المحرر موضوع: الداخلية تكشف عن تفاصيل حادثة سجن مكافحة الإرهاب وعمليات بغداد تعترف بـ"التقصير"  (زيارة 2924 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل noor goorg

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3123
  • الجنس: أنثى
    • مشاهدة الملف الشخصي
الداخلية تكشف عن تفاصيل حادثة سجن مكافحة الإرهاب وعمليات بغداد تعترف بـ"التقصير"

السومرية نيوز / بغداد
كشفت وزارة الداخلية العراقية، الأحد، عن تفاصيل حادثة سجن مكافحة الإرهاب في منطقة الرصافة، مؤكدة أن الحادثة أسفرت عن مقتل ستة من منتسبي الأجهزة الأمنية بينهم مدير مكتب مكافحة الإرهاب في الكرادة العميد مؤيد الصالح، و11 من المتهمين الذين حاولوا الهروب بينهم والي بغداد في "دولة العراق الإسلامية" حذيفة البطاوي، فيما اعترفت قيادة عمليات بغداد بوجود تقصير في الإجراءات المتخذة وطبيعة مكان الاحتجاز.

وقال مدير عام دائرة مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في وزارة الداخلية اللواء ضياء حسين في مؤتمر صحافي عقد بمبنى الوزارة وحضرته "السومرية نيوز"، إن "مجموعة إرهابية معتقلة من قبل المديرية العامة للشؤون والأمن في وزارة الداخلية حاولت، عند الساعة العاشرة من مساء أمس، من الهرب من موقف الوزارة"، مبينا أن "المتهمين خطرين جدا  وارتكبوا العديد من الجرائم في العاصمة بغداد".

وأضاف حسين أن "العملية بدأت لدى قيام احد المنتسبين بالدخول إلى غرفة احد المعتقلين الخطرين ويدعى حذيفة البطاوي لغرض قضاء حاجته"، مشيرا إلى أن "البطاوي تمكن من السيطرة على المنتسب وقيادته إلى احد الغرف التي استطاع فيها الاستيلاء على سلاح احد المنتسبين و البدء بإطلاق العيارات النارية".

وأوضح مدير عام دائرة مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة أن "مدير الدائرة قتل، فيما أصيب أحد ضباط التحقيق المتواجدين حينما هرعوا إلى مكان الحادث لدى سماعهم إطلاق العيارات النارية"، مؤكدا أن "المتهمين الذين استولوا على السلاح مع المتهم حذيفة  لم يتمكنوا من الهرب خارج النطاق الأمني للدائرة حيث تمكنت الحراسات الموجودة عند البوابة الرئيسية للدائرة من قتل ثلاثة منهم وإصابة اثنين".

وأشار حسين إلى أن "العناصر الأمنية فرضت بعد ذلك طوقا امنيا، فيما عادت المجموعة التي تمكن حذيفة من تحريرهم للاختباء في نهاية الممر المؤدي إلى الموقف الخاص بقاعة المتهمين واستولوا على سلاح احد المنسبين الذي تمكنوا من قتله"، موضحا أن "الدائرة استدعت احد الفرق الخاصة بتحرير المختطفين لمجابهتم".

وبين مدير عام دائرة مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة أن "القوة الأمنية نادت أكثر من مرة على المجموعة المسلحة بإلقاء سلاحها والخروج مرفوعي الأيدي، إلا أنهم رفضوا وجابهوا القوة بإطلاق النار، ما أستدعى القوة  مداهمتهم"، مشيرا إلى أن "تلك المداهمة أسفرت عن قتل ستة متهمين، فيما لم يصاب أي من المنتسبين للفرقة المداهمة بأذى".

وكان مسؤول كبير في وزارة الداخلية العراقية قد أكد اليوم الأحد، بأن أربعة ضباط كبار في مديرية مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة قتلوا كما قتل والي بغداد في تنظيم القاعدة وثمانية من أعضاء التنظيم في المواجهات التي دارت الليلة الماضية على مدى نحو ست ساعات في موقف مديرية مكافحة الإرهاب.

من جانبه قال مدير عام شؤون الداخلية اللواء احمد طه أبو رغيف خلال المؤتمر إن "المتهمين الذي قتلوا مسؤولون عن العمليات الإرهابية التي استهدفت كنيسة سيدة النجاة وتفجير أكثر من 16 سيارة في بغداد بيوم واحد، فضلا عن عمليات استهداف البنك المركزي والقوات الأمنية في منطقة الأعظمية"، مبينا أن "أقوال المتهمين الذين قتلوا مصدقة أقوالهم  قضائيا، تحت إشراف مجلس القضاء الأعلى".

وأوضح أبو رغيف أنه "تم إحالة المتهمين بعد الانتهاء من التحقيق معهم  إلى المحاكم بتاريخ  الرابع والعشرين من نيسان الماضي"، مؤكدا أن "المتهمين الذين تم قتلهم هم من عتاة قادة تنظيم القاعدة ودولة العراق الإسلامية ومسؤولين عن الكثير من العمليات الإرهابية".

وأشار مدير عام شؤون الداخلية إلى أن "المعلومات حول هؤلاء المتهمين القتلى مكتملة، بعد اعترافاتهم الموثقة خلال التحقيق بتلك الجرائم "، لافتا إلى أنهم "حاولوا خلال فترات التحقيق الانتحار ومن ضمنهم والي بغداد الذي حاول المسك بسلك كهربائي أثناء دخوله للمغاسل"، بحسب قوله.

من ناحيته قال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا خلال المؤتمر إن "حادثة محاولة هروب سجناء من موقف مديرية مكافحة إرهاب الكرادة تخص مستويات متقدمة من تنظيم القاعدة بما فيهم ما يسمى بوالي بغداد"، مبينا أن "الحادثة وقعت في الطوق الأمني الأول وهو الطوق الخاص بإجراء التحقيقات واستدعاء الموقوفين دون أن يتمكنوا من اختراق الأطواق الأمنية الثلاثة الأخرى".

وأكد عطا أن "حادثة الاشتباك مع احد الحراس المكلفين باستدعاء الموقوفين أسفرت بمجملها عن استشهاد ستة من الحراس، فيما تمكنت الأجهزة الأمنية من قتل 11 من الإرهابيين"، موضحا أن "الإجراءات كانت مشددة، إلا أن الذي حدث لا يخلوا من تقصير أو ملاحظات معينة حول الإجراءات وطبيعة السجن ومكان الاحتجاز".

وأشار عطا إلى أن "هناك إشارات إلى امتلاك الأجهزة الأمنية لبعض الخيوط المهمة حول المخطط الذي كان الإرهابيون ينوون تنفيذه على ضوء هذه العملية"، لافتا إلى أن "هؤلاء المجرمين من مستويات متقدمة وهم أمراء وولاة مما يسمى بدولة العراق الإسلامية، ولديهم بعض الخبرات الخاصة بالإجرام وارتكاب الأعمال الإرهابية".

وأشار المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد إلى أن "الحادث مخطط له بكل تأكيد بصورة مسبقة، كما أن التوقيت مخطط له"، مؤكدا أن "اللجنة التحقيقية ستجري تحقيقا مفصلا عن الحادث وستعلن كافة التفاصيل بعد إنهاء عملها".

وأكد عطا أن " القضية الرئيسية للمتهمين قد انتهت وتم إحالتهم إلى المحاكم لتحديد موعد المحاكمة، إلا أن الشهيد العميد مؤيد صالح قرر استدعائهم واحدا بعد الآخر لغرض التحقيق بمعلومة جديدة جاءت إلى المديرية العامة لمكافحة الإرهاب والجريمة"، مشيرا إلى أن "السلاح الذي استولوا عليه المتهمين كان خارج المعتقل ولم يدخل إلى داخل الغرفة".

وأوضح المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد أن "التشابك مع ما يسمى بوالي بغداد حدث عند عملية استدعاءه في الطوق الأمني الأول، وهو مكان غرف الاحتجاز والموقف"، مؤكدا أن "جميع القتلى الأحد عشر هم من قادة دولة العراق الإسلامية".

وأمر القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات حادثة سجن مكافحة الإرهاب في الرصافة، مؤكدا على عدم السماح بحصول أي تراجع أو خرق أمني، داعيا القوات الأمنية إلى التحلي بالمهنية واليقظة والحذر لإفشال مخططات "الإرهاب.

وحملت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية القائد العام للقوات المسلحة والكتل السياسية مسؤولية ما حصل من اشتباكات ليل السبت في موقف مديرية مكافحة الإرهاب وأدت إلى مقتل أربعة ضباط داعيا رئيس الوزراء إلى تعزيز الثقة بينه وبين الجميع.

وتمكنت قوة خاصة من وزارة الداخلية في الـ27 من تشرين الثاني من العام الماضي 2010، من اعتقال والي بغداد الجديد في تنظيم القاعدة الملقب ابو حذيفة البطاوي وهو طبيب أسنان وعشرة من مساعديه وقتل أحدهم، في عملية أمنية نفذتها في منطقة المنصور غرب بغداد، وقد اظهرت التحقيقات ان البطاوي مسؤول عن عدد من التفجيرات والهجمات المسلحة من بينها الهجوم الذي استهدف كنيسة سيدة النجاة في بغداد خريف العام الماضي.

وشهدت البلاد خلال الفترة الماضية العديد من الهجمات المسلحة كانت أبرزها في الخامس من أيلول من العام الماضي، تعرض مقر قيادة عمليات الرصافة في مبنى وزارة الدفاع القديمة بمنطقة باب المعظم وسط بغداد إلى هجوم بسيارة مفخخة واشتباكات مسلحة، ما أسفر عن مقتل سبعة انتحاريين فضلا عن مقتل وجرح 51 شخصا غالبيتهم من القوات الأمنية، فيما تعرضت كنيسة سيدة النجاة التي تقع في منطقة الكرادة وسط بغداد، في الـ31 من تشرين الأول الماضي، لاقتحام من قبل مسلحين، احتجزوا خلالها عشرات الرهائن من المصلين الذين كانوا يقيمون قداس الأحد، وأسفر الاعتداء عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 125 شخصاً.

وفي التاسع والعشرين من آذار الماضي، اقتحم خمسة مسلحين مقر مجلس محافظة صلاح الدين بمدينة تكريت أثناء اجتماع للمجلس واشتبكوا لعدة ساعات مع أفراد حماية المقر كما فجروا خلال الاشتباك سيارة مفخخة تركوها أمام المقر لتتطور الأحداث بعدها وينتهي الحادث بمقتل المهاجمين و 65 شخصا بينهم اربعة اعضاء في مجلس المحافظة وإصابة 100 آخرين.

وأعلنت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، في السادس من أيار الجاري، أنها ستستدعي ضباط الاستخبارات في الوزارات الأمنية وجهاز المخابرات لبيان أسباب الخروق الأمنية التي تشهدها بغداد، وفيما وصفت عدم حسم المالكي لحقائب الوزراء الأمنيين بـ"المشكلة الحقيقية"، أكدت وجود مندسين في الأجهزة الأمنية وراء عمليات الاغتيال، إضافة إلى وجود خلايا تابعة لتنظيم القاعدة ما زالت تمارس الإرهاب، كذلك الخلافات السياسية، الأمر الذي يستدعي وقفة جادة من قبل قادة الأجهزة الأمنية، لاسيما أن الموضوع بدأ يشكل مصدر قلق للشارع العراقي.

يذكر أن العاصمة بغداد وعدد من المحافظات الأخرى تشهد، منذ شهر آذار الماضي تصعيداً بأعمال العنف أودت بحياة العشرات بينهم عدد من الضباط ومسؤولون حكوميون، في وقت تعيش فيه البلاد أزمة سياسية في ظل عدم اكتمال تشكيل الحكومة المتمثل ببقاء الوزارات الأمنية شاغرة.
 

http://www.alsumarianews.com/ar/2/21391/news-details-Iraq%20security%20news.html