المحرر موضوع: ترقبوا الانتاج الايراني الجديد - رادع حسن نصرالله النووي  (زيارة 1288 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Wadii Batti Hanna

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 243
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ترقبوا الانتاج الايراني الجديد - رادع حسن نصرالله النووي 
 

الدكتور وديع بتي حنا
wadeebatti@hotmail.com

كانت علامات القلق والحزن واضحة على والدة رائد الفضاء السوفيتي يوري كاكارين وهي تجلس مع ابنتها تنصت الى اذاعة موسكو تذيع البيان الرسمي بترقية ابنها الى رتبة رائد في الجيش الاحمر وتسجيل اسمه في لوحة الشرف في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي . استغربت شقيقة رائد الفضاء وهي ترى والدتها ليست سعيدة مثلها ولاتطير من الفرح فقالت لها : لماذا انت هكذا يااماه , انه فخر عظيم . أجابت الام وهي تسأل ابنتها : هل مات اخاك , هل وقع له مكروه , انهم يفعلون هكذا مع الموتى ! لم تكن والدة كاكارين متعلمة الى درجة عالية لكن كلامها يعني الكثير,لم يدر بخلد والدة رائد الفضاء ان يكون ابنها استثناء في تعامل النظام الشمولي مع رعيته نظرا لان ماقدمه كاكارين حينها للنظام كان استثناءً في كل المقاييس وهدية لاتقدربثمن. ترى هل يعيد التاريخ نفسه و يكافئ النظام الايراني السيد حسن نصرالله ويعيش تلك اللحظة ويعيشها الجميع واقعا في حياته؟

ان الرد الاسرائيلي العنيف بل الوحشي على العملية التي نفذها حزب الله في اسر الجنديين الاسرائيليين قد جرًد الحرب اللبنانية الاسرائيلية الاخيرة من اية نتائج ايجابية يمكن ان يجنيها لبنان حقيقة ملموسة فورية كطرف من اطراف هذا النزاع , ناهيكم عن ان هذا الرد الهمجي قد جعل من عملية حزب الله تفقد رتوش النصر التي احاطت بها في اللحظات الاولى بعد الاعلان عنها لتتحول الى سبب رئيسي في التدمير والتضحيات التي اعقبت ذلك . يقينا ان الاسرى اللبنانيين , حتى وان افترضنا ان اسرائيل ستطلق سراحهم كاحدى نتائج هذا الصراع , لن يشعروا بسعادة الحرية وهم يعودون الى بلدهم ليشاهدوا ويعايشوا تلك الحقيقة المرة التي تكمن في ان ثمن حريتهم كان اطفال قانا وشيوخ قرى الجنوب وممتلكات الابرياء في الضاحية الجنوبية و البقاع ومئات الالاف من المشردين الذين اصبحت تجمعهم مدارس لبنان. من اين لهذا الاسير ان يشعر بسعادة الحرية وفي رقبته كل هذا الدين الكبير؟ هل سيتحمل قلبه ان يزور قانا او يعيش مأساة الجنوب يوميا , كانت ( ألا بوكاجوفا ) من اشهر المغنيات الروسيات واتذكر كيف كانت تنفعل الى حد البكاء وهي تصرخ وتغني وتوصي قائلة ( لاتبني سعادة على مأساة الاخرين ). كان الله في عون اؤلئك الاسرى فلم يكن هذا خيارهم وكتب عليهم القدر امران احلاهما مر , سجون الاحتلال او اغلال دين الوطن , ربما لاننا تعلمنا ان نؤمن انه ما مِن حب اعظم من هذا أن يضحي الانسان بنفسه عوضا عن أحبائه وليس العكس. ليس هذا احباطا لمعنويات المقاومة وسباحة ضد تيار الوطن بقدر ما هي محاولة للدعوة للتخفيف عن كاهل المساكين الذين  كُتِب عليهم ان يكونوا دائما وقودا له وكأن شرف الوطن والامة بوابة تقرر ان يتناوب فقط اؤلئك المساكين على حراستها والاستشهاد امامها ,. ان العراقيين الذين يعيشون مأساة بلدهم هو اكثر قدرة على التحسس بما اصاب و يصيب اشقائهم في لبنان لان الذي يداه في النار أجدرفي وصف الحالة من غيره , ولذلك حرام على ابطال المزايدات في الاعلام والفضائيات اصرارهم على الاستمرار في هذا الدور بينما هم يذهبون في الليل الى فراشهم مع زوجاتهم او جواريهم والمساكين لديهم رب يقاتل معهم.

اذا كان السيد حسن نصرالله قد وعدنا بنتائج مستقبلية لهذه الحرب تتمثل في انه يرى فيها بداية النهاية للعقلية الاسرائيلية المتغطرسة فان هذا لايعني ان هذه الحرب خالية تماما من النتائج الانية التي جاءت لتلبي مصالح بعض الاطراف الاقليمية و في المقدمة منها ايران. لقد جاءت الحرب اللبنانية الاسرائيلية الحالية وكانها الرداء الذي فُصٍل وخيط على المقاسات الايرانية شكلا وزمانا ومكانا , ففي الوقت الذي كاد المجتمع الدولي ان يطبق الخناق على النظام الايراني فيما يخص الملف النووي , بينما كان هذا النظام غير مستعد بعد لمجابهة المجتمع الدولي وبحاجة الى  وقت اضافي للمناورة واعادة ترتيب الاوراق , جاء حزب الله في لبنان ليخفف الضغط عن ذلك النظام ويوجه الاهتمام الى جانب اخر من الساحة ويمنحه ذلك الوقت الاضافي , كما ان الرد الاسرائيلي الهمجي المتمثل في هذا الاستعراض المفرط لالة التدمير الاسرائيلية أذكى الشعور الواهم لدى الكثير من العرب والمسلمين في ضرورة ايجاد ذلك العامل او تلك الحلقة المفقودة التي من شأنها ان توازن معادلة الصراع والمتمثلة في اي رادع استراتيجي يدخل ضمن اسلحة التدمير الشامل يكون بمثابة جرس انذار لاسرائيل تكون على استعداد لسماع صوته , يمنعها من التمادي في ضرب الاخضر واليابس كرد فعل او انتقاما لعملية ما , ومن الطبيعي ان تتجه الانظار في هذا المجال الى النظام الايراني وبرنامجه النووي كونه ( الامل المرتجى ) لتلك الجموع المشحونة بكل شحنات المشاعر الدينية والقومية. ان اي اعلان ايراني عن نجاحات جديدة في البرنامج النووي في هذه الظروف يتوِج ايران زعيما اوحدا للعالم الاسلامي يمنحها الفرصة للتفاوض باسمه واعادة ترتيب خارطة المنطقة والعالم في اجواء من مساومات الغرف المظلمةومن الطبيعي ان  تأخذ تلك المساومات اولا المصالح الايرانية قبل ان تلبي مصالح اللبنانيين الذين دفعوا ويدفعون الثمن الكبير في هذه النتيجة. من ناحية اخرى وبغض النظر عن اي نتيجة انية فان الحرب اللبنانية الاسرائيلية الاخيرة تعكس بشكل مقلق الدور الايراني الكبير في اشعال النيران في المنطقة كما في إخمادها , وهو بمثابة رسالة ايرانية بالغة الخطورة الى المجتمع الدولي تتمثل في ان الضغط على ايران وليس التحرش بها يؤدي الى وضع المنطقة في مرجل كبير تشتعل تحته النار التي يُعرف الايرانيون بولعهم وتقديسهم ( في سرهم ) لها. وهنا اعتقد ان الكثيرين يتفقون معي في ان وزير الخارجية الفرنسي الذي إلتقى نظيره الايراني في بيروت كان ينظر لهذا اللقاء باهمية بالغة تفوق باضعاف اهمية لقائه , اي الوزير الفرنسي, لرئيس الجمهورية اللبناني او حتى رئيس وزرائه. ان الادارة الامريكية بسياستها الحمقاء والادارات الغربية تعلم جيدا ان التربة في الشرق الاوسط مهيئة جدا لنبات بؤر كثيرة على شاكلة حزب الله وقد اصبحت عملية بعث الحياة في هذه البؤر بالنسبة للنظام الايراني أشبه بعملية ضغط اصبع بسيطة على لوحة المفاتيح في جهاز الكومبيوتر, فماذا ستكون النتيجة لو تم مثلا رفع الغطاء رسميا , بفتوى من طهران , عن اطراف شقيقة لحزب الله في العراق في وقت يوجد فيه اكثر من مئة الف جندي امريكي على ارضه.

لقد قدًم السيد حسن نصرالله لايران هدية ربما تعادل اضعاف ماقدمه كاكارين للنظام الشيوعي السوفيتي وقتها فهل ستكافئ ايران السيد حسن نصرالله في الاسابيع القادمة ( بخبر سار ) يعلنه الرئيس الايراني عن انجاز نووي جديد يحمل اسم السيد حسن نصر الله . ترقبوا الانتاج الايراني الجديد , رادع حسن نصرالله النووي.