المحرر موضوع: كنائسنا والأنتماءات القومية الى اين ..؟ ؟  (زيارة 1028 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كوركيـس البازي

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 24
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كنائسنا والأنتماءات القومية الى اين ..؟ ؟

اعداد / كوركيس البازي/ كندا
ربما ليست التسمية المناسبة للموضوع لكنني لم اجد افضل منها لأنني لا انوي اعلان حرب هوجاء .. وانما استدراج حوار موضوعي حول مسائل من الأهمية في حياتنا ومصيرنا المستقبلي كشعب وامة واحدة . وعدم تركها خلف ظهورنا لكي لا نضطر لدفع الضريبة المستحقة لهكذا مواجهة .. فتاريخنا وحضارتنا وجذورنا ناصعة وزاهية لا تحتمل الخجل والخزي ، ما قد يبدو للبعض انه مخجل ومعيب . فان قضيتنا في اساسها هي مدى احساسنا بالأنتماء او عدمه وشكل هذا الأنتماء وصيغته الواقعية . والحقيقة الساطعة والتي قد لا يتقبلها بعضنا منا لشديد الأسف بوعي ام بدون وعي : فما قاله قداسة البطريرك مار افرام برصوم ( اننا احفاد الاشوريين والكلدانيين ).ووثائقه التي تركها تشهد على ذلك . وتبعه خلفه المثلث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس يعقوب الثالث ليؤكد المقولة ذاتها في مقدمة كتابه تاريخ الكنيسة السريانية ، والتصريح الشجاع للمرحوم البطريرك مار روفائيل بيداويد بان اتباع الكنيسة الكلدانية في العراق والدول المجاورة يعود انتمائهم القومي الى الاشوريين مستنداً الى حقائق وثوابت تاريخية دامغة لا مجال تذكرها .. وفي تصريح اخر للمطرفوليت مار يوحنا ابراهيم مطران حلب في مقابلة تلفزيونية عشتار قبل عدة اشهر مع المذيع المخضرم الأستاذ شمعون متي (حول هوية هذا الشعب ) ، حيث قال بان النسطورية والسريانية الكاثوليكية والسريانية الأرثودكسية والكلدانية جميعها تسميات كنسية ، ويذكرني مقولة الملفان الكبير الخالد نعوم فائق السرياني في قصيدته السريانية المترجمة ؛ استيقظ يا ابن اشور استيقظ ؛ والقائمة تطول باسماء الكتاب والمؤرخين والباحثين في الشأن القومي ، فأن معظمهم ان لم نقل جميعاً بانهم من اتباع الكنيستين السريانية والكلدانية ، يؤكدون على وحدة شعبنا وأنتمائه القومي الأشوري :. واليوم نلاحظ انحصار النقاش بين الفئات المتحزبة من عامة الشعب لهذه التسمية او تلك متذرعة كل فئة بنوازعهاالقومية التي لا يرقى اليها الشك ؟ ولم يكن نقاشاً موضوعياً بطبيعة الحال ، فقد كان من الحدية والتغطرس لدرجة انه لم يهدف الا لكسر شوكة الطرف الأخر، لتعتبر نفسها وكأنها شعب مستقل وقائم بذاته بشكل لا يحتمل اي نقاش او جدل اضافي .. وفي الأونة الأخيرة لشديد الأسف نلاحظ يتسابق البعض من رجال كنائسنا لم يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة على اعلى المستويات يحالفهم بعض الأنتهازيين والأنقساميين ، ليتلبسوننا جلد مذهبي كنسي نراهم اليوم ينسحبون بهدوء واحياناً بالضجيج الى كواليس المسرح ليمارسوا ويشجعوا كل ما هو لا قومي حتى لو كان اساءة بالغة لأبناء شعبنا وعدم وعيهم باتخاذ العبر والدروس من مظالم التاريخ الذي حل بنا ليتبرعوا مجاناً باصدار التصريحات التي تطغي باصالة وعراقة شعبنا وتقلل من شأنه بين الشعوب الشقيقة في المنطقة وتهدد وحدته وتشكك بهويته . وهذه النقاط بالتحديد تعني كل من يتوسم في نفسه احتلال موقع قيادي بين ظهراني هذا الشعب المنكود سواء كان من الكهنوت ام من العلمانيين .. لكن مهما كانت ملابسات وبواعث القضية ومهما كانت البواعث المحركة لهذه الظاهرة غير الطبيعية . فأنه لا يوجد شعب في التاريخ كله قبل او يقبل التنازل عن انتمائه القومي التاريخي ، مهما كان ضعيفاً ومغلوب على امره لمجرد ان رجل دين هنا او هناك نعته باسم اخر او اراد له انتماء اخر ؟ فالأنتماء هو بالنهاية حصيلة حتمية لتاريخ ذلك الشعب . وليس اختياراً انياً لأي شخص ، حتى ولو كان هذا الشخص ممثل السيد المسيح على الأرض ، وذلك لأن السيد المسيح نفسه له المجد، رغم الوهيته الكاملة ، لم يتجرد ولو لحظة واحدة في حياته الأرضية،من انتمائه اليهودي ..  وفي كل الأحوال فلا هذا ولا تلك يمكن ان تشفع لمن يعنيه ان يقذف بمصير شعب باكمله بهذه البساطة الى مهب الريح .
فرجال الدين لهم مكانتهم وكرامتهم المحفوظة ، ونامل منهم ان يساعدونا من خلال اختيارهم السبل الأكثر قرباً من روح الشعب ، عندما يتعين عليهم اتخاذ القرارات المصيرية . واذا كان ولابد من اتخاذ هكذا قرارات فلا يجوز باي حال من الأحوال ان يظل الشعب المتلهف لوحدته القومية ساكتاً بعيداً عن ايداء رايه فيها ، وبخاصة انها مسائل علمانية اولى بالشعب ومؤسساته العلمانية ان تقررها ، واحرى برجال الدين تجنبها واكتفاء شرها وعدم الخوض في اوحالها والأهتمام بكنيستهم التي بحاجة ماسة اليهم وما زالت وعلى مدى مئات السنين كل حياته الدينية والدنيوية ..
وبدخولنا الألفية الثالثة تاريخاً . وامل ان تكون دخلناها بعقولنا وارواحنا ، واذ اعتز وافتخر بالأنتماء الأسمي والروحي لكنائسنا ، رجائنا واملنا من ابائنا الروحانيين وبخاصة اولئك الذين عهدت فيهم دائماً الجرأة والشجاعة ان يتاملوا حال هذا الشعب المعذب الذي تاهت سفينته في محيطات الضياع وعواصف التشتت ومزقته الأنقسامات الداخلية ان يحاولوا لملمته من جديد او على اقل تقدير التوقف عن تحميله المزيد من المرارات من خلال مناقشته المصيرية . قبل ان يرموا باحمالهم الثقيلة على كاهنه النحيف . والله من وراء القصد