليوم عروسة لي بالإيمان. وهذا الخاتم يكون عربون اتحادي بكِ. فأحفظيه نقياً إلى اليوم الذي فيه نحتفل بالعرس الأبدي في السماء ". فطار قلب كاترينا فرحاً، وملأت العذوبة السماوية جوارحها كلها سروراً. ولما زالت الرؤيا بقي الخاتم في يدها، وكانت تراه هي وحدها يلمع دائماً في أصبعها.
   إلا أن حياة كاترينا لم تكن كلها أفراح قلبية ومسرات داخلية. بل قد افتقدها الله بتجارب روحية كبرى. وقد شن الشيطان عليها حرباً لكي يهلكها. لكنها تحملت المضايقات ولم تكن تكترث لها. وكانت تسمي ملاك الظلمة بــ " الحيوان الشرس ". وكان يقويها في ذلك الحرب المستعرة تناولها اليومي للقربان الطاهر. لأن المسيح هو غذاء النفوس، وهو قوتها وفرحها ونعيمها. فكافأها الفادي على ثباتها في محبته وخدمته، فتراءى لها حاملاً بيديه قلباً جميلاًَ مملوءاً حياة. فتقدم منها وفتح لها صدرها، ووضع فيه ذاك القلب وقال لها: " خذي يا ابنتي قلبي هذا، فهو يكون لك عربون الحياة ". ومنذ تلك الساعة صارت كاترينا تشعر دائماً في جوفها لا باضطرام عاطفة المحبة نحو الله فحسب، بل كأن ناراً حقيقية تحرقها وتطهر عواطفها وتصقل ذهب فضائلها. ولقد شاهدت رفيقاتها على صدرها علامة حمراء كأنها أثر حسي لجرح حقيقي. ثم دعا الله كاترينا إلى ترك الحياة النسكية المستترة، وإلى النزول إلى ميدان العمل في خدمة المرضى ومساعدة الفقراء. وكان أبوها رجلاً فاضلاً شفيقاً على البؤس والبؤساء، فكان يسمح لها أن تأخذ من بيته كل ما تشاء. فكانت تحمل الدقيق والخمر والزيت، وتذهب فتوزعها ذات اليمين وذات اليسار. ومراراً كثيرة بارك الرب تلك الأغذية بين يديها وكثرها، كما فعل هو بالخمس الخبزات. وكان في بيت أبيها برميل مملوء خمراً، فلم يعد ينقص مطلقاً. وكافأ الرب كاترينا على رحمتها بأنه ظهر لها مراراً بشكل إنسان فقير، ونال منها الإحسان، ثم تراءى لها ببهائه الإلهي وملأ قلبها ضياءً وأفراحاً.
   وكانت يوماً تصلي في كنيسة القديس دومنيكس، فأقبل عليها رجل فقير وطلب منها صدقة. فلم يكن لديها ما تسعفه به. فنزعت صليباً صغيراً من الفضة كان معلقاً بسبحتها ودفعته إليه. وفي الليلة التالية تراءى لها يسوع وبيده ذلك الصليب، لكنه كان محلى بالألماس والحجارة الكريمة. فقال لها: " أنتِ أعطيتِني نهار أمس هذا الصليب، وأنا سأحفظه لكِ وأعيده إليك هكذا مزيناً يوم الدينونة ".
   وكانت كاترينا لا تسمع بأناسٍ متخاصمين إلا وتذهب إليهم، وتسعى لأجل مصالحتهم. فكانوا يسمعون لها بارتياح، ويقبلون نصائحها، ويعملون بإرشادها. فصار لها نفوذ عظيم في مدينة سينَّا، وطارت شهرتها فملأت بلاد إيطاليا كلها.
   ولعل أعجب ما نقرأ في حياتها ما وهبها الله مجاناً وبنوع مستغرب، من العلوم الفلسفية واللاهوتية والروحية العالية، حتى أضحت فيلسوفاً كبيراً وعالماً من علماء اللاهوت والروح. وهي لم تتعلم في المدارس، ولم تأخذ حتى القراءة والكتابة على أحد. فوضعت تلك المعارف التي أوحى بها الله إليها في خدمة النفوس، وصارت تعلم وتكتب، ويجتمع الناس حولها، ويسمعون لها، ويؤخذون بفصاحتها، وعذوبة تعليمها، وغزارة المادة التي تتدفق من أقوالها.
   ووضعت كاترينا كتابات شائقة، أهمها كتابها الروحي " المحادثة " سنة 1378. ولها رسائل كثيرة في شتى المواضيع الروحية والسياسية والاجتماعية، لك فئات الناس من باباوات وكرادلة وملوك وأمراء ورؤساء أديار والشعب البسيط أيضاً.
   ولقد أنشأت للرهبانية الدومنيكية الثالثة ديراً على اسم " سيدة الملائكة "، وديراً آخر في قصر بلكارو العظيم، حيث سمح لها الحبر الأعظم بأن تجعل تلك الرهبانية الثالثة ذات حياة مشتركة منتظمة.
   وكان لكترينا ثلاث وعشرون سنة من العمر لما حملتها محبتها لله، وغيرتها على خدمة الكنيسة أمها، على النزول إلى ميدان السياسة في تلك الأيام المضطربة. وكانت البابوية قد تركت روما وأقامت في فرنسا، في قصر مدينة أفينيون ، بعيداً عن ثورات الجمهوريات والممالك الإيطالية. فبدأت بالكتابة إلى البابا غريغوريوس الحادي عشر  المقيم في أفينيون، وتكلمه بكلام المسيح ولغة الإنجيل قائلة: " آه يا أبت الحبيب، أتضرع إليك باسم المسيح المصلوب أن تكون حليماً مع بنيك، وأن تنتصر على كبريائهم وشرورهم بروح التواضع والوداعة. أنت تعرف يا أبي أن الشيطان لا يُطرد بالشيطان، بل هي الفضيلة التي تطرده وتبعده. آه أيها الأب الأقدس، أناشدك الله أن تسعى إلى إقرار السلام قبل كل شيء، حتى لا يخسر أولادك الحياة الأبدية، الله يريد السلام ويبغض الحرب. فهلمَّ بنا نهاجم أعداءنا، حاملين راية الصليب المقدسة، وشاهرين سيف كلام الله المملوء عذوبة وقداسة. تعطف وأنظر إلى تضرعاتي هذه، وإلى صدق محبتي البنوية، وإلى الدموع التي أسكبها في سبيل الكنيسة. إني مستعدة أن أبذل حياتي لأجل الكنيسة وخلاص النفوس ". 
   ثم قامت رغم ضعف جسمها وانحطاط قواها، وسافرت إلى أفينيون، ومثلت أمام البابا، وكلمته بجرأة بنوية، وبينت أن الإصلاح يجب أن يبدأ أولاً بكبار رجال الكنيسة. فسمع لها البابا بانشراح ووافق على نظرياتها، وقرر العودة نهائياً إلى روما، رغم المعارضة الشديدة لبعض الكرادلة. وفي 13 من شهر أيلول سنة 1376 ترك أفينيون متوجهاً إلى روما، وبرفقته كاترينا ورجال البلاط البابوي. وما أن وصل البابا إلى روما بعد غياب قسري استمر 70 سنة حتى عادت المدن الثائرة في المملكة الرومانية إلى الطاعة، وتهللت جميع القلوب بعودة البابا إلى كرسي رئاسته ومملكته. فكان النصر حليف كاترينا أينما اتجهت وحلت.
   إلا أن كاترينا ما عتمت أن غاصت من جديد في بحر من الأحزان، لما بدأ الانشقاق العظيم في الكنيسة الغربية، في عهد البابا أربانس السادس  سنة 1378. فتألمت كثيراً، وكانت تهتف إلى يسوع بحرارة ودموع وتقول: " يا إلهي خذ هذا الجسد الذي وهبتني إياه وأحرقه بالنار. اسحق عظامي كما تشاء، لكن استجب لي، وأرأف بالبابا نائبك على الأرض ". ولم تكتفِ بالصلاة والدموع، بل كتبت إلى الملوك والأمراء، لتحملهم على الاعتراف بالبابا الشرعي أربانس السادس، وعلى نبذ البابا الدخيل أكلمنضس السابع الذي لجأ إلى قصر مدينة أفينيون. وسمعت أكثر الممالك لندائها، واعترفت بالبابا الشرعي أربانس.  فكان ذلك انتصاراً عظيماً لتلك الابنة السماوية، شقيقة الأبطال في كل الأجيال، وكان لها تعزية كبرى في أيامها الأخيرة على الأرض.
   وماتت كاترينا في روما سنة 1380، وهي لم تتجاوز الثلاثة والثلاثين ربيعاً. فحزنت الدنيا على فقدها. ومنح الله بشفاعتها نعماً غزيرة، وأجرى عجائب باهرة.
   وجعلها البابا بيوس الثاني  في مصف القديسين سنة 1461. والبابا بيوس التاسع ضم اسمها إلى أسماء شفعاء مدينة روما.
   وسوف تبقى القديسة كاترينا السيانية مجداً وفخراً للكنيسة، وكوكباً لماَّعاً بين كواكب البتولات المسيحيات على توالي الأجيال والأحقاب. فهي أعجوبة دهرها بقداستها الفائقة. وهي أعجوبة دهرها بما أنعم الله بهِ عليها من الرؤى والإنجذابات والإيحاءات، وظهور جروحات المسيح الخمس في أعضائها النحيفة الغضة. وهي أعجوبة دهرها بعلمها اللاهوتي السديد، ومعارفها الروحية السامية، وكتاباتها البديعة. وهي أعجوبة دهرها بما كان لها من الأثر العميق في حياة الكنيسة، وفي إعادة السلام بين الممالك والجمهوريات الثائرة المتعادية المتحاربة.       
   وتحتفل الكنيسة الجامعة بعيد القديسة كاترينا السيانية في 30 نيسان من كل سنة.