المحرر موضوع: لا زلنا في سدنيمبول . وأياك أن تخسر هذا المقال ..!  (زيارة 1164 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عصام خبو بوزوة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 172
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لا زلنا في سدنيمبول . وأياك أن تخسر هذا المقال ..!
بلغنا يا صديقنا الحميم . بعد العياذ بالله من الشيطان الرجيم . أن خطابا عبر شبكة الأنترنيت وصل إلى هدى سيدة البيت . فيه  دعوة للمشاركة في برنامج مناقشات عبر الأثير . أنه برنامج مثير , حول التبصر والتبصير . والبحث في مشاكل العباد أينما كانوا في هذه ( استراليا ) أو غيرها من البلاد .  الدعوة أرسلت للمام ( مختصر مدام ) , بناء على أرائها التي ارسلتها للبرنامج من قبل عام . فهي تؤمن بالنقاب وتقول أنها أختارته زيا وليس فيه لحقوقها أغتصاب . 
المام جريئة وذكية , وسريعة البديهة وقوية, تتحدث اللغة بكل سهولة وأنسيابية , لأنها ولدت هنا ودرست باللغة الأنكليزية . ولكنها أيضا ما زالت تشعر بقلق فلن يكون كل الحاضرين قابلين لما ستقوله ولا مدركين لرأيها ولا يحاولون أن يفهموا كيف أنبثق . ولكنها قررت تلبية الدعوة وذهبت بزهاء سلطان . كأنها أميرة مخفية بزي أسود وخمار فتان . لم ينظر أليها الحاضرين كشيء غريب . فهم اختبروا مثل هذه الأزياء حتى لو أعتبروها أمرا عجيب . وعندما جلست أبصرت ثلاث أو أربع أخريات مثلها فعلمت أنها لن تكون وحدها في المعركة وشعرت بنوع من التأييد . ومن حسن الحظ هي من فتحت النقاش وقالت للحاضرين أنها أرتدت النقاب قبل الزواج بعد علم وقناعة ودراية بالقرأن الكريم وتقليدا لما كن زوجات وبنات النبي الكريم يفعلن . هي تشعر بحرية أضعاف تلك التي لا ترتديه ولا ترى فيه شيء بغيض ولا تحديا لثقافة بلاد الأسترال . أن فيه صيانة وسدا يبعد عن المرأة أية اهانة . وفوق هذا وذاك فهي تبهج قلب الله فهذا ما ينتظره من الأناث في رعاياه . صفق لها الفريق بحرارة وفريق أخر بدأ ينظر أليها بمرارة . وكان هناك صوت يعلو من اخرى يقول . هذا ليس صحيح أنا أيضا من نفس الدين ولم أقرأ ذلك في كتاب ولم يلقى علينا في سنة ولا خطاب . فمن أين جئت بذلك ؟ ولكن صوتها كان ملفوفا بالترددات فقالت لها المذيعة . هل انت خائفة . فأجابت نوعا ما لأن الكثير قد لا يصدقونني ويرجحون كلامها . البرنامج فيه من كل صنف ولون . من يؤيد ومن يرفض والكل سيتكلمون . أرجو أن لا تكون هناك مقاطعة وألتزام الدور في المناقشة .
ولأنه أمر كبير بالتأكيد ستتقاطع فيه الأصوات والمشكلة هنا هي شيء مختلف فهم قلقون على انفسهم من شروط الأمان والسلامة والقليل منهم قلق على حقوق المرأة والكرامة . فتكلم أحدهم عن مشكلة النقاب في المحكمة واخر في الشرطة واخر قال ادخل بعض الأماكن فيطلبون مني رفع القبعة فكيف ستسرح وتمرح هي ( المنقبه ) في كل مكان بدون وجه يعرفها ولا هوية تكشفها . فأجابته أختنا في الأيمان .. لا مشكلة لدي في ان أكشف وجهي للشرطي ولا للقاضي إذا أستدعى الأمر ذلك . فأجابها أخر وإذا نجحت غدا في الأنتخابات وطلب منك أداء كلمة في البرلمان . هل ستلقينها مخفية الوجه . فقالت لا مشكلة لدي أيضا في كشف النقاب في قبة البرلمان . وسألها .  وهنا وامام المشاهدين هل ستفعلين إذا طلب منك جميع الحضور ؟  فقالت اجل سافعل . فقال لها أذن ما كل هذا الكذب والنفاق .أذا كنت ستكشفين وجهك للشرطي وللقاضي في المحكمة وفي البرلمان وامام النواب وأمام المشاهدين أذا طلبوا منك ذلك أذا لماذا ترتدينه أصلا ؟ أنت تكذبين على مجتمعي وعلى بلدي وعلى ثقافتي التي لا تميز بين المرأة والرجل وبعد كل هذا وذاك لا يهمنا أن نرى وجهك أو لا  . بل ما يهمنا من يختفي خلف ذلك السواد . أنثى ؟ رجل ؟ أنتحاري ؟ لص ؟ أو أي شيء . أنت في مجتمع يتطلب هوية تعريف ووجهك هو أفضل هوية قد نعرفك من خلالها .
أنها حرب كلامية فهناك أمام أخر في الجلسة وأخريات يقلن لا ويرفعن الكفوف بحثا عن رخصة كلام أو يقاطعن الحديث دون أذن وكأننا كما يقول المصريين في حمام نسوان . لن تعرف المنتصر من الخاسر حتى لو أستمر الجدال . ومقدمة البرنامج سعيدة مبتسمة فهي أثبتت في النهاية أن برنامجها ناجح وأن أختيارها للمواضيع دقيق ومثير . وودعت مشاهديها على أمل اللقاء بهم في حلقة جديدة . ولكن البرنامج لم ينتهي بعد ولا زال صوت الاسترالي يرن في الأذان . فمن سينتصر في النهاية لا احد يعلم  ولكن بالتأكيد من سينتصر سيلون الشوارع بازيائه أو سيقلبها إلى سواد يعتقد انه فتان . وعجبي كيف علم ربيعة بن عامر بأن المليحة في الخمار الأسود مليحة وساحرة الجمال . أتراه تلصص عليها وسرق نظرة أم انه كان ينافق في أمر ويجامل صديقا كما تقول الرواية . أيا كانت الحقيقة تظل أبياته  الشعريه ساحرة وجميلة ولا تمت لثقافة النقاب بصلة لا من قريب ولا من بعيد . وليسامح الله كل من خيم النساء وكفنهن لكي لا يزل في صلاته او يحيد .




                   عصام سليمان _ تلكيف
                     سدني  -  أستراليا
Assyrian_publisher@yahoo.com