المحرر موضوع: نشوة الشمول في السفر إلى سدنيمبول  (زيارة 1279 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عصام خبو بوزوة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 172
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نشوة الشمول في السفر إلى سدنيمبول
يحكى أيها القاريء الرشيد ذو الرأي السديد أن قرويا من أهل الموصل ضاقت به السبل فقرر ترك مدينته الجميلة التي تلقب بأم الربيعين.... ! وبتسهيلات من القدرات الألهية وأمام مكارم الحظ وبعد رحلة أعوام طويلة على ظهور جمال القرن الواحد والعشرين بدأ من الماشية باربع عجلات أو تلك التي تحملها الأجنحة وصل قروينا الجليل إلى بلاد الأسترال وتحديدا إلى مدينة تدعى سدني . كل شيء أمامه مختلف وجديد لم يعهده من قبل . يحدثنا القروي عن رحلته تلك قائلا .البشر في تلك المدينة من كل صنف ولون وربما لو جلست في حافلة لنقل الركاب لسمعت عباد الله يتكلمون بعشرة لغات مختلفة أو أكثر  ولو أردت أن تسأل مستخدما اللغة العربية فسيجيبك من تتحدث معهم بكل لطف قائلين ... أسف لا أتكلم العربية ..! عليك أن تحدثهم بلغتهم الأنكليزية وحتى إذا لم تتقنها بشكل جيد تكلم لا احد في سدنيمبول سيسخر منك لأنك أجنبي اللهجة . أحب قروينا الموصل كثيرا وعشق كل شيء فيها من النهر إلى الغابه , من السوق القديم إلى نداءات بيوتات الله الكثيرة . أصبح مريضا منذ اليوم الأول بما يعرف بمرض الوطن وأعتقد بأنه لن يعيش ربيعين في عام واحد بعد الأن . وشيئا فشيئا وأمام مساعدة البعض والقليل من الأنخراط تعلم القروي القليل من الأنكليزية وتعرف على بعض الأصدقاء ولا يعني هذا أن الصعوبات فارقت صديقنا القروي لا بالعكس فهي سترافقه إلى نهاية الحياة لأنه اختبر عالمين وعاش بين كونين مختلفين . المهم أستمر قروينا في أكتشاف سدنيمبول حيث سقطت أولى الكذبات التي كذبها على نفسه عندما قلق من خسارته للربيعين في الموصل فشتان بين الحالتين لأن سدنيمبول لها من فصول الربيع أربعة في عام واحد وليس فقط أثنين , أن الحول كله ربيع هذا ما بدأ يقوله معبرا عن رأيه عندما يسأل عن الطقس في مدينته الجديدة . سدنيمبول جميلة , سدنيمبول رائعة وخلابة وأسرة وقاتله في سحرها الغامض ليست غاباتها شريطا حول نهر بل هي أمتدادات لا تنتهي مسيرة شهور واعوام . بدأ يحب وطنه الجديد ويتكلم في جهازه الخلوي عن حياته في بلاد الاسترال مطمئنا اصدقائه واهله عن نفسه قائلا الحمدالله الحمدالله ذلك الذي أخرجني من الموصل وأوصلني إلى سدني وما ادراك ما سدني .
حوله الكثير من الجنسيات والديانات ومع لغته الخجولة بدأ يسال بعضهم بعد أن أستتبت علاقة صداقتهم به  حول ماهيتهم ؟ من أين جاءوا ؟ وبماذا يؤمنون ؟ هل يؤمنون بالله ام لا فكانت أجاباتهم مختلفة وكثيرة فمنهم من قال لا ومنهم من قال نعم ومنهم من قال نعم ولا في أن واحد . ومنهم من أجابه  ... ليس شأنك بماذا أؤمن ... واخرين قالوا هل يهمك هذا الموضوع كثيرا  ؟  ومنهم من قال الهي هو انت ومن يحيطون بي فأنا لا أرى ذلك الذي تتكلم عنه ( الله ) . أنت قد تنتظر مني حسنة أو أنا قد أسالك حسنة . أنت قد تسرقني أو انا قد أقتلك . من هو الله وما عساه أن ينتظر مني وأنا لا أراه ........  . ياللهول ياللهول الأفضل أن لا يتكلم في تلك المواضيع فهنا البشر لا يخافون ولا يستعبدون فكل امرء حر نفسه ومبدأهم قبل أن تخشى الله أحترم مشاعر الأخرين فهم الأقرب أليك . منهم وأليهم تبيع أو تشتري ,  فيهم قد تتاكد بانك فعلت صدقة أو جريمة , هم من يصنع لك لغما أرضيا يقتلك أو فيهم يمكن أن تفجر طائراتك وتنزل بقببهم التي تنطح السماء إلى الأسفلينا . أترك هذا الموضوع يا قروينا العزيز أنه كلام مصائب ولا تترفع على القوم ( الاسترال ) لأنك صاحب دين ... كلنا ولاد تسعه . ما ألبس هذا الكلام حله ولا أزدهرت به دولة . وإذا كنت حقا تحب من تعبد كأله فلا تحاول أن تفرضه على رعاياه .
أنه عالم مختلف وحياة قاسية كيف سيعيش ابا فراسه ( القروي ) بنحو هذا المنطق . بدا يعاني من الصداع وينكمش في الزوايا بحثا عن من يقيم ما يؤمن به ويتكلم عنه . لا حياة مع هؤلاء الناس فهم لا يتلذذون بخاتمة عمرو ابن كلثوم التغلبي عندما يقول . إذا بلغ لنا الفطام صبيا  ...... تخر له الجبابر ساجدينا . فلا جبابر هنا ولا ساجدينا الكل واحد .
أنه شعب خليفته أنثى لا تؤمن بشيء ونحن شعب نؤمن بكل من هب ودب ونحسب حساب لكل من لعب أو حتى ذلك الذي لا يعرف كيف يلعب . يكفي ان يكون نسبك جليلا ليتقدس الأخرون بطرف ردائك أو أذا خلقت دائرة سوداء في جبينك فهي علامة تقوى .
سيترك هذا الكلام فلا مجال لكل تلك العوالق عليه ان يعمل وبجد ويتسابق مع الزمن لكي يتلذذ بالعيش في سيدنمبول فهو لا يزال معتقدا بأنها رائعة حتى لو لم يكن فيها امير للمؤمنين . ولا تنسى عزيزنا وقاريء كلماتنا الرشيد بأن الفجر قد حان حتى أذا لم يأذن له بأذان ففي سدنيمبول لا يخرج الصوت عن محيط الحرم واتمنى أنك على علم بأن خطاب اليوم شارف على النهايه على امل اللقاء في حلقات جديدة في حياة أبو فراسه .





                           عصام سليمان – تلكيف
                            سدني – استراليا                                   
Assyrian_publisher@yahoo.com