المحرر موضوع: نواقـيـــــــس الـــرحـــيل  (زيارة 925 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أم أيمن

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 821
  • ANISA DAWOOD YONAN
    • مشاهدة الملف الشخصي
 

نواقـيـــــــس الـــرحـــيل

 

    ان الشارع العربي اليوم يعيش حالة من التوتر والقلق والإنفلات الأمني والإنفجار الفوضوي
 بسبب المواجهات المستمرة منذ اشهر بين المتظاهرين وقوات الأمن نتجت عن الفراغ الكبير الذي تركه
 الحكام العرب بينهم وبين شعوبهم مما ولّد احتقان كبير لدى الشعوب العربية وقريب من الانفجار !!
و بذلك إنفعل المواطن العربي وزادت معاناته وغضب وإرتفع صوته لكي يطرد من داخله الإحتقان الذي صبر عليه زمن طويل !!

اليوم .. وبعد ان تغير الوضع القديم ، وظهر
جيل اليوم وهو جيل جديد يختلف تماما عن جيل الآباء والأجداد ، انه جيل لم يتعود على تقبيل أيدي أبيه أو جده .. جيل لا يخشى المخاطر والمصاعب .. جيل بدا عليه الإستهتار واضحا بأغلب قوانين وانظمة الحياة .. فيخرج بسيارته ويقود بسرعة جنونية ولا يهابه قطع إشارات المرور .. جيل لم يتعود على شرب اللبن مساءا او إطاعة الوالدين او النوم مبكرا .. جيل تمرد على الكبير قبل الصغير .. جيل أكثر وعيا و إطلاعا على تقدم العالم الخارجي والثقافات المختلفة .. جيل دخل على الإنترنت مبكرا جدا ومنذ نعومة أظفاره وتجول في كل المواقع ورأى كل شئ وأي شئ بدون استثناء أو إستحياء .. وعرف ورأى في طفولته المبكرة مالم يراه أو يعرفه آباؤه في شيخوختهم المتأخرة !!

 هذه هي بكل بساطة صورة مصّغرة لجيل اليوم والذي يشعر بضرورة تحقيق الذات الوطنية ويرى بأن له القدرة على التغيير الفعلي لأنظمة بلاده وحكّامها ويمتلك وبقوة الإرادة والوعي الكاملين !!

إن
أنظمة الحكم العربية هذه قد إستمرت على كراسيها لسنوات طويلة حتى شاخت وتجاوزت الزمن المعقول . واليوم الكثير منهم يعيش حالة إصرار يصل الى مستوى عناد الأطفال وواضح أن وجوههم تملأها الحزن والخوف والأسى أزاء ما يحدث في الشوارع العربية خوفا وقلقا على مُلك يتأرجح وبات على وشك الضياع وحكما اصبح على شفير الهاوية .. هؤلاء الحكام لم يعتادوا على ذلك من قبل ، لأن الحاكم العربي تعود ان يأمر فيطاع ..  يعامل شعبه بكل إستخفاف .. تماما  كمعاملة السيد للعبد الذي يملكه .. له مطلق الحرية في ان يحيي ويميت .. يعّز ويذل .. ويقول للشيء في مملكته كن فيكون .
للأسف تلك هي الفكرة السائدة لدى الغالبية الساحقة من الحكام العرب .. !!

 لذلك نجدهم يتمادون في جرائمهم وظلمهم ويطبّقون قاعدة أنه لا احد مطلقا يفهم افضل منهم وانهم (
الحكام فقط )  من يمتلك الرأي الصائب دائما دائما .. بل واكثر من ذلك فهم معصومون عن الخطأ .. مما يعني أنه كل مخالف لهم فهو مذنب ومخطىء و يستحق القصاص !
كيف لا وإن هؤلاء يعيشون حالة من الإنفصال عن واقع الحال .. ولذلك نراهم ينسجمون في خيالاتهم وأوهامهم بدرجة تنّسيهم حتى انفسهم .
 فلا يكتفي اي واحد منهم من التمتع بالمديح والشكر والتي تتجاوز العقل حتى يصدّقوا انفسهم وكأنهم الأنبياء او الرسل الذين اختارهم الله لهذه الدولة او تلك .. فنراهم يمنحون أنفسهم بعض الألقاب و الصفات والأسماء التي لايمكن إطلاقها إلا على الآلهة  .. وذلك بسبب
جنون العظمة الذي يعانون منه محاولة لسد الفراغ النفسي الذي يفتقدوه .
 
 والغريب في الأمر أن هذه الأنظمة مصرّة على التمّسك بكراسيها بأية طريقة وبأي ثمن حتى لو كان المقابل إحتراق البلاد او ضياعها !! وعندما تشعر بإستحالة عيشها وبقاؤها للأبد فإنها تسعى لتوريث السلطة للأبناء تحت
فكرة
( ابنائي اولى بأملاكي ) ، وفي حالات اليأس الأخير وحضور الخطر نراهم يسرعون ويركبون طائراتهم ويحملون حقائب أموالهم ويتركون الوطن فليحترق بأهله وإحتوآته فقط ليعيشون هم في رفاهية في البلد الذي يقبل إقامتهم ..

اما اليوم .. وبعد بزوغ الفجر ودحر الظلمة فليفهم هؤلاء الحكام بأن زمن السكوت ولاّ وبدون رجعة وانه تجاوز وعيهم المتخلف ..

لأن جيل القرن الحادي والعشرين ليس كجيل القرن العشرين .. إنه جيل لا يعترف بأن  التعبير عن الحرية والكرامة يُشكّلان خرقاً للقانون ...
 فهو جيل ، واعي ، متحد ، صلب ، مثقف ، صامد ، مذهل ، شامل ، معبّر، شجاع  ..

    ان هؤلاء الحكام يجدون أنفسهم في مواجهة مع مجاميع من الشباب الثائر الهادر المحتج في الشوارع العربية .. ، شبابا تفتحت اعينه على أفكار حديثة وتقنيات واعية لا تقدر ان تفهمه تلك الأنظمة او ان تضعه في الإعتبار . ان هذا الجيل ليس قابلا للخداع أو المساراة او الإحتواء كما كان الحال مع جيل الآباء والأجداد ..
 انه جيل مختلف شعر بالهوان ولم تعد ترضيه وعودا ببعض الوظائف أو زيادة المرتبات لأن الأمر تجاوز ذلك بكثير حيث انه جيل أكثر تمردا و طموحا ومعاناة لانه لا يهتز من أزيز الرصاص ولا يرعبه مقتل الآلاف منه ، لا يستنجد بأحد لا بالشرق ولا بالغرب ، انه يواصل بلا خوف أو يأس ، الصيحات الوحيدة التي تنتقل عبر موجات الأثير والى كل أصقاع الدنيا هي المطالبة بالحرية وكأنها صيحات الثأر من مجاميع اللصوص والفاسدين الذين يحيطون بالحكام والزعماء العرب والذين يزينون كل شيء للحاكم ويوغلون صدره على أبناء شعبه حتى يصبح الشعب هو عدوه اللدود الأول والأخير !!.

  لقد سئمت الشعوب من  مراوغات وألاعيب الحكام النتنة . سئمت من قتل الأنفس وتدمير الممتلكات .. سئمت من فشل الأنظمة والسياسات ..
 وهذه الشعوب اليوم تعتبر الحكام حجرعثرة أمام تحقيق أحلامها وأحلام أجيالها القادمة !!

  لقد دقَّتْ نواقيس الخطر بقوة في دوائر الحكم وتبعتها
نواقيس الرحيل لأنه .. حان الوقت لهتاف الشعوب :

كفى قتل و إعتقالات .. كفى كذبآ وتحقيرآ بالأبرياء  ..
  كفى دسائس وسرقات .. كفى تهريجآ وتمثيلآ
وضحكآت على الشعوب


إرحلوا وبأسرع وقت ممكن قبل قدوم الثوار و فوات الأوان لأنكم لا ترحمون شعوبكم ولا تدعون رحمة الله تنزل على كل مختلف معكم !!

لو كان هؤلاء الحكام يقولون بأنهم أنتخبوا من شعوبهم في نزاهة وصدق فلماذا اذا لا يرحلوا عندما طالبهم الشعب بذلك حيث أنهم بعيدون كل البعد عن مستقبل شعوبها ،
 خارجون تماما عن إرادتها ؟


لماذا يهدر هؤلاء الرؤساء الدماء ويقتل المحتجين ؟ .. لماذا لا يرحلوا و احتجاجات الشارع تطالبهم بالرحيل ؟ و لماذا لا يعترفون بحالة التغيير المفروضة ؟ و لماذا لا يؤمنون بمبدأ التداول على السلطة ؟ .. لماذا يعتبرون ثروات الاوطان والشعوب ملكا خاصا لهم ولعائلاتهم و يتصرفون فيها كيفما شاءوا دون حسيب او رقيب ؟ و لماذا يعتبرون ما يقدمونه لشعوبهم من الثروة منة ومكرمة ؟
 ألم يكفي لهؤلاء الحكام وابناؤهم ما أكلوه من لحوم الشعوب ، وما شربوه من دمائهم ؟؟..
هل نسوا ان هذه الشعوب هي التي أجلستهم على عروشهم ؟ .. فبدلاً من مكافأتها ، تعالت هذه الحكام عليها .. قتلت شبابها .. رمّلت نسائها .. وعبثت بمقدراتها وبثرواتها .. وطغت في البلاد وأكثرت فيها الفساد !!  
يتمسكون  بكراسيهم حتى الموت ولا يؤمنون سوى بشعار

 " الحياة لنا والموت للجميع "
 ..
 أي شر يسكنهم ؟ وأي جنون مناصب يعانون منه ؟؟

فهل تستطيعون ايها الحكام العرب ولو لمرة واحدة ان تتشّجعوا و
تقدموا إعتذارا لشعوبكم عما قمتم به من ظلم واستبداد ولسنوات عديدة ..
   وبعدها
فلتتنّحوا عن السلطة .. وليغني الله هذه  الشعوب عنكم
وعندئذ سيكون من الممكن ان تحفظوا ماء وجوهكم وان تحافظوا على القليل المتبقي من كرامتكم ..!! ام ان ثراء السلطة اعمى بصيرتكم وحجب عنكم الحقيقة القاسية التي يعيشها ويعاني منها الشارع العربي ؟

فيا زعامات العرب ..
نبشّركم بأن الشعوب العربية إستيقضت من غفوتها الطويلة بعد سبات دام سنوات عديدة ولا توجد قوة في الأرض تستطيع أن تعيدها إلى نومتها الأولى وها قد بدأت بالتحرّر ..
وإن سياسة الأصلاح ومحاربة الفساد السياسي والمالي والإداري قد طرقت ابوابكم منذ ثورة تونس والتي اجتاحت بقوة الدول العربية الأخرى !!  ..

 وها هو
طوفان الحرية قادم !  والويل ثم الويل لمن يقف أمامه مهما بلغ جبروته ..! وهذا الطوفان لن يتوقف عند دولة .. بل سينتقل من دولة الى اخرى ..

لقد دقت
نواقيس الرحيل عندما .. أشرقت شمس الحق بوجهها على الشعوب .. ومعها دقت طبول الفرح بعرس الشهداء ونصر الثوّار ومع نواقيس الرحيل هذه
 فتح الشعب باب الكرامة ونادى بأعلى صوته ..
 لا للفساد .. لا للظلم .. لا للطائفية .. لا للإحتكار ..

والف لا ولا ولا للعبودية !!



أم أيمن
اثــــيـــــ( 2011 )ــــــنـــــا


 

«« اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس .. فتذكر قدرة الله عليك »»