المحرر موضوع: مصر ما بعد ثورة 25 ينايرهل ستتحول الى جمهورية أسلامية ؟  (زيارة 1267 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نافــع البرواري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 386
    • مشاهدة الملف الشخصي



مصر ما بعد ثورة 25 ينايرهل ستتحول الى جمهورية أسلامية ؟

نافع البرواري

 
انَّ من يتابع أخبار واحداث ما يجري في مصر بعد ثورة 25 يناير سيصل الى نتيجة مفادها أنَّ الثورة في مفترق الطريق بين أن تكون مصر دولة مدنية أو دولة دينية اسلامية سلفية.
لقد نوهنا في مقالتنا السابقة (كما في الموقع أدناه) الى خطورة الألتفاف على الثورة. واليوم وبعد مرور حوالي أربعة أشهر منذ أنطلاقة الثورة في مصر نلمس حقائق في ارض الواقع تؤكد على ما كنا نخاف حدوثه في مصر .ولنستعرض بعض الشواهد التاريخية ما قبل الثورة وبعدها للتاكيد على ما نقوله. 
بعد سقوط الدولة العثمانية(الرجل المريض )سقط معها دستورها التي كانت بموجبه تحكم على الدول العربية التي كانت تحت حكمها الأستعماري ولكن للأسف فمصر ومنذ فرمان الخديوي سعيد 1856 لا زال هذا الفرمان يطبق على الأقباط المصريين بعدم السماح لهم ببناء الكنائس أو صيانتها ولا يحق للقبطي برئاسة المؤسسات الأمنية والقضائية وحتى لا يحق له الترشيح كنائب في الأنتخابات البرلمانية!!!!!!!!!!!!! فمنذ ثورة يوليو1952 الى يومنا تم القيام بسلسلة اعتداءات على الرموز المسيحية وقتل ناس ابرياء وحرق كنائس وعدم السماح ببناء كنائس جديدة لمسيحيي الأقباط لا بل تم الأعتداء على المسيحيين خلال هذه الفترة الطويلة دون محاسبة المجرمين بل كان القضاء المصري يفرج عنهم بحجج واهية اما ان يقولوا ان المتهمين هم مختلين عقليا او كانت هناك ثار وغيرها من الحجج التي لا يقبلها العقل والمنطق.نعم فمنذ ثورة يوليو 1952 وسقوط الملكية اختفى القانون والغيت الديمقراطية والتنافس السياسي, وملامح الدولة الدينية بدات بالسادات واستمرت في عهد حسني مبارك,وادى ذلك الى الأنغلاق الديني والطائفي والعرقي  بسبب غياب القانون وتم تدريجيا اسلمة مصر أو تديين المجتمع والسياسة والدولة  وتطبيق النظام العرفي .ومنذ ايام السادات تم تشجيع الأفكار الدينية لمحاربة الشيوعية في مصر(وكما حدث في باقي الدول العربية والأسلامية) وكان السادات  نفسه هو الضحية لهذا النهج الخاطئ عندما قتل من قبل السلفيين, وبالمناسبة اطلق سراح القاتل في عهد الثورة المصرية 25 ولقب بالشيخ وهو يسرح ويمرح مع السلفيين.
ها هي بداية ثورة  25 يناير تبدأ بحرق الكنائس وقتل المسيحيين  ألأقباط
قبل ايام من حرق الكنيستين في أمبابة في  القاهرة, هدّد شيخ السلفيين المصريين الزغبي أقباط مصر بالأفراج عن كاميليا شحاتة بحجة انها اسلمت وتم خطفها من قبل المسيحيين   وقد ارعد وتوعد  واقسم بالله العظيم بالأنتقام بحرق الأديرة والكنائس  خلال ايام اذا لم يتم ارجاعها الى دينها الأسلامي!!!!!!!!! لقد هدد هذا الأرهابي بزحف مليون سلفي لحرق الكنائس بحجة وجود فتاة اسمها كاميليا وهذا ما تم فعلا بعد أيام من تهديده بحرق كنيستين في أمبابة وقتل العشرات وجرح المئات من الأقباط المدافعين عن كنائسهم.  والغريب وكما يعرف الجميع انّ كاميليا شحاتة أعلنت عبر وسائل ألأعلام والقنواة الفضائية وعبر محاميها قبل أيام من تهديدات شيوخ السلفيين انها متمسكة بدينها المسيحي ولم تتحول عن الدين المسيحي وهي تفضل الموت على اسلامها. وليس هذا فقط بل ان شيخ الأزهر وعلماء الأزهر يقولون ان كاميليا لم تشهر اسلامها  فهل نحن نصد ق السلفيين ونكذب كاميليا  صاحبة العلاقة ؟ام هل نصدق جامعة الأزهر وشيوخها ام نصدق السلفيين؟
أنَّ قضية كاميليا شحاتة اصبحت مسمار جحا للسلفيين المسلمين لا بل لقطاع كبير من المسلمين وكانت ولا تزال حجة باهتة واسطوانة مشروخة  لا يقبلها حتى المختل عقليا في دولة لها سمعتها العالمية  مثل مصر .فكيف يقبل العقل والمنطق ان يطالبوا المسلمين بشخص واحد لنفرض أنَّه اعلن اسلامه وتراجع بعد ان ندم على فعله  بينما الاف المسيحيين والمسيحييات يتحولوا الى الأسلام ولا يستطيعوا الرجوع الى المسيحية بعد ان يكتشفوا خطأ اختيارهم؟ اين حقوق الأنسان؟ أين حرية الفرد؟ أين حرية العقيدة؟ اليست هذه شريعة الغابة, حيث القوي يفرض على الأخرين ما يريده ؟ اين حقوق المواطنة؟ أين أهداف مباديء الثورة التي رفعت في ساحة التحرير ؟ أين هيبة الحكومة وعلى رأسها القادة العسكريين الذين وقفوا متفرجين لا بل أصطفوا مع السلفيين؟لماذا لا تطبق القوانين والعدالة عندما يكون الضحايا مسسيحيين؟ اسئلة كثيرة تطر ح وهي تحتاج الى اجوبة من قبل  حكومة مصر ما بعد الثورة وحكومات الدول العربية والأسلامية  حيث مصر هي مثال اخذناه وينطبق على كل الدول العربية والأسلامية.
يقول ألأستاذ أدوارد بيباوي في مقابلة على أحدى القنواة الفضائية  ردا على سؤال  بماذا يختلف السلفيين عن الأخوان المسلمين؟ فيجيب "السلفيين في عهد الثورة (ثورة 25 يناير) رفعوا القران والصليب ولكن أنظر اليوم ماذا يفعلون
بالأقباط وحرق كنائسهم  انّهم يطبقون تكتيك مرحلي  بينما ألأخوان المسلمين يلعبون لعبة خطيرة بالتحالف مع السلفيين ومع المجلس العسكري الحاكم  أي مع الشارع الأرهابي ومع العسكر  انهم يطبقون شريعةالتقية حرفيا"
المجتمع المصري اليوم اصبح منقسم (كما في العراق) بين من يريد دولة دينية ودولة مدنية.اليوم الأحكام العرفية في ظل الثورة الفتية هي السائدة
المسيحييين في العراق قد شردوا وقتلوا وهاجروا ولم يبقى الا من ضاقت به الدنيا
فهل نحن في طريقنا الى الأبادة الجماعية والقضاء على المسيحيين في الشرق الأوسط ؟ حتى المسلمين المسالمون هم في حالة خطر وقد يحترق اليابس والأخضر عندما يسيطر الفكر السلفي ألأرهابي على المجتمعات العربية والأسلامية.
يقول احدهم نحن أمة  في حالة خطر.أين هيبة الدولة؟ مجرمين يخرجون عن القانون ويسرحون ويمرحون ويحتفلون بقتل المسيحين والجيش والشرطة يهنئونهم ويصافحونهم
نعم هؤلاء المرتزقة الوهابية هم دولة داخل دولة يتصرفون ويعتدون ويقتلون ويحرقون الكنائس والدولة  عاجزة متفرجة بل قد تكون متواطئة مع الأرهابيين الى أن تثبت العكس.
اليوم ثورة 25 يناير اصبحت في مفترق الطرق أمّا يتم تطبيق العدالة والقانون بحق المجرمين  أو فقدان الأمن والعدالة والحق والحرية ودخول مصر في نفق مظلم قد لا يكون المسيحيين هم الضحية الوحيدة بل يطال المسلمين ايضا لأن السلفيين سيعتدون على كل من يخالف رايهم  لأنها مجموعة تريد احراق مصر بالطائفية ,هذا التيار الوهابي الذي دخل مصر والدول العربية والأسلامية والممول من قبل شيوخ البترول سيقضي ليس على المسيحيين فقط بل سيحارب المسلمين المعتدلين ايضا.
يقول الكاتب المصري المشهور محمد حسنين هيكل في مقابلة مع برنامج"مصر النهاردة"اننا أمام ثورة هو أول خطوة للعلاج وعندها تبدأ المرحلة الثانية وهي الانتقال من وضع قديم إلى وضع آخر جديد ، وهناك بين المرحلتين اللحظة الراهنة والتي تتطلب حكومة قوية جدا تكون الأقوى من نوعها في تاريخ مصر لمعالجة ما فسد في عهد مبارك ، أحمد شفيق(رئيس الحكومة الحالية) مع احترامي له إلا أنه أكد أكثر من مرة أنه من تلاميذ مبارك".
وفي رده(هيكل) على سؤال حول النظام السياسي الأمثل لمصر في المرحلة المقبلة ، قال هيكل " النظام البرلماني بالطبع ، أنا اقترحت تأسيس مجلس أمناء الثورة والدستور ، ما يحدث حاليا يرهق المجلس العسكري ، أثق جدا في طارق البشري ، لكن لابد من دستور جديد ، لا أحد يتحجج بالوقت ، تلك لحظة مؤسسية ولذا يجب أن يكون هناك خطة ورؤية للمستقبل ونظاما واضحا ومحدد المعالم يقنع الناس بدلا من رؤى هنا وهناك وجهات متفرقة ، شباب ثورة 25 يناير أفضل بكثير من الأجيال السابقة ولذا لابد أن يكونوا في الطليعة دائما"انتهى الأقتباس.
انَّ الثورات التي قامت في الدول العربية( والتي ستقوم) كانت بدون قيادة ولا منهج وعليه سوف تعيش المجتمعات العربية في حالة قلق وهشاشة في مؤسات الدولة و قد تطول هذه الحالة سنين بل  عقود , والمسيحيين هم الأكثر تضررا من هذه الثورات لأنّ الفراغ الحاصل في مؤسسات الدولة سيستغل للأعتداء على المسيحيين في هذه الدول كما حدث لمسيحيي العراق وقد يتم سيطرة ألأحزاب الأسلامية( المنظمة والمدعومة من جهات معروفة ) على مؤسسات الدولة بل قد تنجح في الوصول الى السلطة وتشكل دولة دينية كما حدث في ايران بعد أن استغلت ثورة الشباب الأيراني ضد الحكم الدكتاتوري لشاه ايران ,حيث سميت الثورة الأسلامية وأطلقت على ايران اسم جمهورية ايران الأسلامية ,وما اشبه اليوم بالبارحة في مصر حيث بوادر الثورة الأسلامية وبروز الأخوان المسلمين واستقبال القرضاوي من قبل الحكومة ما بعد الثورة والمجلس العسكري (علما انَّ القرضاوي كان قد ابعد من مصر بسبب ارائه المتطرفة) واطلاق سراح المجرمين والقتلة من السلفيين والأخوان المسلمين وخروجهم من السجون والمعتقلات خير دليل على مانقوله,.
أنَّ الواقع اليوم في مصر يؤكد لنا وجود تراخي من قبل الحكومة والمجلس العسكري بحق المجرمين السلفيين الذين يعيثون فسادا أمام أنظار الجيش والشرطة والشعب والعالم كُلَهُ شهد كنائس الأقباط وهي تحترق وعشرات القتلى ومئات الجرحى والى هذه الساعة لم نسمع أو نشهد اجراءات رادعة  ضد هؤلاء  الشيوخ المجرمين المحرضين على القتل والتخريب و الذين يصرِّحون ومن خلال منابر القنواة الفضائية المصرية الرسمية بكل صلافة ووقاحة بأنّهم سيواصلون عملهم ألأجرامي ولن يقف أمامهم حتى القانون لتنفيذ خططهم الشيطانية.
 ألأسئلة المطروحة اليوم
 ماهو مصير الأقباط المسيحيين في مصر بل ماهو مستقبل المسيحيين في الدول العربية والأسلامية بعد ما شاهدنا مشاهد دموية ضد المسيحيين في هذه الدول ورموزهم ومقدساتهم الدينية؟
والسؤال الأخطر والذي يجب التأمل في الأجابة عليه وهو هل هناك أجندات خارجية لأحداث هذه البلبلة وعدم الأستقرار( بعد نجاح الثورات الشبابية) لأشعال الحرب الطائفية  كما حدث في العراق لتطبيق مبدا الفوضى العارمة؟
لماذا هذه السياسات العربية العنصرية بحق المسيحيين ولماذا سياسة الأفلات من العقاب للمجرمين المعتدين على المسيحيين؟اليس هذا يدعونا الى وضع عشرات علامات الأستفهام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل كل ما يجري في البلدان العربية من الأعتدائات بحق المسيحيين هي صدفة,أم هناك تحريض على ارهاب المسيحيين  لأخلاء هذا الشرق من المسيحيين وافساح المجال لتاسيس دول وأمارات اسلامية في المنطقة؟
هل هناك تحالف بين الأجهزة الأمنية والمجلس العسكري والحكومة مع قيادات السلفيين والأخوان المسلمون في مصر؟,والا بماذا نفسر حدوث اكثر من 60 حالة أعتداء على الأقباط والرموز المسيحة وحرق ثلاثة كنائس في مصر بعد ثورة 25 يناير فقط ؟ وكيف تسمح الدولة للمؤسسات الأعلامية والقنواة الفضائية بالتحريض على المسيحيين وفي وضح النهار ؟ماذا نفسِّر قول أحد الجنرالات في الجيش "اننا كلنا سلفيين وحتى الجيش"؟
 
هل من المعقول ونحن في القرن الواحد والعشرين ان تقوم دولة كانت معروفة بحضارتها التاريخية,مثل مصر, بعدم السماح لشعبها ألأصيل(الأقباط) أن يقوم ببناء معابده وكنائسه, وعدم الأعتراف بحقوقه كمواطن له حقوق وعليه واجبات؟ نحن نحتاج الى اجابات شافية الى كل هذه الأسئلة, والآ على رجال الدين ورئاسات الكنائس المحلية والعالمية أن يعترفوا بهذه الحقيقة المرة ويطالبوا العالم ومنظمات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الأنسان والمحكمة الدولية بأتخاذ الأجرائات الردعية بحق المسؤولين الحكوميين  في هذه الدول العربية والأسلامية قبل فوات الأوان
 
 
 
 
خامنئي (خليفة الله على ألأرض) يقول انَّ الثورات التي حدثت وتحدث في العالم العربي هي أمتداد للثورة الأسلامية  الأيرانية!!!!!!
القاعدة تقول انها ثورات تؤكد انتصار القاعدة !!!!!
باكستان ظهرت انها كانت تحمي بن لادن وهي العمق الستراتيجي للطالبان والمجاهدين المسلمين في الماضي والحاضر!!!!!!!!
تقرير يقول ان المسيحيين في باكستان في خطر بعد مقتل بن لادن !!!!!!!!!
احراق الكنائس في اثيوبيا واندنوسيا والعراق  هل هي ايضا صدفة؟!!!!!!!
انها مسالة فكرية مستشرية في المجتمعات العربية والأسلامية, وعقول تؤمن بالعنف والأرهاب,أنَّه فكر ينكر الدولة المدنية فيها تطبق العدالة والمساوات بين جميع المواطنين بغض النظر عن الدين والعقيدة
اليوم نحن بحاجة ليس الى ثورات تطالب بالحرية والديمقراطية فقط  بل نحن بحاجة أيضا الى ثورات ثقافية وثورات حداثة لا بل الى ثورات تقلب الكثير من المفاهيم والأفكار الخاطئة في المجتمعات العربية والأسلامية, وثورات ضد الفكر العنصري والكراهية للأخر وثورات اجتماعية  تغيَّر الكثير من العادات والتقاليد والموروثات المتخلفة.
لايوجد ما يظهر ايجابية النظام الحالي العسكري بقيادة الطنطاوي الحاكم العسكري المطلق الذي يطبق نفس مباديء حسني مبارك في مصر
كان يجب أن يطبق القانون والعدالة منذ اللحظة الأولى لأستلام الجيش السلطة وتشكيل الحكومة . فمبارك لم يطبق القانون والمجلس العسكري الحالي   ايضا لم يطبق القانون بل استمر القانون العرفي(القانون العشائري الذي يتم المصالحة بالتراضي) هو السائد.يسأل أحدهم فيقول" عامل مصري  يطالب بحقه ويتظاهر فيسجن خمسة سنوات والذي يقتل الأقباط ويحرق كنيسة يصافح باليد ".
المجلس العسكري الحالي يعتبر نفسه موقت  ولكن في عهده  تم تعديل الدستور وعلقوا العمل بالدستور. وفي عهدهم يتم صياغة دستور يحافظ على الدستور القديم في مجمل مواده ,وخاصة المادة الثانية منه, التي تنص ,انَّ قوانين الدولة المصرية مستمدة من الشريعة الأسلامية ,وهذا يكفي ليضع المسيحيين الأقباط (كما في العراق) لكي يكونوا مواطنين من الدرجة الثانية بل أكثر من ذلك يمكن اعتبارهم أهل ذمة .
http://forum.iraqchurch.com/showthread.php?t=22158